
في عالمٍ تُهدده سمومٌ صغيرة تُنهي الأحلام وتسرق الأرواح قبل الأجساد، تُطل علينا قضية المخدرات كواحدٍ من أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات العربية، وفي القلب منها الأردن. كم من شابٍ واعد تحوَّل إلى ظلٍّ بفعل إدمانٍ بدأ بـ”تجربة بسيطة”؟ وكم من أسرةٍ انهارت بسبب غياب الوعي أو الخوف من الوصمة؟
في هذه الحلقة الخاصة من بودكاست “وعي”، نغوص مع اللواء المتقاعد عمار القضاة – الخبير الأمني ذو الـ36 عامًا في مواجهة الجريمة – في أعماق ملف المخدرات: من أنواعها المُخيفة التي تتخفى أحيانًا خلف أسماء أدوية، إلى الإحصائيات الصادمة التي تكشف حجم الانتشار، وصولًا إلى قصص واقعية لجرائم مروعة ارتُكبت تحت تأثير الهلوسات. سنكشف معًا:
- كيف تُحوِّل المليشياتُ الحدودَ إلى ممرات للموت؟
- لماذا يُعد “الحشيش” بوابة الجحيم رغم ادعاءات البعض بسلامته؟
- وما مصير مَن يقع في براثن الإدمان؟ هل هناك أملٌ بالعودة؟
انضموا إلينا في رحلةٍ تثقيفيةٍ صادقة، لا لتخويفكم، بل لتحصينكم بالمعرفة. لأن الوقاية تبدأ بفهم الخطر، والحل يكمُن في كسر الصمت.
تقسيم البودكاست
0:00 – 2:00
- مقدمة الحلقة: آلاء بشناق تطرح موضوع المخدرات وتستعرض إحصائيات مقلقة.
- التعريف بضيف الحلقة: اللواء المتقاعد عمار القضاة وخبرته في الأمن العام.
2:01 – 7:30
- أنواع المخدرات:
- القضاة يشرح الفرق بين المخدرات المصنعة (مثل الكيبتاغون) والطبيعية (مثل الكوكايين والأفيون).
- تأثير المخدرات على الجهاز العصبي والهلوسات السمعية والبصرية.
7:31 – 15:00
- التصنيف الدولي للمخدرات:
- جداول المواد المحظورة وعقوبات حيازتها.
- حديث عن مواد جديدة مثل (GHB) و(الماجيل ماشروم).
15:01 – 23:00
- إحصائيات التعاطي في الأردن:
- 25 ألف قضية مخدرات و38 ألف متعاطي تم ضبطهم عام 2024.
- الفرق بين عقوبات الترويج والاتجار والتعاطي.
23:01 – 30:00
- أسباب الإدمان:
- العوامل الأسرية والاقتصادية (البطالة، التفكك الأسري).
- تحذير للأمهات بعدم التستر على السلوكيات الغريبة.
30:01 – 38:00
- علاج الإدمان:
- مراكز العلاج الطوعي المجاني في الأردن (مثل مركز عرجان).
- أهمية التدخل المبكر ونجاح برامج إعادة التأهيل.
38:01 – 45:00
- المخدرات والأمراض النفسية:
- علاقة الإدمان بالاكتئاب والفصام.
- قصص واقعية لجرائم قتل تحت تأثير الهلوسات.
45:01 – 53:00
- المصطلحات الشائعة بين المتعاطين:
- شرح مصطلحات مثل (ديلر، عجال، لولو، سكر).
- نصائح للأهل للانتباه إلى أدوات التعاطي (مثل الحقن والأوراق الملفوفة).
53:01 – 1:01:00
- المخدرات والزواج:
- تأثير الإدمان على الحياة الزوجية وضرورة الإبلاغ عن الشريك المتعاطي.
- مقترح بفحص المخدرات قبل الزواج.
1:01:01 – 1:10:00
- المخدرات في الجامعات والمدارس:
- ضرورة الفحوصات العشوائية وتفعيل الرقابة الأمنية.
- دور الأهل في مراقبة أبنائهم.
1:10:01 – 1:20:00
- الاقتصاد الأسود وعلاقته بالإرهاب:
- تمويل المليشيات عبر تجارة المخدرات.
- جهود الجيش الأردني في ضبط الحدود (69 مليون حبة كيبتاغون عام 2022).
1:20:01 – 1:30:00
- القصص المؤثرة:
- قصة نزيل تغير سلوكه بعد رؤية ابنه في السجن.
- رسالة للشباب: “المخدرات طريق إلى الموت أو السجن”.
1:30:01 – 1:41:57
- الختام:
- دعوة للتوعية والتعاون مع الأجهزة الأمنية.
- تأكيد على دور الأسرة في الوقاية.
- شكر اللواء عمار القضاة وخاتمة الحلقة.
بداية البودكاست
في عمر الورد اختاروا أن يموتوا وهم على وجه الحياة، اختاروا أن يذبلوا وتنتهي كل أحلامهم، لسبب بأيديهم يغيرونه فقط لو أنهم طلبوا المساعدة، وأكثر من ذلك بكثير، جرائم كثيرة تحدث بسبب حبوب صغيرة وأحيانا مجرد بودرة متطايرة. المخدرات: كل الذين ساروا في هذا الطريق ظنوا أنفسهم قويين ولم يكونوا يتوقعون نهايتهم. اليوم ضيفي هو العين اللواء المتقاعد السيد عمار القضاة، أهلاً وسهلاً بك.
عمار القضاة: مرحباً بكِ، سلمك الله.
آلاء بشناق: أعلم من خبرتك أنك عملت لأكثر من ست وثلاثين عامًا في مديرية الأمن العام وشغلت مناصب كثيرة مثل مدير مراكز الإصلاح والتأهيل، ومدير للأمن الوقائي. حدثنا عن المخدرات.
عمار القضاة: سيدتي، المخدرات بشكل عام نوعان: المخدرات الخلطية الكيميائية المصنعة، هذه ليست من أصول طبيعية أبداً إنما ناتجة عن عدة تفاعلات دوائية معينة للحصول على الحبوب التي تنتج بهذه الطريقة منها حبوب (الكيبتاغون) ومنها المستحضرات الطبية التي تستخدم لعدة علاجات لأمراض الاكتئاب أو الأمراض النفسية أو مسكنات الآلام.
المخدرات الطبيعية: هي مخدرات مستخلصة من نباتات طبيعية مثل نبتة الكوكا الموجودة في كولومبيا وبوليفيا، تستخلص منها مادة الكوكائين، وأيضاً الخشخاش الموجود في أفغانستان يستخلص منه الأفيون ثم بعمليات كيميائية يصلون إلى مادة (الهيروين).
إذاً نوعان رئيسيان هذه المخدرات، لماذا سميت بذلك؟ لأنها تدخل على الجهاز العصبي الموجود في الشخص الذي يتعاطاها إما عن طريق الشم وإما عن طريق الحقن وإما عن طريق الحبوب، ثلاث طرق لتناول هذه المواد المخدرة. عندما تدخل إلى الجهاز العصبي تحدث به تغييرات، في كيمياء الدماغ ينتج عنها هلوسات سمعية وبصرية تؤدي إلى تغيير سلوك هذا الإنسان، وتغيير في نمط تفكيره، وبطريقة معاملته مع الآخرين.
ابتداءً قد تصل هذه التغييرات في السلوك إلى درجة ارتكاب جرائم القتل والجرائم الأخرى بحسب نوعها، سرقة أو حوادث سير أو اعتداءات بقوة وبشدة وعنف شديد وهكذا. فهذا هو مبدئياً معنى المخدرات التي تحدث خللاً في كيمياء الدماغ من خلال وصولها إلى الجهاز العصبي ومن ضمنه مناطق معينة في المخ ينتج عنها هلوسات سمعية وبصرية تؤدي إلى تشويه وتخيل الكثير من الأشياء وانعكاسات العين تصبح خاطئة، يمكن أن يرى الإنسان وحشًا، أو يرى الإنسان عدوًا له وهكذا. هذه ببساطة.
آلاء بشناق: إذا أردنا أن نتكلم عن أنواع المخدرات وأثر كل نوع على جسم الإنسان، هناك أنواع مثبطة، هناك أنواع منشطة، مهلوسة، لو تذكر لنا أنواعها؟
عمار القضاة: ذكرنا الأنواع المهلوسة والمنشطة والمسكنة للآلام لأنه يوجد تفاعل. هناك بعض أنواع الحبوب تؤخذ لعلاج أمراض شديدة الألم، مثلاً (الفيلتانيل) مسكن سرطاني، ولمن يعاني من السرطانات، فهذه أصلًا وجدت بهذه الطبيعة وتم تصنيعها. (الكيبتاغون) مثلاً كان لعلاج فرط الحركة والاكتئاب في الستينات، عندما تم اكتشاف أن هذا له أعراض هلوسات وآثار جانبية تم تحريمه دولياً وتم إضافته على قائمة الجداول الملحقة بقوانين المخدرات.
أعطيك الفكرة ببساطة، وأنا لست كيميائيًا ولست مختصًا بالطب النفسي، أنا في القانون وكرجل أمن وأنا أتعامل لمعرفة هذه المواد لأنه يوجد جداول ملحقة في كل قانون مخدرات في العالم، هذه الجداول تحدد مدى خطورة كل مادة، مثلاً (الكوكائين، الهيروين، بودرة الجوكر، الحشيش، الكيبتاغون) مضافة على الجدول رقم واحد في قانون المخدرات، هذه حيازتها والتعامل بها له عقوبة تختلف عن مواد أخرى مثل المستحضرات الطبية، في الجدول رقم 13 أو 11 هناك اثنا عشر جدول موجود ملحق بكل قانون مخدرات في العالم بموجب اتفاقات دولية على أن هذه المواد لها تأثيرات جانبية وهلوسات سمعية وبصرية تحدث في الجسم وبالتالي تم الاتفاق دولياً على إدراجها في جداول المحرمة أو التي وضع القانون لها عقوبات معينة.
أنتِ تتحدثين في أوروبا لا يعلم الجميع ما يقارب حسب تصريحات emcddi المنظمة الأوربية لمكافحة الإدمان والمخدرات في الاتحاد الأوروبي تجاوز الألف مادة في العالم. لأنه يوجد سعي مباشر من كل مروجي المخدرات ومصنعيها أن يعملوا على الفتك بمتعاطي المخدرات وجمع أكبر قاعدة من متعاطي المخدرات من خلال قوة وشدة هذه المواد وسرعة استجابة الجسم لها وبالتالي يحصلون على غنيمة ويحصلون على شريحة من المتعاطين أكثر من المواد المخدرة البسيطة، فهذا هو الهدف من عملية استحداث كل أسبوع في العالم أن تنزل مادة مخدرة، آخرها مادة (GHB) التي سمعنا بها والدول العربية المجاورة موجودة ودخلت إلى عندنا بشكل بسيط وتم رصدها من قبل نشامى مكافحة المخدرات وتحليلها والتأكد منها وإن كانت مدرجة في الأساس في الجدول الملحق في قانون المخدرات. لكن هناك جهد من إدارة مكافحة المخدرات بمتابعة أي مادة غريبة من خلال إنذار مبكر بفحص أي مادة يمكن أن تدخل إلى البلد للتأكد منها وآخرها وأظن أنك سمعت عنها هي (الماجيل ماشروم) الكل سمع عنه، هذا العالم السفلي أنا أسميته في مقالات لتجار المخدرات لأنه دائماً يحاولون أن يبتدعون مواد جديدة حتى يزيدوا من قاعدة الإدمان ويكون تأثيرها أكبر وبالتالي تزيد القيمة الاقتصادية والأرباح، الاقتصاد الأسود الذي يسعون إليه.
آلاء بشناق: ومن هنا وجب موضوع التنويه والوعي في موضوع المخدرات وأنواع المخدرات. الآن أنت تحدثت عن (الماشروم) الذي هو الفطر المنتشر، عدم وعينا وإدراكنا على أن هذا النوع من أنواع المخدرات يمكن أن يوصلنا في مرحلة معينة لتعاطيه ونحن غير مدركين لهذا الشيء. هناك دراسة اطلعت عليها في عام 2024 تعاملت إدارة مكافحة المخدرات مع خمس وعشرون ألف قضية في التعاطي وتم ضبط ثمانية وثلاثون ألف شخص متعاطي، خبرنا أكثر عن هذه الدراسة.
عمار القضاة: ليس فقط متعاطي ثمانية وثلاثون ألف وسبعمائة ومئتان شخص تم ضبطهم في هذه القضايا التي عددها 250200 قضية بأصنافها الثلاث، الحيازة بقصد التعاطي حسب قانون المخدرات، الحيازة بقصد الترويج، الحيازة بقصد الاتجار، وأيضاً التهريب وقضايا تصريفات القانون الموجودة أن هناك بعض الأشخاص داخل الأردن لهم اتصالات مع الدولة المجاورة في سورية سابقاً في العهد البائد للنظام السوري، هذا اتصال بعصابات إقليمية عقوبتها الإعدام.
فهناك تصنيفات اعتمدها المشرع الأردني حسب قانون المخدرات والمؤثرات العقلية بحيث أنها أعطت التصنيفات الرئيسية ثلاث أصناف وهم الحيازة بقصد التعاطي هذا يكون له نسبة من الثمانية وثلاثين ألف، الحيازة بقصد الترويج أو ترويج المواد المخدرة، ثم الحيازة بقصد الاتجار.
الآن الفرق بينهم في العقوبة أن الحيازة بقصد التعاطي تصل العقوبة فيها بالمادة (9) من قانون العقوبات والمؤثرات العقلية تصل العقوبة (تبدأ من ستة أشهر وتصل إلى ثلاث سنوات) بوصفها الجنحوي، يعني جنحة. الترويج عقوبتها الأشغال الشاقة المؤقتة خمس سنوات. الحيازة بقصد الاتجار عقوبتها الأشغال المؤقتة مدة خمسة عشر سنة. فهذا الفرق بين التصنيفات الثلاثة حسب قانون المخدرات والمؤثرات العقلية الأردنية.
آلاء بشناق: من الحالات التي مرت عليك من خلال سنوات عملك ما هو أكثر سبب يدفع الأشخاص أن ينجروا على هذا الطريق؟ ويدخلوا في طريق المخدرات.
عمار القضاة: مؤكد هناك عدة ظروف تعتمد على الوضع الأسري أو الحالة المادية أو على الأخلاقية درجة الوعي، إذا كان هناك سابقة، إذا كان الأب له علاقة في تعاطي المخدرات أو الأم. أعداد الإناث قليل عندنا الذين يتعاطون المواد المخدرة، عدة عوامل موضوع البطالة أنا لست مع التركيز وتحميل موضوع البطالة أنها تكون سبباً بأن ينحرف الشخص بدل أن يبحث عن عمل ويجد ويجتهد في الحصول على وظيفة معينة من خلال دراسته، لا أبرر له إذا كان عاطلًا عن العمل.
عمار القضاة: تعاطي المواد المخدرة أيّاً كانت سواء بسيطة أو كانت شديدة التأثير مثل الشبو أو الكريستال ميث أو الكوكايين أو الهيروين أو بودرة الجوكر لا يمكن إلا أن تترك أثراً في سلوك هذا الإنسان لأنه تذكرين عندما سألتني معنى المخدر قلت لك المخدر يحدث في كيمياء الدماغ تأثيراً معيناً بسبب يصل إلى الدماغ عن طريق الجهاز العصبي يغير في سلوك هذا الشخص وفي تفكيره وفي شعوره هذا ثابت الآن تتوقف درجة هذه الآثار أو مدى ظهورها عند هذا الإنسان على السلوك الذي يبدأ به ولمدة الإدمان والكمية التي اعتاد أن يتعاطاها، لكن وبشكل عام أوجه لكل الأسر والأمهات أن أي سلوك غير طبيعي ظهر على الأبناء لا تتسترن على هذا التصرف مباشرة هناك رقم في إدارة مكافحة المخدرات الشباب ينتظرون أي مكالمة مع خصوصية وسرية تامة في عملية متابعة أي ملحوظة تصل عن أي شخص مطلوب التعامل معه فالأفضل عدم التستر على أي مسلك غريب لأن كثيراً من الأعراض تظهر عليهم منها مثلاً قلّة النوم وعدم الاهتمام بالدراسة والعمل، دمار الحياة والوزن يصبح عنده نزول في وزنه خاصة إذا كانت مادة كيميائية يصبح عنده نظرية المؤامرة الهلوسات السمع والبصر الذي يجعله يشك بمن هو حوله وأنهم يشكلون خطراً عليه كذلك رأينا جرائم قتل الأمهات والآباء والأبناء لذلك على كل الأمهات أن يبلغن أزواجهن وألا يتسترن على هذا الموضوع وعدم التسامح في هذا الشيء لأنه للأسف أول ما يبدأ متعاطي المخدرات يبدأ بوالدته لأن هذه الهلوسات تظهر له والدته كأنها وحش وباعترافاتهم ، والاعترافات موجودة وفي أروقة المحكمة أنهم شاهدوا الأم على أنها وحش أو أنها شيء خطر يهدد حياتهم، فلا يوجد تساهل في هذا الموضوع دور الأسرة دور محوري ورئيسي في عملية التعاون مع الأجهزة الرسمية والمجتمع في موضوع السلم المجتمعي لأن قاعدة ثانية: المدمن هو عبارة عن خطر متحرك، في المركبة يشكل خطراً على الآخرين، إن كان على قدميه يشكل خطراً، إن كان داخل بيته يشكل خطراً على أقرب الناس عليه وبالتالي لا مجال أن نقول أننا ننتظر، وضع الوالد غير صحيح، طيب يا أختي بلّغي عنه أبوه أو أقاربك أو أعمامه أو أخواله، الكل يجب أن يفزع في مثل هذا الأمر حتى لا نقع في المحظور لا سمح الله ونتفاجأ مثل الجريمتين التي ذكرتهما لك من دقيقتين وحتى نحاول أن نضع حداً ونركز على علاج الإدمان يمكن أنك مجهزة سؤال عليه لا أعلم، نتكلم به وبتفاصيله.
آلاء بشناق: وهو السؤال الذي أريد أن أسأله لك، أريد أن أجرب أن أخرج نفسي من قالب الأسئلة وأضع نفسي في قالب الأم الحنونة التي تخاف على ولدها بغض النظر ماذا فعل هو، أنا كأم رأيت فعلياً ولدي وتأكدت أنه يتعاطى، سوف أخاف عليه من مراكز إعادة التأهيل من مراكز معالجو الإدمان، وجّه رسالة للأمهات وطمئنهم فيها أنك بمجرد أن تبلغي عن ابنك وخصوصاً وتحديداً في أول إدمانه، ونحن دائماً نقول أنه مثل مرض السرطان إذا تم اكتشافه بمراحله الأولى يمكن العودة منه، ونحاول أن نطمئن الأمهات هل هناك أمل؟ وكيف يتم التعامل مع ابنها؟
عمار القضاة: بنص القانون قانون المخدرات لا يوجد أي مساءلة على الشخص الذي يقوم بتسليم نفسه طوعياً إلى مركز علاج الإدمان التابع لإدارة المخدرات، هذا كلام القانون وليس كلامي، وبالتالي ضمان السرّية والمجانية والخصوصية موجود في مركز علاج الإدمان الموجود في عرجان وتابع لإدارة المخدرات، هذا نص قانوني، ليس لإدارة مكافحة المخدرات أي مصلحة في تعنيف أي شخص يقوم بتسليم نفسه على العكس، التقرير الذي ذكرته قبل قليل أظن سبعة آلاف وسبعمائة شخص في عام ألفين وأربع وعشرون تم إدخالهم واستقبالهم في مركز علاج الإدمان، لم يتحول أحد منهم إلى مراحل الإصلاح والتأهيل.
آلاء بشناق: سبعة آلاف وسبعمائة شخص جاؤوا طوعاً
عمار القضاة: طبعاً، لأن هذا العلاج طوعي لا يقدر أن يأتي مدير أو أفراد مكافحة المخدرات يأتون إلى الأشخاص ويجرونهم من بيوتهم ويدخلونهم وهم غير راغبين في عملية الدخول والعلاج يجب على المدمن أن يقنع نفسه وأهله وذويه أن يحاولون التقرب منه ويقدمون له المساعدة المناسبة وأن كل مشكلة لها حل والحل في هذه المرحلة التي لا يزال عنده استفاقة، الحل في هذه المرحلة يكون أفضل، كلما كان أبكر كلما كان أفضل، وبالتالي تكون طريقة العلاج أسهل أما إذا وصل إلى حالات معينة من الإدمان أيضاً هذا يجب أن يعلمه الشباب الذين يتعاطون المواد المخدرة أنهم إذا وصلوا إلى مرحلة معينة وبدأت خلايا الدماغ عنده بالتلف لا يمكن إلا أن تترك أثراً وتصيبه بأمراض مثل الاكتئاب أو الفصام أو أحادي القطب وثنائي القطب غير الأمراض الأخرى والقلق طبعاً والأمراض الجسدية التي تتعلق بارتفاع معدل ضربات القلب والفشل الكلوي، الكبد، وتشمع الكبد، أمراض الجهاز التنفسي، القلب، هذه كلها أمراض عضوية مترافقة وقد تجتمع الأمراض النفسية ناتجة عن حسب درجة الإدمان كلما زادت أكثر كلما كان صعباً من عملية الشفاء والعودة والخلاص من الأعراض الانسحابية لتعاطي المواد المخدرة، وهذه رسالة للجميع وأنا باستمرار أقولها للأمهات والأهالي أنهم إذا تورطوا في هذا الطريق أن يتقدموا إلى مركز العلاج الطوعي وللعلم وانا موجود مدير مراكز الإصلاح والتأهيل افتتحنا مركز علاج إدمان لمن يصدر بحقه مذكرة توقيف وتوقف على أي قضية ليس فقط المخدرات إذا كان واعترف وقال انا مدمن مخدرات ندخله في مركز العلاج للإدمان وهو موقوف قضائياً بموجب مذكرات قضائية، لاحظي الفرق بينها وبين الطوعي هناك، الأول يأخذونه أهله وبإرادته، وهنا إذا تم اعتقاله في قضية أي نوع جناية أو جنحة واعترف أنه متعاطي للمواد المخدرة سواء كان عليه قيود او لم يكن يدخل ويخضع للبرنامج الاستشفائي وناجح جداُ، من 2021 بدأنا فيه او 2022 يمكن بداية 2022 لا أذكر بالضبط التاريخ، تجاوز 1500 شخص دخلوا وتعالجوا في هذا المركز التابع لإدارة مراكز الإصلاح والتأهيل.
آلاء بشناق: هل المعالجة تكون تامة؟
عمار القضاة: حسب البرنامج وحسب الجدية وحسب الرغبة وفرصة داخل مراكز الإصلاح والتأهيل أصلاً انقطع عن المادة المخدرة التي اعتاد تعاطيها خارجاً مع رفاق السوء، وهذه فرصة إذا عزم أمره وأهله شجعوه ونحن نشجعه لأن لدينا مركز لهذه الغاية، وهو ليس منتجع هو فقط لعلاج الإدمان وأطباء نفسيين من وزارة الصحة وإشراف ديني ورياضي ومهني من خلال الخزف والصلصال، جعلنا لهم وقت ومشغل داخل المركز نفسه وكانت استجابة
آلاء بشناق: كم مدة العلاج؟
عمار القضاة: مدة العلاج تقريباً أربعين يوماً إلى شهرين
آلاء بشناق: وهل هذه المدة كافية؟
عمار القضاة: كافية في بعض الحالات لأنه انقطع عن المادة، وهي الفرصة الذهبية ورفاق السوء غير متواجدين حوله، لأن العلاج من المواد المخدرة أو الإدمان، أول شيء يلجأ إليه في كل أمريكا وأوروبا هو قطع المادة التي اعتاد أن يتعاطاها واستبدال الحلول الدوائية، واستبدال هذه المادة بأدوية خاصة تعطيه نفس شعور الدوبامين الذي كانت توفره له المادة المخدرة لكن دون حدوث الأعراض الانسحابية الناتجة عن المواد المخدرة، هذا يسمونه الحلول الدوائية أو العلاجية، وهذا تحدي كبير في العالم لأن كثرة أنواع المخدرات أصبحت الحلول الدوائية صعبة جداً حتى في أوروبا وأمريكا من كثرة أنواع المخدرات، مثلاً الكوكايين له دواء معين يعطى في حال الإدمان، يثبط من آثار هذه المادة (الفينتانيل) القاتل الذي قتل مئتي وخمسين ألف أمريكي في سنتين 2022 و2023 وبسبب مادة (الفينتانيل) هذه لها مادة دوائية كيميائية تثبط أو علاجية تثبط من آثارها، عندما يرونه مرمياً في الشارع يعطونه هذه المادة حتى تخفف من آثار مادة (الفينتانيل) لكن المشكلة الآن والتحدي العالمي الجديد ظهور المواد الكيميائية وتعددها وكثرة مواد الكيميائية السامة وهذه المادة الفينتانيل أدت إلى وفاة هذه الفئة الكثيرة من الناس في أمريكا، نحن والحمد لله الرقابة عندنا والمتابعة جيدة، انقطاع مادة المخدرات من المليشيات التي كانت تعنى بعملية تهريب المخدرات إلى الأردن الآن الوضع مستقر أكثر أكيد، والكاميرات فضحت تلك الممارسات التي كانت تؤكد، وأنا تحدثت عن هذه الممارسات من ثلاث سنوات أنها تصنع بمصانع وإعداد المصانع بالمئات في الداخل السوري وتم فضح هذه الممارسات وتصوير تلك المصانع والمدارس ومصانع الأدوية التي حُوّلت إلى مكابس مادة (البتاغون)
آلاء بشناق: في كلامنا عن الأدوية والأشياء المرخصة والغير مرخصة، هناك أدوية تباع في الصيدليات لها نفس مفعول المخدرات وللأسف هناك أناس يصرفونها بدون وصفات طبية، هل لدينا رقابة على هذا الموضوع؟
عمار القضاة: طبعاً أكيد، أنت تتحدثين عن مواضيع طبية، في الجداول الملحقة بالمخدرات منها الجاريكال ومنها الترامادول مثلاً هذه لا يجوز التعامل بها من قبل الصيدليات إلا بموجب وصفات رسمية وأيضاً المؤسسة العامة للغذاء والدواء تقوم بالتفتيش على هذه الكميات الموجودة في الصيدليات باستمرار لمطابقة الرصيد الموجود مع المصروف وأي تجاوز يحال هذا الصيدلي إلى محكمة أمن الدولة إذا تبين أن هناك فروقات وأن المصروف غير مغطى بوصفات طبية لكن المشكلة والحمد لله مقتصرة على فئة قليلة أن يلجأ إلى الحصول على بعض الوصفات الطبية من أطباء ومراكز طبية أنه مريض نفسي أو عنده آلام معينة تستدعي تعاطيه لمادة اللاريكا او الترامادول وبالتالي يقوم بتوقيع وصرف هذه الوصفات إلى الشخص الذي يعالجه أو الذي لجأ إليه، الآن دور مكافحة المخدرات أيضاً عندما يعتقلون أي مروّج لمادة اللاريكا يتم التأكد من أنه حائز للوصفة الطبية ويتم التدقيق على هذه الوصفة الطبية وأنها صرفت من الصيدلية بالشكل الصحيح وأنها ممهورة بتوقيع طبيب مختص ومعني بصرفها أي ليس كل طبيب يستطيع صرف هذه الأدوية، فقط الأطباء النفسيين وبعض الأطباء مثل من يعالجون السرطانات أو الذين يعالجون أمراض العظام والديسك الأمراض التي يكون بها آلام شديدة لا يحتملها المريض، وبالتالي كل هذه المجتمع فيه عينات، كل نوع من أنواع المهن في العالم ممكن أن تجد طبيب نفسه يتعاطى هذه المادة، أنا أتكلم بشكل عام لا أقصد في الأردن، لكن بشكل عام، ممكن مهندس أو محامي هذا تصرف شخصي ليس مقترناً بوظيفته، ومرّ علينا وظائف أعتذر أن أسرد بعض القصص التي عشناها احتراماً لهذه المهن وتقديراً لها، لكن هناك تجاوزات شخصية فردية استثنائية لا يقاس عليها وفي النهاية يتم ضبطه ويتم إحالته عن طريق إدارة مكافحة المخدرات أو الغذاء والدواء إذا كان الأمر يتعلق بالصيدلية، هناك مجموعة قوانين وأنظمة تتعلق بإعطاء الصلاحية لهم بالتفتيش على الصيادلة وبالتالي أي تجاوزات يتم إحالة هذا الشخص كأي شخص تجاوز حدود مسؤوليته مثلاً في أي مهنة وبأي دولة في العالم يتخذ إجراء بحق هؤلاء الأشخاص، هذا باختصار للموضوع، هناك رقابة ومتابعة من قبل الغذاء والدواء ومن قبل إدارة مكافحة المخدرات لموضوع الصيدليات التي يكون لديها مستحضرات طبية مدرجة على قائمة الجداول الملحقة بقانون المخدرات.
آلاء بشناق: بالحديث عن هذا الموضوع، استذكرت قصة صارت مع صاحبتي العزيزة عليّ. زوجها أصيب في الركبة واضطر لإجراء عملية في الركبتين. بعد إجراء هذه العملية، أصابه وجع شديد جداً، وتعلم ما هي تبعات العمليات. كتب له الطبيب لاديكال على ما أظن، وبدأ يأخذه بشكل منتظم بالجرعة التي حددها الطبيب وبوصفات طبعاً. تطور الموضوع معه بحيث أصبح يحتاج إلى جرعات أكبر. لا أعلم كيف كان الاتفاق الذي عمله مع الدكتور، وليس جميع الأطباء لديهم ضمير. كتب له فعلاً وصفات، والذي حصل أنه بالتدريج أصبح زوج صديقتي متعاطياً ولكن بطريقة قانونية، بدون أن يسأل أحد، وبغطاء قانوني. تحولت كل سلوكياته وردود أفعاله، أصبح شخصاً عنيفاً وشكاكاً. من هنا أريد أن أسألك سؤالاً: من الحالات التي مرت عليك، هل لأنه أيضاً صديقة ثانية تزوجت شخصاً وبعد ثلاثة أشهر من الزواج اكتشفت أنه يتعاطى ولم يكن ظاهراً عليه أي أعراض. سؤالين أريد أن أسألك، السؤال الأول: هل ممكن أن شخصاً يمكن أن يتعاطى ولا تظهر عليه أي أعراض إذا كان هو حذراً؟ هذا السؤال الأول، والسؤال الثاني: هل يمكن أن تستمر الحياة الزوجية مع شخص متعاطٍ؟
عمار القضاة: السؤال الأول، ذكرت لك أن المتعاطي لا يمكن أن يستر مسلكيته إذا دخل في أي نوع من أنواع المواد المخدرة. مستحيل، لأن هذه المادة ستحدث تغييراً في سلوكه وفي تفكيره وفي شعوره، وبالتالي يترجم هذا السلوك إلى تصرف خارجي مشهود. عدم انتظام حياته وأكله وشربه، نومه ومعاملته، وشكه، وقيامه بكثير من التصرفات كجمع المال والسرقة من البيت (ذهب أمه حتى) للحصول على المادة المخدرة. وإن كان بعض أنواع المواد المخدرة ليس الفقراء فقط من يتعاطوها ولا متوسطي الدخل. هناك أغنياء يتعاطون المواد المخدرة ذات السعر العالي مثل الكوكايين مثلاً. موجود في دول العالم يتعاطوه على أساس أنه نوع يعمل جو، ولكن تأثيراته ليست مثل المواد الكيميائية لأن الكوكايين من أصل طبيعي ولكنها إدمان. تؤدي لكل الأمراض النفسية والعقلية والجسدية، وبالتالي لا يمكن أن يستطيع متعاطي أي مادة مخدرة حتى المستحضرات الموجودة في الصيدلية مثل (اللاديكال) إلا أن يصل إلى درجة معينة. وعندما يصل إلى هذه الدرجة من الإدمان سينعكس ذلك على سلوكه وسيبدأ بإشكالية في خلايا وكيمياء الدماغ، وبالتالي أيضاً يتحول إلى مدمن ويبدأ الآن بالتأثيرات السلبية التي ذكرناها في سلوكه بحيث يميز الغير بأن هذا الشخص أصبح شخصاً غير طبيعي وشخص مدمن. هذه الأدوية وجدت للعلاج فقط أو لحالات تسكين الألم، لكن بعد فترة معينة لا يوجد ألم يبقى مستمراً، إلا أن يعافي الله الناس جميعاً. الناس المصابة بالسرطان، وهناك أناس كثير تشافت منه. لكن بالنتيجة ما يتعلق بالعظام والإصابات بالعظام بالنتيجة تصل إلى درجة الاستشفاء، ويفترض أن يتم قطع هذه المواد أو تخفيفها. أما إذا دخل فيها واعتاد عليها وشعر أنها تحدث لديه شيئاً من الرضى وتسكين الألم وتغيير الحالة المزاجية، يصبح إنساناً مدمناً من حيث لا يعلم. ويصبح من الصعب عملية تقديم علاج له بحسب درجة ومدة الفترة التي اعتاد فيها على عملية الإدمان أو أخذ هذا النوع من الدواء.
آلاء بشناق: فلا يمكن التعايش طبعاً مع الزوج المتعاطي.
عمار القضاة: لا يمكن أبداً، ولا بد أن تكتشف الزوجة أن هذا الزوج أصبح إنساناً غير طبيعي، مؤكداً. أو الأم أو الأب أن ابنهم أصبح إنساناً غير طبيعي. غير ممكن، فالزوجة هي أقرب الناس له.
آلاء بشناق: إذا تبلغ عنه وتبتعد هي؟
عمار القضاة: نعم، تبلغ عنه وتهرب هي فعلاً. لا مجال أن تكلم أهله أو أهلها ويعرضونه على طبيب ويراجعون الطبيب الذي صرف له هذا الدواء. نرى أن هناك أطباء نفسيين في الأردن من أبدع ما يكون، يستطيعون أن يقدموا الحلول الدوائية أو العلاجية لمثل هذه الحالات. أما تسكين المشكلة إلى لحظة معينة، لا يمكن. وبالتالي السيطرة على نتائج هذه المشكلة قبل أن تصل إلى القتل، أو الانتحار.
آلاء بشناق: هناك حالات كثيرة من التعنيف، العنف الجسدي بين الأزواج كان سببه المخدرات.
عمار القضاة: المخدرات هي السبب للعنف الأسري، وأحياناً العنف الأسري يكون سبباً في تعاطي المخدرات، هذا شيء من الواقع العملي.
آلاء بشناق: العنف الأسري سبب؟
عمار القضاة: العنف الأسري قد يكون سبباً لتعاطي المخدرات بحيث يدفع تعنيف الأب لأبنائه بدرجة معينة على الهروب من الواقع، والظلم الذي تعيش فيه الأسرة، لأنه في الأصل الأسرة تكون حاضنة للأبناء ومصدر أمان وتربية وأخلاق ودين. وبالتالي عندما يصبح دور الأب سواء متعاطي أو غير متعاطي إذا كان يسيء معاملة أبنائه، سيسهل اصطياد هؤلاء الأبناء من قبل مروجي المخدرات أو رفاق السوء لتعاطي المواد المخدرة. هنا عندما نقول العنف الأسري قد يؤدي إلى التعاطي بالمخدرات، أيضاً المخدرات وبسبب تأثيراتها على سلوك الإنسان تؤدي إلى العنف الأسري من خلال حالات الهيجان والمؤامرة وشك الزوج بالزوجة وحاجته لمبالغ مالية مثلاً، (أحضري المال من أهلك) يبيع التلفاز مثلاً. والله، أحد الأزواج باع كل أثاثه ولم يبقَ إلا شاشة التلفاز في بيته وأعرفه شخصياً وحاولنا التدخل في هذه المشكلة، الآن محكوم في السجن سبع سنوات. للحصول على المادة المخدرة، باع كل أثاث بيته للحصول على المخدرات. وكان إنسان محترم وتاجر يشتري ويبيع ومهنته كانت ممتازة جداً، لكن دخل من خلال رفاق سوء في هذا المستنقع ولم يقدر الخروج منه، والآن موجود في السجن.
آلاء بشناق: كيف كانت بداية دخوله لطريق المخدرات؟
عمار القضاة: عن طريق رفيق سوء أيضاً. أنا أعرفه، كان مدمن مخدرات وهكذا. والقاعدة معروفة في كل دول العالم أن المدمن على الأقل يأتي بثلاثة مدمنين معه. نسبة التعاطي عندما تنتشر من خلال توفر هذه المواد وعلاقات الناس. جلسات الشيوخ يجب أن تتابع، وجلسات الأبناء وكذلك البنات يجب أن يتابعوا سواء كانوا تحت السن القانوني أو فوق السن القانوني في الجامعة أو المدرسة. يجب أن يتم متابعتهم والتأكد من سلامة أبدانهم وعقولهم وعدم تعرضهم لمثل هذه المواقف. ويجب أن يتربوا على هذا الموضوع، وأنه إذا شخص عرض عليك مادة في مدرسة (جرّب هذه الحبة، زعلان جرب هذه السيجارة). للأسف المجتمع فيه ظلم، في بعض الحالات ظلم متبادل ما بين الأجيال من خلال هذه العلاقات الملتزمة والتي تفلتت من تربية الآباء، وبالتالي يحاولون سحب الآخرين حتى يصبحوا مثلهم ويشعرون بنوع من راحة الضمير أنه ليس فقط أنا متعاطي مواد مخدرة، هذا غيري يتعاطى أيضاً. للأسف هذا واقع كل الدول، ليس فقط الأردن، أتحدث في كل الدول (الصاحب ساحب).
آلاء بشناق: كثير نسمع أن حالات المخدرات بدأت في تعاطي الحشيش وكان بإقناع بسيط أن هذا حشيش ولا يؤثر ومفعوله بسيط ويذهب.
عمار القضاة: الحشيش هو بوابة المخدرات الكيميائية، الحشيش هو البوابة الأولى لدخول عالم المخدرات الكيميائية.
آلاء بشناق: مع أن الأصحاب يقنعون بعضهم أن هذا حشيش وآمن.
عمار القضاة: الحشيش، كانابيدول أو مادة الكنابس أو المارغوانا التي هي الأصل الطبيعي لمادة الحشيش. وبالتالي لها تأثيرات علمية، لست أنا من قررها ولكن قررها الطب والعلم، أنها تؤدي إلى القلق والاكتئاب وتنامي طول فترة التعاطي وتؤدي إلى الإدمان. أحدهم، أنا أعرفه شخصياً، كان يمسك الشفرة ويجرح وجهه ويسألونه أهله لماذا؟ وكان متعلم جداً وعنده مهنة محترمة، يقول لهم أريد أن أخرج الدود الذي يمشي في رأسي. شخص آخر شق بطنه بسكين، دكتور صديق لي قال لي عن هذه الحالة، ضرب بطنه بسكين ويقول له أريد أن أخرج الكلب الذي عندي. هلوسات سمعية وبصرية.
آلاء بشناق: من الحشيش؟
عمار القضاة: نعم من الحشيش. حكة الجلد بسبب إدمان تعاطي الحشيش لدرجة أن يحدث عنده تقرحات وبالتالي التهابات ويحتاج لعلاجات. ماذا يقولون لك؟ أن عندي هنا حشرات تمشي في يدي اليمين والشمال، وتراه يحك الجلد. هذه هلوسات وأفكار وهمية خادعة، لكنها في الواقع صحيحة، لا يكونوا عنيفين الذين يتعاطون الحشيش لكن من نتائجه الاكتئاب أو خلل في الجهاز التنفسي أو ضعف عضلة القلب والأمراض القلبية أو تشمع الكبد أو الكلى. هذا نهاية الحشيش. إذا نجا من الحشيش أو انقطع عنها فترة، يتوجه إلى الدخول إلى عالم المواد المخدرة المصنعة. هناك دراسة أجرتها هيئة مكافحة المخدرات، عشرون شخصاً متعاطياً مادة (الكريستال ميث)، لا أذكر عشرين أو ثلاثين، لما جرى التحقيق معهم جميعهم وصلوا إلى تعاطي مادة (الكريستال ميث) بدأوا بتعاطي الحشيش، كلهم لم يتعاطوا مادة (الكريستال ميث) مباشرة، يمكن لها رهبة أو تخيف، لكن لما يدمن على مادة الحشيش الآن جسمه اعتاد على هذه المادة، عندها يريد شيئاً أقوى ويؤثر فيه ويشعره بلحظة السيجارة الأولى التي تعاطاها وأفرزت عنده كمية (الدوبامين) الغير طبيعية بسبب تعاطي الحشيش. الآن سيبحث عن مادة أقوى، ما هي هذه المادة؟ هي المواد الكيميائية، أو يتعاطى (الكريستال ميث) أو (الكيبتاغون) أو الاثنتين معاً أو على أي نوع مستحضراً طبياً مثلاً يبدأ يأخذ منها يحاول أن يشبع الهوس الذي عنده أو الحصول على كمية (الدوبامين) التي تعاطاها من الجرعة الأولى، ارتفعت حوادث السير في كندا وأوربا بنسبة 25 ونصف بالمئة بسبب تشريع وتقنين تعاطي مادة الكانابينول أو المارغوانا، حتى القانون عندهم لا يسمح له بالقيادة إلا بعد مضي ثمان ساعات من تناول الحشيش لكن هناك أشخاص يتجاوزون ولا يتقيدون فتكون حوادث السير تحت تأثير هذه المادة، الطوارئ والأمراض الجسدية ارتفعت في كندا وأمريكا بنسبة 425% في المناطق التي قنن فيها تعاطي الحشيش. نأخذ الأمور بمنطقية، هذا الكلام والهراء التافه أنه يجب أن نقنن الحشيش ونعطي الناس حريتها في الحشيش وأن للحشيش فوائد وأن المارغوانا لها فوائد هذا كلام فارغ، العلم أثبت مدى ضرر هذه المادة على الإنسان وهي أبسطها ما بالك في دولنا العربية بشكل عام التي تصنع الحشيش ويتم عجنه بالكيتامين وأشد أنواع المواد السامة وهي ما تصلنا هنا إلى الأردن من واجهة المنطقة الجنوبية، الحشيشة السوداء ليست من أصول طبيعية أبداً وليست حشيشة أفغانية كما يشاع هي حشيشة مكونة من فضلات بشرية ومن الكيتامين وتعجن بنسبة معينة مع الحشيشة الأصلية وينتج عنها إدمان شديد ولها تأثير قوي جداً على الدماغ وقد تؤدي إلى الموت من الشيجارة الأولى أو الثانية أو الثالثة، إذا كانت نسبة الكيتامين فيه مرتفعة قد تؤدي إلى الموت المفاجئ من السيجارة الأولى نعم، مثلها مثل بودرة الجوكر أو (الشبو) فهنا الخطورة في الموضوع، ولا أحد يتكلم هنا عن الحشيش طبيعي أو اصلي، زيت الكنابس أو زيت المارغوانا، زيت المارغوانا ثمن العلبة الواحدة في أمريكا أو في كندا وهولندا ما يقارب الألف دولار، أنت تشتريها بعشرين أو خمس وعشرون دينار على أساس أنها زيت كنابس أو زيت مارغوانا، كله هراء، قد يكون فيها سم فئران (لانيت) أو مواد (كيتامين أو زيلازين) أيضاً يعطى للحيوانات وتشعر في هذا الشعور الذي يصدمك تفكر أنها زيت مارغوانا لكنه غالي جداً في الدول الأخرى هذا الصافي، عندنا غش، كلها مواد مغشوشة وكلها تستهدف شبابنا في الأردن وهي حرب على البنية الشبابية والأسر الأردنية وحتى على دول الخليج العربي وهذا ما يريده تجار المخدرات والميليشيات المعنية بمتابعة تهريب المواد المخدرة إلى الدول العربية للأسف.
آلاء بشناق: هناك مصطلحات معينة منتشرة بين متعاطي المخدرات أو مروجي المخدرات وممكن أن يسمعوها الأهل وهم غير منتبهين. أريد أن أسألك عنهم وتوضح لهم المعاني هذه.
عمار القضاة: إذا كنت أعرفها.
آلاء بشناق: مصطلح (ديلر).
عمار القضاة: (ديلر): يستخدم في مجال كل أنواع التجارة، (ديلر) المزودين، المروجين، مثله مثل البضائع، هو مصطلح تجاري لا يقتصر على أحد وأصلاً هو في مجال التجارة ويستخدمه تجار المخدرات.
آلاء بشناق: (عجال).
عمار القضاة: نوع من أنواع المخدرات، حبوب الكيبتا أو الهلالين.
آلاء بشناق: (الحطب).
عمار القضاة: (الحطب) لم أسمع بها.
آلاء بشناق: الحطب الذي هو الحشيش.
عمار القضاة: الحشيش صحيح، ويسمونه كف لكن قطعة صغيرة. في مجال التوعية كوننا في التحالف الوطني ومكافحة المخدرات معنيين ببرامج التوعية باستمرار التابع لمؤسسة (آرم). أي شيء غريب عند الابن أو البنت، الأصل أن الآباء يرون أغراضهم إذا شكّوا في شيء ويرون مثلاً قطعة مشرط أو قطعة سوداء أو كانت بنية أو بنية غامقة أو قصدير، الحقن المعروفة. الأصل أن يتم التفتيش على هذه الأمور لأن المتعاطين يحاولون إخفائها في المنزل في أماكن معينة. هذه دعوة للآباء أن يقوموا بالانتباه والأمهات لمتابعة الأغراض الشخصية عندما يكون الابن خارج البيت ولينظروا إذا كان هناك شيء من هذا القبيل، أو أنواع حبوب غير معروفة وغير مغلفة أو غير موجودة في عبوات دوائية معينة أن يتابعوها ويتأكدوا منها أنها مادة مخدرة أو غير ذلك.
آلاء بشناق: مصطلح (لولو).
عمار القضاة: هي (اللاريكا).
آلاء بشناق: مصطلح (وصلة).
عمار القضاة: وصلة الحشيش هي قطعة مقصوصة بمشرط من كف الحشيش وتلف بقصدير. هذه يسمونها وصلة حشيش.
آلاء بشناق: (سكر).
عمار القضاة: السكر هو الشبو أو الآيس أو الكريستال، لأنه قريب من السكر الطبي أصلاً، بلورات تختلف أحجامها ليس بحجم السكر بالذات لكن أحجامها غير متشابهة. وهذه طبعاً يستخدمونها في التدخين بالاستنشاق أو يحولونها إلى سائل وبالحقن الوريدية.
آلاء بشناق: وهناك مصطلح دائماً يستخدمونه وهو (مكّرز).
عمار القضاة: المكرز الذي يكون منقطع عن المادة وبحاجة أن يأخذ هذه المادة وبالتالي يتعرض لأعراض انسحابية شديدة، يسمونه (مكرّز). هذه بلغتهم. هل نجحت؟
آلاء بشناق: نعم، نجحت مئة بالمئة، ما شاء الله، خبرة ست وثلاثون عاماً. أريد أن أسألك أسئلة متنوعة وأحب أن تكون الإجابة بسيطة كنوع من المعلومات. في مقابلة سابقة لك قلت إن الأردن يعتبر ممرًا ومقرًا. فسر لي معنى هذا القول.
عمار القضاة: في الثلاث سنوات الأخيرة ولنقل الأربع سنوات 2019 حتى قبل سقوط النظام والفار بشار، كانت الكميات والمحاولات مستمرة. المخدرات تدخل إلى الأردن ليس فقط من الحد السوري لكن أكبرها كان من الحدود السورية وأيضًا من المعابر الحدودية الرسمية كانت هناك محاولات تم إفشالها وقسم منها يدخل لأن كل دول العالم متفقة حتى في الأمم المتحدة أن كل الدول بشكل عام ما يتم ضبطه في موضوع تهريب المخدرات هو فقط عشرون بالمئة. الوضع في الأردن مختلف إيجاباً للأفضل، كيف ذلك: تقريباً خمسون بالمئة يتم ضبطه وخمسون بالمئة لا يتم ضبطه. الأردن بحكم الجيوسياسية وموقعها في الجنوب السوري أرادوا لها أن تكون مقرًا وممرًا لهذه المواد المخدرة باتجاه دول الخليج العربي وتحديدًا في البداية المملكة العربية السعودية الشقيقة. وبالتالي الكميات التي تدخل وتمر، فمثلاً في 2022 كان هناك 69 مليون حبة كيبتاغون تم ضبطها. هذا دلالة أنه لا يمكن أن يستوعبها السوق الأردني، بسبب عدد المدمنين الذي هو أصلاً غير محدد لكن هناك قراءات عنه في المشهد وعدد المدمنين، كثير من الآليات. آخر قضية خمسة ملايين حبة كيبتاغون ضبطت على الحدود ووضعت في آليات نقل كانت معدة للذهاب إلى المملكة العربية السعودية. وبالتالي هي فعلياً المملكة الأردنية الهاشمية ممراً لهذه المواد المخدرة باتجاه السعودية ودول الخليج وأيضًا هي مقرًا من خلال خمس وعشرون ألف قضية في 2024 ونتحدث عن 38700 الأشخاص الذين تعالجوا في 2024 وبالتالي هذا يعطي مؤشرًا جيدًا. ابتداء من هذه الأرقام وبنظرة إيجابية وسلبية، النظرة الإيجابية أن أجهزة إنفاذ القانون ممثلة بالأجهزة الأمنية وتحديدًا إدارة مكافحة المخدرات وأيضًا القوات المسلحة شريكة ومنسقة هناك جيد طيب ويشكرون عليه وطاقات كبيرة جدًا تبذل وشهداء قدموا ثمان شهداء من إدارة مكافحة المخدرات. الشيء المقلق بعض الشيء أنه يوجد من خلال هذه الأرقام أنه عندما تقسمين هذا الرقم، المروجين والتجار والحائزين بقصد التعاطي تقريباً بعدل اثنان إلى واحد. لكن هناك نسبة من متعاطي المواد المخدرة لم يتم ضبطهم وهناك نسبة من المواد المخدرة التي تدخل الأردن لم يتم ضبطها بدلالة وجودها وانتشارها. وبالتالي دلالة ضبط الإدارة لقضايا بلغت 25000 قضية. ولكن عندنا أحد عشر مليون أردني. هذا يعني أنك تتحدثين عن مئة وعشرة آلاف عدد المتعاطين حتى نقول أن عندنا دولة مقر لكن لا أتوقع أن عدد المتعاطين يصل إلى هذا الرقم. لكن السيطرة عندنا جيدة في الجهتين. لكن الكميات التي تأتي من خلال الطائرات والمسافرين قليلة جدًا مقارنة في تسع وستون مليون حبة في سنة واحدة تم ضبطها يقابله أقل شيء تسع وستون مليون حبة لم يتم ضبطها. وهكذا هي معادلة المخدرات في كل دول العالم. نحن الضبط يصل إلى خمسين بالمئة من المواد المخدرة المهربة وهذا شيء جيد لأن هذا عالم سفلي منحط وهي تجارة رائجة عند هؤلاء وجشع وطمع واقتصاد أسود وإرهاب صامت يحاول دائماً ولن يتوقوا. وهي جائحة وشبهتها في إحدى المقالات أنها جائحة لا تنتهي. موضوع المخدرات لا ينتهي، لكن عندما تقارنين الوضع في الأردن ميناء أنتويرب في بلجيكا عندما يدخل في السنة مئة أو مئة وعشرة طن كوكايين يضبط عشرة فقط وتسعون أو مئة طن يدخل إلى أوروبا.
آلاء بشناق: يقال إنه يوجد في الأردن مناطق ساخنة ويتواجد فيها المخدرات بكثرة، ما القصة؟ هل أن الأمن ليس قادرًا على السيطرة على هذه المناطق أم ماذا؟
عمار القضاة: لا يوجد في الأردن أبداً شيء اسمه مناطق ساخنة، هذه الصفحة طويت بالكامل. لا يوجد أبداً، كل الأردن الآن تحت يد الأجهزة الأمنية.
آلاء بشناق: هل كان يوجد سابقاً مناطق ساخنة؟ ومتى تم السيطرة عليها؟
عمار القضاة: قد يكون نعم تجمعات، نعم، ولكن تم تطهيرها بالكامل من هؤلاء، وهذا منذ سنوات. ولا يوجد الآن في الأردن أي منطقة ساخنة لا تدخلها الأجهزة الأمنية بجميع فروعها أبداً. كله يخضع للتفتيش والمراقبة، لكن يختلف التعامل من منطقة إلى أخرى. مثلاً، أي منطقة في أي محافظة فيها تجمع عشائري، للشخص المطلوب أقارب، يحاولون التكتل معه، إما استدراجه وإما دراسة القوة اللازمة للتجهيز وضبط هذا الشخص وتفتيش منزله وضبط الممنوعات الموجودة بحوزته. وهناك تصنيفات أمنية؛ قد يكون الشخص مسلحاً أو غير مسلح، خطير، متوسط الخطورة.
آلاء بشناق: هل هناك علاقة بين المخدرات والسلاح؟
عمار القضاة: لأعطيك معادلة بسيطة: المخدرات لها ارتباط بالفساد، ولها ارتباط بالعنف، ولها ارتباط بالجريمة كقوة دافعة للجريمة وتولد الجريمة من خلال الهلوسات السمعية والبصرية. ولها علاقة بالجانب الصحي والموت، لأنها تؤدي لا محالة إلى الموت في النهاية (انتحار أو موت وفاة طبيعية). وأيضاً لها ارتباط بالمال الأسود. الآن سؤالك هل لها علاقة بالسلاح؟ السلاح أداة تستخدم من قبل كل عصابات المخدرات في كل العالم كوسيلة للدفاع عن حيازتهم غير القانونية للمادة المخدرة، إما أثناء وجودها في مستودعات أثناء حراسات مسلحة على تلك الأماكن إذا لم تكن أماكن سرية لا يعرفها أحد، وإما للرد على أي قوة أمنية تريد أن تصل إلى تلك المواد المخدرة. وبالتالي القضية قضية حماية، وأكثر ناس مهيئين أن يستخدموا السلاح ضد الأجهزة الأمنية هم تجار ومروجي المخدرات. السبب لماذا؟ لأن عقوبات التاجر عالية بالقانون (15) سنة، فيطلق النار لعلها لا تخطئ معي سواء أصبت من رجال الشرطة أو لم يصب أحد، على الأقل يحاول أن يفلت ويهدد بالسلاح حتى يدخل الرعب عند رجال الأمن. وهذا على أرض الواقع، هناك فرق خاصة وتطور كبير وهائل أصبح عند إدارة المخدرات من خلال فرق خاصة معنية بعملية المداهمة وفريق خاص بالإدارة للمتابعة والتعامل مع هؤلاء الأشخاص المسلحين. حتى الحمالين الذين كانوا ينقلون المواد المخدرة، تجد حمال من الجانب السوري حامل حملاً وهو عبارة عن عشرين كيلو من الكيبتاغون مثلاً أو الشبو، وبنفس الوقت يكون قد وصل عددهم في عملية واحدة إلى 170 أو 200 حمّال مواد مخدرة يحاولون قطع الحدود تحت حماية مسلحين يحملون الأسلحة الشخصية الأوتوماتيكية والأسلحة المتوسطة والآربي جي والطائرات المسيرة والقنابل والألغام. وهذه قضايا ضبطها الجيش العربي، أكثر من أربعمائة حالة اختراق في ثلاث سنوات للحدود، قتل منهم أكثر من ثلاثمائة شخص مهرب مخدرات أراد اقتحام الحدود عنوة وبقوة السلاح. فهذه الأسلحة كانوا يستخدمونها لأهداف إرهابية، المخدرات بحد ذاتها إرهاب لأنها تدمر المجتمع. ولكن كانوا يستخدمون هذه الأسلحة بهذا الحجم، صواريخ وآربي جي، للتعامل مع أي تدخل عسكري من قبل الجيش الأردني عند اقتحامهم. وبالتالي ارتباط المخدرات والأشخاص الذين يتاجرون ويروجون المواد المخدرة يلجؤون إلى السلاح لحماية هذه المواد المخدرة الموجودة بحوزتهم للإفلات من عملية اقتحامهم من قبل نشامى مكافحة المخدرات.
آلاء بشناق: بالحديث عن العقوبات في قانون المخدرات والمؤثرات العقلية، هل يوجد جنح وممكن أن تصنفها لنا؟
عمار القضاة: طبعاً، التصنيف: الحيازة بقصد التعاطي عقوبتها من سنة إلى ثلاث سنوات بحسب نوع المخدرة وتكرار التعاطي وعدد حالات التعاطي عند هذه الشخص. الجنح: يعني ثلاث سنوات أعلى حكم فيها. عندما تنتقلين إلى الحيازة بقصد الترويج، دخلنا الآن في مرحلة الجنايات من خمس سنوات، أي أكثر من ثلاث سنوات ولا تزيد عن خمس سنوات. لكن عقوبتها هي الحيازة بقصد الترويج خمس سنوات أشغال شاقة مؤقتة، أي خمس سنوات حبس، ولكن في القانون يسمونها أشغال شاقة لأنها تزيد عن ثلاث سنوات. أما (15) سنة أشغال شاقة مؤقتة هي عقوبة تاجر المخدرات، أيضاً تعتبر جناية. فعندنا جنايات وعندنا جنح بحسب مدة وحالات التكرار الموجودة في القانون، لكن القانون لم يضع قالباً معيناً للتمييز بين الحائز بقصد التجارة والحائز بقصد الترويج. اعتبر أن الشخص الذي يكون بحوزته كمية كبيرة يعتبرونه تاجرًا، وهذا التحفظ القانوني إن شاء الله سنطرحه في مجلس الأعيان للتعديل على قانون العقوبات لنرفع العقوبة على الحائز بقصد الترويج. لأن المروج أخطر من التاجر، يأخذ من التاجر ويقوم بتوزيعها على شريحة المتعاطين. وبالتالي لا يقل خطورة عن التاجر، وهو يهدف إلى الربح، إذاً يجب أن تتساوى عقوبته مع التاجر. وبالتالي حتى نحسم هذا الأمر، لا بدّ أن يكون هناك تعديلاً قانونياً بحيث تُلغى فقرة الترويج أو ترفع عقوبتها إلى مدة لا تقل عن عشر سنوات. حتى نخفف من نسبة المروجين، لأن المروج خطير، وهو الذي ينشر هذه المواد.
آلاء بشناق: طبعاً وتتساوى خطورته مع خطورة التاجر.
عمار القضاة: إضافة إلى أنه حسب الكمية، يجب تحديد قالب معين للتمييز بين التاجر والمروج إذا بقي نفس الوصفين الجرميين. متى يعتبر هذا تاجرًا إذا كان حائزاً لكمية من المخدرات، أو يحدد بالقانون إلغاء المروج ويبقى لدينا الصنفين فقط: الحائز بقصد التعاطي وهو من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات، والحائز بقصد الاتجار، لا يوجد ترويج.
آلاء بشناق: كثيراً ما يُنبهون إذا كنت مسافرًا مع أناس لا تحمّل أشياء من أحد أو تأخذ شيئاً من أحد. إذا وبفرض كنت مع مجموعة من الأشخاص وضُبط أحدهم في مخدرات، ماذا يترتب عليّ؟
عمار القضاة: القضاء كفيل وإدارة مكافحة المخدرات والتحقيقات يقدرون أن يعرفوا مثلاً سائق تكسي معه راكب، سواء المواد المخدرة مع سائق التكسي أو مع الراكب. لكن إذا تم القبض عليه، كل شخص يرمي على الآخر. الآن هنا الأصل ينزل الاثنان إلى المحكمة ولكن من خلال التحقيق يتم التعرف من خلال أساليب الشرطة في التحقيق أو القيود السابقة الموجودة عليه. الشباب يعرفون طرقاً معينة يصلون بها إلى حقيقة أن هذه المواد المخدرة إن كانت لهذا الشخص أم لذاك. أحياناً يكون هذا كيدي أو انتقامي أو أحدهم يضعها في فناء البيت لشخص آخر بهدف الأذى. أيضاً التحقيق عنده خطط أن يكشف لمن هذه المخدرات وتصل العقوبة إلى الإعدام إذا كان اتصال الشخص بالداخل الأردني مع عصابات إقليمية في الخارج مثل العمليات التي قامت بها إدارة مكافحة المخدرات في الأشخاص الثمانية الذين ضبطوا جميعهم في منطقة منسية الغياب الذين كانوا مطلوبين لاتصالاتهم بعصابات إقليمية باستلام وتخزين المواد المخدرة. هؤلاء تجار كبار طبعاً وتمهيداً لنقلها لمناطق أخرى أو إلى دول أخرى إما في الداخل الأردني أو في الخارج الأردني، فقط بعض التعديلات البسيطة على قانون المخدرات إن شاء الله سنعمل عليه.
آلاء بشناق: من ضمن الأشياء التي سنعمل عليها أيضاً، هل ترى أنت أنه من العدل أن المتعاطي لأول مرة؟
عمار القضاة: لا، هو لا يعفى من العقاب. منذ زمن كان يُعفى من العقاب، الآن يعاقب.
آلاء بشناق: ولكن لا ينزل عليه قيد؟
عمار القضاة: نعم لا ينزل عليه قيد، لأنه ممكن أن يكون هذا الإنسان طالب جامعي وجنح لهذه المرة الأولى ولكن ألا يكون قد جنح لخمسين مرة وتم مسكه في المرة الواحدة والخمسين،
آلاء بشناق: تم ضبطه لأول مرة ولكن ليس من الضرورة أن يكون متعاطي لأول مرة.
عمار القضاة: نعم ممكن أن يكون متعاطي عشرين مرة.
آلاء بشناق: ممكن أن نطلق سراحه لأول مرة ولا نضع له قيد.
عمار القضاة: القانون فلسفة، وأعطيت هذه الفرصة لهذا الشاب أن هذه فرصة واحدة لا تتكرر ولن يكون عليه قيد ممكن أن يتوظف أما إذا دخل في مستنقع الإدمان واستمر وتبين أنه كان مدمناً أصلاً لكنه ضبط في هذه المرحلة وكأنه تعاطى لأول مرة، لم تعد تختلف الأمور، سيأتي على المرة الثانية والثالثة ويبدأ سريان تطبيق القانون حسب العقوبة الموجودة عليه.
آلاء بشناق: هو لم ينزل عليه قيد لأول مرة أليس كذلك؟ هل يتم مراقبته من فترة إلى فترة؟
عمار القضاة: المتعاطين ليسوا بالعدد السهل حتى يتم مراقبتهم أما المروجين والتجار فيتم مراقبتهم من فترة لأخرى.
آلاء بشناق: أقصد المتعاطين لأول مرة. أحياناً يُتابع بحذر لأنه ليس مروّج ولا تاجر، هو مستهلك ومتعاطي، لكن مدمن أو غير مدمن هو من يقرره، هو يقرر حياته ومستقبله الشاب نفسه إن كان واعياً وعاقلاً وعنده دين وأخلاق ويعلم أن وراءه أم وأب وزوجة وأهل وأخواته هو الذي يقرر أن يصحى من هذا الكابوس الذي أصابه، لكن إذا استمر قلت لك المخدرات طريقها إما إلى السجن أو الموت أو القتل، أن يرتكب جريمة قتل أو جرائم سرقة أو احتيالات.
آلاء بشناق: كيف يتم محاسبة الذي ارتكب جريمة وهو مدمن مخدرات؟ هل تتحقق عليه جريمتان بسبب الإدمان؟
آلاء بشناق: كيف يتم محاسبة الذي ارتكب جريمة وهو مدمن مخدرات؟ هل تتحقق عليه جريمتان بسبب الإدمان؟
عمار القضاة: نعم، تنزل عليه جريمتان. لا يعفى الشخص الذي ارتكب جريمة القتل بحجة أنه كان فاقداً للوعي إلا إذا كان قد تعاطى هذه المادة في حالتين: إذا كان مهدداً بتعاطيها، كأن يسحب عليه سلاح ويقول له أن يشرب هذه المادة المخدرة، وشربها يستفيد. أو كان لا يعلم بها، كأصحاب جالسين مع بعض وخلطوا مواد مخدرة لشخص وشربها وقالوا له اذهب ونفذ عملية سطو وهذا مسدس بلاستيك. أخذ المسدس ودخل إلى محل صرافة وسحب المسدس عليه وقال له أعطني ألفي دينار مثلاً. عرفوه أنه شارب أمفيتامينات مع كحول، عندما يخلطون مع بعض أعطوه ألفي دينار ومسكوه وأخذوا المسدس وكسروا المسدس وسلموه إلى الشرطة وحكم عليه خمسة عشر سنة. هذا الشخص حسب الدعوى لم يقدر أن يثبت أنه تعاطى هذه المادة وهو لا يعلم. عندما عادوا إلى قيوده وجدوا أنه يأخذ أدوية معتاد عليها (لاريكا مع الكحول)، وبالتالي الحالتين فقط إما التهديد أو إذا ثبت أنه لا يعلم أنه وضعت له المادة المخدرة. وبالتالي تقديم الدفع من قبل محامين أمام محاكم الجنايات بالعادة لا يستفيدون منه أنه كان مغيباً عن الوعي بسبب هذه المادة لأن الكل يتعاطاها برغبة منه، وبالتالي كل جرائم القتل التي حدثت كانت تحت تأثير المخدرات وتحت تأثير الهلوسات السمعية والبصرية، لكن هذا لا يقيده في القانون. كل أحكام القتل حكموا بالإعدام وآخرهم جريمة الذي قتل أمه وطعنها أربعين طعنة. صدر قرار بحقه الجنايات الكبرى بإعدامه. فلا يفكر الناس أنهم يشربون ويتعاطون ويذهبون ليذبحوا ويسلخوا ويستفيدوا. أنا من هذا النص أفهم أنني كنت مغيباً عن الوعي عندما ارتكبت هذه الجريمة، وبالتالي تنزل العقوبة للنصف أو للثلث أو للثلثين. هذا الكلام ليس صحيحاً وليس له أي أساس قانوني.
آلاء بشناق: ما هي الإجراءات والعقوبات في حال تم ضبط المخدرات داخل السجون؟
عمار القضاة: سجون العالم كلها تعاني من مشكلة محاولة إدخال المواد المخدرة. الوضع عندنا في الأردن مختلف تماماً ـ حقيقة. سنتين ونصف كنت مديراً لهذه الإدارة، وكان هناك محاولات من هم خارج السجن، بعض الزوار يحاولون إدخال المواد المخدرة إما في حذاء أو ملابس خاصة لنزيل يتم تفتيشها. إحدى القضايا ضبطنا في الخمس دنانير تم تفريغها (فتح الخمس دنانير ورقتين) ووضع فيها بودرة الجوكر وإعادة لصقها. في شلمونة البيبسي حاولوا أيضاً، كلها قضايا فردية بسيطة لا تؤثر، لكن فيما إذا ضبطت أي مادة ممنوعة مع أي نزيل، تطبق عليه كما لو أن هذا النزيل كان خارج السجن، مثلها مثل إذا نزيل ضرب نزيلاً يعرض على قاضي الصلح كما لو أنهم خارج السجن. وبالتالي أي محاولة لإدخال مواد مخدرة تم ضبطها مع أي نزيل يحال إلى محكمة أمن الدولة بقضية جديدة غير القضية الموجودة عليه. لكن انظروا في أوروبا وأمريكا كيف يتم عملية ترويج المخدرات. هناك دراسة لت (إي إم سي) أن ثمانين بالمئة من النزلاء في أوروبا وفي أمريكا يتعاطون المواد المخدرة بنسبة ثمانين بالمئة أكثر من المجتمع الخارجي. نحن هنا بالعكس، عندنا داخل مراكز الإصلاح والتأهيل، أؤكد لك شبه انعدام المواد المخدرة. هناك محاولات يتم ضبطها نعم، أما مراكز الإصلاح والتأهيل عندنا أراد لها سيد البلاد جلالة الملك أن تكون لها استراتيجيات تأهيل، ولا يوجد فيها عنف ولا يوجد فيها تهديد أو إهانات للنزلاء. أصلاً نحن عملنا مركزاً لعلاج الإدمان داخل مراكز الإصلاح والتأهيل. وبالتالي مقارنة بغيرنا، هناك رسالة ووعي وحرفية ومهنية. هناك مهن يتم تعلمها داخلها، خمس مدارس تابعة لوزارة التربية والتعليم داخل مراكز الإصلاح والتأهيل. وبالتالي فرق ومن الظلم أن نقارن مراكز الإصلاح والتأهيل داخل الأردن من خارجها. أنظمة قهرت وذبحت داخل سجونها (هي ليست مراكز) هي سجون تعذيب وقهر وأقبية موت قتلت أكثر من ثلاثمائة وأربعين ألف سوري داخل السجون السورية والكاميرات أظن أننا رأيناها. وأفرق عندنا هنا أن النزيل يأخذ حقه كاملاً، اسمه نزيل وليس سجين حسب قانون الإصلاح والتأهيل ومرتبات إدارة الإصلاح والتأهيل أيضاً لهم حق والنزيل له حق، الفرق شاسع بينها وبين ما جرى في سوريا.
آلاء بشناق: عندي مقترح لا أعلم كم هو سهل إمكانية تطبيقه، كما نعلم كل إثنين يريدون أن يذهبوا ويتزوجوا وزارة الصحة تفرض على المتزوجين فحص طبي ما قبل الزواج. يجب أن يتم إدراج فحص طبي متخصص قادر على كشف تعاطي المخدرات وأن يكون شرطاً من الشروط التي تُطلب قبل عقد القران. ما إمكانية تطبيق هذا الشيء؟
عمار القضاة: لا يوجد شيء صعب، المهم النية الجادة في عملية الكشف المبكر، سواء على الراغبين بالزواج أو فحوصات العينات العشوائية التي تؤخذ من الشارع أو المحلات أو الدوائر الخاصة أو العامة. في كثير من الدول العربية في المولات والمستشفيات والمدارس، من الطالبات من المعلمات والطلبة والأساتذة، يتم أخذ عينات عشوائية. موجود هذا النظام وأنا شخصياً مع هذا التوجه. موجود الآن الكثير من الصيدليات كيبتات خاصة يستطيع الأب أو الأم إذا شكوا في شيء من خلال تصرفات الأبناء أن يقوموا بشراء هذا الكبت مثل الكورونا، ويتم أخذ فحص الأبناء داخل نطاق الأسرة. إذا وجدوا أن هناك تعاطياً وتأكدوا ولديك إشارتين أو لونين ومكتوب على الكبت ثمانية أو اثنا عشر ديناراً سعره، يستطيعوا التأكد أن هذا الابن أو هذه البنت يتعاطى أو لا. وهذا يعود إلى أن يكون هناك جدية من الأسر والمجتمع وأيضاً من الجهات الرسمية لتفعيل هذا الأمر. أنا مع هذا الشرط. هناك توجه مثلاً بأخذ عينات من الجامعات، كان هناك شيء من الخصوصية هو عدم السماح لأخذ العينات العشوائية، لكن هذه العينات العشوائية حقيقة إذا استخدمت كما هو موجود في بعض الدول العربية، أتوقع النتائج إيجابية ويحدث خوف عند الأشخاص المدمنين من افتضاح أمرهم وكشفهم. لأنه في الأصل القانون عندما في المادة (9) عاقب على الحيازة بقصد التعاطي، بالعادة إدارة مكافحة المخدرات تقوم بإحالة الشخص إلى المحكمة إذا ثبت أنه متعاطي ومعه حِرز المادة المخدرة. لكن أنا مع إذا هناك ما يستدعي تعديل القانون أن مجرد التعاطي، سواء كان هناك حرز أو لا، يتم تحويله. إذاً كيف سأكتشف موضوع المتعاطين الحقيقيين في ظل عدم وجود دراسة وطنية شاملة تحدد كم نسبة التعاطي؟ هل بلغت مئة ألف أو مئتي ألف أو أكثر؟ وأرى كم نسبة الإناث وكم نسبة سن التعاطي، لأن سن التعاطي ينزل إلى المراهقين. لا نعلم هذه الشريحة كم عددها.
المذيع: تحدثت من قبل أنه ليس سهلاً في الجامعات أننا نقدر أن نفحص، لماذا؟
عمار القضاة: في الأول نريد موافقة دخول رجال الأمن إلى داخل حرم الجامعة، وهو مخالف للتعليمات المتعارف عليها. هناك بروتوكولات للجامعات وقوانين تحكم هذا الشيء. القوى الأمنية لا يجوز دخولها إلى الحرم الجامعي، حتى أثناء المشاجرات الجامعية التي تحدث أو حدثت. قوات الأمن لا تدخل إلا بطلب الرئيس، وهي بحاجة إلى مخاطبات لأنه تسجل على الجامعة في المستوى الخاص بتصنيف الجامعة.
آلاء بشناق: ألا ترى أنها من الأشياء التي يجب أن تتغير؟
عمار القضاة: ليس من الضروري أخذ العينات من داخل الحرم، ممكن من خارج حدود الجامعة. ونحن مرتبطون بتعليمات.
آلاء بشناق: من هنا نقدر أن نوجه رسالة بما أن المخدرات تنتشر ونحن لا نؤكد بوجود انتشار ولكن نسمع قصصاً، خرجت للأسف من جامعات، لماذا لا يتم دخول قوات الأمن إلى الجامعات؟ لماذا لا نتبع سياسة حتى نقدر أن نعمل فحص عينات؟
عمار القضاة: هذا الشيء بحاجة لقرار وقلت لك الأمر مرتبط (كحرم جامعي) وبالتالي هناك تعليمات وارتباطات دولية ومعاهدات واتفاقات دولية ومنها ما يتعلق بتصنيف الجامعات. ليس من السهل أن تدخل قوى أمنية داخل الجامعة لهذه الغاية، لكن هناك أماكن أخرى خارج حدود الجامعة يمكن تطبيق هذا الأمر. وفحص الزواج أيضاً لم يصدر قرار وأنا شخصياً مع هذا التوجه، لأن بنت الناس ترى بعد الزواج بشهرين أو ثلاثة أشهر أن زوجها مدمن مخدرات. ساهمنا في البداية بإنشاء أسرة أول الأمر إلى جحيم وبالتالي أيضاً من حقها طلب الطلاق شرعاً من مدمن المخدرات أو المسكرات، إذاً نحن خلقنا حالة اجتماعية معينة، وأنت تشاهدين حالات الطلاق في المملكة والأعداد في ظل انتشار الإدمان بشكل عام إن جاز التعبير. ولا نريد أن نعطي الجوانب كلها سوداوية لكن هناك إدمان ونسبة متعاطين نعم يوجد.
آلاء بشناق: كم نسبة الفئة العمرية بين المتعاطين والأكثر تعاطياً؟
عمار القضاة: من سبعة عشر وثمانية عشر سنة تصل على مشارف الأربعين تقريباً، وهناك أشخاص يستمرون في تعاطي المخدرات من دون هوس الشباب الزائد وتعدوا سن الأربعين والخمسين وممكن ستون وسبعون سنة. أما تعاطي المخدرات من الفتيات في الأردن، فلا، أقدر أن أقول لك ليس شيء ملموس، هو شبه مخفي وبالتالي نسبة قليلة، نسبة الحداثة أيضاً قليلة، لكن إذا أردنا أن نعالج مشكلة ويكون هناك سعي متواصل لعملية متابعة شريحة متعاطي ومدمني المخدرات بكافة الأعمار وإن كان أنثى.
آلاء بشناق: وخاصة الأعمار الصغيرة، بأعمار المدرسة وأعمار الجامعة.
عمار القضاة: نعم والأعمار الصغيرة والتوجيهي. جلالة الملك لما زار إدارة مكافحة المخدرات في آخر زيارة له كان الهدف من الزيارة هو وضع وإعلان الاستراتيجية الوطنية الإعلامية والتثقيفية والتوعوية لمكافحة المخدرات التي اشترك بها ست وثلاثون جهة رسمية مع إدارة مكافحة المخدرات. لكن الجهد الأكبر يقع على إدارة مكافحة المخدرات توعوية ونحن في التحالف الوطني لمكافحة المخدرات جزء من هذه المنظومة أو من الست والثلاثين، لكنني لا ألمس بكل المعاهد التعليمية باختلاف درجاتها جامعات، معاهد ومدارس لا ألمس الدور المطلوب. نتطلع أن يكون هناك دور أكثر فعالية وتنبيهاً ونشاطات تتعلق بمكافحة المخدرات. الإدارة قامت بأكثر من سبع آلاف وثمانمائة نشاط إعلامي في سنة واحدة. وبالتالي يجب أن يكون هناك دعوات مستمرة من الأهالي والجمعيات في القطاع الخاص والعام للتوجيه من آفة المخدرات وللمساهمة في نجاح الاستراتيجية الإعلامية والوطنية للتوعية من مخاطر المخدرات التي أعلن عنها وطلب تنفيذها جلالة الملك المعظم. لأن دور مكافحة المخدرات دور عملياتي قضائي ثم دور توعوي ودور علاجي يتمثل في مركز علاج الإدمان هذه هي الأدوار الرئيسية له، لكن تحتاج إلى دعم مجتمعي وأسري ومؤسساتي سواء مؤسسات خاصة وعامة في كافة الأماكن للتوعية، والإعلام له دور كبير. ونحن الآن نتحدث في جانب توعوي وقانوني، والتوعية في هذا الجانب لا تستطيعين أن تفككي بين الدور التوعوي والدور القانوني.
آلاء بشناق: برأيك على من يقع العاتق الأكبر هل هو على التوعية أم هو على الرقابة والضبط؟
عمار القضاة: الآن من كثرة برامج التوعية التي أصبحنا نراها وربما أنا جزء منها وأنت أيضاً على وسائل التواصل الاجتماعي متاحة للجميع وموجودة في كل بيت والناس تتداول هذه الأخبار وتأخذ مقاطع وتوزعها وأنتم ستفعلون كذلك.
آلاء بشناق: أقصد أحياناً التوعية وكثرة الإعلان لا يصح بمقابل تغليظ العقوبات بمقابل تغليظ الإجراءات. عندما نتكلم عن جامعات نستطيع السيطرة عليها بمرحلة معينة، ولا نستطيع إدخال الأمن من أجل أخذ عينات عشوائية.
عمار القضاة: أقاطعك فقط وأقول: نحن عندنا نسبة إدمان عالية في الجامعات والمدارس. هذا الكلام ليس دقيقاً، وأنا كنت محاضر لمدة خمس سنوات في إحدى الجامعات الرسمية ورأيت الشباب من أحسن ما يكون، حالات فردية.
آلاء بشناق: لكن لا نقدر الانكار أنه يوجد بؤر في المؤسسات ومناطق مختلفة بالحديث عن هذا الموضوع إذا أنا كنت أعمل في مؤسسة أو في مكان عمل وكما نعلم في كل مكان عمل هناك إشاعات تصدر بالغالب تكون كما المثل (لا دخان من دون نار) يكون هناك أشخاص معينين أنهم مروجون للمخدرات أو متعاطين لها.
عمار القضاة: إذا كان ذلك يتم الإبلاغ عنه وإدارة مكافحة المخدرات يأتون فوراً.
آلاء بشناق: إذا قلنا عن المتعاطين ونحن نعلم أيضاً أنه يوجد شبكات، إذا عرف عندي شخص ما أنه يتعاطى وقررت أن أهاتف إدارة مكافحة المخدرات وأبلّغ عنه، كيف يتصرفون إدارة مكافحة المخدرات؟
عمار القضاة: أحياناً حسب الضغط وحسب المكان وحسب الشخص وإذا كان له سوابق أو ليس له، في كثير من الحالات يكون لديه مجال بمتابعة هذا الشخص لأنه يوجد رقم خاص بإدارة مكافحة المخدرات بتلقي هذه الشكاوى.
آلاء بشناق: هل يتحركون فوراً على المكان؟
عمار القضاة: نعم مروج، ومتعاطي ممكن أن يكون إذا كانت معلومة هامشية في جامعة أو في مدرسة، أتوقع أنهم ينتظرون إجراء معين قد يكون لهم متابعة قد يكون هناك فكرة جمع معلومات عن هذا الشخص عن ذويه عن أهله، أبوه، عليه قيود مخدرات، ممكن أن يتخذوا الإجراء اللازم. أما بالنسبة للحالة التي ذكرت، نحن عندنا في القانون هي ليست مشكلة لكن إن شاء الله تلقى حل والقانون هدفه المحافظة على الأمن والسلم المجتمعي خاصة قانون المخدرات وحماية المجتمع من هذه الآفة وبالتالي من مسلكيات المدمنين. لأنني قلت لك جملة أن المدمن خطر متحرك أينما حل ولا تعرفين متى يرتكب الحدث ولا أحد يعرف ماذا يخرج منه من تصرفات في درجة معينة وفي حالة معينة يصل بها تحت تأثير المواد المخدرة.
آلاء بشناق: ولكن بالرجوع إلى هذه النقطة، إذا أنا بلغت ولنفرض في مدرسة أنني على علم بهذا الشخص أنه يتعاطى في مدرسة ألا تتحرك إدارة مكافحة المخدرات؟
عمار القضاة: لا طبعاً تتحرك ومن حالة لحالة يكون فيها دراسة ونحن نتأكد من مصدر هذه المعلومة، صحيحة أم لا، اسم هذا الشخص عليه قيود أم لا، أبوه عليه قيود أو أمه مثلاً، أخوانه، كل شيء موجود عن هذا الشخص ومحيطه إذا وجدوا أن هناك داعي ليتحركوا فسيفعلون، ممكن أن يأتوا به أو يطلبوه أو يأخذوا منه عينة ويفتشوه قد يجدون معه حرز أو لا يجدون. لكن من الأصل في القانون يجب أن يكون عقاب المتعاطي أو المدمن بمجرد تعاطيه ووجود هذه العينة في جسده يجب أن يتم إحالته إلى مدعي عام محكمة أمن الدولة. كمتعاطي للمادة المخدرة سواء كان حائزاً لها أو غير حائز لها، لأنه من غير الممكن كثير من المتعاطين يتعاطون المواد المخدرة ويتخلصوا منها، معه أربع حبات كيبتاغون، شربهم الأربعة، وأقول أن هذا الشخص أتركه حر طليق ولا أحيله إلى المحكمة! لأنني لم أمسك معه مخدرات. هذا لا يجوز، يجب إحالته لأنني عندما أتركه أعطيه فرصة أن يستمر في إدمانه.
آلاء بشناق: أحب دائماً أن يكون البودكاست خاصتنا، وبما أننا نتحدث عن الوعي، يكون هناك رسائل هادفة والتي نقدر أن نوجه، أن يتم الضبط في الجامعات والمدارس أكثر. يوجد فحوصات عشوائية، لأن نعول على وعي الأشخاص طبعاً مهم، ونحن نحاول قدر الإمكان وبشكل إعلامي أن نطلق الوعي ونحاول قدر الإمكان، لكن من أمن العقوبة أساء. يجب أن يكون هناك تغليظ للعقوبات وللرقابة في المدارس والجامعات حتى نقدر فعلاً أن نحمي أولادنا من هذه الآفة في العصر. أريد أن أسألك سؤالاً، أعطيك معلومات وتخبرنا هل هي حقيقة أم إشاعة. كل مروّج متعاطي؟
عمار القضاة: لا، ليس شرطاً. معظم التجار، وفي فترة مراحل الإصلاح والهيكلة وما قبلها، وفي عدة مديريات شرطة، أكثر تجار المخدرات أو مروجي المخدرات حتى الدخان لا يدخن، لكنه يبيع مخدرات ويعرف الضرر عليه وعلى أبنائه، وحريص على بيعها، ولكنه حريص أيضاً على عدم التعاطي. يساهم في قتل الناس البطيء لأنه تدمير لهم، لكنه لا يقبله على نفسه.
آلاء بشناق: لأنه في النهاية هدفه مادي.
عمار القضاة: وبالتالي، هذا الاقتصاد الأسود وهذا العالم السفلي هكذا يفكر، إنه لا يتعاطى المخدرات لكنه يبيع المواد المخدرة للأسف. ولكن هناك نسبة كثيرة من مروجي المخدرات بالأصل بدأوا بالتعاطي بالأصل، لم يأتِ على موضوع بيع المواد المخدرة مباشرة بل بدأ بتعاطيها ثم انتقل إلى عملية الترويج والاتجار بها، وهذه النسبة ليست قليلة وبحاجة إلى الدراسة ومعرفتها والتحقيق فيها، هذه كلها تُقيِّم الوضع السلوكي والوضع العام لشريحة المتعاطين والمروجين والتجار.
آلاء بشناق: هل صحيح أن هناك مخدرات يُباع سعر الغرام منها أغلى من سعر غرام الذهب؟
عمار القضاة: طبعاً، هناك الكريستال ميث الآن سعره مرتفع، الغرام منه بحدود المئة دينار. على ضوء الإجراءات التي تمت على الحدود من قبل القوات المسلحة وما حدث في الداخل السوري والإدارة الجديدة وتجفيف منابع المخدرات التي كانت متجهة، وهروب المليشيات التي كانت ترعاها، والجيش السوري القديم قبل الإدارة الجديدة الذي كان يرعى ويحمي ويوصل عملية الإنتاج وعملية توصيل المواد المخدرة إلينا إلى الداخل الأردني، ارتفعت وقضية تجارة عرض وطلب فقلّ العرض، وبالتالي الطلب موجود لكن العرض قليل، وبالتالي ارتفعت الأسعار.
آلاء بشناق: هناك إشاعات تقول إن بعض المقاهي التي في الشوارع تحولت إلى بؤرة لبيع المخدرات.
عمار القضاة: هناك تضخيم للأمر أكثر من واقعه، هي إشاعات لو أن هناك واحد أو اثنين وتم ضبطهم، وبالتالي كثير منهم محترمون ويسعون إلى كسب رزقهم. لا نريد أن نضخم الموضوع، مدارس ومقاهي ليست لهذه الدرجة. الأمور حقيقة ليست بهذا الحد.
آلاء بشناق: لا نريد أن نعمم أكيد، هل هناك ما يسمى بمخدرات الأغنياء؟
عمار القضاة: مخدرات الأغنياء هي المواد المخدرة من أصول طبيعية وغالية السعر. الكوكايين في أمريكا وأوروبا بلغ مئة وعشرين دولاراً للغرام، هناك صنف في بريطانيا بسبب طول سلسلة توريدها وتحتاج إلى مزيد من التهريب وعمليات النقل والمخاطرة يرتفع سعرها إلى ثلاثمائة وعشرين دولاراً في بريطانيا بسبب بعد المسافة. الأغنياء يبحثون عن هذه المواد المخدرة مثل المسكرات، من يملك المال يبحث عن النوع الغالي الثمن، والذي لا يملك المال يبحث عن الأنواع الرخيصة حتى يتعاطاها.
آلاء بشناق: هل يوجد لدينا زراعة حشيش في الأردن؟
عمار القضاة: الأردن ليست دولة مصنِّعة للمواد المخدرة في كافة أشكالها مطلقاً، زراعة الماريغوانا كميات بسيطة جداً لا تُذكر للاستخدام الشخصي فقط، بعض الأشخاص، وبعض القضايا استلمتها مديرية إدارة المخدرات في منزله في بيت بلاستيك خاص فيه، في مزرعة موز، يكون مخفي بطريقة معينة.
آلاء بشناق: وهذا كيف يعاقب؟
عمار القضاة: يعاقب طبعاً، يُحوَّل إلى محكمة أمن الدولة بعقوبة المخدرات كاملة. ولكن الذي يقول كان عندنا (جوكر)، هناك كثير من المواد منها مادة (اللانيت)، وكثير من المواد الكيميائية (الأسيتون) و(البف باف) يرشونها المجرمون على التبغ ومواد أعشاب جافة ويعتبروها مخدرة، هذه المواد ليست مخدرة. (التنر) يستنشقه البعض، هذه ليست مواد مخدرة، ولكن أقول هذه مواد موجودة هنا لنفرق بين المادة المخدرة وغيرها، المادة المخدرة تخليقية كيميائية مصنَّعة من معادلات معقدة غير موجودة عندنا أبداً.
آلاء بشناق: هل مستقبلاً ممكن أن يكون الحشيش مسموح في الأردن؟
عمار القضاة: لا أتوقع للمدى البعيد لأن الدولة تدرك ورحيمة بالناس والشعب وبالتالي لا يمكن أن تخطو هذه الخطوة في ظل فشل هذه الخطوة حتى في كندا وأمريكا وبعض الدول الأوروبية قبلوا هذه المادة المخدرة ورأت نتائج مرضية تتعلق بالصحة الجسدية والنفسية والعقلية وحوادث السير وحالات الاكتئاب والانتحار الناتجة عن تعاطي هذه المواد رغم أنها نظيفة، أما بعض الدول تبنت عملية زراعة القنب في إحدى الدول العربية أكثر من مئة مليون كيلو من الحشيش سنوياً تنتجها وتصدرها إلى أوروبا، النظام السوري البائد القديم تبنى عملية كبس مواد الكيبتاغون مع أن المواد الكيميائية الرئيسية المكونة للكيبتاغون هي ثلاث مواد رئيسية (بودرة تخلط فقط وتكبس بمكابس) اشتروها من إيران وادخلوها إلى سوريا وحولوها إلى مصانع إنتاج حبوب الكيبتاغون وبالتالي هذا يعتمد على كل دولة ولها سياسة معينة وهي حرة في عملية إدارة هذا الملف، هناك دول عربية قنّنته بشكل مبطن، وهناك دول سمحت به أو غفلت عنه مع أنه مجرّم عندها، وهناك دول أوروبية وأمريكا وكندا وأستراليا نفس الشيء سمحت بزراعته لغاية استخدامه الشخصي أو الاستخدامات في الطعام والشراب والحلويات أيضاً بعد أن ينزعون المادة المؤثرة فيه (THC) الموجودة في الكانابينول، هذا أمر يتعلق بأرواح الناس والحرية المطلقة وهذا مبدأ عندهم وأنهم يسمحون للناس باستخدامها، وجدوا النتائج سلبية والآن هناك توجه من القيادة الأمريكية الجديدة للنظر لهذا الموضوع، أي موضوع الحريات المتعلق بتقنين المخدرات ويدرسون فكرة التراجع عنه، كاليفورنيا أنتجت في 2022 ما يقارب عشرين مليار من القنب الهندي أو المارغوانا، أربع منها خاضع للضريبة وستة عشر تهريب، الدولة التي سمحت به وقعت في مطب أن هذا هو بوابة إلى دخول عالم المخدرات الكيميائية وهذا الكلام يدركونه جيداً ويدركون مخاطره والأضرار الناجمة عن الحشيش الذي نتحدث عنه مثل (زيت المارغوانا)، فهذا فلسفة حياة خاطئة جداً ولا يعني أن الأردن سوف تفكر بهذا الأمر مستقبلاً وهو مرفوض دينياً وأخلاقياً ومجتمعياً في الأردن ونحن نعلم أضراره جيداً والقانون يجرمه، أما نحن فليس لنا شأن في باقي الدول وإن كانت هذه الجريمة للأسف أنها عابرة للحدود والدول ونتنقلها ما بين دولة إلى دولة موجود ومشهود في كل دول العالم.
آلاء بشناق: ولكن من خلال عملك كمدير في إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل حدثنا عن أكثر قصة أثرت فيك وتركت أثراً فيك في هذا الموضوع ودعنا نختم برسالة للشباب في موضوع المخدرات.
عمار القضاة: في إحدى الأعياد كان ثلاث أيام عيد بعد رمضان اتصل بي مدير مركز الإصلاح والتأهيل في البلقاء أن أحد النزلاء المصنفين خطير جداً في قيود جنائية كثيرة، أتته زيارة في اليوم الأول وزوجته أحضرت ابنها الصغير عمره سنة أو سنة ونصف والتعليمات لا تسمح بزيارته وبالتالي قلنا له دعه يزوره، شاهدوا أن الولد لم يتعرف على أبيه لأن زوجته ولدته والأب موجود داخل مركز الإصلاح، توتر النزيل لأن الابن لم يتعرف عليه لم يشعر به، فقلت له كرر له الزيارة، ثم زارت الأم ووالدة النزيل نفسه، زاروه في اليوم الثاني، قال لي المدير أن الوالد أصبح عنده تجاوب، النزيل من النوع الشرس والمصنف خطير جداً، اليوم الثالث قلت له أن يزوره أيضاً وجلسوا زيارة عائلية فحدث تجاوب واستلطاف والولد أدرك شيئاً ما، هو قد لا يفهم أن هذا هو والده لكن دافع الأبوة بدا على المشهد، وحمله وأصبح يسير به، وفرح به وفخور به، اللفتة الرحيمة أن هذا الشخص بعد ثلاث أو أربع أيام يتحدث مع مدير مركز الإصلاح والتأهيل في البلقاء يقول له أن هذا الإنسان مسلكه تحول حتى داخل المركز، تحول إلى إنسان متعاون مع زملائه ومتعاون مع النزلاء أنفسهم وبالتالي لم يرتكب أي مخالفة وتعهد أن لن يعود إلى ارتكاب الجريمة لأن فعله الجرمي هو الذي سلخه عن المجتمع وأسرته ونزعه أن يكون حاضناً لولده في بيته وأسرته، وهنا نرى رؤية جلالة الملك عندما قال واعطانا الرسالة أن تكون هذه مراكز إصلاح وتأهيل وليست فقط مراكز لانقضاء فترة العقوبة، هذه القصة لا أنساها حقيقة، وكم هو دور الرحمانية الموجودة والحمد لله لا إهانات ولا ضرب ولا تعذيب، من الذي أتى بك إلى مراكز الإصلاح والتأهيل هو فعلك الجرمي أو الجريمة التي ارتكبتها بحق الآخرين وهي التي أدت إلى سلخك عن محيطك الأسري، فلا أنسى هذه القصة، وكانت رسالة لكل مرتبات الإدارة أن يكون هناك تعامل لأن النزيل له حقوق ونسعى إلى تغيير مسلكيته ونهجه وإصلاحه قدر المستطاع، حتى تعليمه مهنة يعتاش منها كما حصل في كثير من المهن التي تعلموها النزلاء داخل مراكز الإصلاح والتأهيل.
آلاء بشناق: أنت أرجعته إلى فطرته الإنسانية وإنسانيته.
عمار القضاة: نعم شعر بالفقد وما الذي خسره وعدّل سلوكه تعديل لمسه مدير المركز وهذا شيء نفتخر به في هذا البلد ورحمانية هذا البلد في التعامل حتى مع الملفات الجنائية.
آلاء بشناق: رسالة أخيرة توجهها إلى الشباب.
عمار القضاة: أنا أدعو الشباب جميعهم قبل أن يجنح بموضوع تعاطي المخدرات وأن ينتبه من رفاق السوء وألا يلجأ حتى لمرافقتهم وعندما يرون أن هذا الإنسان يتعاطى المخدرات أن يبتعد عنه قدر الإمكان حتى لو كان بينه وبينه خصوصية قريب نسيب … الخ ألا يلتقي معه لأنه في لحظة معينة وفي موقف معين في بيتك يجعلك حزيناً ويجعل مجال لهذا الشخص أن يصطاد ويعرض عليه المادة المخدرة بحجة أنها ستنسيه واقعه أو ستعينه على الألم الذي يحيط به أياً كان الواقعة التي أدت به إلى الحزن وبالتالي الكل معني بمتابعة هذا الملف ومتابعة سلوك أبنائهم ومراقبتهم والتأكد من (قل لي من تصاحب أقل لك من أنت) وبالتالي رسالة للشباب والصبايا أن الإنسان يرافق الإنسان المحترم الذي يبتعد عن كل الشكوك والشبهات خاصة في مجال تعاطي المخدرات لأنها تقضي على مستقبلك المهني والشخصي وسمعة العائلة وسمعة الوالدين ولا يمكن أن تنتج إلا إنسان لا يحترم وظيفته ولا يحترم العلم ومسيرة حياته وتقتل الأمل فيك وتقتل نفسك بالأمراض النفسية والجسدية التي ستصيبه من خلال تعاطي المخدرات، لأن تعاطي المخدرات ليست حلاً بتاتاً أي شيء أو أي تصرف أو أي مهنة يعمل بها الإنسان ستكون بنتائج إيجابية عليه على عكس المخدرات ستدمر حياته الشخصية وحياته العلمية والمهنية وويلات الأمهات على فلذات أكبادهن وأبنائهن ووصمة العار المجتمعية التي تلاحق متعاطي المخدرات وتلاحق أهله بسبب هذا السلوك. هذه رسالة إن شاء الله أن تصل لكل الناس وينتبهون ويجدوا ويجتهدوا للوصول إلى أن يسطروا لنفسهم خطاً واضحاً وتاريخاً جيداً ومجيداً لسلوكهم وأن يصلوا إلى أهداف مرموقة بالعلم والعمل وأي شيء يفيدهم في حياتهم.
آلاء بشناق: باشا عمار القضاة أنت عين ولواء متقاعد شكراً كثيراً على المعلومات التي أفدتنا فيها ونتمنى خلال بودكاست وعي أن نكون فعلاً عملنا وعي عند الشباب واستطاعوا أن يستفيدوا من أن نحميهم من أن يتعرضوا لهذا الشيء. هكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية حلقتنا اليوم، ابقوا معنا في حلقات جديدة.