بودكاستعلى هدى

كيف نعيش رمضان | بودكاست على هدى

في هذا البودكاست، ‘كيف نعيش رمضان | على هدى’، سنأخذكم في رحلةٍ روحيةٍ عميقة، لنستكشف معًا كيف يمكن لهذا الشهر الكريم أن يكون نقطة تحولٍ في حياتنا. كيف نجعل رمضان ليس مجرد إمساكٍ عن الطعام والشراب، بل إطلاقًا للروح نحو معاني التقوى والإحسان؟ كيف نعيش تلك اللحظات الروحانية التي تجعلنا نشعر بقربٍ حقيقيٍ من الله، وكأننا نستجيب لنداءٍ أزليٍ قديم، يوم قال الله لنا: ألستُ بربكم؟ فقلنا: بلى شهدنا.

معنا في هذه الرحلة، ضيفنا الموقر، فضيلة الدكتور عبد القادر دبش، لنناقش معًا كيف يمكن لرمضان أن يكون مدرسةً لتزكية النفس، وكيف نرتقي بأرواحنا لنعيش معاني الصيام الحقيقية، كما عاشها الصالحون من قبلنا، الذين كانوا يتلذذون بالجوع والعطش، لأنهم يستمدون منه طاقةً روحيةً تنقلهم إلى مقامات الإحسان.

فإذا كنت تسأل نفسك: كيف أجعل رمضان هذا العام مختلفًا؟ كيف أتطور في صيامي وأخرج منه بنفسٍ أنقى وروحٍ أسمى؟ فابقَ معنا، لأننا سنأخذك خطوةً بخطوة، لنعيش رمضان كما يريده الله منا، لا كما نريده نحن.

أهلاً بكم في بودكاست ‘كيف نعيش رمضان | على هدى’، حيث الروح تلتقي بالمعاني السامية، والقلب يتجدد بالقرب من الله.”

تقسيم البودكاست

  1. من 0:00 إلى 2:52
    البداية وتمهيد عن فضائل رمضان.
  2. من 2:52 إلى 7:28
    الحديث عن الروحانية وارتباط الصيام بالخطاب الرباني القديم.
  3. من 7:28 إلى 9:41
    تفاوت تفاعل الناس مع رمضان وأهمية التطوير الذاتي.
  4. من 9:41 إلى 12:42
    أهمية الاستعداد لرمضان ودور التوبة والصلاة على النبي.
  5. من 12:42 إلى 13:50
    أنواع الصيام وضرورة الارتقاء بالإخلاص.
  6. من 13:50 إلى 18:00
    كيفية استثمار الوقت في رمضان وعبادة الأحرار.
  7. من 18:00 إلى 20:01
    أهمية قراءة القرآن بتدبر.
  8. من 20:01 إلى 22:56
    قيمة التدبر في القرآن وقصة الإمام الشافعي.
  9. من 22:56 إلى 23:59
    التأكيد على ضرورة الجمع بين الكم والكيف في العبادة.
  10. من 23:59 إلى 25:18
    أهمية التوبة والنية في استقبال رمضان.
  11. من 25:18 إلى 29:50
    التفكر في نعم الله وتعظيمه كأساس للروحانية.
  12. من 29:50 إلى 30:41
    دور التعظيم في إقبال القلب على الله.
  13. من 30:41 إلى 32:44
    تحذير من إضاعة الوقت في رمضان بالأمور التافهة.
  14. من 32:44 إلى 34:21
    رسالة للمُقصرين: التوبة واستشعار عظمة الله.
  15. من 34:21 إلى 38:55
    قصة قرية تُذكِّر بأهمية العمل بالعلم.
  16. من 38:55 إلى 39:52
    خاتمة عن نظرة الله إلى القلب الخاشع.
  17. من 39:52 إلى 43:00
    الختام: تلخيص أهم النقاط ودعاء بالتوفيق.

بداية البودكاست

د. محمد: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله، مبارك عليكم شهر رمضان المبارك الذي من بشائره: من أدرك هذا الشهر فتح الله سبحانه وتعالى له أبواب لدخول الجنة (فتّحت أبواب الجنة وغُلّقت أبواب النيران) هذه التشديدات التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الكلمات فيها إشارة واضحة، وذلك أيضاً عندما صعد النبي عليه الصلاة والسلام على المنبر وقال آمين فلما سؤل عليه الصلاة والسلام قال بعداً أو أبعده الله من أدرك رمضان ثم انسلخ منه فلم يغفر له، يقول العلماء: هذه إشارة أن علامة المغفرة والقبول وفتح باب، وصلة جيدة بينك وبين الله، أن يجعلك ممن يدركون هذا الشهر الكريم، عن هذه المعاني السامية كيف يسمو الإنسان بروحه، كيف يجعل هذا الشهر العظيم يضفي أثراً على نفسه نرحب جميعاً بضيف الحلقة (عبد القادر دبش) أهلاً وسهلاً بكم فضيلة الدكتور.

د. عبد القادر دبش: حياكم الله دكتور محمد.

د. محمد: الله يحييك، دكتور بداية دعنا نتكلم أن جميع الديانات السابقة ومعها ديننا الإسلامي تكاد تكون قد اتفقت على أولاً وجود صيام ثانياُ على معنى في الصيام، ألا وهو سمو الروح نجد في الديانات السابقة كالفرعونية مثلاً أن الإنسان كان يجب أن يصوم عشرة أيام إلى شهر حتى يتهيأ لدخول المعبد، في الدين اليهودي كذلك عندهم يوم اسمه يوم الغفران يصوم فيه لتحقيق مغفرة الرب. وعندهم أيام كثيرة مثل الأعياد أو المناسبات التي لها قيمة عندهم حتى الزواج يصوم شكراً لله تعالى على أنه هيأ له زوجة. في الدين المسيحي كذلك معنى الصيام سمو بالروح لكي تصفو لمناجاة ربها سبحانه وتعالى. جاء الإسلام الحنيف وقال الله تعالى في كتابه الكريم {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} وكأن الخلاصة لعلكم تتقون ونحن نعلم فضيلة الدكتور أن التقوى هي أعلى وأسمى المقامات التي قد يصل إليها الإنسان التي قد تكون بمعنى الإحسان، الإنسان يعيش وكأن الله ناظر إليه فيقدم على الطاعة بمحبة ويحجم عن المعصية بخوف، نتكلم قليلاً عن الأثر الروحي في شهر رمضان المبارك.

د. عبد القادر دبش: في البداية بسم الله والحمد لله وصلى الله على سيدنا روح القرآن في جسد الشريعة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعل هذه الصلاة على رسول الله هي مفتتح كلامنا الذي نتحدث فيه كما تفضلت دكتور محمد عن مسالة الروحانية أو الروح وقيمة الصيام عند كل الديانات التي سبقت، لنقل فعلياً الذي حدث أن الله عز وجل لمّا خلق الخلق جميعاً وجعلنا جميعاً على هيئة ذرٍ في صعيد واحد جمعنا فقال وخاطبنا: قال ألست بربكم؟ ما كان قبلها أو ما كان وقتها عندنا يهودي ولا نصراني ولا بوذي جنس واحد كلنا على هيئة ذر. جمعنا في صعيد واحد فقال: ألست بربكم؟ نحن ماذا أجبنا؟ بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنّا عن هذا غافلين.

المقصود من هذا الخطاب الرباني أننا جميعاً سمعنا خطاباً قديم الأزل هذا الخطاب القديم الأزلي انبثق حقيقة من الأزل وأصاب قيمة الروح، يعني الآن ممكن لو وقفنا في بعض المواقف تجد واحداً مثلاً ليس بمسلم سمع الأذان، فمجرد سماع الأذان ينصت كأنه خطاب قديم أزلي حرّك شيئاً من شعوره في الداخل فيقف فينصت فكأنه سبحان الله يستجيب لهذا الخطاب القديم، كأنه سمع هذا الخطاب، ما الذي جعل هذه الديانات والتفرق قبل أن نأتي لمسالة الصيام ما الذي جعل هذا التفرق؟ لنقل إن هذه الروح التي سمعت هذا الخطاب القديم ذو القيمة العليا الربانية حُبست هذه الروح في جسد فأُغلق عليها، فكأن هذا الجسد سبحان الله حصل فيه شهوات النفس وملذات الطعام والشراب وما يتعلق حتى في فعل المباحات فكان هذا الجسد تثاقل إلى الأرض فكبل هذه الروح في ملاحظة هذه المعاني العليا الروحانية.

فنجد أن الله تعالى لمّا جعل الصيام شهراً واحداً عند المسلمين على مدار العام فكأنه يريد منا أن نتخلى عن هذا الجسد الذي أثقل هذه الروح بهموم وشهوات وملذات الدنيا حتى تنطلق على بارئها، في هذا الحال، في هذه اللحظة، في حالة الانطلاق إلى الله عز وجل كأنها تلاحظ هذه المعاني الربانية، فتخيل أن الله عز وجل ربط هذه القيمة الروحية في ملاحظة المعاني مع القرآن الكريم. فأنزل القرآن في شهر رمضان، فكأنه يريد أنك عندما تفقد هذا الجسد شهوته وتعلي من شأن الروح وترفع من سقفها تلحظ خطاباً أزلياً قديماً يوم قلت لكم: ألست بربكم؟ ففيه ارتباط وثيق للمكان حتى مسألة الإنسان عندما يذهب إلى الحج والعمرة ويطوف حول الكعبة وهو بيت لا ينفع ولا يضر من حيث المادية ولكن الجسد هذا يطوف حول الكعبة والقلب يتعلق بالإله الكعبة هو الله، فنجد أن الحجر الأسود هو الذي كان بحديث سيدنا الذي حصل فيه خطاب وحوار بين سيدنا علي بن أبي طالب وسيدنا عمر بن الخطاب الذي يتحادثان فيه فيقولان إن هذا يقول سيدنا عمر بن الخطاب: والله إنني أعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك لما قبلتك، فيقول علي بن أبي طالب إني سمعت رسول الله كما قال سيدنا علي بن أبي طالب أن هذا الحجر يشهد لكل من يأتي إليه بأسمائهم وصفاتهم وألوانهم عند الله لأنه هو نفسه هذا الحجر كان في الموقف الذي قال فيه الله عز وجل ألست بربكم.

فشهد على كل هؤلاء البشر، شهد علينا جميعاً ونحن عندما نأتي إلى الحجر الأسعد ـ يسمى الأسعد وليس الأسود ـ نأتي فنقول ونرفع يدنا فنقول: بسم الله الله أكبر اللهم وفاء لعهدك، طيب ما هو العهد؟ العهد الذي لما قال ألست بربكم، إذا عندي روح في الدين الإسلامي وهذه الروح التي تسمو يريد منا الله عز وجل في شهر الصيام سواء كانت ديانة إسلامية أو غيرها، لكننا اليوم نحن نخاطب المسلمين الذين يصومون لله تعالى، الذين يجعلون هذا الجسد في الأرض ولكنهم يجعلون الروح في ملاحظة معاني ربّانية.

د. محمد: سبحان الله حتى نلاحظ أن الناس تتفاوت في تفاعلها مع شهر رمضان المبارك، كأن هذه القيم الروحانية التي تتفاوت بين شخص لآخر، شخص إذا سمع أن شهر رمضان دخل يعني تحس أنه يريد أن يطير من الفرح ويبدأ يتفاعل ويبدأ ختمته من أول يوم والتراويح من أول يوم وهناك جد واجتهاد. وهناك أشخاص سبحان الله يكون ثقيل عليه شهر رمضان ويعني ينتظر باليوم الذي يقولون فيه غداً العيد. هناك أناس تبكي أن خرج شهر رمضان ويشعر أن هذه الفرصة الذهبية، هذه المعاني التي كان يعيشها في هذا الشهر ممكن أن تنتهي المعاني في هذا الشهر، فتحسه حزن كثيراً أن شهر رمضان يريد الخروج منه، كيف ممكن نحن أن نطور أنفسنا؟ أنا أحياناً أسأل نفسي سؤال هذا أي رمضان أنا أصومه العاشر؟ الخامس عشر؟ طيب أنا معقول أن أصوم خمسة عشر سنة وصيامي هو هو ما تغير؟ المفروض كل سنة أن يكون أفضل من الذي قبله، على الأقل لو بشيء بسيط.

د. عبد القادر دبش: الإنسان يتطور.

د. محمد: لو دخل في عمل يتطور، هذا أضربه على الصلاة والصيام نحن نصلي كل يوم، كل سنة عندنا صيام شهر، ونحن نعلم أن رمضان مدرسة، يضبط شهوتك، ويضبط شهوة البطن كذلك، المفروض أن ينتقل ويضبط أموراً أخرى، يضبط وقتك تأكل في وقت معين، تمسك في وقت معين، سبحان الله كيف ممكن نحن أن نطور من أنفسنا في هذا الشهر إن جاز التعبير يعني حتى نخرج من الصيام المادي الذي هو فقط مجرد إمساك عن الطعام والشراب إلى إمساك الجسد عن الطعام والشراب لكن إطلاق الروح إلى ذلك الخطاب القديم والمعنى هذا الجميل؟

د. عبد القادر دبش: انطر دكتور محمد، الناس بطبيعة الحال تميل إلى قطف الثمار السريع وغالباً في وقتنا المعاصر خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، قطف الثمار الذي يقول عنه ما صار عندهم أو ما عاد عندهم صبر وجلد. طيب ما الداعي لهذا الكلام؟ الداعي أنه بدل أن تأتي وأقول أنا ماذا أفعل في رمضان أنا أقول كيف أستعد لرمضان قبل رمضان، كما قال العلماء: على قدر الاستعداد يكون الإمداد، بمعنى أنه أنا إذا كنت مستعداً استعداداً حقيقياً لرمضان فإنني استمد من الرحمن جل جلاله معاني وإيمانيات وروحانيات وقيمة، قيمة طاعة عليا عندي تختلف عن أي شخص آخر. ودليل على ذلك أن سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام كان يقول لنا أن رجب الذي هو شهر الصم الأصب الذي هو يأتي قبل شعبان وشعبان قبل رمضان هو شهر الاستغفار.

انظر بدأ من شهرين قبل أن تدخل إلى رمضان أنت عندك شهران عبارة عن دورة تدريبية حتى تدخل رمضان، وليس ذلك فقط كان سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام أو الآن سنأتي إليها مسالة حتى شعبان، لكن انظر ما هي القيمة التي في الاستغفار التي كانت في رجب؟ لأن الاستغفار هو الذي يزيل النكات السوداء عن قلب المؤمن فعندما يزيل هذه النكات السوداء على قلبه يدخل على شعبان فيكثر من الصلاة على المختار صلى الله عليه وسلم. حتى أن الآية {يا أيها الذين آمنوا أو {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً} متى نزلت؟ في شعبان. فكان شعبان هو شهر متعلق بأنك الآن بعد أن نظفت داخلك مثل ما تكون حجرة نحن إذا كان فيها قاذورات أو كذا أو كذا يأتيك ضيف تنظفها، تأتيك تنظيف القاذورات من خلال الاستغفار كان هذا القلب فيه نكات سوداء فتزيلها هذه النكات، ثم في شعبان تصلي على سيدنا رسول الله، فكأنك تبين أن هذا القلب لا بد أن يدخل فيه النور حتى يستمد النور من الذي خلقنا ومن الذي خلق هذا القلب. فيدخل رمضان وكأنه سبحان الله مستعد استعداداً حقيقياً فيصبح بدل أن يتدرب كيف يصوم وكيف يطيع الله، لا، هو يستمد في رمضان.

د. محمد: كأنه يريد أن يفرغ قلبه من الأكتار حتى تكون جاهزة في شهر رمضان لاستقبال أنوار الرحمن. سبحان الله.

د. عبد القادر دبش: مئة بالمئة، فعند: أنت بث تجريبي في شعبان حتى أنه والدليل على ذلك سيدنا رسول الله كانت تقول عائشة وبعض الصحابة الكرام كانوا يقولون: أن سيدنا رسول الله أكثر ما يصوم في شعبان ومن هنا اختلف العلماء وقالوا هل يجوز أن يصوم الشخص بعد خمسة عشر من شعبان أو لا يصوم حتى يعتاد على صيام رمضان، قالوا الأفضل عدم الصيام عند الشافعية تحديداً قالوا عدم الصيام بعد 15 شعبان حتى لا يمل من الصيام، لماذا؟ لأنك في الأصل استعديت في رجب وفي شعبان في بداياتها.

د. محمد: يعني يمكن يعني الذي مثلي ما أستعد جيداً لرمضان، ماذا ممكن أن يعمل؟ نحن نقول يمكن العلماء يقولون كثيراً أن الصيام أنواع: صوم العامة وصوم الخاصة وصوم أسمى من ذلك وأعلى خاصة الخاصة، يعني لا شك أذا الشخص صدق في توجهه ويريد والله نحن كلنا نريد أن نعيش صيام الصالحين قبلنا، كان يتلذذ بالصيام وكان يرى المنع الذي هو منع الطعام والشراب وغيره عين العطاء لأن هذا مقابله شيء روحاني يأخذه، يستمد طاقة روحانية من هذا الصيام. فكان الجوع بالنسبة له سعادة لأنه يستمد بدلاً عنه طاقة، والعطش كذلك فكان يستمتع به في الصيام، نريد ان نخرج من هذا الصيام ويعني نقول إن ربنا سبحانه وتعالى أن يارب أنا لا أريد أن أصوم مثل أحد أنا أريد ان أصوم مثل ما أنت تريد، ليس مثل ما أنا أريد.

د. عبد القادر دبش: الآن هو في رمضان الإنسان يبقى سبحان الله حتى أثناء بدايات رمضان يقول اللهم بلغنا ليلة القدر، يعني كانه سبحان الله سيدنا النبي يشير إلى معنى مهم بناء على هذا الكلام الذي تفضلت به أنه أنت ما زال معك وقت ما زال معك في عندك أمل، لن أيأسك أو أحبطك أو أنك تخرج خالي الوفاض واليدين من شهر رمضان، بل عندك حتى هناك خواتيم وعندك ليالي من أفضل الليالي في الوجود والحياة والزمن إذا كما يقول المثل الياباني أفضل وقت لزراعة الشجر متى قبل عشر سنوات ، طيب ثاني أفضل وقت، الآن، تذكرت أنه أنا ما زرعت الشجر قبل عشر سنوات، طيب ما استعديت قبل شهر رمضان، طيب ما أفضل وقت ومتى؟ أن أبدأ بمعنى أنه نحتاج على توبة نصوح، لن تقبل على الله ولن تستمد الإيمانيات الحقيقية من الله عز وجل إلا إذا بدأتها بتوبة نصوحة. أنا أصوم وأنوي وأقول اللهم إني نويت هذا الصيام امتثالاً لأمرك توبة عن كل ذنب ومعصية اقترفتها، حتى ترضى عني، هذا الانسان الذي يستشعر هذا المعنى أثناء حتى النيّة، انظر النيّة وإن كانت كلمات بسيطة أو حتى شعور ومعاني تجري على قلب العبد وقلب الإنسان إلا أن هذه يقول عنها سيدنا رسول الله: لعله في بعض الأحيان يكون نية المرء أبلغ من عمله، إذاً ماذا أفعل إذاً؟ أنا أريد أن أبدا طيب ماذا أبدأ؟ بالتوبة ثم أقبل على الله بقيام الليل لأن هذه أيام لا تضيعها. النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول: يقول ألا إن لله في أيام دهركم لنفحات، ألا فتعرضوا لها، الله جعل زمن مخصوص مقدس معظم محبب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، كشهر رمضان، أنت لماذا تضيّع هذه الفرصة؟ الإنسان بالعكس، الكيّس الفطن الذي يستثمر كل لحظة في علاقته مع الله فيقبل على الله، صيامك يكون صحيح، قيامك يكون صحيح، نيتك تكون صحيح وبرك بوالديك، التزام الأوقات المهمة في رمضان، عندنا أوقات مهمة جداً يجب أن تكون موجوداً فيها يجب أن تتعرض لنفحات الله، هناك تجليات وهناك رحمات تتنزّل. لا تغيب عنها مثل السّحر مثل قبيل الغروب، مثل وقت غفلة الناس، تعرف يا دكتور أنت من بعض الأوقات التي يغفل عنها الناس التي هي بين الفطور المغرب والعشاء هذا الوقت إما مسلسلات أو كذا، الوقت الثاني بعد التراويح، ممكن أن يذهب ويصلي التراويح أو يصلي العشاء في المسجد ويقول أنا قدمت الذي عليّ دعني أحضر مسلسل مسلسلين مثلاً أو دراما معينة، هذا وقت غفلة هذا. إما أن تكون في السوق أو تكون على شاشات التلفاز هذا يستثمر الطاعة ووقت السحر، كان علي زين العابدين رضي الله عنه وهو من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في مسألة الإقبال على الله عز وجل: ومن يعبد الله سواء في الصيام أو في الصلاة وذلك من يعبد الله تعالى رهبة، فهذه عبادة العبيد، وهنالك من يعبد الله رغبة بالجنة فهذه عبادة التجار، ومنهم من يعبد الله تعالى فهذه عبادة الأحرار. نحن لا نريد فقط مجرد حركات وهيئات وواقف أمام في المحراب وتصلي لله تعالى دون استحضار مع التذلل لله تعالى أريد أن أنقلك من صورة العبادة إلى روح الطاعة، الله ماذا يريد منك؟ هل يريد منك أن تكون أنت مجرد إنسان آلي فقط يسجد ويركع ويصلي ويقرأ آيات قرآنية فقط بدون حضور للقلب هذه مصيبة، أنت يعني سيدنا رسول الله كان، ينفي بعض الأحيان أن يعض الناس يقرا القرآن لا يجاوز حناجرهم، طيب ما هو السبب؟ لأن قلبه ما خشع، قلبه ما خضع، قلبه ما أقبل على الله تعالى. هذه المشكلة تكون عند بعض الناس.

استعد صح، من قلبك ومحبة ورغبة بما عند الله، هذا الأصل الذي يكون عليه المؤمن.

د. محمد: يعني أنت قلت عبارة مهمة، القرآن. طيب نحن نقرأ القرآن يعني كثير يسأله الناس في شهر رمضان، نقرأ القرآن ونعد ختمات واحد اثنان ثلاثة ختمة أربعة، ونقرأ القرآن بتدبر ونحاول أن نقف على كل آية حتى لو ما انتهيت في شهر رمضان.

د. عبد القادر دبش: الآن لو المسلمين أو قارئي القرآن عندما يقرأ القرآن الكريم بمجرد أن يسأل هذا السؤال أو يلتفت لهذا الأمر وهي مسألة أن أكرر قراءة او أقرأ قراءة واحدة بتدبر، أذكر علماء سابقين وصالحين وأولياء تذكرهم عندما يرد عنهم أنهم قرأوا القرآن عشرين مرة وثلاثين مرة ستون مرة. الإمام الشافعي يروي عنه قرأ ستون مرة القرآن الكريم في شهر رمضان. نحن جماعتنا مرة واحدة في رمضان ويا دوب أيضاً.

د. محمد: نحن كأنه أصبح عادة نقرأ القرآن، هكذا مرتبيه، يدخل شهر رمضان كل يوم جزء. فأنا أقول لشباب أصحابي أقول لهم دعونا نتميز قليلاً نقرا جزأين حتى نختمه مرتين في اليوم، سبحان الله جالسين نحسب للإمام الشافعي كم يخصص للقرآن فالختمة أقل ختمة تحتاج ست ساعات، ختمة القرآن كاملاً.

د. عبد القادر دبش: التي هي القراءة السريعة.

د. محمد: القراءة السريعة، حدراً، لما نأتي ونحسب للإمام الشافعي كان يعطي من يومه للقرآن 12 ساعة ختمتين، بناء على هذا الكلام حسبة بسيطة هو الإمام الشافعي خلال شهر رمضان ثلاثون يوم، كان خمسة عشر يوم منهم مشغول في قراءة القرآن.

د. عبد القادر دبش: خمسة عشر يوماً كاملات.

د. محمد: خمسة عشر يوم كاملات على حسبة ختمتين في اليوم هناك إقبال عجيب على القرآن الكريم.

د. عبد القادر دبش: نحن عندنا هنا الإشكالية، في بعض الأحيان تكون الإشكالية أنه نحن نصير في بعض الأحيان نحسبها، مع العلم وهذه مسألة ممكن البعض يستغرب من الكلام الذي ممكن أن أقوله أنه ليس كل شيء حزب، يعني من الذي خلق الزمان؟ الله، من الذي خلق المكان؟ الله. هل يستطيع الله عز وجل أن يطوي لك مدة زمنية أربع وعشرون ساعة يجعلها كأنها في بركتها وفيها ما فيها من طاعات كأنها يومين أو ثلاثة؟ الله يقدر على هذا.

د. محمد: والله تمر عليه الأيام نقول الله اليوم فيه بركة فيه أشياء كثيرة.

د. عبد القادر دبش: مئة بالمئة. هكذا كان العلماء لما كان قبلهم سليم الله أعطاهم البركة في الوقت يعني لما تأتي تقول والله هذا الشيء قرأ الإمام الشافعي لما أقول قرأ 15 أو 20أو 60 مرة ما قرأها قراءة عادية هو قرأها بتمعن، الله أكبر، كيف يعني قراءة بتمعن؟ قراءة تمعن 60 مرة في شهر رمضان! أحدنا يقول خمسة عشر يوم مثل ما تفضل الدكتور أنه قرأ القرآن وقضى من وقته شهر رمضان نعم بتمعن لماذا لأنه قلب سليم، الله ما كتب القبول للإمام الشافعي إلا لأنه صاحب قلب وعلم وهدى التزم بشريعته ثم بعد الالتزام بالشريعة كان رجل مقبل على الله خاضع لله تعالى يختم القرآن ستون مرة ليس كله لو صح له ويمكن أكثر.

طيب ما هو المعنى؟ المعنى أنه أنا أعرف شخصاً من أو سمعت عن أحد الصالحين كان يقول أنا لي ثلاث ختمات للقرآن الكريم، ما هذه الختمات؟ عنده ختمة أولى ثلاث أيام كل ثلاث أيام، عنده الختمة الثانية كل سنة يعني كل رمضان ليس في رمضان يقرأ دكتور محمد.

د. محمد: ختمة تأخذ سنة كاملة؟!

د. عبد القادر دبش: سنة كاملة، هو لا يقرأ في رمضان يعني فقط في رمضان، هو يقرأ على مدار العام يختم مع رمضان، الختمة الثالثة ولك أن تتخيل أنه عشرين سنة وهو يقول عن نفسه أنا حتى الآن عشرون سنة ولم أختم القرآن. هذا النوع الثالث. طيب ما هو الفرق بين الثلاثة والسنة والعشرين سنة؟

الفرق هو في مسالة التعمق والعيش مع الآيات القرآنية تخيل نحن تحدثنا عن رجل صالح، تخيل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ماذا يقول أو يروى عنه أنه ختم البقرة بعد عشر سنوات، هو حفظها خلال عشر سنوات ولما ختم سورة البقرة ماذا عمل ذبح بعيراً، تمام، طيب لماذا عشر سنوات؟ عمر بن الخطاب الإمام العادل الفاروق.

د. محمد: سيدنا عمر يكفي.

د. عبد القادر دبش: تمام، هو الذي قال يا ليتني شعرة في صدر أبو بكر الصديق ماذا يقول: يقول إنه ختم سورة البقرة في عشر سنوات طيب لماذا؟ لأنه عاش مع سورة البقرة، هو تأملها تدبرها تمعن فيها غاص في معانيها لأن القرآن بحر لا ينضب وكنز لا يفنى ولا يبلى.

خطاب الله قديم مهما تمعنت وتدبرت الآيات القرآنية ستخرج بقيمة ولكن يجب قبل أن تخرج أو أن نقول هذا الكلام يجب علينا أن ندرس بعض العلوم كالنحو والبلاغة والفصاحة والتفسير حتى نعرف هذه المعاني ونتأملها ونتدبرها، نحن نقول في كل خير.

د. محمد: تريد أن تقرأ قراءة وتكثر من الختمات هذا جيد هذا دأب الصالحين.

د. عبد القادر دبش: وفيه أجر وثواب.

د. محمد: وفيه أجر وثواب.

د. عبد القادر دبش: لا أقول (الم) حرف وإنما ألف حرف ولام حرف وميم حرف، وكلها مضاعف سبعة على عشر أضعاف

د. محمد: وتريد أن تقرأ بتمعّن أيضاً يصح.

د. عبد القادر دبش: ولكن رأيي الشخصي وهذا ما وجدت عليه العلماء الذين يقولون بأن القراءة بتمعن وتدبر وتأمل هي أحسن وأفضل، طيب ما هو السبب؟ السبب قلنا قبل قليل نحن نريد أن نتعبد الله بروحنا وقلبنا أم بمجرد تحريك اللسان؟ نحن نريد بالقلب والقلب لا يحضر إلا مع تمعن وتأمل.

د. محمد: يمكن هذه الطريقة في العبادة التي يحصل فيها الثمرة.

د. عبد القادر دبش: بالضبط.

د. محمد: والذي يستجلب الإنسان فيها الأنوار.

د. عبد القادر دبش: هذا أربطه دكتور محمد مع سؤال الذي سألتني قبل قليل سألتني أنه نحن كيف نتطور في رمضان صح؟ طيب أنا لما دخل علي رمضان وقرأت آيات كثيرة دون أن أفهم معانيها أين التطور حصل. أجر وثواب ممتاز لكن رحمة الله تعالى هي أعظم من فكرة ا\أن تعد حسنات هي فكرة أنه يريدك أن تعيش مع القرآن حتى هذا لما قل الله عز وجل {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وانا أول المسلمين} ماذا يريد الله عز وجل منا في هذه الآية القرآنية؟ هو لا يريد منك فقط أن تموت في سبيل الله، يريد منك أن تعيش في سبيل الله قبل أن تموت في سبيل الله يريد: أن تعيش مع القرآن لماذا عشر سنوات ليختم سورة البقرة؟ ليس أنه مشغول لا هو بالعكس سليقة العربية تعطيه قوة ولا يوجد آيباد ولا جوال الذي يحفظ ويسمع وكذا، حتى غذاؤهم كان صحي هذا جزء مهم، غذاؤهم كان صحي فكانت الذاكرة عندهم قوية، كان إذا نظر إلى صفحة واحدة قرأها يحفظها، لكن هو عاش مع سورة البقرة عشر سنوات.

د. محمد: عشر سنوات سبحان الله، يعني نقول الأفضل أن الإنسان يتدبر، ولا يمكن أن يعيش مع القرآن من دون تدبر ولا مشكلة أنه أكثر من القراءة.

د. عبد القادر دبش: صحيح.

د. محمد: يعني ربما.

د. عبد القادر دبش: فليكن له ورداً، ورد في تمعن في الآيات وتدبرها. هل تعلم أن الإمام الشعراوي كان له أربع أو خمسة ختمات، الذي أعرفهم أنا الذي وقفت عليهم من خلال المتابعة في هذا الموضوع أن كان له ختمة كلما مر اسم من أسماء الأنبياء يقول عليه الصلاة والسلام، ختمة ثانية كلما مر ضمير يعود على سيدنا رسول الله يقول عليه الصلاة والسلام، ختمة أخرى للتمعن والتدبر والـتأمل ومقارنتها بتفاسير للقرآن الكريم من علماء آخرين، ختمة أخرى يعني هناك أنواع من الختمات أنت لماذا تعيش مع القرآن كأنه عبارة عن كتاب يُسرد؟ لا نحن نعيش مع القرآن في تدبر الآيات، أحد الشباب من يومين يسألني يقول: أنه أنا لم أقرا قراءة حدر التي هي القراءة السريعة يقول عندي حتى بعض الحروف لا تظهر. قلت له خطأ، غلط لأن هذه آيات معظمة يجب أن تنطق الحروف كما أنزلها الله. لماذا سيدنا النبي قال عن ابن أم عبد قال: من أراد أن يسمع القرآن غضاً طرياً كما أنزل فليسمعه على ابن أم عبد. الحالة التي كان يقرأ بها هي حالة أنه يعيش، لماذا نسعد وراء الإمام الذي يقرأ قراءة تفسيرية، صحيح، تعيش مع المعنى، هذا الذي يورث القلب محبة لله وخشية لله، إنما يخشى الله من عباده العلماء.

د. محمد: يعني العبرة ليست بكثرة المباني بحصول المعاني حتى تذكرت قبل قليل حديث سيدنا أنه ما سبقكم أبو بكر بكثير صلاة أو صيام.

د. عبد القادر دبش: هو يروي أثراً.

د. محمد: نعم ما وقر في قلبه هي حالة كان يعيشها بينه وبين الله هي التي جعلته يتقدم.

د. عبد القادر دبش: لا بكثرة صلاة ولا صيام وإنما بشيء وقر في قلبه.

د. محمد: سبحان الله.

د. عبد القادر دبش: الحمد لله أن الله رحيم بنا، لا يطلب منا الحاجيات الكثيرة وحتى في رمضان رجوعاً للمربع الأول في مسالة الصيام الله تعالى ما طلب منا كثير عبادات على العكس لما منعنا عن أشياء في رمضان أنت تعتقد أنه منعنا عن حرام؟ لا أنت ممنوع عن الحرام في كل السنة هو منعك عن حلال. طيب لماذا منعنا عن حلال؟ منعك عن الحلال لأن أنت روحك تعشق فكرة الالتجاء إلى الله وتبقى مع الله دائماً.

د. محمد: شيخ عبد القادر شيء مهم في التفكّر، يعظّم الإيمان ويمكن يزيد الاستعداد في شهر رمضان للذي لم يستعد قبل، كنت أقول أنا وبعض الشباب انه لماذا نغمض أعيننا ونتفكر، يارب الآن هناك شخص يعاني من مرض معين يأكل بالبر بيج يخرج بالكيس وأنا معافى من هذا كله، شخص يمشي عشرات الكيلو مترات يبحث عن ماء شخص احتار من أين سيأتي بالطعام له ولزوجته وأولاده وأنا ما عندي هم بل محتار ماذا آكل من الأصناف التي أمامي فهذه الأشياء كأنها تزيد تعظيم الله سبحانه وتعالى في أنفسنا فيزيد إقبال الشخص على الله سبحانه وتعالى لأنه هناك مسألة مهمة نحب أن نتكلم عنها قليلاً. الله سبحانه وتعالى عظيم وإذا حصلت هذه المعاني من تعظيم الله في القلب يصير الإنسان يقدم ربنا سبحانه وتعالى على كل شيء، يعني الله من أسمائه الأول فليس قبله شيء، يعني نحن للأسف أنا أقول إن هناك بعض المظاهر أن الشخص يصوم رمضان تستغرب منه يقول أريد أن أخرج إلى السوق أضيع وقت للمغرب يا الله هذه الجملة كم صعبة!

أريد أن أضيع وقت المغرب أو يمسك هاتف ولا يترك ريلز إلا يحضره ويفتح على برنامج يطبخون من العصر للمغرب ويرون كيف يطبخون كيف يضع الملح.

د. عبد القادر دبش: أكثر المشاهدات على الطبيخ.

د. محمد: نعم، تستغرب هذا بصراحة هذا في حياته الله ليس أول شيء لأنه لو حصل التعظيم كان حاسب نفسه وراجع نفس في هذا الشهر شيء غير ذلك وسبحان الله تستغرب أنه في هذا الشهر والذي هو شهر لو نحدد شهر للمسلم أن يجد ويعمل في هذا الشهر تجد أن كل شيء ممكن أن يبعده موجود في هذا الشهر فعلامة الإقبال على الله صادقة أنه أنا اجعل الله أول شيء قبل الريلز وقبل أن أتفرج وقبل أن أذهب واعود، وهذا مأخوذ ممكن تقول لنا الحديث شيخ عبد القادر الصوم منعه الطعام والشراب والشهوة فيطلب الشفاعة والقرآن كذلك فالقرآن سهره لأجل ذلك جاء شفيع له يوم القيامة فالموضوع لا الإنسان قدم مراد الله على هوى نفسه فبهذا الشيء استحق حصول الروحانيات وحصول الترقي في العبادة إلى آخره.

د. عبد القادر دبش: المجتمع عندما تخاطبه في هذا الكلام تقول مثلاً في مرحلة معينة خطبت الجمعة فكنت أقول وأنا على المنبر ألاحظ أحياناً عين الناس وكيف يلتفتون عند بعض المعاني فأقول لهم في رمضان الكل الآن يستعد للموسم التجاري الآن عندنا سوبر ماركت عندي مخبز عندي مخزن، كيف تعالوا نجتمع مثلاً الإعلاميين الموجودين في الشركة أو بغض النظر الموظفين الموجودين عنده، كيف نزيد أرباحنا في رمضان، هذا يفكر بأي طريقة؟ يفكر بطريقة تجارية، لما تحدثت في هذا الكلام وجدت أن معظم الناس أمامي انتبهوا، نعم صحيح أنت تتكلم عنا بطبيعة الحال، طيب لماذا؟ لأن الكل هكذا يفكر لأنه يفكر فعلياً بتجارتي رقم واحد في رمضان تجارتي موسم العيد قادم ملابس طعام خضار سوبرماركت أرز دجاج لحوم، كيف انا استغل هذا الموسم بأن أربح أكثر، طيب لما سيدنا النبي قال ربح البيع أبا يحيى. قالها لماذا: هو ترك الدنيا وترك الملذات وترك الشهوات وترك وترك إلى آخره لكنه أراد الله، فهو يريد الله، فلذلك ربح البيع أبا يحيى، هو ترك كل شيء وجعل الله أولويته ولم يشهد في قلبه إلا الله ولم يرد إلا الله مهما تكلم الناس مهما كان عندي تجارة إذا أنت مع الله اساساً الذي يرزقك هو الله، إذا أقبلت على الله تجارتك كلها تثمر حتى صلاتك، الذي يستعجل في صلاته، لماذا أنت مستعجل؟ هل عندك، أنت بين يدي الله، والذي ذاهب تمشي أمورك معه ومستعجل من أجل أن تلاقيه أنت أساساً حكمه وأمره بيد الله، فالأصل في الإنسان إذا أراد فعلاً أن يكون طائع لله تعالى ألا يقدم شيء على الله مطلقاً مقصدك الرئيسي والأصلي والساسي هو الله.

د. محمد: يعني تحس الروحانية من هذه تأتي وأنا تركت الله سبحانه وتعالى هو الأول في حياتي بل ليس الأول هو الأول وليس بعده شيء يصبح حتى إذا كان الله الأول في كل شيء أقدم مراد الله على هوى نفسي وحتى الأشياء الخرى يعني أريد أن أضحك مع إنسان أكون في خاطري بيني وبين الله شيء أقول أريد أن أدخل سروراً على قلب مسلم، حتى لما أريد أن آكل من أجل عبادة والتقوي على عبادة وعندما أنام حتى أصحى على قيام الليل أو صلاة الفجر ترى الإنسان إذا قدم الله وجعله قبل مراده وهوى نفسه انطوت حياته وصارت كلها لله (قل عن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) وهنا يمكن نريد أن نوجه رسالة لفئة من الناس قليلاً مقصرة في رمضان الله سبحانه وتعالى لم يترك باب إلا فتحه الصيام سبب لدخول الجنة من قام رمضان إيماناً واحتساباً و أول من صام رمضان إيماناً واحتساباً القيام من قام رمضان إيماناً واحتساباً قيام ليلة القدر الذي ضيع فرصة القيام في كل رمضان من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً للصائم دعوة لا ترد، والقرآن شفيع والصيام شفيع فكل أبواب الخير مفتوحة، طيب المعرض ما وضعه؟ ماذا يمكن أن نوجه له رسالة؟

د. عبد القادر دبش: الذي حقيقة يبتعد عن الله عز وجل هو الذي قال فيه الله عز وجل (الذي اعرض عن ذكر الله) فإن له ماذا؟ معيشة ضنكاً، جاءني أحد الشباب فقال والله أنا أصلي وأنا اصوم وأؤدي الواجبات التي عليّ ولكنني لست مرزوق وحياتي معترة وحتى عنده إشكالية بمسالة العلاقة الزوجية يعيش حياة صعبة قلت له: إذا أنت كنت تريد أو أن تعبد الله عز وجل لأجل مصالحك وشهوة نفسك وملذات وحطام الدنيا الله لا يستجيب لمطلبك إلا إذا استجبت لمطلب الله، لأن الله عز وجل ماذا قال: {وإذا سالك عبادي عنّي فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}.

الله يعطيك حياة رغيدة وحياة وفيرة ورزقاً حسناً لن يكون إلا إذا أنت كنت مقبلاً على الله، أنت قدّم إن تنصروا الله ينصركم، أنت أقبل على الله تعالى، كثير من الشباب المعرضين عن الله تعالى والذين لا يريدون حتى أن يطيعوا الله عز وجل في شؤون حياتهم وما إلى ذلك هؤلاء ما عرفوا قدر الله وما عرفوا قدر الدنيا وهم يرون ألا يقولون أكثر شيء ظنّي يقيني ما هو؟ هو الموت، الموت هو أكثر شيء ظني، الناس يعني يقيني الكل ترى الناس تموت لكنه ظني على أساس ماذا أنه لا يرتقب الموت. لا يعيش مع حياة أنه ممكن حياتي أن تنتهي بأي لحظة من اللحظات لذلك هو دائماً يتأمل أن هنالك طيلة في العمر من قال أن طول العمر أساساً هي الشيء الساسي في حياة المؤمن بالعكس ممكن الإنسان لن تكون علاقته جيدة مع الله ولن تكون نتيجته جيدة في يوم القيامة إلا إذا طال عمره وحسن عمله، أنت فعلاً تريد أن تعيش حياة المسلم الحقيقي، حياة المؤمن الحقيقي الذي يرضى عنه الله جل جلاله لا بد أن تعرف قدر الله، لذلك لما قال الله عز وجل في سورة المؤمنون { أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون} بمعنى أنك أنت لما تجهل رسول الله أنت منكر لما جاء به رسول الله، طيب أنت تجهل قدر الله فأنت منكر لما أمرك به الله أنت تعلم أن الصيام واجب وتعلم أن الصلاة واجب مثل شخص من أهل القرى بالقديم قبل كثر من ثمانين سنة أهل القرية قالوا له نريدك أن تدرس في الأزهر الشريف وندفع لك كل المصاريف تعلم أن المصاريف كانت عالية جداً في ذلك الوقت ولكن ترجع تدرسنا وتعلم الأولاد في القرية وإلى آخره، قال تمام، ذهب على الأزهر ودرس وأطال ورجع كانوا دافعين عليه مالاً كثيراً، لما رجع أصبح إمام مسجد وصار عندما يسأله أحد يجيب، ولكن لا يوجد دروس، قالوا له يا شيخ أنت ثلاث شهور لا تعطي ولا درس؟ قال إن شاء الله أعطي، ست شهور ما أعطى درساً، ثمان شهور سنة خرجوا عليه، تعرف العادات القروية يمكن شديدة خرجوا عليه بالعصي، قالوا له يا أما تدرّس أو خلص تذهب بها قال ماشي لكن بشرط اجمعوا لي كل أهل القرية، جمعوا أهل القرية وخطب بهم وقالوا يا جماعة هل تعرفون أن الصلاة واجبة قالوا نعم، تعرفون أن الصيام واجب قالوا نعم، تعرفون أن الزكاة واجبة قالوا نعم، تعرفون أن الزنا حرام: نعم، الربا حرام؟ نعم تعرفون أن شخص عندما يدخل على جاره في بيته أو أرضه تعرفون أنه حرام قالوا نعم، قالك تعرفون أن كل هذا الكلام وتخالفونه، الصلاة واجبة ولا تصلون، الصيام واجب ولا تصومون، وتعرفون أن الغيبة والنميمة حرام والفتنة حرام، أنتم ماذا تريدون مني أن أدرّسكم؟ تريدون أحكام التفصيلية في الفقه والشريعة الإسلامية اعملوا الواجبات عليكم حتى الله ينظر إليكم. ملك من الملوك القدماء كان أراد أن يذهب على مسجد ليصلي في قرية فقالوا له تصلي في القصر فقال لا أنا أريد في مسجد القرية فذهب فصلى الفجر وخرج فوجد عشرة تقريباً من المصلين حتى الإمام ليس معهم يعني كان نائماً يبدو الإمام، فقال لهم أنتم أهل الله وخاصته أنتم في ذمة الله صليتم الفجر جماعة فلكم مني لكل واحد منكم مني حج بكامل تكاليفه ومصاريفه أنتم وأولادكم راتب إلى آخر حياتكم، كان غنياً.

د. محمد: تكفل بهم.

د. عبد القادر دبش: حتى الواحد فيهم صلاة العشاء يجوز ليس باحثاً عليها وكيف يسده هذا الفجر الله سده

قالوا المشايخ على أثر هذه القصة ملك من ملوك الدنيا نظر على هؤلاء الرجال فأورثتم الغنى فما بالك إذا نظر ملك الملوك إلى قلبك؟

د. محمد: لا إله إلا الله.

د. عبد القادر دبش: إذا نظر إلى قلبك ووجد أن فيه إقبال إلى الله ووجد فيه خضوع فيه ذلّة لله تعالى أنت لا تسجد لأي أحد أنت تسجد لله الذي خلقك، أنت لا تصوم وتمتنع عن الأكل من شراب وطعام إلى آخره وملذات وشهوات التي هي الأمور الحلال التي منعك عنها مَن؟ الله، أنت عبد وهو سيد، وما دام العبد عبداً والسيد سيداً فالواجب على الله ليس واجب على الله لا يوجد واجب ولكن الواجب على العبد أن يتأمل ويحسن الظن بالله تعالى أن الله منج له رازقه مُعْطٍ له يمنع عنه الضُّر، الإنسان يجب أن يستشعر أن الله له قدر عظيم في قلبه قبل أن يكون على جوارحه.

د. محمد: يعني هذه الحالة التي ممكن في لحظة سامية التي يستشعر الإنسان فيها عظمة الله ويستشعر إقباله على الله خاصة وهو صائم بعد ذلك يأتي حديث الني عليه الصلاة والسلام: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجز به.

الجزاء يكون من الله، نحن قلنا قبل قليل قصة ملك نظر إليهم في ساعة من ساعاتهم أغناهم في حياتهم، فكيف إذا نظر الله إلى إنسان وجده مقبلاً وعينه تفيض من الدمع ومشتاق على رحمة الله ويعيش في حنان الله سبحانه وتعالى في هذا الصيام فالصيام جنة، جنة منها في الدنيا وفي الاخرة.

د. عبد القادر دبش: وعن النار، جنة عن النار هي فعلاً الدرع الواقي من نار جهنم والنبي صلى الله عليه وسلم قال: اتقوا النار ولو بشقّ تمرة. فما بالك بالامتناع في الصيام الذي لا يجزي به إلا الله.

د. محمد: من أجل ذلك يجب على الإنسان أن يحفظ صيامه، إذا كان يوم صوم أحدكم…

د. عبد القادر دبش: حتى أن هناك أمور تحرمه من أجر الصيام مثل الغيبة والنميمة تحرمه من أجر الصيام، كم من ناس يصومون ويمتنعون عن الشراب والطعام وليس لهم من هذا إلا الامتناع إلا المشقة إلا الجوع والعطش لكن ثواب وأجر راح بالغيبة والنميمة والنظرة المحرمة، كم من الشباب ينظرون النظرة المحرمة يقول أنا ما حصل مني أي شيء الذي يفطّر إلا النظرة المحرمة. النظرة المحرمة ترى هذه تزيل عنك ثواب ما فعلت.

د. محمد: جاءني شخص يسألني قبل فترة سؤال صعب قليلاً يقول أنا أتكلم مع فتاة وكأنه فيديو وكذا حتى ما عاد على طهارته يريد أن يقول لي بطل صيامي ام لا؟ أقول بيني وبين نفسي سبحان الله، يعني هي هذه الفكرة من الصيام الفكرة منه الوجاء.

د. عبد القادر دبش: ما عاش الجانب الآخر الجانب الإيماني.

د. محمد: نحن نريد أن نصل إلى مرحلة سامية في الصيام فالإنسان يجب أن هذه الأشياء يتخطاها ونحن نقول كم مر علينا سنة ونحن نصوم؟ وما فرق الصيام هذه السنة عن السنة الماضية؟ إن شاء الله يكرمنا ربنا ويأخذ بأيدينا إن شاء الله تعالى، إن شاء الله ربنا يكرمنا ويأخذ بأيدينا على صيام يرتضيه سبحانه وتعالى.

د. عبد القادر دبش: آمين.

د. محمد: في الختام ممكن نلخص بعض المور المهمة الوقت ينفذ ووقت رمضان الحق سبحانه وتعالى أشار فيه إشارة فقال ( أياماً معدودات) وسيمر سريعاً فالذي فاته الوقت يتدارك ورحمة ربنا سبحانه وتعالى قريبة حتى صيامنا يكون له أثر ونجعل الله سبحانه وتعالى هو الأول في حياتنا للتفكر في نعم الله سبحانه وتعالى تضفي مزيداً من التعظيم لله جل وعلا، وكذلك الإكثار من قراءة القرآن تورث شيء في الباطن إن شاء الله تكون ثمرته ظاهرة وبهذا نحصل جزيل الثواب في الصيام وان شاء الله دائماً (جزيل) يترك أثر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى