بودكاست “مطل” يستضيف حنين التميمي، شابة تعاني من متلازمة توريت. خلال الحوار، تتحدث حنين عن التحديات والصعوبات التي واجهتها في حياتها وكيف تمكنت من التغلب عليها. تُعتبر حنين التميمي نفسها مثل طائر العنقاء، الذي يعيد بناء نفسه من الرماد، وترى أن متلازمة توريت هي صديقة ملازمة لها طوال حياتها.
تُحاورها رهف البياتي، وتطرح عليها أسئلة عن حياتها الشخصية وكيفية تعاملها مع المرض، بالإضافة إلى تأثير غياب والدها ودعم والدتها الكبير لها. تناقش حنين تجربتها في العمل وكيفية تأثير متلازمة توريت على حياتها الاجتماعية وعلاقاتها مع الآخرين. كما تتحدث عن أهمية قبول الذات وكيفية مواجهة نظرات وكلام الناس السلبية.
تُختتم الحلقة بشكر حنين على التوعية التي تقدمها حول متلازمة توريت، ودعوة المستمعين لمتابعة الحلقات القادمة التي ستستضيف أبطالاً آخرين يتحدثون عن تجاربهم وتحدياتهم.
الجزء 1: المقدمة والتعريف بحنين التميمي
(0:00 – 2:30)
- مقدمة البودكاست عن حنين التميمي ومتلازمة توريت.
- بداية الحوار بين رهف وحنين، وسؤال: “من هي حنين التميمي؟”
- تشبيه حنين نفسها بطائر العنقاء (الفينيق) كرمز للقوة والنهوض من الرماد.
الجزء 2: العلاقة مع متلازمة توريت
(2:30 – 5:00)
- حنين تتحدث عن اعتبارها “توريت” صديقة ملازمة وليست مرضًا.
- إجابتها عن سؤال: “هل تختارين العيش مع توريت أم بدونها؟”
- فلسفتها في تقبل التحديات كرسالة حياتية.
الجزء 3: الحياة العملية والاجتماعية
(5:00 – 7:30)
- تجربة حنين الأولى في العمل بعد التخرج.
- تحديات الاندماج في بيئة جديدة وكونها الأصغر سنّاً.
- رأيها في تأثير “توريت” على علاقاتها الاجتماعية والحب.
الجزء 4: التحديات النفسية وفقدان الأب
(7:30 – 10:00)
- تأثير وفاة والدها على حالتها النفسية وزيادة حدة الحركات اللاإرادية.
- دخولها في اكتئاب استمر ٣ سنوات.
- مواجهة نظرات المجتمع السلبية وتأثيرها عليها.
الجزء 5: الصراع مع الذات وتقبل المرض
(10:00 – 13:00)
- علاقتها السابقة مع المرآة وكرهها لحركاتها اللاإرادية.
- خطواتها العملية لتقبل الذات (التصوير أمام المرآة، مواجهة الخوف).
- تحولها إلى حب الذات وقولها: “أنا مغرمة بكِ”.
الجزء 6: العلاج النفسي والفني
(13:00 – 15:30)
- شرح حنين لأساليب علاجها (اليوغا، الباليه، العزف).
- كيف تساعد الأنشطة الفنية على تخفيف الحركات.
- رفضها للأدوية النفسية وتركيزها على العلاج الذاتي.
الجزء 7: تأثير المجتمع ورسالة التوعية
(15:30 – 18:00)
- ردود فعل الناس الغريبة (مثل وضع القرآن في السيارة خوفًا منها).
- رسالتها لأصحاب الإعاقات: “تقبلوا أنفسكم”.
- دور فيديوهاتها في تغيير نظرة المجتمع لـ “توريت”.
الجزء 8: العلاقة مع الأم وتأثيرها
(18:00 – 20:30)
- معاناة الأم مع نظرات المجتمع وكلمات التعاطف المؤذية.
- دعم الأم الدائم ودورها في نجاح حنين.
- حنين تشيد بأمهات أصحاب التحديات: “وراء كل نجاح أم حنونة”.
الجزء 9: غياب الأب وتأثيره النفسي
(20:30 – 23:00)
- شعورها بالضعف بعد وفاة والدها وفقدان الحماية.
- كلمات والدها التي كانت مصدر قوتها: “نادِ عليّ أينما كنتُ”.
- كيف ساعدها الأصدقاء على استعادة طعم الحياة.
الجزء 10: الخاتمة والرسالة الإنسانية
(23:00 – 25:00)
- رهف تشكر حنين على شجاعتها وتوعيتها المجتمعية.
- حنين تذكِّر بأن التحديات تصنع الأبطال.
- دعوة الجمهور لمتابعة حلقات “مطل” مع أبطال آخرين.
بداية البودكاست
حنين التميمي بنت مصابة بمتلازمة (تيريت) واجهت كثيراً من التحديات والصعوبات، حاولت تنشر الوعي عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي أو المقابلات التلفزيونية، ومن المؤكد أنها تنشر الوعي بين الناس اليوم على (مطل) نريد أن نتحدث مع حنين التميمي كلاماً من القلب إلى القلب.
تحاورها رهف البياتي.
رهف البياتي: كيف أنت حنين؟
حنين التميمي: سعيدة أنني معك اليوم.
رهف: من هي حنين التميمي؟
حنين: لنتكلم عن حنين التميمي بعيداً عن أنها روح على هذه الأرض، أعتبر الشيء الذي مررت به يشبه قصة أسطورة تتكلم عن طائر اسمه العنقاء؛ هذا الطائر عادة عندما يحس بالضعف كان يذهب إلى شجرة نخيل كبيرة يصنع عشاً ويحرق نفسه ومن الرماد يظهر مرة أخرى طائر جديد فكان دائماً يرمز إلى القوة والمستحيل.
وأنا اشعر أن التجربة التي حصلت معي تشبه طائر العنقاء، نفس المواصفات التي حصلت معه بالنسبة لي هذه هي حنين.
رهف: والله أجمل من هكذا تعريف لا يوجد وهذا ما كنت أريده من حنين أريد أن أعرف من هي حنين بعيداً عن (تيريت) هل حنين استطاعت أن تفصل حنين نفسها عن (تيريت)؟
حنين: أنا أعتبر أن (تيريت) صديقة أو شيء ملازم معكِ طوال حياتكِ ممكن أن يَخُفَّ قليلاً ولكن لن يختفي نهائياً.
فابتعدت عن أنها متلازمة أو مرض وشبهتها بشيء أقرب إلى القلب كصاحبة أو صديقة؛ فاستطعت أن أفصلها ليكون لها كيانها الخاص.
رهف: حسناً، لو أعيد الزمن مرة أخرى وكانت حنين تستطيع أن تختار حياتها هل تختارينها مع (تيريت) أم بدون؟
حنين: طبعاً نعم؛ لأن الله اختار أن تكون (تيريت) معي فإنه سيكون هناك حكمة من الموضوع وأنا أكتشف في هذه الحكمة أنني لا أحب أن أكون شخصاً ليس لديه رسالة في هذه الحياة أحب أن يكون لي هدف في هذه الحياة.
رهف: أريد أن أتكلم معكِ بعيداً عن أنكِ في مقابلة تلفزيونية أنتِ ظهرتِ بها، أريد أن تتحدثي عن حياة حنين؛ حياة الصداقة، حياة الحب والعمل، أنتِ مؤخراً عملتِ صحيح؟ كيف بدأتِ؟
حنين: عندما تخرجت في شهر تسعة وتوظفت في شهر عشرة، كانت أول تجربة أن أدخل في نطاق العمل كان عندي مخاوف ولكن لم تكن لها علاقة بـ (تيريت) وكنت أعلم أنها لن تكون عائقاً لأي هدف من أهدافي طالما أن عقل الإنسان سليم، انتهى كل شيء وأنا من الناس والحمد لله الذين عقلهم سليم، فلم أكن أشك أنها ستعيقني في موضوع العمل، ولكن الخوف والرهبة أنك أول مرة تجرب شيئاً جديداً، تخرج من مرحلة الجامعة إلى مرحلة العمل وأول مرة في حياتك شيء صعب قليلاً، فوجدت الموضوع سهلاً جداً، والبيئة مناسبة، وكنت أصغر فرد في العمل، وهذا الشيء كان يعطيني مشاعر محبة كطفلة صغيرة.
أما من ناحية الصداقات والحب بالنسبة لي لا يوجد شيء يعيق مثل الشخص نفسه وعندما تُكَوِّنُ علاقاتك تتجه نحو شيء أنت لا تقدر أن تتحكم فيه فتكون في الشخص نفسه وليس بالإنسان، ليس بذاتي.
رهف: أنا أرى قوة مثالية وراء هذه القوة، بماذا مرت حنين؟
حنين: دائماً يتكلمون أن كل ذلك من فعلنا المعاناة فكل شيء أنا به مررت بنقاط ضعف وجلست فترات طويلة وما شعرت أن ذلك نتاج يوم وليلة؛ أي لو تحدثت عن وفاة أبي عندما توفي أحبطت كثيراً مع وجود المرض بالنسبة لي تزيد في الحالة النفسية مع أن المرض هو حركات لا إرادية ولكن تزيد مع سوء الحالة النفسية ووفاة أبي كانت العامل الأساس لدخولي في حالة الاكتئاب وبعد ذلك عند وفاة أبي دخلت في حالة اكتئاب لمدة ثلاث سنوات، بعد تجربة الاكتئاب استطعت أن اصل للحالة التي يشاهدها الناس اليوم هذا الشيء هو مَنْ أخرج حنين، وأعود لمثال العنقاء بعد دخولي لمرحلة الاكتئاب استطعت أن أصل للقناعات التي فيها الآن، وغير ذلك كموقف بسيط يحدث يومياً، مثال: عند ذهابي من العمل أذهب بسيارة ويكون معي موظفون، ليس من الشرط أن يعرفوني؛ فيخافون ويتهامسون ويظنون أنني لا أعلم ولكني أنتبه لكل شيء، فقد مرت علي كل شخصيات الناس المختلفة السلبية، بنظرات مختلفة معروف أنهم يتكلمون عن، وهذا يحدث كل يوم وأنا ذاهبة كل يوم إلى عملي، تخيلي ذلك أن يحدث معكي يومياً حتى أن بعض الناس يعتقدون أنني ملبوسة أو ممسوسة.
مرة شخص من الناس وضع على الراديو صوت القرآن عندما علم بوجودي وظاهر عليه الخوف مني، لا أريد أن يفكر أحد أن هذه الأمور سهلة وأنا اضطررت أن أتعود عليها؛ لأن ذلك واقع ويجب أن نعيشه.
توجد الكثير من الأمثلة، ولكن في النهاية يجب أن تستيقظ على واقع تعيشه؛ أن هذه الآلام الصغيرة تبني. يجب أن تتقبل كل ذلك؛ لأن عدم التقبل سيدمر حياتي وأعيشها كلها بالخوف والرهاب الاجتماعي، يجب أن أتمالك نفسي وأخرج.
كل إنسان يجب أن يعيش الحياة التي يستحقها.
رهف: كم تصالحتِ وأحببتِ (تيريت)؟
حنين: كثيراً جداً؛ لأنني لم أعد أراها مرضاً في زمن ماضٍ كنت أراها عدواً، أراها شيئاً مخيفاً، ولكن ليس كل الناس يجب أن تحبها (تيريت)؛ فهي تخصني أنا فقط ومن لا تناسبه لا مانع ولا مانع أن لا يقبلني أي أحد، لقد وصلت إلى مرحلة أن (تيريت) لي فقط من أحبها فقد أحبني ومن لم يحبها فهو لا يحبني من الآخر.
رهف: حنين ذكرتِ كثيراً من المواقف، ولكن أحب الآن أن أعرف عن حنين الإنسان ونتكلم عنها.
نحن بيننا وبين المرآة يوجد علاقة جميلة كثيراً، عندما تنظر المرأة إلى نفسها في المرآة وتتغزل بنفسها وترى الأشياء الجميلة ترى الأنوثة التي فيها كيف كانت علاقتك مع نفسك؟
حنين: سأُقَسِّمُ لكِ الموضوع على فترات؛ فترة عندما كنت أكره نفسي أشعر أنني لست قادرة على رؤية نفسي، أنني أفعل تلك الحركات اللاإرادية، هناك شيء ليس له علاقة بالموضوع، ولكن يجب أن أحدثك بها؛ لأبني عليها كلامي، عندما أعمل خط العين يكون متقناً؛ لأنني أركز على شيء فتخف الحركات اللاإرادية.
أول ما أنتهي من وضع المكياج وأقف على المرآة لا أقف لأنظر لنفسي وأنا أعمل الحركات لأنني أتضايق ذلك كان في كل الفترات الماضية.
بعد ذلك أصبحت أعالج هذا الموضوع أصبحت على نظرية الاختبار أي أعرض نفسي لشيء حتى أتقبله، فعندما تقبلت موضوع المرض أصبحت عمداً أقف أمام المرآة وأنا أعمل الحركات أو أصور نفسي فيديو وأرى نفسي أعمل حركات، وحتى لو تأتي صاحبة وتتصور معي يكون الفيديو فيه حركة أقول لها أن تحذفه ولا تنزله أساساً، من هذا الباب قلت لنفسي إلى متى يكفي لقد تعبت وصلت لمرحلة الإفراط والنهاية. ضاع الوقت كثيراً فأحضرت مرآة وعملت كنت ألف مرآتي أحياناً كي لا أرى. قلت لنفسي حنين يجب أن تظلي ترين نفسك، لا تهربي من نفسك، ويجب أن تري الحركات بشكل دائم حتى تقتنعي بها لدرجة الرضا … يعني إذا كنت نفسي لا أستطيع أن أرى نفسي كيف سألوم الناس في الخارج.
رهف: حسناً، هذا الكلام كان في الماضي، الآن عندما حنين تنظر إلى نفسها في المرآة ماذا تقول؟
حنين: أقول لها كم أنا أحبك، كم أنا مغرمة بك، لا تنتظري من أحد أن يحبك المهم أنني أنا أحبك وهذا يكفي.
دائماً طالما أنتِ تحبين نفسك، ترين كل شيء جيداً، وترين جميع الناس يحبونك قَدِّري نفسك الكل يُقَدِّرك وابدئي مع نفسك.
طبعاً بالنسبة لي علاج الإنسان هو نفسه أي شيء بالحياة وعلى فكرة مرضي يعطى له أدوية نفسية أنا رفضت لفكرة أنني أرى شيئاً صحيحاً وأنا أعالجه وأنا عشته.
صحيح أنه بالنسبة لكل الناس لا تخفى الحركات ولكن بالنسبة لي تعالجت منها منذ كان عمري عشرون عامًا وشفيت منها ولكن ليس الشفاء التام من الحركات.. الشفاء هو أنني أصبحت قادرة على أن أحب نفسي وبالنسبة لي الموضوع انتهى.
رهف: أريد أن أتكلم في موضوع أن (تيريت) له علاج نفسي كيف طبيعة العلاج النفسي الذي تمارسينه؟
حنين: أعمل تمارين يوغا آخذ دروساً في الباليه وأقرأ وأعزف على الأورغ، الفكرة في العلاج أنك تقدر أن تمارس الأشياء التي تحبها.
الحركات بدأت تخف والذهن يتشتت عندها يصبح الشخص أكثر هدوءاً وبالتالي الحالة النفسية تستقر وتصبح أكثر صحة في الحركات وتصبح أقل حتى ممكن إذا أردت قيادة السيارة كيف يخطر على بالي سياقة السيارة ففكرة أن نشتت تفكير الشخص عن تلك الحركات هذا هو فن العلاج.
رهف: أقصد أنك عندما تمارسين أي شيء من أنواع الفنون عندما تركزين به تخف الحركات؟
حنين: نعم، أي أنني بمجرد أن أجلس ألون وأرسم وأتكلم مع شخص أحبه أو كنت جالسة في مكان جميل .. المهم أن أشتت تركيزي عن الموضوع فتخف الحركات.
سؤال: هل من فترة لفترة ستظل تخف لا تزيد؟
حنين: الطب يقول إنها تخف مع الوقت المفروض ذلك وسواء خفت الحركات أم لا فالموضوع سيان.
أتكلم عن شيء لا علاقة له بالموضوع … لا أحب أن يقول لي أحد (سلامتك) ولكنني وجدت ذلك عند كل شخص لديه شيء مختلف.
لا، لا أنزعج من شيء؛ لأنه ليس لدي أي إحساس أنني أخشى من شيء.
وأنا سعيدة بذلك أقبل نفسي أحب مبدأ أنك تتمنى لي السلامة دون أن يصل منك إحساس في دعائك لي، أنك تحاول أنك تريدني أن أنتهي من هذا الأمر الذي بي وأحاول إقناع الناس من ذوي الإعاقة أن يروا ذلك الشيء نعمة وأن يتقبلوا أنفسهم.
في الفيديوهات التي تعملينها تنشرين الوعي الكامل عن (تيريت) ويصبح العدد الأكبر من الناس يتقبل المرض.
رهف: أريد من حنين أن أرى شيئاً أنتِ لم تتكلمين عنه في مقابلاتك التلفزيونية أو أي موقف صعب مر عليك مع أهلك .. الأم مثلاً عانت معك … هل هناك موقف مررت به معها شهرت من خلاله أنه كان صعب؟
حنين: نعم كان ذلك … كنت أرى الأهل حولي يقولون لأمي (أعانك الله على ما هو عندك) بدون كلام مباشر ولكن الأسلوب يكون بهذه الطريقة … هذا بلاء أن ابنتك ولدت وعندها هذا المرض؛ لأنه كنت أشعر وقتها أنني يجب أن لا أكون على قيد الحياة علما أنني أكثر إنسان أحبه يتضرر بسببي فلماذا أبقى في الحياة … وقتها بدأت تأتي أفكار الانتحار في فترة الاكتئاب والظروف الثانية نشأت أفكار الانتحار لأريح أمي لأنني أشعر أنني حمل عليها بسبب الكلام الذي يقال من الناس وأكثر من موقف.
رهف: كم ممكن كلام الناس يؤثر بطريقة سلبية .. يجب أن يعلم الشخص ماذا يتكلم وعن أي شيء.. أمك بعد أن أحسست أنك أتعبتها كثيراً ماذا كانت ردة فعلها؟
حنين: لقد كانت دائماً الشخص الذي لم يشعر أبداً بأنني حمل عليها نهائياً إلى هذه اللحظة لم تشعرني أن المرض حمل عليها طوال الوقت كانت هي الشخص الذي أستند عليه كلما كان معي موقف يحزنني أذهب إلى أمي وتواسيني هي … وأيضاً هي وراء كل ما حققته إلى الآن …
فكل مثال عملاق في الحياة مؤكد وراءه أم حنونة أدام الله في عمرها.
أطال الله في عمرها وعمر جميع الأمهات.
رهف: تكلمنا عن الأم وأثرها في حياتك وتخطت كل الكلام الذي وجه لها من قبل الناس نريد أن نتكلم عن جهة الأب .. غياب الأب مؤثر بنا.. ما الصعوبات التي واجهتها بعدم وجود الأب؟
حنين: رأيت أن الشخص الذي تحتمي به عادة هو الأب .. صديق الأنثى والدها .. عندما فقدت أبي أحسست بضيق وغير مرتاحة في الحياة؛ لأنك تشعر أنك تعيش ولكن بدون أجنحة هذا الشعور الذي استحوذ علي، وكنت أخاف مواجهة الناس بزيادة من ناحية المرض ورحيل أبي فأصبحت أخاف من المواجهة؛ لأن أبي كان عظيماً بالنسبة لي، كان بطلي لا أنسى كلامه عندما يقول في اللحظة التي تخافين بها نادي علي أينما كنت آتي من آخر الدنيا لهذا فقدته فمن الذي سيأتيني من آخر الدنيا؟ هذا كله وَلَّدَ لدي اكتئاباً لم يعد لي طعم للحياة والمرض دمرني أيضاً وتجمعت كلها وفقدت لذة الحياة في ذلك الوقت.
رهف: ذكرتِ أنك فقدت لذة الحياة كيف الآن حنين أعادتها؟
حنين: استعادتها من نفسها ومن الناس التي من حولها عندما بدأت أرى من حولي يحبونني أرجعوا لي طعم الحياة وتقبلت وجودي؛ لأنني أحسست بالأشياء التي كنت أحيا بها هي واحدة وهم أتوا وأكملوا ذلك الشعور وساعدوني على نسيانه. وأقف مرة أخرى كما كنت لأنني أنا بالعادة الشخص لا يقدر على العيش لنفسه.. عندما ترى أناساً يحبونك كما أنت تصبح قادراً على الصراحة لتقول لهم أنني ضعيف أحياناً ولن يعيبوك يوماً ما؛ فهم يحبونك كما أنت.. كلما تعرضت لموقف أرويه فأجد الناس يقفون معي من أجلي… لو كنت متضايقة من شيء أدعوهم لحلها لي، لا مشكلة لديهم ومستعدة للفداء بروحها هذا ما جعلني أن في الحياة تستحق أن نعيش من أجلها من حولي ووالدتي.
المواقف الصعبة التي مررتُ بها من الناس بكلامهم المؤذي أو غير لائق أو غير واعٍ، في نفس الوقت هناك الأصحاب الموجودون الذين يواسونك وهذا موجود فعلاً.
رهف: جميل جداً أن يكون أصحاب حنين معها داعمين حتى أصبحت بطلة وطبعاً إرادتك ووالدك ووالدتك.
شكراً جداً لك، وشكراً على التوعية التي تفعلينها للناس حتى تصل فكرة (تيريت) ولا أحد يستغرب من هذا الموضوع … شكراً كثيراً لك حنين.
التحديات التي مرت بها حنين صنعت منها بطلة لها قصتها وعندنا كثير من الناس مروا في تحديات هم أبطال قصتهم سنستضيفهم في (مطل) لنتكلم معهم تابعونا في الحلقات القادمة.