فودكاست

ما وراء الشخصيات مع جينيا صباغ | فودكاست وعي

في هذه الحلقة من بودكاست “وعي”، تستضيف آلاء بوشناق المدربة المختصة بالعلاقات وعلم النفس الإيجابي جينيا الصباغ لمناقشة موضوع الذكاء الاجتماعي وفهم الشخصيات البشرية وأنماطها. تبدأ الحلقة بترحيب آلاء بالمستمعين وتقديم فكرة أساسية حول أهمية الذكاء الاجتماعي في التعاملات اليومية، سواء كانت هذه التعاملات اختيارية أو اضطرارية، وكيف يمكن لهذا الذكاء أن يحسن جودة حياتنا.

دور مدرب العلاقات: توضح جينيا أن دور مدرب العلاقات لا يقتصر على حل المشاكل، بل يركز على مساعدة الأفراد على الشعور بالراحة في علاقاتهم الاجتماعية. وتؤكد أن المشكلة غالبًا لا تكمن في الآخرين، بل في أنفسنا، في سلوكياتنا وأنماط شخصياتنا وأفكارنا. وتشير إلى أهمية الوعي الذاتي، موضحة أن هناك جوانب من شخصيتنا قد تكون مكشوفة للآخرين ومخفية عنا، وهو ما يتطلب قبول النقد البناء والنصائح لفهم أنفسنا بشكل أعمق.

مفهوم الذكاء الاجتماعي: تعرف جينيا الذكاء الاجتماعي بأنه الوعي بالمشاعر الشخصية ومشاعر الآخرين، وهو يتجلى في التفاصيل الدقيقة مثل لغة الجسد، السياق المحيط، والقدرة على استشعار احتياجات الآخرين. وتوضح أن الذكاء الاجتماعي لا يعني مجرد “الطبطبة” أو التعاطف السطحي، بل يشمل القدرة على فهم الضغوط التي يمر بها الآخرون، خاصة في بيئات العمل، وكيفية التعامل معها بحكمة. وتؤكد أن هذا الذكاء يؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة، حيث يساعد في حل المشكلات وتعزيز العلاقات.

الانطباعات الأولية: تناقش آلاء وجينيا مسألة الانطباعات الأولية ومدى دقتها. توضح جينيا أن هذه الانطباعات قد تكون صحيحة جزئيًا، لكنها لا تعكس الصورة الكاملة عن الشخصية، لأن الأفراد قد يرتدون “أقنعة” اجتماعية أو يكونون على طبيعتهم. وتشير إلى أن التعامل مع الآخرين يعتمد على شخصيتهم، فهناك من هم عفويون ويسهل التواصل معهم، وهناك من يحتاجون وقتًا أطول للانفتاح، مثل الشخصيات الانطوائية، التي لا يجب الحكم عليها سلبًا بسبب طبيعتها.

فهم الشخصيات وأنماطها: تتطرق جينيا إلى أهمية فهم الذات قبل محاولة فهم الآخرين، مشيرة إلى وجود ما يصل إلى ستة عشر نمطًا للشخصيات، لكنها تؤكد أن التركيز يجب أن يكون على فهم شخصيتنا الخاصة والشخصيات المحيطة بنا بشكل مباشر، بدلاً من محاولة تصنيف الجميع. وتشدد على أن فهم الذات هو مفتاح فهم الآخرين، وأن تجاهل هذه الخطوة قد يؤدي إلى سوء فهم أو ظلم في التعامل مع الآخرين.

كيفية التعرف على الذات: تقترح جينيا وسيلتين رئيسيتين لفهم الذات: الأولى هي إجراء اختبارات الشخصية (مع وعد بوضع رابط للمستمعين)، والثانية هي قبول النقد البناء من الأشخاص المقربين الذين يحبوننا ويريدون لنا الخير. وتنصح بعدم الدفاع أو الهجوم عند تلقي النقد، بل التفكير فيه بعقلانية لاستكشاف الجوانب التي قد لا نراها في أنفسنا.

تمييز النقد البناء: تطرح آلاء سؤالًا حول كيفية التفريق بين النقد البناء والنقد الهدام. تجيب جينيا أن الحدس الداخلي يلعب دورًا كبيرًا في تمييز النوايا، فالنقد البناء يأتي عادة من أشخاص يهتمون بنا ويحترموننا، بينما النقد الهدام غالبًا ما يكون محاولة للإحباط أو التقليل من الشأن. وتشير إلى أهمية التفكير في النقد وتحليله بدلاً من رفضه بشكل فوري.

التغيير الشخصي: تتساءل آلاء عن ضرورة التغيير، خاصة إذا كان السلوك جزءًا من شخصية الفرد. توضح جينيا أن التغيير ليس ضروريًا إذا لم يؤثر السلوك سلبًا على العلاقات أو الحياة الاجتماعية، لكن إذا كان السلوك، مثل العصبية، يؤدي إلى خسارة العلاقات أو التأثير السلبي على الآخرين، فإن التغيير يصبح ضروريًا لتحسين جودة الحياة.

أنماط الشخصيات السامة والنرجسية: تنتقل المناقشة إلى أنماط الشخصيات، مع التركيز على الشخصيات “السامة” و”النرجسية”. توضح جينيا أن كل شخصية نرجسية هي سامة، لكن ليس كل شخصية سامة هي نرجسية. فالشخصية السامة قد تكون نكدة، سلبية، أو متسلطة، وتؤثر سلبًا على من حولها بسبب أفكارها ومعتقداتها الملوثة. أما الشخصية النرجسية فهي اضطراب شخصية يتميز بالغرور، الشعور الكاذب بالعظمة، والاستعداد لإيذاء الآخرين “بدم بارد” لتحقيق أهداف شخصية. وتؤكد أن الشخصية النرجسية صعبة العلاج، وغالبًا ما تكون مدمرة لأقرب الناس إليها، رغم قدرتها على تقديم صورة مثالية للعالم الخارجي.

أسباب النرجسية: تتطرق جينيا إلى أسباب النرجسية، مشيرة إلى دور الجينات والبيئة، وكذلك الصدمات في الطفولة التي قد تؤدي إلى فراغ عاطفي يحاول النرجسي تعويضه بالغرور والتلاعب. وتنهي المناقشة بمثال واقعي يوضح كيف يمكن للنرجسي أن يستمتع بمعاناة الآخرين، مما يبرز الطبيعة المدمرة لهذه الشخصية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى