فودكاست

قصص الفن الأردني مع أمل دباس | فودكاست ضيف شريف

استهل المذيع شريف الزعبي الحلقة بتقديم ضيفته أمل الدباس، التي وصفها بـ”سيدة الشاشة الأردنية”، مشيرًا إلى خبرتها التي تزيد عن أربعين عامًا في الفن، وحضورها المستمر في قلوب الأردنيين من مختلف الأجيال. بدأ الحوار بسؤال عن طفولة أمل، فتحدثت عن نشأتها في بيت هادئ كطفلة وحيدة، متأثرة بوالدتها التي كانت تغني أغانٍ شعبية، ووالدها ذي الحس الكوميدي العالي الذي كان يقلد الفنانين مثل فريد الأطرش. أشارت إلى شغفها المبكر بالفن، حيث كانت تستمع لأم كلثوم في سن التاسعة وتحاول تقليدها، بدعم من والديها اللذين شجعاها على الغناء.

عندما سألها شريف عما تشتاق إليه من تلك الأيام، أعربت أمل عن الحنين إلى البساطة والعلاقات الإنسانية الصادقة التي كانت تسود المجتمع، مقارنة ذلك بالعلاقات المعاصرة التي أصبحت تحكمها المصالح أحيانًا. أكدت على أهمية الرضا بما قسمه الله، معتبرة أن فقدان هذا الرضا أحد أسباب الابتعاد عن القيم الأخلاقية التي كانت متجذرة في الماضي.

تطرق الحديث إلى بداياتها الفنية، حيث انطلقت من كورال الأطفال في الإذاعة الأردنية وهي في الثانية عشرة، ثم انتقلت إلى المسلسلات الإذاعية، مسرح الطفل، والتلفزيون، قبل أن تدخل عالم دبلجة أفلام الكرتون. أول أعمالها في هذا المجال كان “بن بن”، وتبعته أعمال مثل “الفتى النبيل” و”كابتن ماجد”. لكنها أوضحت أنها ابتعدت عن الدبلجة لاحقًا بسبب تحول بعض الأعمال نحو تشجيع العنف والتجارة على حساب القيم التي كانت تسعى لترسيخها للأطفال، مثل احترام الكبير وحب الآخر.

شريف سألها عن مدى قدرة الأعمال الفنية العربية على تعزيز الحس الوطني، فأشارت أمل إلى وجود تجارب محدودة لم تنجح بالشكل المطلوب، مؤكدة أن الفن رسالة يجب أن يرسخ المواطنة والتاريخ، كمعركة الكرامة التي تعد نقطة مفصلية في تاريخ الأردن والوطن العربي. انتقدت ضعف التخصص في الإنتاج الفني الأردني، مثل الاهتمام بالتفاصيل التاريخية والملابس، معتبرة أن الدولة يجب أن تدعم الفنانين ليصبحوا سفراء للوطن، بدلاً من حصرهم في نمطية معينة كـ”البدوي”.

في سياق آخر، تحدثت أمل عن دور الفن كقوة ناعمة، مشيرة إلى ضرورة دعم الدولة للإنتاج الفني الذي يعكس قضايا المجتمع، كمكافحة المخدرات أو تعزيز الترابط الاجتماعي. اقترحت أفكارًا لأعمال فنية توثق جهود الأجهزة الأمنية الأردنية، مستندة إلى تجارب شخصية مع مؤسسات مثل الأمن العام التي دعمتها في أعمالها المسرحية.

عن تجربتها في المسرح، أشادت أمل بتعاونها مع نبيل صوالحة وهشام يانس في التسعينيات، واصفة تلك الفترة بأنها مفصلية في مسيرتها. أكدت أن هؤلاء الأساتذة علموها أهمية القدوة والكرم في نقل الخبرة للأجيال الجديدة، مشيرة إلى أن المسرح الكوميدي السياسي الذي قدموه كان طفرة فنية، بدعم من الملك حسين الذي رأى فيه تعبيرًا عن الديمقراطية.

في جانب شخصي، كشفت أمل عن تأثرها العميق بأحداث غزة، مؤكدة التزامها بنشر محتوى داعم للقضية الفلسطينية على مواقع التواصل الاجتماعي طالما استمرت الحرب. عبرت عن فخرها بصمود الشعب الفلسطيني، منتقدة السياسات الأمريكية والإسرائيلية، خاصة فكرة التهجير، وأكدت دعم الأردن التاريخي للحق الفلسطيني.

في ختام الحلقة، تحدثت أمل عن مشروعها القادم لرمضان 2025، وهو مسلسل بعنوان “يا أنا يا هي” بالتعاون مع أمل عرفة، واعدة بتقديم شكل جديد بعيد عن أدوارها التقليدية. كما عبرت عن نيتها الاعتزال بعد أداء فريضة الحج، رابطة ذلك بقربها الروحي من الدين، حيث ترى في سيرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) نموذجًا للتسامح والقيم الإنسانية.

أنهت أمل الحوار بنصيحة للشباب الطامحين في الفن، داعية إياهم للتواضع وتطوير مخزونهم المعرفي ليصبحوا فنانين مؤثرين، معبرة عن أملها بأن يحملوا الفن الأردني إلى العالمية. الحلقة خلصت إلى تأكيد مكانة أمل الدباس كرمز فني أردني، تجمع بين الإبداع والالتزام الإنساني والوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى