في هذه الحلقة المميزة من فودكاست “كراج”، يستضيف المقدم هاشم شعشاعة رجل الأعمال والخبير في عالم السيارات أحمد العبيدي، صاحب مجموعة العبيدي للسيارات، التي تُعد واحدة من أكبر وأبرز شركات تجارة السيارات في المنطقة.
البداية والشغف بالسيارات: يبدأ الحوار بالحديث عن ارتباط العبيدي بالأردن، حيث أكد بشكل قاطع أنه لا يفكر في مغادرة الأردن أبدًا. استقر العبيدي في الأردن منذ عام 1998، أي ما يقارب سبعة وعشرين عامًا، وأعرب عن حبه الشديد للأردن وشعبها، مشيرًا إلى أنه يعتبر الأردن وطنه الثاني، وأنه يجد فيها البيئة المثلى للعمل والحياة الاجتماعية.
ينتقل الحديث إلى البدايات، حيث نشأ العبيدي في عائلة تعمل في تجارة السيارات منذ عام 1968. منذ صغره، كان محاطًا بالسيارات، وبدأ شغفه بها يتعمق مع مرور الوقت. يقول العبيدي: “أنا من عمري أربع سنوات نائم في السيارات، واليوم عمري واحد وخمسون سنة”. يعتبر العبيدي أن النجاح الحقيقي يأتي عندما يعمل الإنسان في مجال يحبه، ووصف علاقته بالسيارات بأنها قصة حب متجددة.
توسع مجموعة العبيدي: تتوسع مجموعة العبيدي اليوم لتشمل الأردن، الإمارات، العراق، والسعودية. في الأردن، يوجد حوالي 170 موظفًا يعملون في الشركة، بينما يبلغ إجمالي عدد الموظفين في المجموعة حوالي 500 موظف. يوضح العبيدي أن الاستثمارات الأكبر للمجموعة تتركز في العراق ودبي، مشيرًا إلى أن السوق العراقي والإماراتي هما الأكثر نموًا بالنسبة لهم. ومع ذلك، أكد على أهمية السوق الأردني، حيث حققت الشركة نجاحات كبيرة خلال سبع سنوات، وأصبحت من بين الشركات الرائدة في هذا المجال.
استراتيجيات السوق والتركيز على السيارات الصينية: يتحدث العبيدي عن استراتيجيات الشركة في دراسة الأسواق المختلفة، مشيرًا إلى أنه يتم اختيار نوعيات السيارات بناءً على احتياجات كل بلد ودخل الفرد فيه. في الأردن، تركز الشركة على السيارات الصينية، نظرًا لتناسبها مع متطلبات المستهلك الأردني من حيث السعر والإمكانيات. يوضح العبيدي أن الصين أصبحت لاعبًا رئيسيًا في سوق السيارات العالمي، مع تقديمهم لسيارات ذات جودة عالية وتكنولوجيا متقدمة، مدعومة بكفالات طويلة الأمد تصل إلى ثماني سنوات أو مئتي ألف كيلومتر.
الاستثمار في خدمة ما بعد البيع ومراكز الصيانة: أعلن العبيدي عن افتتاح أكبر مركز صيانة في الشرق الأوسط في الأردن، والذي سيُفتتح خلال الأشهر القادمة. يمتد المركز على مساحة تزيد عن عشرة آلاف متر مربع، ويهدف إلى تقديم خدمات متكاملة للعملاء، مع الاعتماد على أحدث التقنيات وتوفير كل سبل الراحة للزبائن. يؤكد العبيدي على أهمية خدمة ما بعد البيع والاهتمام بالعملاء، مشيرًا إلى أن العملاء هم شركاء النجاح وأولوية قصوى للشركة.
مواجهة التحديات والشائعات: يتطرق الحوار إلى التحديات والشائعات التي تواجهها الشركة، حيث أشار العبيدي إلى الهجمات الإعلامية والانتقادات الموجهة إليهم. يرد العبيدي بثقة، مؤكدًا أن “النجاح قرار وليس اختيار”، وأنه يركز على أهدافه المستقبلية ويتجاهل المعوقات. يكشف عن خطط طموحة لعام 2025، تتضمن إدخال وكالات جديدة وثقافة سيارات مختلفة ستبهر السوق الأردني والمنطقة.
خطط التوسع في السعودية والتقنيات الحديثة: يتحدث العبيدي عن دخول الشركة إلى السوق السعودي، وهو الأكبر في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى استقدام وكالات مثل “جاك” و”روكس”. يوضح أن السعودية سوقًا ضخمًا ببيعها مليون سيارة سنويًا، وأنهم يعملون على تقديم سيارات متطورة بتكنولوجيا حديثة، مثل سيارات “فوي ثري جيت”، التي تعتمد على نظام “R.E.G” الهجين، والذي يجمع بين محركات البنزين والكهرباء بطريقة مبتكرة.
الأردن كمركز استثماري استراتيجي: يشيد العبيدي بمزايا الاستثمار في الأردن، مشيرًا إلى الموقع الجغرافي المتميز، الاستقرار السياسي، والاتفاقيات التجارية العالمية التي تسهل عملية التصدير والاستيراد. يؤكد أن الأردن توفر بيئة استثمارية مثالية من حيث اليد العاملة الماهرة والتكاليف المعقولة، مما يجعلها مركزًا استراتيجيًا للمستثمرين الطامحين للتوسع في المنطقة.
التوسع في سوريا وتقديم خدمات شاملة: يكشف العبيدي عن خطط الشركة للتوسع في السوق السوري، مع افتتاح معارض ومراكز صيانة وتقديم وكالات جديدة. يشير إلى أن سوريا تمثل شريانًا اقتصاديًا مهمًا للمنطقة، وأنهم يعملون على تقديم خدمات متكاملة تلبي احتياجات المستهلك السوري، مع التركيز على دعم عملية إعادة الإعمار والتنمية في البلاد.
ثقافة العمل والموارد البشرية: يعبر العبيدي عن امتنانه الكبير لموظفيه، مؤكدًا أنهم شركاء النجاح وأصل الشركة. يشدد على أهمية الاستثمار في الموارد البشرية، حيث يوفر فرص تدريب وتطوير للموظفين، ويحرص على خلق بيئة عمل إيجابية ومحفزة. يقول العبيدي: “الموارد البشرية الذين تربوا على يدك هم أصل وأساس الشركة”.
نصائح للشباب وأهمية الاجتهاد: في ختام الحوار، يوجه العبيدي نصائح ذهبية للشباب، مؤكدًا على أهمية العمل الجاد والاجتهاد. يشدد على ضرورة استغلال الوقت بشكل فعّال، والاستيقاظ المبكر، والتفاني في العمل، مع الالتزام بأخلاقيات المهنة. يقول: “بدون عمل لا يوجد حياة ولا نوم، اعمل واجتهد في عملك واستيقظ السادسة صباحاً واستعن بالله”.
الختام والرسالة الإيجابية: ينتهي الحوار برسالة تفاؤل وأمل، حيث يشكر العبيدي المقدم هاشم شعشاعة والمستمعين، معبرًا عن تفاؤله بمستقبل المنطقة وتطلعه لتحقيق إنجازات أكبر في السنوات القادمة. يدعو الجميع إلى العمل بجد وإخلاص، والمساهمة في بناء مجتمعاتهم وتحقيق أحلامهم.
استنتاج: تقدم هذه الحلقة نظرة عميقة على مسيرة رجل أعمال ناجح يشكل مثالًا للنجاح والتفاني. يعكس الحوار رؤية العبيدي الشاملة لمستقبل قطاع السيارات في المنطقة، والتزامه بالمساهمة في تنمية الاقتصاد المحلي ودعم المجتمعات. من خلال التركيز على الابتكار، الجودة، وخدمة العملاء، تسعى مجموعة العبيدي إلى تعزيز مكانتها كواحدة من الشركات الرائدة في مجال السيارات، مع الالتزام بالقيم والمبادئ التي تؤمن بها.