بودكاستضيف شريف

اللواء تامر المعايطة: أبو شاكوش ليس شخصاً واحداً | بودكاست ضيف شريف

في عالمٍ حيث تختلط الصور النمطية بالواقع، يُطلّ علينا اللواء الدكتور تامر المعايطة ليس فقط كرجل أمنٍ عاصر تحوّلات الأردن الحديثة، بل كمفكّرٍ يربط بين الشرطة والمجتمع بخيطٍ من التواضع والحكمة. عبر مسيرة امتدت لأربعين عاماً، لم يكن الأمن العام مجرد وظيفة للمعايطة، بل “مدرسةً وبيت خبرة” – كما يصفه – تعلّم فيها أن الضبط الحقيقي يبدأ بضبط النفس، وأن الشرطي “من الناس وإلى الناس”.

هذه المقالة تحفر في سيرة رجلٍ رأى في الخدمة الأمنية عبادةً، وفي القانون وسيلةً لتحقيق العدالة دون انتقاصٍ من الكرامة الإنسانية. من طفولته في الكرك بين كتب المكتبات، إلى مواجهته أصعب الملفات الأمنية، يروي المعايطة كيف يُبنى الشرطي الأردني على قيم “الخلي الهاشمي” – التسامح والعفو – وكيف توازن الأجهزة الأمنية بين حماية النظام العام واحترام حق التعبير، حتى في أحلك الأزمات.

نغوص هنا في محطاتٍ فارقة من تجربته: إدارته لأزمة مشفى السلط أثناء الجائحة، وتعاطيه مع ملف اللاجئين السوريين برؤيةٍ ترفض “التوطين” وتؤمن بالشراكة، وموقفه الصارم من أن لا مكان عصيّاً على القانون في الأردن. كما يكشف عن فلسفته في التعامل مع “المندسين” في المظاهرات، ودور التكنولوجيا في مراقبة أداء الشرطي دون انتهاك الخصوصية.

في سرده، يرفض المعايطة تصوير نفسه كبطلٍ خارق، بل كمُصلحٍ يؤمن أن “الشرطي الناجح هو من لا يغضب”. عبر حكاياتٍ من الميدان – مثل قصة “كاميرا البدي كام” أو مفارقات التعامل مع المجرمين “النافذين” – يقدّم دروساً في القيادة الأخلاقية التي ترفض الواسطة وتحتكم للشفافية.

هذه ليست مجرد سيرة ذاتية، بل إضاءة على عقلية الجهاز الأمني الأردني في أرقى تجلياته: حيث الانضباط لا يلغي الرحمة، وحيث يُختبر رجل الأمن ليس بقدرته على حمل السلاح، بل بقدرته على حمل هموم المواطن البسيط. مقالةٌ تفتح نافذةً على عالمٍ نادراً ما يُكشف، بعيداً عن الإثارة الإعلامية، وقريباً من الوطنية التي تُبنى بالعمل لا بالشعارات.

المراحل الزمنية للبودكاست:

  1. البداية والترحيب (0:00 – 2:30)
    • مقدمة البرنامج والترحيب بالضيف، ونبذة عن مسيرة اللواء المعايطة (40 سنة في الخدمة).
  2. الطفولة وتكوين الشخصية (2:30 – 12:30)
    • تأثير الطفولة كابنٍ بكر، علاقته بوالده، دور القراءة والمكتبات في صقل شخصيته، وغياب الطفولة “العبثية”.
  3. الأمن العام: الهوية والرسالة (12:30 – 25:00)
    • وصف الأمن العام كـ”مدرسة وبيت”، ثقافة التنوع والتسامح، فلسفة “الضبط الذاتي قبل ضبط الآخرين”، ودور التربية الهاشمية.
  4. التحديات الأمنية: المظاهرات والمندسون (25:00 – 38:00)
    • آليات التعامل مع المتظاهرين، ظاهرة “المندسين” (بمن فيهم مرضى نفسيون)، ودور التوجيه المسبق للشرطة.
  5. التكنولوجيا والأمن: الكاميرات ومركز القيادة (38:00 – 50:00)
    • كاميرات “البودي كام” لمراقبة أداء الشرطة، مركز القيادة والسيطرة (911)، والتطور التكنولوجي في الأمن العام.
  6. مواقف إنسانية وتوازن بين القانون والتعاطف (50:00 – 63:00)
    • قصة مشفى السلط أثناء جائحة كورونا وزيارة الملك، فلسفة “الشرطي خادم للمجتمع”، وقرار صعب متعلق بمبعد أوروبي.
  7. تحديات خاصة: اللاجئون السوريون والجرائم (63:00 – 75:00)
    • إدارة مخيمات اللاجئين، تصنيف الجرائم، العلاقات الأردنية-السورية، ونماذج ناجحة (كالمجالس المجتمعية).
  8. ختام الحلقة: رسالة للشباب وأسرار النجاح (75:00 – 83:00)
    • نصائح للشباب الراغبين بالانضمام للأجهزة الأمنية، أهمية “السيطرة على الغضب”، وخلاصة فلسفة العمل الأمني.

بداية البودكاست

شريف الزعبي: أهلا وسهلا بكم بحلقة جديدة من برنامج ضيف شريف

يقولون أهل القضاء البينة على من ادعى واليمين على من أنكر دعنا نعلم ما قصة هذه المقولة.

ضيفي اليوم الذي شرفني واتشرف به صراحة والبرنامج زاد شرفاً بوجوده اللواء الدكتور تامر المعايطة الباشا كيف الحال

اللواء تامر المعايطة: أتشرف بك

شريف: أقول لك دكتور أم باشا

اللواء: قل تامر

شريف: رفع الله من مقامك، فعلياً هذا ما هو معروف على رجل الأمن في الأردن التواضع وأنه من الناس

اللواء: ونحن من الناس ياسيدي  

شريف: هناك صورة نمطية في ذهن الناس لذلك وللحديث ذو شجون، ولكن في هذا البرنامج تريد أن تعرف الناس من اللواء تامر المعايطة تاريخك أربعون سنة في الخدمة حدثني عن هذه الجزئية، جزئية الطفولة

اللواء: مثل ما تفضلت أنا من الناس وطفولتي مثلي مثل الناس ممكن تميزت قليلاً لأنني كنت الابن البكر لأهلي وهذا يعني الابن البكر دائما يحصل على دلال وخوف من الأهل أكثر فأشعر احياناً أن طفولتي لم يكن فيها تعب و لا لعب، تربيت وحظيت باهتمام كبير من والدي رحمه الله وكنت رفيقه وعلمني أن أكون صديق قبل ان أكون أب ورافقته كثيراً في حياته من هذه الطفولة التي بدأتها مع والدي رحمه الله أنني لم أكن يسمح لي ان العب مع الأولاد في الشوارع واعيش طفولة حقيقية من قدر قلقه عليّ فكان الصديق رحمه الله على كل حال، في بدايات حياتي في الكرك كان مدير مدرسة أو مدير مدرستي وانا معه في أثناء فترة الدوام وعندما نذهب على البيت كان نذهب باكراً وبعد الظهر كان له صديق يجلس عنده بعد العصر على باب مكتبة فكنت لا أجلي في المكتبة فأدخل على القصص والروايات فطفولتي كانت قراءة وكنت مشارك مع المطالعين دائما ومسابقات الخطابة والشعر ساعدت هذه الأمور في تكوين الشخصية جداً لدرجة أن روايات اجاثا كريستي والألغاز وغيرها كلها في الطفولة لمرحلة أصبحت أمر على كتب على مستوى أعلى

شريف: هل كان في ذهنك أن تكون رجل أمن؟

اللواء: لم يكن يخطر على بالي في تلك الفترة لكن طبيعة الحياة والملل وعدم جلوسي خارجاً في الشمس فكنت ادخل على المكتبة التي كان يجلس على بابها والدي وأجلس مع الكتب وأسرح لساعات وقد تصدم أنني كنت أقرأ كتب ومجلدات

شريف: هل كنت حازم مع أصدقاءك

اللواء: كنت طبيعي جداً حتى كانوا يصفونني أنني لست صديق ممتع كنت جاداً كثيراً في حياتي، متعة الأطفال وفرح الأطفال والعبثية والشقاوة غابت عن الحقيقة

شريف: ماذا يمثل لك جهاز الأمن العام ونحن نتكلم عن أربع عقود هو عمر طويل

اللواء: الأمن العام هو بيتي ومدرستي والأمن العام الأردني ليس مثل أي جهاز في العالم له ميزات خاصة

شريف: أحب أن أسمع

اللواء: هذا الجهاز حقيقة مدرسة وبيت خبرة وبيت حكمة أمضيت فيه ثلثي عمري وهذا البيت الذي هو مؤسسة ليس مثل المؤسسات المدنية لا أعرف إخواني المدنيين استطيع ان أنقل لهم الجو أو بيئة الأمن العام نحن نأكل ونشرب وننام فيه، نذهب إلى الدوام ونبقى لأيام دوامنا طبيعته هكذا، أكلك وشربك مع ضباط الشرطة ومع أصدقاءنا ومع العمل وتعاملنا فيه شيء من القساوة والمواجهات والمخاطر الكثيرة على الحياة فهذه المواجهات مه الإجرام مواجهاتنا في قضايا خطيرة وملاحقات ومتابعة للمجرمين خاصة في الليالي، هذه الأمور تجعل الوحدة والألفة وتبادل الخبرات ونتبادل المعيشة والميزة انه ليس لون واحد ، أقصد في جهاز الأمن العام تجدنا في المركز أو في موقع العمل واحد من إربد وآخر من السلط وثالث بدوي والرابع فلاح وهذا من الجنوب وذلك من الكرك  والأخير من معان ونختلط ونكون أسرة فانظر على هذه الجمالية والتنوع فتعيش لحظات الجمال للأردن فيها فالأمن العام مؤسسة ليس فقط أمنية بل مؤسسة تربوية دينية ثقافية وعلمية وحضارية

شريف: حدثني عن الشرطي الأردني كإنسان قبل ان يكون مسؤول

اللواء: نحن نقول دائماً نحن تربية الهاشميين عندنا شيء نسميه تربية وشيء اخلاق وشيء أعلى نقول خليك هاشمي أي ليكن التسامح والعفو أعلى القيم عندك، ليس الرأس بالرأس أحدهم أخطأ عليك أو عصب منك وأريد أن أفتش بيت وأصحاب البيت يفتحون البيت، آسفين غلبناكم يجب ان نحضر كل المطلوبين لعندكم، لا نتواجه بالشتائم وأنتم قادمون فتأخذون ابننا فكنا نقول لبعضنا خلي اخلاقك هاشمية

الذي يتعود على التسامح والعفو عادي نسمع الشتائم ولا نلقي لها بالاً لأنني كنت أقول لهم دائماً وقيلت لنا من قادتنا السابقين أنت لست مقصود بالسبة المقصود البدلة التي تمثل جزء من وطنك والدولة تتحمل أولادها فعادي كنا نسمع مثلا مسبات وشتائم وكلمات فهذه هي الأخلاق فالشرطي الأردني مربى بطريقة عجيبة وغريبة

هل تعلم عندما كلمة ضابط أو ضابط صف من أين اصلها من الضبط ان تضبط نفسك قبل ان تضبط الآخرين فاليوم كيف يمكنني ان أكون ضابط واضبط مظاهرة او حدث امني أو اضبط انفعالات شرطة إذا لم أكن ضابط لنفسي فهذا الدرس الأول

شريف: قرأت المقال لك الذي نشر بتاريخ 10/4 عن المظاهرات وحيثياتها أي بخصوص الأحداث الأخيرة على قطاع غزة لفت انتباهي كأنك تقول أن الجهاز الأمني تعود بشكل يومي كأنه دوام أنه كل يوم ينزل ويتعامل مع الناس ، كمية ضبط النفس التي تحصل مع الضباط مثل ما قلت حضرنك اشكال وأنواع وفعلياً هناك أشخص قادمة من قلبها في الظاهر وهناك أناس مدسوسة وهناك أناس قادمة لتقدم فقط ولو شيء معنوي في الوقفة، كيف يستطيع الشرطي الأردني أن يضبط نفسه لأعلى درجة من درجات رباطة الجأش

اللواء: وضعت يدك على الجرح، نحن دائماً قبل أن نخرج للواجب نحاضر الشرطة ونؤهلهم ان المتظاهر أردني وعنده قضية وهذا ما يراه كوسيلة للتعبير وقد كفلها له الدستور ومطلوب ان أحافظ عليها وعليه من المندسين وأن يكونوا متظاهرين لا يخرجون عن النظام العام

شريف: هل هناك مندسين انا قلتها ولكن حقيقة هل هناك مندسين؟

اللواء: طبعاً هناك مندسين ونتعرض لهم كثيراًن أحكي لك بعض القصص تقول مثلاً مظاهرة لأشخاص إسلاميين وتقول هناك حركة تحرش بالبنات، يقولون نحن لا نتحرش وأقول من قال أنك لوحدك في المظاهرة هناك من وجدها فرصة لتجمع بشري أليس لدينا قصص لأعراس يحضرها اشخاص غير مدعوين ويحضرون لأنه يدعو دعوة عامة هل هناك اشخاص معهم بطاقات دعوة كمتظاهرين فتدخل اشخاص ليتفرجوا وهناك أشخاص لديه امراض نفسية وهناك اشخاص يعانون من كبت جنسي جاء ليدخل في تجمع للفتيات لا نتكلم عن المندسين بقصد او باتجاهات سياسية لأنه هذه هي الصورة النمطية المعروفة وهناك اشخاص تقول مرة طريق وهناك فرصة شاهد الفتيات ورأى أناس يقفون ويحاول أن يدخل وهناك أناس يدخل من باب الفضول ويعمل أشياء يمكن غير منظمة وغير منضبطة

فكلمة مندسين ليست مقصودة بشيء معين ولكن يمكن أن يكون هناك اشخاص مرضى نفسيين وهناك جماعات مثل مباريات كرة القدم ألا ترى اشخاص تأتي وتسرق وتأتي وتخرب لأنها دعوة عامة وتكون غير منضبطة وغير ملتزمة لا تحتوي على معايير

شريف: هل تحاضرون بالشرطة

اللواء: طبعاً نحن أول محاضرة نتكلم بها أن المتظاهر أردني وخرج يعبر عن بوسيلة كفلها له الدستور سواء أحببناه ام لم نحبه ليست قصتنا وانا هذا واجبي الأمني أن تكون المظاهرة ناجحة بأن لا تعتدي على الطريق العام ولم تؤذي الناس وأنه لم يدخل مندسين لأن هؤلاء المندسين يحلون مشاكلهم اول بأول نحن نجد أشخاص متحرشين نسحبهم اول بأول وهناك أحياناً هم من يقومون علينا عكسياً يعتقدون أننا سحبنا اشخاص من جماعتهم فيكون هناك التباس ودائماً الخوف والقلق علي في هذا الواجب أنا كمسؤول أمني دائماً قلقي على جماعتي يكونون من ردات الفعل لما بنسب عليهم مثلاً أن يفقد احدهم أعصابه فكنت دائماً أجعل المجموعة الأولى التي في الفرونت لاين من الضباط الأكثر صبراً وانضباطاً وتدخلوا في هذه التفاصيل وأكون واقف أمامهم والذي لديه فيديوهات قديمة أو صور قديمة ممكن أن أريك دائماً تلقاني أنا رقم واحد أقف ومعي الرؤساء مقدمين وعقداء نحن نكون فرونت لاين والشباب الأصغر عمراً وراءنا حتى يتعلموا منا كيف اضبط النفس مع مسبات وللأسف هذا عتبي على كل المتظاهرين الذين يخرجون أحياناً لا يؤهلون جماعتهم أننا خارجين كتعبير سياسي ولسنا لنطبق الدور أنه نحن المظلومين وهؤلاء هم الظالمين فأحياناً نعيش الدور وننغمس به خاصة يكون التعبير عن معاناة أهلنا في غزة أو معاناة أهلنا في فلسطين بشكل عام فيعيش الدور عليّ من أجل ذلك نرى عبارات غير لائقة تقال لضباط شرطة وانفعالات لأنه عتبنا على الحركات أو التنظيمات السياسية أنها لا تؤهل جماعتها لأنه يمكن ان يكون ابن عمك أو أخوك الذي يقف في الطرف الآخر، في احد المرات كان أحد أقاربي في منزلة العم يقود مظاهرة توفي رحمه الله كان رجل سياسي معارض وأنا الطرف الآخر مباشرو قبل بداية الحدث ذهبت ووقفت امامه وسلمت عليه سلام العم وقبلت رأسه

شريف: هذه هي الأردن

اللواء: فقلت له اليوم انا معك أمام بعضنا فقال والله أنا أرا بنفسي ان اضعك في مواقف محرجة فاحتوى جماعته وحاضرهم خمس دقائق وذهبوا خوفاً من أن تنفعل الأمور وكما تفضلت هذا هو الأردن ونحن الأردنيين كلنا على قلب رجل واحد اختلفت الوسائل لكن في قلب رجل واحد نتفق على الأردن

شريف: أنا اريد أن أستغل وجودك وعندي كمية أسئلة

اللواء: وبدون سقف وبدون خطوط حمراء

شريف: أسعدك الله، وضعتم كاميرا على صدر الشرطي لماذا؟

اللواء: هذه الكاميرا يسمونها كاميرا ( البدي كام) الأصل فيها مراقبة أداء الشرطي يعني الأصل فيها تقييم الشرطة حتى تكون الشرطة رادعة له أن لا يتعسف في استخدام السلطة وأن يكون مراقباً فإذا جاء مثلاً السيد شريف وقال لي أن الشرطي اعتدى عليّ وتكلم عني ومدّ يده عليّ، ونحن نقول الكاميرا تسجل

شريف: إذاً هي تسجل

اللواء: بالمناسبة هي تسجل صوت وصورة وأستطيع انا كغرفة عمليات أو كقائد مياني أن أدخل مباشرة واسمع الحدث وأيضاً استرجعها لأنها تكون مسجلة وأحتفظ بها مدة زمنية معينة أعتقد لثلاثة اشهر مثلاً أذا عرضت أي مخالفة او شكوى استطيع ان أرجع لها فهي تسجل الحدث وماذا جرى به، فهي بالمناسبة تردع الشرطي أن يرتكب تعسف باستخدام السلطة ومراقبة أداء الشرطة وتضمن الاحترافية والمهنية في تنفيذ الواجبات الأمنية وأيضاً تحفظ حقوق المواطنين فيما لو ادعى أو تعرض لأي خلل أن يكون هناك وثيقة مرجعية تحكم على صحة هذا الحدث

شريف: أين تكون المراقبة؟

اللواء: في غرفة المراقبة عندنا غرفة عمليات رئيسية

شريف: الموظف في الغرفة يجب ان تكون عينه مثل الصقر لأنه إذا انقطعت كهرباء البطارية

اللواء: لا بل تتبدل وهو عنده ضابط تفتيش معه بطاريات احتياط، الجهاز الأمني آخذ احتياطاته عندما يكون ضابط التفتيش أو ضابط الاحتياط معه مجموعة من البطاريات الاحتياط، هذه الكاميرا مهمة جداً وعلى سيارات النجدة أيضاً موجودة موجهة على الزجاج الأمامي فتحمي الكثير من القضايا حتى نفسياً عندما تعرف انت كشرطي مراقب لا تستطيع إذا لعب الشيطان في راسك لا تستطيع وفي نفس الوقت تحفظ حقوق المواطنين

شريف: صحيح إذا أحدهم تبلّى او شيء لم يحدث

اللواء:  وتحفظ حق الشرطي فيما لو تجاوز عليه لأنه في الأخير هناك مرجعية بيني وبينك فهي مسجلة في مركز القيادة والسيطرة هذا مركز قيادة عالمي الذي هو 911 هذا من أكثر المراكز المتطورة في العالم وأطال الله بعمر جلالة سيدنا عندما فكر أن يحضره بدعم شخصي منه أحضرها من الولايات المتحدة الأمريكية في البدايات وطبعاً عندنا كفاءات أردنية ضخمة استطاعت تطبيق هذا البرنامج شيء رهيب جداًتكنولوجيا عالية وعملوا أب ديت بشكل رهيب جداً متابعين احدث ما تصل غليه التكنولوجيا في العالم هذا مركز القيادة والسيطرة ويستطيع أن يمرر منها لمراكز غرف عمليات في القيادات والأقاليم وفي قيادات مديريات الشرطة وفي إدارة السير في المراكز فعندما كنت أنا مثلاًقائد غقليم أو مدير شرطة أريد أن أطمئن على الوضع الأمني في مكتبي أدخل على غرفة على كاميرات مباشرة على الشاشة أدخل واخرج اثناء التنفيذ للواجبات وإذا كنت أريد أن أتابع حدث معين في شارع معين في أزمات معينة حتى نتابع الاتصالات عليها

شريف: باشا حضرتك دكتور ومفكر فيمكن أن يكون الحدث الأمني آخذ منك حيز كبير لكن أكيد هناك جانب إنساني فمن هذا الخيط أريد أن أسال سؤال ما هو الموقف الإنساني الذي أثّر بك خلال خدمتك؟

اللواء: والله كثير أكثر موقف إنساني كدعم شخصي، حاجة السلك مستشفة السلط عندما نقص الاكسجين عندما جلس سيدنا أطال الله بعمره على المستشفى والحدث كان أليم وكان حدث غير مسبوق ونحن نعاني معاناة أننا لم نتدرب على هكذا شيء فنتصرف باجتهادات شخصية من الخبرات المتراكمة لدى رجال الشرطة وحدث مخيف مثل الوفيات وكان موضوعاً رهيباً وكنا خائفين من بعض بسبب الكورونا وتعلم الفوبيا التي كانت موجودة عندنا عندما يخرج في وجهك فجأة مسؤول في المملكة ملك البلاد وهو حاضر عندك بدون ترتيب مسبق وأنت في ذهنك أن يأتي مدير الأمن العام مع احترامنا لمقام مدير الأمن العام وغذ به يظهر في وجهك جلالة سيدنا نفسه ويأتي لعندك ويقول لك قل لي ماذا حدث وتراه منفعل كانت ملامح انفعاله واضحة كان الغضب بين عيونه أطال الله بعمره فهذا الموضوع عندما تراه وأنا كنت اتصرف بتلقائية فبعد أن انتهى جلالته من الايجاز والتفاصيل والتقى مدير المشفى وخرج أنا أصبت بكآبة لا يعلم فيها غلا الله أن أكون قد أفسدت شيئاً وفي نفس الوقت أكون قد أصبت جلالة سيدنا بالعدوى لأنني كنت أتوقع أنني قد أخذت العدوى بطريقة ما فكنت بمجموعة من الهواجس والكآبة ذلك الموضوع أثر بي كثيراً، وفي ساعتين أو ثلاثة بعد المغادرة جلالة سيدنا في موقع المشفى وأنا كنت كئيب جداً لأنني لا أعلم ما الذي حدث فجأة هكذا مثل الحلم دخلت في فوبيا مع نفسي بعد ثلاث ساعات تقريباً يرن عليّ عطوفة مدير الأمن العام في حينها اللواء حسين الحواتمة يقول لي مرحباً تامر حكى معي جلالة سيدنا الآن قال لي اشكر العميد المعايطة في البلجا هذه اللمسة الإنسانية سيدنا بعد مرور ثلاث ساعات من الحادثة يتذكر أن يشكرني أو هو شكرني مباشرة هذا بحد ذاته موقف إنساني والله العظيم الأدرينالين في جسدي ارتفع من الصفر إلى المليون مرة واحدة أثر في كثيراً هذا وما زلت أتذكر جمالية هذه اللحظة على رغم المأساة التي كانت موجودة

شريف: جلالة سيدنا جبار الخواطر أكثر من موقف غنساني ويشهد له التاريخ لذلك

اللواء: أي والله  

شريف: باشا اريد ان اخرج من قصة مشفى السلط الحكومي وأنت بالمناسبة كنت مدير شرطة البلقاء في تلك الأيام أريد أن أسال سؤال أخذتني هذه القصة لأطرح سؤال كيف يمكن للشرطي أن يوازن بين تطبيق القانون والتعاطف مع الناس 

اللواء: إذا شعر انه من الناس وهذا الشعور مهم جداً وأقول لك شيء وأرجو أن تعطيني مساحة

شريف: تفضل

اللواء: عندما نتعلم وعلمونا من الأمن العام أنه نحن لسنا سلطة على الناس، الناس أسياد علينا باعتبار المجتمع سيد نفسه فعندما عرفنا من زمن في الفقه التقليدي في الستينات كنت تعرف الشرطة بسلطة الدولة في إنفاذ القانون يعني التركيز على كلمة سلطة هذا تجاوزناه في الأردن من زمن، نحن اليوم نقول خدمة أمنية تقدمها الدولة فأنا اليوم لست سلطان بمفهوم السلطة على الناس كشرطي أنا اليوم خادم من باب الخدمة فأنا أعيش الدور كخادم للمجتمع لست سلطان على المجتمع فلذلك مرفوض قولاً واحداً أن يتعالى الشرطي على المواطن أنا أقدم خدمة أمنية، صحيح الخدمة ليست مباشرة يعني أنت لا تقول سأذهب واشتري امن من مركز الشرطة لكن هي خدمة غير مباشرة، عندما تشعر بالأمان وتتحرك في الليل وأختي وزوجتي يخرجون إلى الشارع في الليل ويخرجون بالسيارة والمحلات مفتوحة ولا مشاعر بالقلق هذا الإحساس بالأمان وهذه الخدمة الأمنية التي أنت تتلقاها اليوم فأنت كيف تحصل عليها؟ عندما يكون الشرطي همه الوحيد راحة المواطن وهمه أمن الناس أما إذا شعرت أن الناس في خدمتي وأنا سلطان عليهم أبداً لن أنجز وهذه مهم جداً المفهوم الفلسفي في تربيتنا فمن هنا عندما أقول الشرطي ابن ناس ومن الناس وإلى الناس وليس سلطان على الناس هذه الفكر وهذه الحقيقة ليست رأيي الشخصي هذا ما تربينا عليه في الأمن العام

شريف: قرار دخولك للأمن العام كان شخصياً أم هناك أحد أثّر

اللواء: الأمن العام تحديداً لا، ولا قرار شخصي والدي رحمه الله كان يحب أن يراني باشا فكان مفهوم الباشا عنده في الجيش مع احترامي وقدسيتي للقوات المسلحة وتاج على رأسنا كلهم لكن أنا كانت ميولي ورغباتي الشخصية أن أرى نفسي أقرب إلى القانون والخدمة الأمنية فلذلك ما كنت أرى نفسي كمقاتل أو محارب أرى نفسي رجل امن من هذه الزاوية كنت أرغب بخدمة الأمن العام فهو حاول أن يقنعني أن أدخل الجيش وأدخل العسكرية واصبح باشا أن شاء الله إذا ربنا بدعواتك ورضاك لكن هذه رغبتي فلذلك أنا بعد الوظيفة الأمنية أنظر لها بعشق، الوظيفة يسمونها في العلوم الإنسانية والإدارية أداء وظيفي لكن في عمري لم استخدم هذا المصطلح كنت أقول نحن بالنسبة للخدمة الأمنية اعتناق وظيفين نحن نعتنق الوظيفة كما نعتنق الدين. هي عقيدة لا يمكن ان تغش في الصلاة والصيام ولذلك لا يمكن أن تغش في الوظيفة الأمنية فهي ليس فيها غش من اجل ذلك هي عقيدة واعتناق

شريف: كنت قائد لأقليم الشمال وكنت قائد لشرطة العاصمة ما الفرق في التحديات بين المناطق

اللواء: احياناً تشعر ان الردن مثل القارة من التنوعات التي فيه أليس كذلك من الغور عندما تصعد على خط عرضي من الشمال نأخذها تصعد من الأغوار للواء الكورة لبني كنانة لأربد للرمسة إلى المفرق كخط عرض ترى الاختلاف الجغرافي وهذا الاختلاف جغرافي وطبوغرافي يؤثر على سلوكيات الناس وطبيعة حياتهم وكذلك عمل الشرطي، واضرب لك مثال أوضح حتى نجيب على القصة بسلاسة بدون فلسفة الآن لو اخذنا مركز أمن بني كنانة ومركز أمن الشميساني ومركز امن القطراني ثلاث مناطق امن مختلفة صحيح الطبيعة الجغرافية لبني كنانة والحياتية تعمل لديك تحديات في الربيع بسبب المصطافين والحركة السياحية وحركة الناس ونهايات الأسابيع عندما تجتمع الناس على الجو الجميل وفترة الزيتون وعصر الزيتون لكن تعال على شميس مرة ثانية لا يوجد زيتون ولا أزمة ولا قطاع سياحة كافيهات ومطاعم وقصص من هذا القبيل ولا يوجد شجرة زيتون واحدة أليس كذلك، اذهب إلى القطراني قصة مختلفة تماماً وأنت مسافة جغرافية بسيطة ترى في الأردن مساحتنا صغيرة كدولة لكن فيها تنوع عظيم هذه الفروقات في الاحتياجات المحلية في بني كنانة مثلاً تختلف عن الاحتياجات المحلية لسكان القطرانة لاختلافها عن سكان الشيباني، مركز أمن زهران مثلاً العجيب الغريب فيه ومثل مركز ابن المدينة في البلد وسط العاصمة، السكان في ساعات النهار أنت تتعامل مع ثمانون بالمئة ليسوا من سكان المنطقة بل من خارج المنطقة على عكس الذي يحدث في طبيعة المجتمع المختلفة بمعنى أنت في مركز ام زهران الذي هو جبل عمان من السبعين على الثمانين بالمئة من أهالي جبل عمان في النهار موجودين خارج جبل عمان يعملون في مناطق مختلفة والمرتادين للمؤسسات الاقتصادية والصناعية والبنوك والتجارية التي هناك من خارج جبل زهران فليس السكان هم نفسهم في الليل لكن في مراكز ثانية هم أهل البلد في الليل وفي النهار ن فهناك تحديات كبيرة بسبب اختلاف طبيعة الناس وطبيعة المعيشة

شريف: باشا ما هو القرار الذي اخذته في يوم من الأيام كان صعب جداً عليك كقائد؟

اللواء: الخدمة الأمنية وقراراتها صعبة لأنها تتعلق بحياة الناس فأي قرار تتخذه هو صعب لأننا نحاول ان يكون هامش الخطأ صفر لأن العمل الأمني لا يأتي واحد + واحد يساوي اثنان لأنه دائماً لدينا متغيرات كثيرة لكن إذا كان ولا بد أحكي لك قصة حدثت معي وأنا مدير مطار الملكة علياء تعرضت لموقف صعب الساعة الواحدة ليلاً طيارة خاصة أخذت إذن بالدخول في الأجواء الأردنية ونزل منها مبعد من أحد الدول الأوربية وليس كذلك يأتينا المبعد عادة يكون هناك تنسيق سابق وإذ يقولون هذا أردني هناك وثيقة قديمة معه ورقة ونحن نعرف اللهجة الأردنية أنا علمت أنه أردني لأنه بعثت ضابط معه تبين أنه تعرض للضرب وتبين من خلال صعوده على الطائرة كان رافض فضربته الشرطة هناك لأنهم كانوا فأصلينه عن أهله وهو لم يعطوه حق اللجوء وقرروا إبعاده في نفس اللحظة قاوم ويبدو أنه تعرض لضرب عنيف لوجود الآثار عليه وتكلمت مع المعنيين المراجعة الأمنية والسياسية في وزارة الداخلية لآخذ موافقاتهم وتركوا لي القرار وكانت المصيبة الآن أنني إذا استقبلته فقد فصلته عن عائلته هذا رقم واحد ورقم اثنان هذا الضرب من يقتنع انه ليس نحن من ضربه نيابة عن غيرنا نتلبس قصته ولو رجعت الطيارة سأدخل في أزمة دبلوماسية تعلم أنه هناك قرارات تريد دعم خطأ سياسي لها وفي ساعة متأخرة من الليل هذه النقاشات وصلت معي حتى الساعة الثالثة فجراً وقررت ما يلي أن لا أدخلهم وأدعهم يطلبون المغادرة لأنني قلت أنه على الجهتين سأتأذى وليكن باقل الخسائر أدعهم يغادرون بطلب من أنفسهم فرفضت دخول الطيارة من باب أنهم مسلحون وممنوع دخولهم وأن أحرس الطيارة فقلت ليس لدي حرس ليحرس الطيارة ولن أعطيكم جواب حتى يطلع النهار أثناء ساعات الدوام الرسمي وطبعاً كلها تبريرات واهية وبعد ساعة من الزمن هم أحسوا أنه غير مرحب بهم طلبوا الإذن بالمغادرة فتحدثوا مع برج المراقبة وقلت لهم الله معهم، الجميل بالموضوع انه بعد مرور أسبوع جاءنا ذووه يشكروننا على أنه لم نستقبله لأنهم  أرونا مواقع إخبارية في هذا البلد الأوربي وأعذرني على ذكر البلد، كيف ان المواقع الإخبارية هناك متعارضين ومناقشين في البرلمان ومطالبين مسائلة ومحاسبة المدير الأمني الذي قرر إبعاده ودخل هذا الشخص بسبب الضرب الذي تعرض له لشركة تأمين ورفعت دعوى ودخل المشفى على حساب الشرطة وهم يشكرونني لأنني لم أفصله عن عائلته من ناحية اللجوء لاحقاً اخذ حق اللجوء لأنه كان قرار تعسفي من الشرطة في هذا البلد لأسباب مختلفة ليس موضوعنا اليوم وأخذ حق اللجوء في البلد نفسها حصل بسبب الموقف الذي حدث معه لأنهم أصبحوا يعتبرونها مثل فضيحة أخلاقية أنك تفصل شخص عن عائلته

شريف: انظر قوة القانون تخيل أن يخرج مبعد ثم يعود كلاجئ سياسي

اللواء: ويعودون أهله ويشكرونني بعد أن ظننت أنني ارتكبت خطأ فهذه من القضايا الصعبة التي أتعرض لها أنك تتخذ قرارات تمس حياة البشر

شريف: باشا كنت مدير الشرطة السياحية في يوم من الأيام كيف كنتم تستطيعون حماية صورة الأردن أمام الزوار والسياح؟

اللواء: صورة الأردن يحميها في الأصل المواطن الأردني والمواطن الأردني جيد نوعيته ممتازة حقيقة بدون مجاملة المواطن الأردني هو من يعطي الصورة الجميلة سواء كان تاجر يبيع سائح او مرافق لسياح أجانب مثلاً تدخل البتراء فيها أردنيين ويدخلونها أجانب لكن كان الدور المطلوب منا حقيقة الذي هو مع من وظيفتنا، كيف نسهل عملية المرافقة الأمنية وحق سهولة الوصول للشكوى كألماني أو روسي لا يتكلم عربي أو من فريق سياحي كيف يمكن أن تتعرض لأذى غير ملحوظ من قبل جماعتنا الموجودين في هذه المواقع وكيف يستطيع أن يشتكي فدخلنا في نقاشات وجدالات مع أصحاب العلاقة فكان أكثر شيء يقولونه لنا على مواقع التواصل سواء منصة إكس أو كانت تويتر أو فيسبوك أن أعملوا حسابات فنشرناها وتركنا بطاقات لكل مكاتب السياحة والسفر بطاقات فيها مواقعنا نستقبل عليها شكاوى وكانت مشكلة نحلها أنه تعرف الشكوى عندما تريد أن تشتكي أنت مثلاً سيد شريف ألا تذهب على المركز الأمني كيف يمكنني أن أستقبل شكوى على الفيسبوك أو على التويتر فقبلناها ويجب أن نستقبلها من هذا السائح القادم يوم أو يومين لا يعقل أن أعطله، ويذهب على المركز ويلغي رحلته حتى لو كان لا يتكلم إنكليزي حتى لو قدمها بأي لغة فالترجمة سهلة فنبعثها مباشرة وندخل ونفتح مواقع على كل الشكاوى وصفحات على كل مواقع التواصل وبدأنا نستقبل شكاوي وبالمناسبة كانت فعالة وحللنا كثير من المشاكل واكتشفنا أشخاص لا نعلم عنهم شيء وكانت تأتينا قصص وجرائم لم تكن ظاهرة كالتعرض لعمليات احتيال من بعض ضعاف النفوس والناس الذين يستثمرون في هذه القصص واكتشفنا قدرتنا وبفضل الله أن نحل الكثير من المشاكل وكنا نقرأ على مواقع التواصل عندما نحل ونرسل له الرد فهناك متابعة ونعمل له أب ديت وكنت حريص على التنظيم وأن يكون في مكتب خاص للردود ونرد ونترجم له باللغة الإنكليزية وهو من يترجمها للغته وكانت الردود فيها سرعة لأن الانسان في النهاية يهمه صوته أن يكون مسموع وشكواه وصلت لأنه قادم لفترة يومين وليس لديه الوقت لأن يشتكي فقط يريد أن يرى أن هذا الشخص قد تمت محاسبته أم لا

شريف: باشا، مدير لمديرية شؤون اللاجئين ما هي التحديات التي واجهت تلك الفترة خصوصاً في التعامل مع اللاجئ السوري الذي حدث بعد الثورة السورية؟

اللواء: التحدي الأول كان دائماً وأبداً نقص التمويل في أحسن حالاته كان التمويل لا يتجاوز 35 بالمئة في السنوات الأولى وفي الفترة الأخيرة تقريباً 29 بالمئة والباقي على الدولة كانت مشكلة معضلة تواجهها الدولة الأردنية لأنه لدينا خطة استجابة للأزمة السورية وبالمقابل ماذا يغطي التمويل فيها فالتمويل لا يغطي الثلث والثلثين كانت تتكفل به الحكومة الأردنية لكن الخطر الأكبر الذي كنا نخاف منه دائماً وأبداً خطر التوطين وأن ترى التمويل والمشاريع الأجنبية كنت تستشعر فيها أنه استدامة الحلول على حساب الدولة الأردنية فهي تقاومها وكيف تقاوم مشاريع بالملايين فكنا نشكل فريق من وزارة الخارجية والداخلية والتخطيط لدراسة المشاريع والخوف دائماً بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى ألا تكون توطينية أي الخوف من العبث بالديموغرافيا الأردنية تعلم أن هذا الموضوع خطير بالاستقرار السياسي فكان هذا الخوف الأكبر لأنه لا تأتيك المشاريع واضحة أنها استدامة وديمومة لحلول دائمة ولكن تأتيك مشاريع مثل أن يأتيك مشروع من احد الداعمين الامميين ويقول لك مشروع بخمسين أو سبعين مليون دينار لإنشاء شبكة صرف صحي في أحد المخيمات أنا أريدها مشاريع تغذية مباشرة لهم تعمل قطاعات أعمال مساعدتهم مباشرة أما ان تقول لي صرف صحي وبنية تحتية مليون علامة استفهام هذا المشروع استدامته خمس وعشرون سنة حتى يخدم سبعون سنة للأمام وهذا تواجهه وتدخل به سجالات سياسية ودبلوماسية مع المانحين أنا لن أعبث بديموغرافيا الأردن من اجل تحقيق بعض الملايين لأن القصة أبعد من فكرنا فالمشاريع والتحديات التي كانت تواجهنا بالإضافة لتحديات فنية بسيطة جداً مثل طلبات كثيرة ومختلفة موضوع ان هذا سجن أو ليس سجن وهذا مخيم للإقامة وليس سجن

شريف: لماذا اتهم الزعتري أنه كان سجن؟

اللواء: بالنسبة للمساعدات التي كانت تأتينا من الأمم المتحدة ومن الدول المانحة هناك شيء يتعلق بالمقيمين في داخل المخيمات وشيء يتعلق بخارج المخيمات أحياناً لهم مساعدات خاصة حتى أضبط العملية الذي يخرج يجب أن يأخذ تصريح وحرية الحركة مكفولة له لكن خروج ودخول بدون تقييد وبدون أن أخطط لها وانظمها ممكن أن يدخل أي كان ويخرج أي كان كيف سأسيطر على المساعدات وأسال كم عدد المقيمين في مخيم الزعتري والرقم عندي غير منضبط فأنا يجب أن أعرف تحديداً ونحن الأمنيين عملنا دقيق فكانوا يتهموننا بأننا عملناه سجن، لا ليس سجن هو أن حرية الحركة مكفولة ولكن لا تخرج حتى تخبرنا ولا تدخل حتى تخبرنا فعملناها بنظرية يسمونها تصاريح امنية وهو ليس سجن وليس وكالة بدون بواب قضية تنظيمية صرفة

شريف: كم كانت نسبة الجريمة بين اللاجئين؟

اللواء: بأمانة اقل من المعدلات الطبيعية في المجتمع الأردني وأيضاً أناس منضبطين ولا أطعن بهم ولكن بالمقابل التصريح مهم جداً والمسؤولية أمام رب العالمين كيف نحسب معدل الجريمة في الغايات العالمية يعني كثقافة عالمية لكل مئة ألف نسمة كم عدد الجرائم فنحن بشكل عام في الأردن مثلاً آخر إحصائية للسنة الماضية 2024 حسب تقرير الإحصاء الجنائي الصادر عن مديرية الأمن العام عندنا معدل الجريمة عشرون جريمة لمئة ألف وهذه المعدلات الدنيا في العالم في الدول اللاتينية التي تكون فيها عصابات مخدرات وجريمة منظمة وقصص من هذا الشيء تصل إلى سبعين أو ثمانين وهذه الأرقام مخيفة طبعاً وهناك أرقام يمكن أن تجدها في بعض الدول كتعبير سياسي او أمني نحن نستخدمه دول فاشلة الإحصائية فيها غير دقيقة يعني يكون فيها انفلات أمني ويكون الرقم ستة بالمئة ألف وهذا الرقم غير دقيق ولا يعتبر في العالم لأنه غير قادر على ضبط مفهوم الجريمة لكن الدول المحترمة يتم فيها ضبط معدلات الجريمة فنحن من أقل معدلات الجريمة في المخيمات كانت أقل من عشرون بالمئة ألف لكن كان عندهم مشاكل أخرى جرائم نوعية غير موجودة عند باقي المجتمع الأردني ونسميها حتى لا يفهم الموضوع خطأ مفهوم الجريمة المخالف للقانون ومعاقب عليه جزئياً ليس مفهوم الجريمة أنه يعني مجرم بالمفهوم النمطي مثلاً كان عندهم زواج عرفي أو زواج ورقي عقد من المكتب موجود هذه القصة عندهم، نحن في الأردن لا نعرفها نعتبرها جريمة لأنه زواج غير موثق

شريف: لأن القاعدة تقول لا جريمة بلا نص

اللواء: نعم وعندهم أشياء بسيطة ولكن كمعدل جريمة عام أقل من الطبيعي

شريف: هل كان يوجد استفزاز من قبلهم

اللواء: لا والله للأمانة ناس منضبطين جداً وخلوقين جداً

شريف: أريد أن أبني على كلام حضرتك، التعاون السوري الأردني اليوم بعد سقوط نظام بشار الأسد في أحلى وأرقى التعاونات على مواقع التواصل الاجتماعي نحن متعطشين ان نرى شعبين عربيين يحبون بعضهم على مواقع التواصل

اللواء: أنت تلاحظ أنهم يدعموننا أكثر من المواطنين

شريف: لا أعلم منذ أكثر من يوم أعتقد الباشا قائد الجيش ذاهب في وفد رفيع المستوى إلى سوريا وقابل قائد الجيش السوري الجديد فالتعليقات من السوريين أنفسهم جميلة جداً وتفرح القلب والردنيين اصلاً متعطشين لهذه التعليقات في خضم الكلام الذي يحصل على السوشيال ميديا

اللواء: هل أحدثك عن أشياء جميلة تحدث عندنا؟ لأننا لا نقول نحن نمدح الأردن

شريف: لا بل نحن نحب أن نمدح بلدنا

اللواء: لدينا مصطلح تصنيفي في الجرائم بشكل عام في الشرطة في العالم اسمه ( الهيت كرايمز) أو جرائم الكراهية هذه الجرائم تحدث في بعض المجتمعات التي فيها لجوء سوري بشكل يومي حتى في المجتمعات الأوربية أنا أقول لك بعد مرور ثلاثة عشر سنة أو أكثر من اللجوء السوري في الأردن لم تسجل جرائم كراهية واحدة صفر جريمة كراهية ضد اللاجئين السوريين أو من الجانب السوري

شريف: هذا ريل

اللواء: أبداً أبداً هذا مهم جداً وإضافة ثانية لم تسجل في تاريخ اللجوء السوري في الأردن جريمة سوء أخلاق أو سوء مهنية أو سوء احترافية الذي يسمونه تحت تصنيف (مس كوندكت) من قبل رجال إنقاذ القانون سواء كانوا رجال حكومة أو السلطة الأردنية تجاه اللاجئين السوريين صفر فالذي تحصده اليوم من العلاقات بين الشعبين له جذور، ليس لدينا حساسية معهم

شريف: هذه إجابة للناس التي تسال وعلى فكرة الحقد والغيرة الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي كبيرة جداً والناس تسال ما هي العلاقة بين الشعب الردني والسوري ونحن نتكلم عن الجيل الجديد ولا يعلم التاريخ العظيم في سورية الكبرى بلاد الشام كلنا لكن هم يسألون ماهي العلاقة الحميمية التي تجعل شعب كامل يهب دفاعاً ودحاً وشكراً لدولتنا

اللواء: في مديرية اللاجئين السوريين انشأنا شيء عندهم وباعتراف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في العالم وسجلت لنا أننا اشركنا اللاجئين السوريين في اتخاذ القرارات الأمنية الخاصة بمخيماتهم أنشانا مجالس مجتمع محلي مثل ما ننشئ مجالس في مديريات الشرطة في الأردن مجالس أمن محلية، انشأناها وأصبحوا هم من يتخذون القرارات الأمنية الخاصة بمجتمعهم، في كل المعايير الدولية زهذه التجربة عرضتها في الشهر الثاني عشر2023 كان هناك منتدى عالمي كل أربع سنوات مرة كانت كلمة الشرف لجلالة سيدنا عقد المؤتمر تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف وكان جلالة سيدنا ضيف شرف والكلمة الافتتاحية له من دون كل زعماء العالم جلالة سيدنا اطال الله بعمره وللأردن كانت من بين أربع دول في الممارسات للتعامل مع اللاجئين باعتراف الأمم المتحدة الأردن في المقدمة فكان جلالة سيدنا ممثل للملكة الأردنية الهاشمية في تقديم كلمة الشرف في هذا المنتدى الذي يعقد كل أربع سنوات مرة فكنت حاضر لذلك المؤتمر وطلبوا مني ان أعرض هذه التجربة الأردنية التي يسمونها الشرطة الاجتماعية فطبقناها على اللاجئين السوريين وأن اللاجئ في دول درجة قمعاً أنه نحن من احتويناك وتحملناك ونحملك جميل اننا نطعمك ونحن وصلنا لمرحلة أنه شريك في اتخاذ القرارات الأمنية في مخيمه، أي أنهم كانوا يقررون انهم يريدون دورية في هذه المدرسة او تلك فكنا قد وصلنا لهذه المرحلة ، واليوم نحن نقول عن هذا الأمر انه مدفوع ثمنه من أخلاق الأردنية الهاشمية والذي الشعب الأردني كله يؤمن بها، نحن لم نستقبلهم كلاجئين ، استقبلناهم بكرامة وحب وأنت اليوم تحصد الحب والكرامة التي منحتها لهم في لحظات الحاجة.

شريف: يا سلام على ذلك، سيدي أريد أن اسالك سؤال هذا موجود على لسان كل الأردنيين وكل الشباب وخصوصاَ الجالسين وراء الكاميرا وأسألك كما هو هل هناك مكان في الأردن الشرطة الردنية لا تستطيع ان تدخله؟

اللواء: معسكرات الدفاع فقط قولاً واحداً لا يوجد مكان على الدولة الأردنية لا تستطيع الدولة الأردنية الممثلة بجهاز الأمن العام بالدخول له، والذي تسمعه كلام عبثي بالذات الذين يقولون قلبهم ليس على الوطن أنا أُأَكد لك وانا خارج الخدمة الآن لا يوجد بقعة جغرافية على أرض المملكة الردنية الهاشمية عصية على دخول الأمن العام لها وأحاججك وأذكر لك أمثلة في كل المناطق

شريف: أريدك ان تذكر انت أمثلة

اللواء: كل المناطق التي يقولون لها عندي استعداد أن اذكرها كيف دخل عليها الأمن العام وأحضر منها مطلوبين تذكر السنة الماضية أكثر منطقة كان فيها تجارة مخدرات منطقة حدودية بدون ذكرها دخلها الأمن العام ودخلتها القوات وكان هنا: أخطر أربع مجرمين فيها تم ضبطهم وأعلنت الأسماء على الأمن العام ودخلوها أحضروا المطلوبين.

أريد ان أقول شيئاً ان الأردن أحياناً يكون مظلوم إعلامياً من كثرة حب أبنائه له يريدون ان يرونه كالمدينة الفاضلة ويتوقعون أن يكون أفضل مما يرونه وأن يكون في مصاف الدول العظمى أيضاً نحن في الاجتماعات العربية فنحن لدينا جلد الذات زيادة قليلاً ولذلك تجد الكثير من الأردنيين أنهم يحسبون علينا

لأنهم أملهم في الأردن أن يكون أعلى من ذلك

شريف: هل مرت عليك قضية غريبة أو غامضة لا تذهب من بالك أو مرت عليك قضية وكما تفضلت انت اليوم خارج الخدمة ولم تحل؟

اللواء: هناك قضايا غامضة كثيرة لا تذهب عن بالي أو حتى أحداث امنية وليست ما زالت مفتوحة، ودعنا نفصل بين المفتوحة والغامضة الجرائم في الأردن لا تغلق ضد مجهول، هذه ميزة عندنا، ولا يمكن أن يغلق ملف قضية مفتوحة من أجل ذلك لا يوجد قضية ضد مجهول، وتبقى مفتوحة طالما لم يعرف الفاعل ويبقى كل سنة نكسر التقادم وتعاد للجان ومهمتها البحث في الجرائم القديمة ، تتجدد وسائل التكنولوجيا مثلاً ونذهب إلى الظروف إذا لم يتضح على الفريق السابق شيء ما وجاء فريق لديه كفاءة أفضل، دائماً هناك بحث في القديم، بالأمس سمعنا عن جريمة فتاة عربية وقبلها عن جريمة الجنوب وكان عمرها عشرين سنة هذا طبيعي جداً عندنا في الأردن لأنه لدينا الملف مفتوح ولا يقيد جريمة ضد مجهول، لم تهمل ولكن هناك ظروف موضوعية أحباناً تمنعك من تجاوز القانون أي تستخدم وسائل غير شرعية للوصول إلى الفاعل فتعجز مرحلياً من الوصول إلى الحقائق، فتتأخر معك النتائج من أجل أن تحافظ على سيادة القانون.

شريف: هل لديك قضية غامضة؟

اللواء: هناك قضايا كثيرة ولا أحب أن أتطرق لهما من اجل ألا أسيء لأشخاصها،

شريف: بدون ذكر اشخاص

اللواء: هناك قضايا كثيرة أثرت فينا ولكن بالنهاية هي قضايا محدودة ومتعلقة بأشخاص ممكن أن يصل لهم الفيديو ويسيء لهم ولكن بشكل عام أكثر القضايا أثّرت بي أو جعلتني أدمع، عندما بلغت عن انهيار عمارة في عمان وخرجت في هذا الحدث تشاهد قصص إنسانية قصة السيدة الفاضلة أظن اسمها عبير نسميها خنساء قصة مبكية دراما أنت تشاهدها في لحظتها في حدثها، أرملة تركت ثلاث أولاد وخرجت إلى عمل معين وغابت عن أولادها وتركتهم في البيت تعود وترى أولادها ذهبوا وبيتها سقط وهي في الأصل فقدت زوجها من قبل ففقدت عائلة وعندما أتت لي تقول أولادي وتصرخ وأنا أعلم أولادها أين ماذا اجيبها في تللك اللحظة بكيت معها، أحياناً هناك أشياء مؤلمة في الحياة تختلف بين أن تسمعها كقصة لاحقاً تتأثر معها آنياً لكن عندما تعيشها وأنت تتعامل مع الحدث في وقتها لن تغيب عن البال.

بالإضافة لقصة أخرى لا تغيب عن بالي أيضاً حدث تفجيرات عمان في عام 2005 لأنه قدري أن أكون وقتها على بعد دقائق من الفندق كان مكتب عملنا في الأمن الوقائي خلف المبنى الفندقي وقت سمعنا التفجير ركضنا مشينا فقط حوالي عشرون متراً فأتيت والحدث ساخن الأرض أمامي وآخذ أغطية الطاولات ونغطي جثامين الشهداء والشهيدات الذي كشفت عوراتهم بسبب التفجير، هذا الحدث لا يغيب عن بالي ولن يغيب لأنه حدث مؤلم وأنت تراه بعينيك وأن تسمع عنه على التلفاز أو تراه على اليوتيوب ليس كمن كنت فيه وتعيش الحالة فكانت هذه من الحوادث التي أثرت كثيراً بي وجعلتني أرجع كثيراً أقرأ في موضوع الفكر التكفيري وبعدها عملت مناهج في المراكز التدريبية كيف اننا نواجه الفكر التكفيري الظلامي لأنهم يخدعون الناس بمسميات معينة والناس إذا لم تكن متعمقة في هذه الأفكار

شريف: طبعاً الدين أفيون الشعوب فسهل جداً أن تخاطبهم عاطفياً

اللواء: هو ليس الدين هو التعصب الديني، الدين هو الدين من الله لكن التعصب والانغلاق الديني والتسمم بأفكار غير أفكار الدين هو كاتالوك قادم من عند الله لحياة سعيدة لكن الحياة الظلامية التي يعيشها التكفيريين هو تغيير الكاتالوغ وتبرير الجرائم.

شريف: أريد أن أدخل في الحياة الجنائية، هل هناك قصة اكتشفت فيها حل لجريمة من خطأ صغير فعلها الجاني؟

اللواء: هناك الكثير، أحياناً الخبرة لها دور، أحياناً المجرم ينسج قصة ولكن ليس خبير مثل ما أنا خبير في الجنايات أريد أن احكي لك قصة عن ذلك

شريف: أنا اصلاً أحب أن أسمع هذه القصص

اللواء: أحد المرات أحدهم تورطت على ما يبدو في علاقة غرامية خارج إطار الزوجية فنصبت عليه الفتاة بمبلغ ثلاثون ألف هذا الكلام في التسعينات كان مبلغ ضخم، وكان الله مفضل عليه وكانوا هو وأولاده في مشروع تجاري مع بعض والحسابات مكشوفة ويريد تغطية هذه القصة، سحب المبلغ من البنك وأعطاهم لهذه السيدة، وكنت أنا رئيس مفرزة الأمن الجنائي في أيامها، فعندما جئت إليه قلت له اعطيني القصة كيف حصلت بالتفاصيل، وأريد أن أسمعها منك مرة ثانية، فقال خرجت من البنك ووضع شخص على وجهي منديل فغبت عن الوعي ودخت ولم ادري وكنت حامل للحقيبة وفيها ثلاثون ألف فاخذ الحقيبة وهرب، فقلت له من الآخر من صاحبتك ونحن نأتي بالمال فانفعل وأنا أعلم أن أقوى مخدر في الكون كله هو الذي يعطى في العمليات وهذا يحتاج من نصف ساعة إلى خمسة عشر دقيقة حتى يجيب  وهذه القصة قصة أفلام هذه الغلطة جعلتني اكتشف منه أنه يكذب

شريف: هل هناك شيء يمكن أن يوضع على الأنف ويسبب فقدان الوعي؟

اللواء: لا يوجد إلا في الأفلام لغاية ان تسير احداث الفيلم، أقوى مخدر في العالم وبأقصر مدة هو المورفين وبقية المخدرات تعمل فترات تراخي أما قصة ان تكون مثل كبسة الكهرباء لا يوجد شيء من ذلك وهذه من الخبرة هذه المهنة فيها تريكات أحياناً فبمجرد أن حكى القصة ركب الموجة وانفعل وعصب وفي الأخير قال لي استر عليّ الله يستر عليك، نحن لدينا اشكالية بطريقة عملنا أن القصة مسجلة علي كأنني أنا الحرامي أي أنه عندما يكون لدي قصة مجهولة أنا أتقيم عليها ويجب ان أحلها، يجب أن أعرف الحقيقة ولا أتعامل معها حلت أم لا تحل لا فرق عندي، فكان يجب أن تحل وفي اختصاصي هذا ضعف في أدائي

شريف: ماذا تفعلون عندما يكون طرف القضية او الجاني طرف نافذ أو حساس في الدولة؟

اللواء: قد تنصدم، أسهل طريقة في التعامل ونحن شاطرين في هذه القصة هل هناك أحد في الأردن مقطوع من شجرة؟

شريف: لا طبعاً

اللواء: كل الأردنيين واصلين لنفترض أنك كنت في قضية واتيت ومعك وزير سابق او مدير أمن عام سابق وتكلم من أجل قصتك، ونحن خبراء في التهرب من النافذين فماذا تفعل؟ توزع المسؤولية أنني تكلمت مع حاكم الإقليم ومنه تكلمت مع عطوفة مدير الأمن العام

شريف: هذا في ناحية الواسطة وأنا أقصد الجريمة نفسها قد فعلها ابن وزير أو ابن نائب

اللواء: لا تفرق معنا ونحن في جهاز الأمن العام جهاز ليس فضائحي اهم شيء الستر في العمل

شريف: أنا آسف أن أقاطعك وأنا لا أقاطع ضيفي خصوصاً عندما يكون باشا مثل حضرتك، لكن انا اشهد قسم الجرائم الالكترونية أعلى درجات السرية لقضايا كثيرة جداً وانا بحكم أيام دراستي في الماجستير كان لنا تحقيقات صحفية أيام الدراسة كنا نزور البحث الجنائي عندما كان في العبدلي رأيت أعلى درجات السرية وانا فقط أريد أزيد على كلام حضرتك بموضوع السرية ولكن لا أعلم هل ذلك أيضاً مع الناس المتنفذين

اللواء: أي قضية في الأردن يتعامل معها جهاز الأمن العام باحترافية وسرية وأنا أقول رجل الأمن لا يخرج من عباءة الأمن ولو كنت خارج الخدمة والعذر أنني أستخدم كلمة نحن بل هو إحساس بالمسؤولية لكن رجال الأمن العام لا يمكن أبداً أن يفرق بين س و ص و ع في قضية أبداً للمسؤولية الاحترافية والأمنية والأخلاقية علينا هي من ترفض هذا الكلام، وهذا تطبيق عملي وتستطيع أن تثق به، لكن من الذي يفضح أحياناً هو غيرنا، جهاز الأمن العام لا يفضح حتى لو كان قصة عن فتاة ذات جنسية عربية لا يعطيك تفاصيل الحدث لأن جهاز الأمن العام عبر تاريخه المشرف مئة وأربع سنوات الآن ليس فضائحي، بل هو يمارس أعلى درجات السرية والستر، والحمد لله رب العالمين هو جهاز احترافي في ذلك

شريف: سيدي لماذا أحياناً نرى بعض المجرمين مازالوا يسيرون في الشارع رغم أن عليه أربعين او خمسين جريمة ونرى بعض الناس

اللواء: وستظل ترى ذلك

شريف: حسناً لماذا لا تقبضون عليهم

اللواء: المشكلة ليس عليهم طلبات، أنت يجب أن تفرق بين قيد وطلب

شريف: أريد أن أفهم وأنا سألتك سؤال كمن أنني واحد من الناس

اللواء: هناك شخص مثلاً ارتكب خمسين جريمة احتيال وتم توديعه للقضاء واعترف بها وتم مسامحته أو حبس لفترة زمنية وغالباً باب الاحتيال عقوبتها ستة أشهر وهناك إذا تم التنازل ودمج العقوبات مع بعضها زمنياً دخل السجن ثلاث سنين وخرج

شريف: سؤال هل أصحاب الإتاوات احتيال؟

اللواء: أصحاب الأتاوات قصة مختلفة تماماً هو احتيال أو ابتزاز ولكن هذا لن تجد أحد يشتكي عليه وإلا كنا نمسك به وأنا أعلم أنه أخذ من محلات س و ص و ع أتاوات أو خاوة وتأتي إلى محل فيقول لك أبداً لا تصدقه وأنت تعلم ولكن في الأخير لا تقدر أن تجبره أن يقدم شكوى والدولة لا تستطيع أن تحبسه إلا بشكوى.

في فترة قصة الفتى صالح لجأت الدولة على حل آخر، الذي هو عن طريق التو قيف الإداري

شريف: تفعيل قانون الجرائم الالكترونية

اللواء: قانون منع الجرائم، وشدت في طريقها التوقيف الإداري وليس التوقيف القضائي لأنه لا أحد يشتكي عليهم وأنا وأنت متفقين أن هذا عليه مئة قيد لكن ليس مكتوب به شكوى وهو يمشي في الشارع فماذا افعل له هل أستطيع أن أحبسه على حساب مخالفة القانون؟ ولكن في مراحل معينة شعرت الدولة أن هذا الموضوع قد شكل أزمة قم توقيفهم ولا زال المئات منهم موقوفون لغاية هذا التاريخ والدولة تبنت هذا الموضوع حتى لا نصل لمرحلة تتطور فيها الأمور أكثر وقررت ضبط الأمور ولكن لازالوا غير موقوفين قضائياً

شريف: ولكن المشتكي خائف

اللواء: أنا أمارس قانون وأنا وأنت نتفق على سيادة القانون وأنت لا تشعر أنني أحميك ولكن أنا موجود لحمايتك كجاز أمن عام لكن في الأخير هناك شكوى ومشتكي ومشتكى عليه، عندما يكون المشتكي غائب والمشتكي لا يجعل الأمن العام يأخذ دوره بل على العكس ينفي الواقعة ويقول لا أبداً لم يحدث ذلك ويقول في نفسه أخسر خمسين ليرة ولا ينتقم مني في الآخر

شريف: أريد أن آخذ من هذه القضية قصة الشكوى بشكوى هذه أليس فيها ظلم للطرف المتأذي؟ وبصراحة كان هناك سؤال لم اسأله ولا أحب أن أسأله لأنه بصراحة بديهياً السؤال صراحة هل الشرطي لديه حدس أو إحساس في الكشف عن القضايا

اللواء: من الذي يحكم في ذلك

شريف: القضاء، السؤال الذي يليه

اللواء: أنا لا أملك من جاء بتقرير طبي أنت صادق ام كاذب وتقريرك الطبي مدفوع الثمن فأحوله على القضاء

شريف: طيب سيدي لو الأقدار شاءت وجاءك احدهم وضربت على اسمه وظهر لديه تسع وثمانون طلب أو قيد كيف تتعاملون معه؟

اللواء: هناك تصنيفات في الأمن العام هناك تصنيف مجرم عادي مجرم خطير ومجرم خطير جداًهناك تصنيف في التعاون وحتى في الحراسة

شريف: لماذا لا نعلم هذه القصص

اللواء: لأن الأمن العام مظلوم قليلاً امام الاعلام من شدة الأدب التي فيه

شريف: المايك معك وحدثني عن التصنيفات

اللواء: نحن في الأمن العام لا نتكلم عن نفسنا كثيراً او أن نمدح أنفسنا كرجال أمن عام ولكن الردنيين شاعرين بهذه الثقة مع الأمن العام ام لا؟

شريف: طبعاً

اللواء: اليوم ترى استطلاعات الراي كانت الثقة بالقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية أعلى مستوياتها في الدولة

شريف: نوجه التحية لكل الأجهزة الأمنية والقيادة العامة للقوات المسلحة من ضباط وضباط صف في كل السلك العسكري في الأردن

اللواء: وانا أشد على اياديك زملاء السلاح ورفاق الدرب ابداً

الفكرة أحياناً في التصنيفات في الأجهزة الأمنية في الحراسة يعني مثلاً أحضر مجرم مصنف خطير جداً هل أبعث له شرطي ام أتصل به هاتف ليأتي، لو مواطن عادي محترم ليس لديه قيود سابقة أقول له تفضل على الهاتف فيأتيني، حتى أنه يقلق ولا ينام في تلك الليلة لوقلت له تعال غداً لا ينام الليل ويقول لا ارجوك ارجو أن تحل مباشرة فوق التسعة وتسعون بالمئة وفوقها اعشار مواطنين محترمين، وأنت تتحدث عن نسبة بسيطة جداً من الذين يرتكبون الأفعال الإجرامية هؤلاء أيضاً مصنفين وعندنا قيود يبين ان فلان عليه قيد جرمي يعني له مقاومات وعنف ومقاومة الأمن العام هذا أبعث له قوة مختلفة عن غيره وايضاً نوع الجريمة مختلف مثل تجار المخدرات مثل احدهم مخالفة صحية عليه طلب شكوى من المحافظ مخالفة اعتداء على الرصيف العام، حتى نقل المساجين يختلف من سجين خطير او مرتكب جريمة قتل أو عيه جرائم مخدرات وأحد محكوم بقضايا اجرة

شريف: حتى داخل مراكز التوقيف لا يجلسون مع بعض؟

اللواء: لا أبداً أهم شيء في علم السجون شيء اسمه علم التصنيف، وهذا التصنيف مبني على معايير كثيرة مثل العمر ونوع الجريمة من دين مختلف أو من أقلية مختلفة أو من جنسية مختلفة أو ذوي إعاقة هناك مصفوفة كاملة للتصنيف معتمدة في معايير عالمية فيها

شريف: ما هو عدد قيود رأيته لشخص ما

اللواء: هناك أشخاص كان عليهم جرائم احتيال كثيرة يعني الاحتيال عقوبتها قليلة ممكن أن تجد مئة او مئتين انا اكثر واحد رايته لديه 167 قيد احتيال يعني مرتكب 167 قضية احتيال ولكن لا تأخذ ببالك كيف احتال في فترة زمنية بسيطة يمكن ان يكون محتال على عشرة اشخاص بمبالغ بسيطة فكل واحدة قيد لكن عندما تأخذهم إلى المحكمة كلهم مشتكين عليه بواحدة ويطلب دمجهم في الأخير عقوبتهم تكون واحدة وخاصة غالبية الناس إذا أرجعت له جزء من المبلغ يتنازل فأقترح مدد العقوبة أن يحاول المشرع الأردني يعود ويضبط المعايير لأن العقوبات قانون عمره طويل من بداية الستينات فيحتاج على تطوير لأنه لا يجيب على جرائم اليوم بعد مرور ستون او سبعين سنة

شريف: اتجهت للكتابة سيدي ما هذه الخطوة الجريئة؟

اللواء: والله هي إيمان وأيضاً هناك مشكلة تغيب عن بالنا كثيراً الأمن ليس كالوظيفة المدنية في شركة ولا قطاع خاص الوظيفة الأمنية عبادة تتقرب فيها من الله باعتبار الأمن والإيمان والأمانة من جذر أمنه يعني كله أحل نفس المعنى فهل تقبل ان يكون احدهم رجل أمن وليس لديه أمانة وهي نفس الجذر اللغوي الأمانة والإيمان والأمن فكلها تحمل نفس الدلالات فالأمانة مسؤولية وأمانة الأمن التي تكلم عنها ربنا في القرآن عدة مرات حتى الإيمان كله جذر وجذر الأمن واحد معنى ذلك أنني اليوم لا أستطيع ان استقيل من الأمن وأن أتقاعد من الوظيفة لكن وظيفة الأمن أخلاقياً تبقى معي فما قدرت اليوم أن ادافع عن أمن البلد أو أقف مع أمن البلد بالفعل بالوظيفة لن استقيل من اللسان والكتابة فهذا أعتقد دوري أني لن أستقيل من عباءة الأمن فأدافع اليوم عن أمن وطني وعن أمن مجتمعي من خلال الكتابة

شريف: خلال مسيرتك وحضرنك كما تفضلت مئة وأربعة سنة على تأسيس الأمن العام أو الشرطة بشكل عام في الأردن كم أثرت بك هذه المسيرة

اللواء: والله هي كل حياتي فيها عشت وأكيد لها معنى

شريف: نريد أن نرى هذه المعاني في الكتابة

اللواء: قلت لك الأمن العام مدرسة ومدرسة ثقافية وحضارية وأمنية وعلمية، الوظيفة الأمنية ليست وظيفة ليست أداء وظيفة بل هي اعتناق وظيفي وجزء من ديننا

شريف: العلاقة مع الناس تطورت

اللواء: سيدي الكريم هناك عبارة كان يقولها أحد قياداتنا السابقين ذكره الله بالخير من لا يتجدد يتبدد ومن لا يتطور يتدهور ومن لا يتقدم يتقادم قاعدة منطقية فقس عليه هذه الفلسفة مهمة جداً عندنا في الأمن العام فنحن دائماً في تطور تكنولوجي ملاحقين في العالم وجهاز الأمن العام بالاحترافية التي فيه موجود وحسب التصنيفات في التقارير الدولية من أعلى الأجهزة الأمنية في العالم الاحترافية وحصل على رضا صاحب الخدمة أو المترقي هذه الفكرة التي يقوم عليها جهاز الأمن العام جعلته دائماً وأبداً يواكب أحدث التقنيات في العالم اليوم الكاميرات في الشوارع مراقبة متطورة جداً صارت السيارات لوحات الأرقام المطلوبة مباشرة تعرف وتمسك بها الدورية التي وراءها أصبح عندنا الفيس ريجونكشن هذا بحدودنا موجودة التي هي ميزة التعرف على الوجوه أصبحت عندنا خدمات المطلوبين عمليات الضبط موجودة

شريف: سيدي أنت كنت عندما الصحافة حزنوا من الأمن العام عندما قالوا هذا اختراق للخصوصية في الكاميرات

اللواء: يمكن فيها فلسفة لكن نحن لسنا منقطعين عن فلسفة العالم المحيط فينا صحيح أم لا هذه التقنية موجودة في أعتى الدول الديمقراطية في العالم والمحافظين على حقوق الإنسان ومتعارف عليها عالمياً أنها أحد الأساليب التي يمكن ان تمارسيها أجهزة الشرطة وأجهزة الرقابة المرورية على الشوارع الرئيسية في كل عواصم العالم الكبرى والتي فيها معايير عالية جداً لاحترام حق المرور وحق السائق الخصوصية مبالغين فيها قليلاً ، الخصوصية طالما لديك شبابيك في الشارع تستطيع أن يراها أي أحد في الشارع بالعين المجردة هذه ليست خصوصية الخصوصية ان تغلق على نفسك دارك هذه خصوصية لكن وانت راكب في السيارة والأربع جهات فيها زجاج هل هذه خصوصية الكاميرا لا تخترق

شريف: أريد أن أسألك سؤال واعتقد كل جيل التسعينات سيحبون هذا السؤال وأتمنى أن أجد الجواب عندك ما هي قصة أبو شاكوش؟

اللواء: أنا كنت ضابط صغير يومها في رتبة ملازم وخريج جديد أنا خريج 92 فحضرتها وكنت مرتب شرطة العاصمة قصة أبو شاكوش كانت بقرقة إعلامية للأسف أكثر من قصتها حقيقة تم ضبط كل الجرائم التي نسبت إلى شخصية أبو شاكوش الوهمية وكان الأشخاص المجرمين ليس لهم علاقة ببعضهم ولا يوجد شاكوش لكن هو نمط

شريف: لكن قالوا أول واحدة هي الصيدلاني رحمه الله

اللواء: الصيدلاني كان في جبل الحسين حادثة واحدة ضرب بالشاكوش وانتهت القصة لكن النمط الثاني جاءت مصادفة أحدهم ارتكب جريمة بعدها وصارت نمط ارتكبوه عدة أشخاص في قرى مختلفة ليس بينهم أي ارتباط

شريف: يعني العشرة جرائمهم عشر مجرمين؟

اللواء: وانسى فكان فيها جرائم قتل لكن ليس شخص واحد ولا عصابة إجرامية واحدة والناس مختلفين لكن النمط واحد فالذي كان يرتكب جريمة قتل الثالثة والرابعة ينسبها لأبو شاكوش

شريف: باشا نحن كنا ننام من الخامسة عصراً بسببه

اللواء: ونحن كنا نخرج دوريات في الشوارع من أجل أبو شاكوش أيضاً لكن هذه القصة نسبت إلى شخصية وهمية خلقها إعلام والإعلام وقتها وليس الحقيقية لذلك نتائج استطلاعات الرأي اليوم كانت مع الأردن في المؤسسات الأمنية والجيش العربي أكثر شيء

هل تعلم في كل دول العالم في الأعراس لايوجد دولة تغني في أعراسها وأنت ألم تغني جيش جيشنا من نفسه وما زال الدولة الوحيدة التي تنظر لجيشها وأمنها كجزء من نسيج مجتمعها والذي ينطبق على الأردنيين ينطبق على الجيش لأنه نحن جزء ونسيج من هذا المجتمع فنحن الوحيدين في الدنيا الذين في أعراسنا لجيشنا وللأمن أليس كذلك

شريف: باشا هل يجب ان يكون الشرطي مثقف

اللواء: وهل هناك حل آخر؟

شريف: ولكن بالله عليك وانا آسف هناك بعض الضباط أو ضباط الصف خصوصاً الذين يكونون في مواجهة مع الناس ودعنا نأخذ مثل وأنا أحبهم كثيراً شباب السير وخصوصاً من جاءت خدمته في الأزمة وثلاثة آلاف سيارة في الثانية لكن ممكن بعض الناس يخونه التعبير في التعامل مع البشر بعض اللفاظ السيئة وأن يكون سيء بالتعامل أو عصبي ومع وجود الكاميرا لماذا لا تجعلون المواجه مع الناس هم الرائقين

اللواء: والله ضباط السير رائقين كثيراً

شريف: أنا أعزهم كثيراً خصوصاً عندما أصل لعنده ويكون في أزمة أمزح معه صراحة

اللواء: ولكن أنت تعرف أنه يوجد إشكالية تغيب عن بالنا أحياناً رقيب السير يخرج وظيفة ثمان ساعات في هذه الثمان ساعات هل مر عليه خلال خمس دقائق فقط أي شخص يزمر عليه ومعالجة مع الناس عندما تأتي أنت بعد مضي ست ساعات والله لو كان جامع كل صبر الدنيا في الأخير هو ابن آدم ولكن أنت تتعامل معه في اللحظة و بعد مرور ست ساعات تقول لماذا ليس رائق لماذا معصب والله كان يأكل عسل من الصبح لأن السبعمائة زمور أنت بسيارتك عندما أحدهم يزمر عليك زامورين وراء بعضهم بالسيارة التي وراءك تعصب وبعد ذلك لا يكون معصب المسكين فقط يكون لا يعطيك اللطف خاصته ولكن في الأخير أعانهم الله وأنا ليس دفاعاً عنهم بقدر ما هي قصة إنصاف للضغوط النفسية التي تعم ولكن مهما شاهدت منهم في الآخر يقول لك حقك على راسي

شريف: صار معي موقف من كم يوم سيارتي جديدة وأنا أخذتها من الذي اشتريتها منه واضع شيء مخالف يسمونه باللفظ القانوني أضواء مبهرة وأنا لا أعلم أنها مبهرة ولا عمري شغلته اصلاً ولكن شاهده الشرطي فقال لي قف على اليمين فوقفت على اليمين وأنا بطبيعة الحال أعطيت رخصة السيارة ورخصة المركبة فقال لي انت واضع شيء مخالف فقلت له خذ أجراءك سيدي ولكن أنا لا أعلم ولكن خذ إجراءك إذا كنت مخالف خالفني فنظر بي قليلاً وانا لا اريد ان أتكلم لأن المكان مزدحم كثيراً وأعتقد انه قد يسعد إذا خالف ولكن عندما رأى ردة فعلي وأنا عاملته باحترام وهو أيضاً عاملني باحترام فأرجع لي الرخصة ولم يخالفني وقال لي رجاء أن تنزع الأضواء لأنه بجد مؤذية للعين وقلت له لا اعلم ان اشغله وقلت له بما معناه ولما رأى العلاقة والتعامل جيد رد عليّ بشكل جيد

اللواء: حسناً وبعدالة ، وبعدالة الإنسان الطبيعي كم من الأشخاص تلاطف معه خلال الست ساعات أو ثمان ساعات

شريف: لا اعتقد

اللواء: وهناك اشخاص تقول اتقي الله يارجل خاف الله يارجل ما عندك أولاد أنا فقط ركبت الضوء وقصصنا مثل ذلك كم واحد يصرخ عليه وبعد ذلك أنت لا تعرف مع من تتكلم ومع ذلك ضابط نفسه كثيراً وهو في النهاية ليس روبوت هو ابن آدم وله مساحة معينة ويحاول أن يضغطها في الأخير

شريف: ما هي أكبر قيمة تزرعها في الضباط الذين كانوا زملاءك وأنت مسؤول عليهم؟

اللواء: لا تغضب أنا أعتبر السر الأول في النجاح لأي شخص في وظيفته العامة عدم الانفعال هل تعلم أن هناك حديث عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب وهذه صحيح ونحن نتعامل معه ككلام إنه قيم هذا سر النجاح الأول الذي يكون في الوظيفة العامة وخاصة الوظيفة الأمنية المواجهة مع الجمهور إذا غضب ماذا يعني ذلك؟ يعني أنك فقدت السيطرة وغذا فقدت السيطرة كل شيء ممكن أن يتحكم فيك غلا نفسك ممكن الشيطان وممكن الناس تدفعك ويمكن الانفعالات والغضب فانا أقول سر النجاح الأول الذي نقوله لزملائنا دائماً لا تغضب وكن مسترخي كم يمكن أن أبقى مسترخي أقول له جرب أن تكون أكثر استرخاء فأنا أدخلت نفسي أحاضر في زملاء كثر لي في اكاديمية الشرطة الملكية الدرس الأول في الحياة العملية لا تغضب لأنه هذا نجاحك أنت متى تندم في حياتك العادية ستجد أن السبب الرئيسي الذي تندم عليها اليوم أنه في تلك المواقف كنت غاضباً فإذا كنت مسيطر على نفسك يكون تفكيرك سليم وانفعالاتك تحت السيطرة، الغضب يعني فقدت كل شيء فأنت كنت في مهب الريح

شريف: سيدي عندي أيضاً سؤال المتعاطي سواء كان شارب أو مخدر أو أي كان  ولكن لا يوجد عقل وارتكب جرم الشق الأول من السؤال هل تسقط عنه الجريمة لأنه ذاهب بعقله والشق الثاني من السؤال أنتم كيف تتعاملون معه كجهة تنفيذية والضبطية القضائية أو حالة الضبطية القضائية كيف تكون

اللواء: أولاً نتفق على أنه أي شخص تعاطى أو شرب ولو تعدى مثلاً مراحل متقدمة يعني السكر أفقد عقله سواء التعاطي أو المشروب. السؤال الأول هو تعاطى باختياره الحر أم بالإكراه وما دام باختياره الحر عليه أن يتحمل نتائج هذا الاختيار ولو أدت كل النتائج إلى جريمة قتل أخرى فهو لا تسقط عنه العقوبة لأنه لم يتعاطى بالإكراه

شريف: هل هناك أشخاص تتعاطى بالإكراه؟

اللواء: هناك من يعتقد أنني سأتعاطى وأرتكب الجريمة حتى تخف عني العقوبة القصة ليست كذلك

القانون واضح جداً في هذه الموضوعات إذا ارتكب الجرم الأول او الأذى الأول أدى على فقدان عقله نتيجة تعاطي المخدر أو المسكر على مرحلة فقد عقله فيها فهو اختار هذا الطريق فعليه ان يتحمل كافة العواقب المترتبة على ذلك ولو كانت جريمة مركبة فلا تسقط العقوبة على العكس هو ارتكب أكثر من جرم تعاطي المخدرات والقتل أي تكون عليه جريمة مركبة او جرمين

شريف: هل تأخذكم العاطفة اثناء القبض عليه؟

اللواء: لا يوجد عواطف أثناء القبض هناك ان تكون ملتزم بالقانون يعني احياناً الخطر الأكبر أن لا تعامل المجرم كأنه سب على ابوك أو انه قتل ابوك هو قتل لكنه ابن ىدم القصة مختلفة تماماً يعني عندنا وجهة نظر الشرطي حامل سلاح يعني يمكن أن يقتل وباسم القانون لكن الخوف أن يتعسف باستخدام القانون او في التحقيق الجنائي أعطيك ذلك بشكل موسع اكثر نؤمن تماماً أن الله عندما أنزل الكرامة انزلها على البشر حسب النص القرآني ولقد كرمنا بني آدم ولم يستثني رب العالمين أي أحد وبني آدم شاملة سواء كان مواطناً صالحاً أو مجرماً أو فاعل أو تارك مهما يكن، لذلك نحن نتعامل الكرامة الإنسانية للإنسان مهما كان عرقه أو لونه أو دينه أو لغته أو ثقافته التاريخ الإجرامي الا يفقد إنسانيته لذلك عندما نلقي القبض عليه استخدام القوة اللازمة وعدم التعسف في استخدامها وأكسب عقوبة إذا تعسفت في استخدام القوة أو تجاوزت حدود القوة لأن الإنسان  هو إنسان وفي النهاية أنا لست القاضي لا أستطيع الحكم عليه أنا جهة تنفيذية فلا أفقد إنسانيتي ولا ادعي أنني ادوس على كرامته لأن كرامته هبة من الله والله الذي خلقه خلقني فاتجهت إرادة الله أن تخلق هذا الانسان كما اتجهت إرادة الله أن تخلقني فلا ميزة لي عليه غلا بالقانون وكما أمر سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام لا فرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى والتقوى عمل ربنا وأنا لا اتدخل فيها ولا أستطيع ان افضل نفسي عليه إلا في إنفاذ القانون فعندما ألقي القبض على مجرم لا أستبعد إنسانيته منه وأينما كان حكم القضاء فهو عنوان الحقيقة لكن حتى في لحظة إنفاذ الحكم في أي مجرم مدان وقرر  القاضي الحكم عليه بالإعدام هل يفقد إنسانيته؟ لا يبقى إنسان حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة ولذلك يكون الإعدام أول شيء تأكد من صحته ويعطيه وصايا ويستطيع ان يطلب أي طلب أخير ويطلب الشهادة أو إذا كان من دين آخر له كامل إنسانيته حتى الثواني الأخيرة قبل تنفيذ حكم الإعدام، الإنسانية هذه كرامة من الله لا نملك ولا يملك أي أحد في الأجهزة التنفيذية أن ينزعها منه حتى في السجون

شريف: أريد أن أختم معك بنفس السؤال واريدك ان تنظر على الكامير واعتبر امامك شابان وصبية واقفين عند قسم القبول والتسجيل في جامعة مؤتى الجناح العسكري عمرهم بين 17 و18 سنة وقفوا معك تفضل

اللواء: الوظيفة الأمنية مقدسة والوظيفة سواء كانت في الجيش العربي أو في الأمن العام وظيفة غير عن كل الوظائف تخرج عن جهدك وتخرج عن طبيعتك لا تحاسب فيها على وقت إضافي مثل بقية الوظائف الأخرى المدنية تحاسب فيها بضميرك وتحاسب فيها قيمك وأخلاقك، فالمبدأ الأول يجب أن تدخل هذه الوظيفة عن اعتناق وحب وأن تؤمن أنه هي الوظيفة الأجر الأول فيها والأعلى دخلاً فيها رضا رب العالمين عليك إذا شعرت بهذه القيمة وأن ما تقدمه هو وظيفة أمنية جهادية بالنسبة لأخواننا في القوات المسلحة فلتعلم أن الراتب الذي تأخذه على الوظيفة الأمنية اليوم فقط لسداد مصاريفك لكن أجرك عند الله لأن الوظيفة الأمنية اليوم تجيبك على كل متطلبات الحياة، أنت تحقق الأمن ، الأمن الإيمان والأمانة كلها مرتبطة مع بعض فلا تضيع هذا بالبحث عن غش أو تهرب من بعض الوظائف، يجب ان تعيش الاعتناق وأن تعيش الحب لهذه الوظيفة ستحيا وتبقى وتعشق التعب نفسه، الشيء الاخر كلمة ضابط أو ضابط صف بدأت من كلمة الضبط والتي هي أن تضبط نفسك أولاً قبل أن تضبط الآخرين ولا تستطيع أن تكون ضابطاً إلا إذا تحكمت في انفعالاتك ويبدأ ذلك بسر النجاح الأول لا تغضب، حسناً كيف أنا بني آدم ولا أغضب؟ أقول يجب ان تدرب نفسك ادخل دورات تنمية بشرية أو على اليوتيوب هناك برنامج علم نفسك ألا تغضب لأنك إذا غضبت لم يعد فرق بينك وبين المجرم

شريف: شكراً نورتني شكراً لوجودك

اللواء: نور الله قلبك شكراً لك، شكراً جزيلاً شكراً لجزيل

شريف: فعلياً نورتني والحديث ذو شجون وأنا وبصراحة كان هناك كمية أسئلة كبيرة وأنا أريد أن آخذ منك وعد أن تجلس معي جلسة ثانية

اللواء: أتشرف دائماً وأبداً وشرف لي أنني كنت أحد ضيوفك وأنا أتشرف

شريف: تحياتي لكم والله يعطيكم ألف عافية أين ما كنتم لا تنسوا أن تعملوا مشاركة وإعجاب ومتابعة حياكم الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى