بودكاستضيف شريف

احترم المحتوى ولا تتجاوز الخطوط الحمراء | بودكاست ضيف شريف

“صباح الخير أو مساء الإبداع! معكم [شرف الزعبي/من منصة جزيل]، وفي هذه الحلقة الاستثنائية نستضيف فنانًا يُعيد تعريف المشهد الثقافي في الأردن، رجلٌ يؤمن أن الفن عمره خمسة آلاف عام.. فكيف يبني مستقبله؟ 🎭

ضيفنا اليوم هو أحمد سرور، الفنان المسرحي الطموح الذي يحمل في جعبته أفكارًا جريئة لإنقاذ الفن وخلق جيلٍ جديد من المبدعين. في حوارٍ صريح مع الإعلامي شريف، سنسمع:

  • كيف سيكون أول قرارٍ له لو أصبح وزيرًا للثقافة؟
  • خطته لإنقاذ المسارح من الإهمال.. وتوظيف أصحاب التخصص!
  • لماذا يرفض أن تكون الفعاليات الفنية ‘وهمًا’ بلا جمهور حقيقي؟
  • نصيحة نارية للشباب بين 13 و18 سنة: ‘اقرأ التاريخ.. اخطئ.. ثق بنفسك‘!

هذه ليست مجرد أحلام، بل استراتيجيات عملية من واقع تجربة فنان خاض المعارك الفنية.. من حل النزاعات بين الفنانين إلى بناء شراكات عالمية. 🎬

استعدوا لجولة داخل عقل رجلٍ يؤمن أن الإبداع الأردني قادر على الوصول للعالمية.. اضبطوا سماعاتكم، واربطوا الأحزمة، لأن الحلقة مليئة بالحماس والرؤى الاستثنائية. 🔊

[مقطع صوتي سريع من أجمل اللحظات:
أحمد: الطريق صعب جدًا.. صلّوا على النبي، وثقوا بأنفسكم!’
شريف: نورتني!’]

لا تفوتوا هذه الرحلة من الضحك إلى الجدّية.. ومن الأحلام إلى التنفيذ. 🎧
أنصتوا الآن، ثم شاركوا الحلقة مع كل من يؤمن أن الفن سلاحٌ للتغيير!”

تقسيم البودكاست زمنياً

1             00:00 – 03:00  مقدمة البودكاست: نقاش حول إنشاء مسرح ومسلسل.

2             03:00 – 05:00  سؤال شريف: هل يطمح أحمد للترشح لمنصب سياسي؟

3             05:00 – 07:00  تصور أحمد كوزير للثقافة: “أول قرار سأتخذه…”

4             07:00 – 13:00  مؤتمر الفنانين: تشخيص المشكلات ووضع خطط مستقبلية.

5             13:00 – 18:00  إصلاح المسارح: تشغيلها 24 ساعة وتوظيف أصحاب التخصص.

6             18:00 – 22:00  دعم المراكز الثقافية: تبنّي الفرق المسرحية وتنظيم عملها.

7             22:00 – 27:00  التدريب وورش العمل: محليًا ودوليًا مع دعم القطاع الخاص.

8             27:00 – 31:00  الجمهور الحقيقي: تجنب الفعاليات الوهمية وبناء قاعدة جماهيرية.

9             31:00 – 36:00  حل النزاعات بين الفنانين: “ننتهي من مشاكلنا الشخصية”.

10          36:00 – 39:00  رأي شريف: الإنتاج الغزير يقلل من المشكلات.

11          39:00 – 45:00  التوجه للعالمية: شراكات مع دول عربية وأجنبية وصناعة نجوم أردنيين.

12          45:00 – 48:00  مشاكل الفنانين المادية: “هذا الشيء يجب ألا يُتحدث به”.

13          48:00 – 56:00  نصيحة أحمد للشباب: “اقرأ التاريخ.. اخطئ.. ثق بنفسك”.

14          56:00 – 58:00  خاتمة مرحة: “نورتني.. والله أنت أحضرتني حتى أصاحبك”.

15          58:00 – 64:00  الكلمة الأخيرة: دعوة للاشتراك والمتابعة على منصة “جزيل”.

بداية البودكاست

شريف: أهلاً وسهلاً بكم أينما كنتم مع ضيف شريف. ضيف اليوم أخ وزميل وأستاذي، أحمد سرور.
أحمد سرور: أدخل بدون مقدمات وبدون مبالغة.
شريف: نورتنا سيدي.
أحمد سرور: والله منور الاستوديو بوجودك والإضاءة.
شريف: لا، بوجودك أنت، نعيماً.
أحمد سرور: نعيماً وين؟ شوارب، لحية، ذقن.
شريف: أول شيء نريد أن نبدأ خفيفاً، حدثنا عن طفولة أحمد التي في مدينة الزرقاء في محافظة الزرقاء.
أحمد سرور: طفولتي أنا ناسيها، طفولة غريبة جداً، أنت تدرس في مدرسة غريبة حلوة كثيراً.
شريف: أين سكنت؟
أحمد سرور: سكنت حي معصوم، من أحلى المناطق التي أحبها في حياتي.
شريف: هل هناك أشياء تربطك إلى اليوم من هناك؟
أحمد سرور: للأسف لا، أكيد بقي لي قرابة لي في الزرقاء والمدينة التي عشت فيها يظل بينك وبينها دائماً روابط، ولكن الذي في مخيلتك غير عن الواقع، مثلاً أنا أتذكر حي معصوم كثير واسع، مدخل عمارتنا القديم واسع جداً ونلعب به كرة، ولما ذهبت على عمر أكبر وجدت أن المدخل صغير والشوارع ضيقة والحارات ضيقة، مخيلتك أين عشت وأين كنت وبيتك القديم وحارتك القديمة، عندما تعود وأنت كبير ليس نفس المكان.
شريف: لو لم تكن فناناً، ماذا يمكن أن تكون؟
أحمد سرور: ممكن أعمل (سكرتير، ملاكم، انزلاق غضروفي)، مثلاً أحس أن هذا أقرب شيء كان يمكن أن أعمله.
شريف: ماذا تحسن بتجربة مررت بها لا تتمناها لا لعدو ولا لحبيب بحياتك بشكل عام؟
أحمد سرور: لا أعلم يا شريف، عندي نمط في حياتي أنني آخذ قرارات سيئة جداً، أحياناً أغلب مشاعري على عقلي وهنا الشيء يدخلني في ثلاثمائة حائط، وليس عندي مواقف أقدر أن أشاركها، هناك أصدقاء مشاركون في هذه المواقف ولا أنظر لنفسي ملاكاً ومثالياً لأنني شخص محتد.
شريف: هل أنت عصبي؟
أحمد سرور: كنت عصبياً، الآن لا.
شريف: صحيح يقولون إن الشخص بعد الثلاثين والخمس وثلاثين يهدأ قليلاً.
أحمد سرور: كثيراً، لم يعد لديك القدرة للحياة والدنيا.
شريف: هل شعرت يوماً أنك ضحيت بحياتك الشخصية على حساب حياتك المهنية؟
أحمد سرور: أكيد طبعاً، ولكن بالنسبة لي الحياة المهنية مهمة جداً، ولكن أبقى أفضل أن آخذ قرارات تصب في مصلحتي الشخصية وحالة الاستقرار النفسي، أفضل من حالة الاستقرار المهني، لأنه في العمل أحياناً وللأسف تحتاج أن تطبل كثيراً للناس، من أجل أن تبقى حولهم لأن أغلب الناس في الوسط الفني، للأسف ليس الكل، تحتاج أن تبقى حاضراً وموجوداً وتبقى على علاقات مع الناس وتبقى تراهم وعلى تواصل دائم، هذا الشيء أنا لا أقدر عليه، بالنسبة لي العمل عمل.
شريف: كيف أنت قادر أن تحافظ على هذا الموضوع وأنت تعلم أن بلدنا من دون العلاقات؟
أحمد سرور: أنا لست قادراً.
شريف: إجابة مقنعة.
أحمد سرور: في الأخير الذي يعمل في الوسط الفني الأردني صعب كثيراً لأنه ليس هناك فرص أو أعمال كثيرة وأعمال كبيرة، وبالتالي حتى لو أنت اعتزلت لن يفرق أحد معه، القصة أنه في الفن لا يوجد تراكم، ممكن أن تعمل أكثر من عمل وينجحون ولا يعملون لك رصيداً في المستقبل أن تعمل أكثر أو أن يكون هناك أعمال، لأنه لا يوجد أعمال.
شريف: أنا حزنت بصراحة، مؤخراً صار مهرجان (جوي أوورد) في الرياض، أحزنني وجود الفنانين الأردنيين قليل جداً، وأفرحني أننا كسبنا.
أحمد سرور: كسبنا في (مدرسة الروابي) كسب أفضل عمل مشرقي، وأيضاً سعدت جداً أنهم تذكروا الراحل (هشام يانس)، فهذا الشيء كان ممتازاً.
شريف: ولكن قصدت هل قلة وجود الفنانين الأردنيين هو بسبب قلة وجود أعمالنا التي تنافس عربياً أصلاً؟
أحمد سرور: أكيد وبدون شك، أغلب الفنانين الناجحين عندنا هو بسبب الأعمال المشتركة أو الأعمال المصرية، وليس الأعمال الأردنية.
شريف: من وجهة نظرك ما هو الشيء الذي سيعيدنا إلى المقدمة؟
أحمد سرور: قرار تقره الدولة.
شريف: قولاً واحداً وليس أفراداً.
أحمد سرور: نعم طبعاً، وأفراد صعب لأنه سيحتاج لسيولة ومال وفي نفس الوقت يجب أن تحجز مكاناً لك في المنصات العربية والعالمية، وهذا الحجز يحتاج أن يكون استراتيجية على مستوى الدولة، لأننا كأردن نريد أن نتحدث عن فرادتنا وقصتنا سواء درامية أو تاريخية أو بدوية من أشكال الدراما المختلفة، طبعاً شكراً للأفراد الذين استطاعوا أن ينجحوا في هذا الواقع الصعب، تقول لهم: كيف استطعتم؟ لأنه يوجد عندنا أشخاص حقيقة تنحت في الصخر.
شريف: هل في لحظة من لحظات حياتك ضعت، وإن كان الجواب نعم، كيف استطعت العودة؟

أحمد سرور: أنا لم أعد إلى الآن، نحن إلى الآن ضائعون، حتى في مسرحية آية موجودة على يوتيوب إذا أراد أحد أن يشاهدها، كنت أتحدث أنه أصبح عمري سبعاً وثلاثين سنة ولا أعرف ماذا أريد أن أعمل في حياتي، عادي هذا الموضوع، وتأتيني أحلام أن أدرس مهندساً وأفتح مكتب مهندس معماري.
ضائع، تشعر أنك تعمل أكثر من عمل من أجل أن تدفع الفواتير، وأحياناً تأخذ قرارات من الرؤية المادية وليست الفنية والإبداعية، وهذا الشيء يؤثر على مخيلتك، لأن الفنان رأسماله مخيلته.
شريف: حسناً، هل تعلمت من أخطائك؟
أحمد سرور: لا.
شريف: ولا أي درس ممكن أن يكون قد أثر؟
أحمد سرور: لا، فقط الغضب أصبح قليلاً، أصبح عندي مجال أن أعطي دائماً للناس مساحة أنهم لا يحبونني، وهذا بالنسبة لي عادي، قديماً كنت أحاول أن أقنع الشخص الآخر أنه على خطأ، الآن لا يفرق عندي، إذا وجد شخص لا يحبني، عادي بالنسبة لي، أحدهم يقول لي فلان تكلم عنك، ليتكلم ما يشاء، المهم ألا يتكلم في وجهي، إذا تكلم علي في وجهي اضطر أن أدافع عن نفسي، عندي من الأشياء التي لم تعد تفرق معي وجهة نظر الناس التي تعطيني إياها من غير أن أطلبها.

شريف: ألا تشعر أن هناك ظلماً لنفسك قليلاً؟
أحمد سرور: لماذا؟
شريف: أيضاً يجب أن تدافع عن نفسك.
أحمد سرور: أدافع عن نفسي عندما يأتي أحدهم ويتكلم عني في وجهي.
شريف: من كلامك هذا، أعطيني درساً فعلياً حدث معك وتعلمت منه أنك لن تعود له، سواء كان علاقة مع منتج أو صديق.
أحمد سرور: المشكلة أن أسئلتك تتطلب قصصاً، والقصص لا أحب أن أشاركها لأنه في الآخر أي قصة تمر بها ليست ملكك ولكنها ملك الآخرين أيضاً.
شريف: نحن نقول ولكن بدون ذكر أسماء.
أحمد سرور: القصة بدون ذكر أسماء ليست جميلة.
شريف: كيف يمكن للجمهور أن يعرف؟
أحمد سرور: ماذا كان السؤال؟
شريف: هل هناك درس معين حصل معك آذاك نفسياً، لن أقول كسرك وأنا أعلم أنك شخص صعب أن ينكسر، تعلمت من أخطائك؟
أحمد سرور: رتب العمل مع أصدقائك بشكل محترف أكثر من الغرباء.
شريف: وضّح؟
أحمد سرور: يعني كلما كانت علاقتك الشخصية قوية مع الناس، كلما يجب أن تكون متأكداً أن الورق صحيح، لأنه للأسف أحياناً الناس التي تمون عليك كثيراً تأتي عليك كثيراً وتتعبك نفسياً وتكون حزيناً وكاره لنفسك، ولكن ماذا ستعمل؟
شريف: بشخصية مثل التي قلت أنك لا يهمك من يتكلم من ورائي، التعبير عن نفسك بشكل صادق وأمين، كيف ممكن أن تعبر دون أن تنصاع للحكم أو الانتقاد، وأنا أعلم لو أن هناك شيئاً في رأسك تخرجه بشكل قوي، كيف تقدر على الموازنة في هذا الكلام؟
أحمد سرور: مستحيل أن تتوازن على السوشيال ميديا، واحدة من الأشياء التي جعلتني أبعد عن السوشيال ميديا أنها ليست مساحة آمنة للتعبير عن الذات أو الأفكار أو أي شيء، لأنه كثير من الناس يستسهلون الهجوم والكلام المقرف الذي ممكن أن يتكلموا به على مواقع التواصل، والذي ممكن أن يؤذيك، وفعلياً أنا أفضل أن يكون لي مساحة خاصة على السوشيال ميديا بشكل يعطيني نوعاً من أنواع الراحة العقلية، لأن الناس يغلبون، الناس يستسهلون الكلام السلبي ويعاملونك بطريقة أنك روبوت موجود، لا أفكار ولا عائلة أو ناس، أو أي نوع من أنواع الارتباطات الإنسانية، هناك شيء سخيف أنهم يسيئون لك، أنا مثلاً سيء لي من الآن حتى الصباح لا يؤثر علي عاطفياً (متماسك)، أنا عائلة كبيرة جداً وأمي ليست مضطرة أن تقرأ رأيك الزفت عني، تكلم بأدب لأنه لو أنت أمامي لا تستطيع أن تتكلم، أسمع عبارات (أنت حمار وغبي، ومنذ متى كنت ممثلاً؟) من 2005، منذ أن بدأت أموت وأنا ممثل.
يأتي أحدهم ويرمي لك انتقاداً بايخاً ويعطي لنفسه الحق أن يكسرك، من أجل ذلك أنا في فترة الكورونا مثلاً عندما أقول رأيي، أتكلم في (بودكاست)، في مسرحية، في مشهد أو سكيتش، أما جو السوشيال ميديا، محتوى لا أدخل عليه. الكومنت الذي أزعجني في مرة قال لي (الله يحرق قلب أمك عليك) لمحتوى لم يعجبه أنا قدمته، ما أثقل دمك!، وما أثقل دم الذي رباك!، ولا، وما الذي يزعجني، أنا وعمر زوربا جلسنا نتكلم عن كومنت ثلاثة أسابيع، كان هو عبارة عن دكتوري النفساني الخاص، لأنه ساعدني أن أخرج من هذه الضجة العقلانية التي مررت بها، لا يمكن أن يتكلم أحد هكذا، واحد آخر من أجل كنت أعمل برنامج مضاد حيوي، أحدهم (حجز لي شقة مفروشة في جهنم)، أدخلني هناك، مشكلتي بالنسبة لي أمي أهم شيء في الدنيا، لا تزعجها لي، مبدأ الشتم لا يصح، هذا الكلام، ولليوم لا يوجد أخلاقيات تعامل مع السوشيال ميديا، لو اختلفنا نبقى مرتاحين ومنطقيين ونحاول أن لا يتحول خلافنا (لمد يد)، ولكن أنت تريد تتخيل أن العالم الافتراضي تحول لمساحة حقيقية من الإعلام والناس التي تتكلم في المواقع، دعهم يتكلمون في جلسة خاصة أو في قهوة، يتحول المجتمع إلى أشخاص تطعن بعضها البعض سكاكين، تكسر كراسي خشب على رؤوس بعضها، المساحة الافتراضية بالنسبة لي متعبة.
شريف: ألا تنوي أن تفرحنا بك، في الزواج؟

أحمد سرور: أنا كنت أريد، ولكن أنا علاقاتي فشلت، سبب مني أو منهم، ولكن إن شاء الله، وسوف أخبرك.
شريف: إن شاء الله، يا رب أنا وأنت في يوم واحد.
شريف: متى آخر مرة بكيت فيها؟
أحمد سرور: لماذا؟
شريف: أحب أن أعرف.
أحمد سرور: في السنة الماضية، شخصان فقدتهما يعنيان لي كثيراً، وهذا كان متعباً كثيراً.
شريف: الفقد يؤذيك.
أحمد سرور: لست الوحيد، كل إنسان.
شريف: لأنك شخص من الداخل عاطفي جداً ولا تظهر هذا الكلام، حتى من أقرب المقربين لك.
أحمد سرور: والله ليس كثيراً، ولكن أنا متربي على المدرسة القديمة (الرجل لا يبكي)، وأنا أستاء كوني من المدرسة القديمة، ولا أقول صح أو خطأ، ولكن أقول لك كيف أنا تربيت، حتى لا ينظر إليّ أحد، أنا أتكلم عن نفسي ولا تعمم، أنا أعتقد أن الرجل يجب أن يكون قادراً على التعامل مع مشاعره وعواطفه بشكل لا ينسيه أن لديه مسؤوليات يجب أن يقوم بها، أنا مع عمل المرأة وتحرر المرأة وفكرة المساواة والعدل للجميع، لكن أعتقد أن الرجل عليه موضوع المسؤولية، من طفولتنا ونحن نتربى ونتعلم أن نتحمل المسؤولية، أحياناً التعبير الزائد عن العاطفة يجعلك تنساق وراء مشاعرك أكثر من اللازم، عليك أن تحافظ على صورة قوية.
شريف: في أوقات الشدة، من هو مرجعيتك؟
أحمد سرور: في الفترة الماضية، أبي رحمه الله، ولكن منذ سنة ونصف، عندي أزمة، ليس لدي مرجعية واضحة، وهذا يتعبني نفسياً.
شريف: كيف تقدر أن تقفز وتتخطى؟
أحمد سرور: أحاول.
شريف: لأن وضعنا صعب في الأردن، وأنت من الفنانين النجوم اليوم، وهناك وجع.
أحمد سرور: عندما تفقد هذه المرجعية، تتعب نفسياً وتكون في حالة أن لديك مشاكل كثيرة، مثلي مثل أي شخص يعيش على كوكب الأرض، فكرة أن يكون لديك أحد تلجأ إليه تقوم بترتيب أفكارك، هذه ليست سهلة، فوالدي كان هذا الشخص.
شريف: لماذا فنانينا الكبار، لسنا قادرين أن نأخذهم مرجعيات؟
أحمد سرور: ليس الموضوع أننا قادرون أم لا.
شريف: أنا أسألك موضوعاً آخر الآن، هم مرجعيات، ولكن أنت عندما تتكلم مع أحد، يقومون بالفضفضة لك.
أحمد سرور: يا شريف، العلاقات تبنى بالسنوات والتجارب والعلاقات المتبادلة بين الناس، أنا عندما تعرفت على المرحوم خالد، أنا تعرفت عليه في 2004، منذ ذلك الوقت حتى 2023، كل حياتي وأنا رجل واعي، هذه المرجعية التي كانت حتى 2023 استمرت لأكثر من عشرين سنة، ليس مزحة، هناك أساتذة وهناك كفاءات، ولكن لا يوجد، وبما يخصني، أن لدي أزمة، أحياناً أكون متأزماً وأقول لنفسي، آخذ هذا المشروع أم ذاك، أكمل عملي أو لا أكمل، أسافر أم لا، أبقى في البلد أم لا، أحس أن السيارة لوحدها جنحت نحو بيته، وتعود وتكمل حياتك.
شريف: أحمد، أنت من أوائل المؤثرين في البلد.
أحمد سرور: لا، ليس كذلك، أرفض هذا السؤال، أنا لست من الأوائل.
شريف: أنت من الأوائل، شئت أم أبيت.
أحمد سرور: لا تضعني في هذا المكان.
شريف: أنت من الأوائل، منذ عام 2012 وأنت متواجد على مواقع التواصل، وفي أحد المراحل كنت قائد الرأي في هذا المجال، وعملنا حملات كثيرة ضد العنصرية، لا تتنصل من هذا الموضوع.
أحمد سرور: أنا لا أتنصل منه، ولكن لم أكن يوماً صانع محتوى.
شريف: لم أقل صانع محتوى، بل من المؤثرين كما يسمى في المصطلح.
أحمد سرور: حسناً، أنا آسف، المذيع يريد أن يقنعك أن سؤاله صحيح.
شريف: لماذا إقبالك ضعيف على السوشيال ميديا؟
أحمد سرور: الإقبال ليس ضعيفاً، أعمل مسرحية وأقتطع منها بعض المقاطع وأنزلها، أعمل بودكاست لطيف كثيراً اسمه مسارات آمنة، أحبه كثيراً، عندما يكون لدي شيء أحس أنني أحب أن أشاركه، فأشاركه.
شريف: لماذا لا نراك في التريندات؟
أحمد سرور: ليس لي بها.

شريف: ما رأيك بها إذاً؟
أحمد سرور: التريند شيء سريع جداً، وفي نفس الوقت ممكن أن يجعلك تتسرع في ردة فعلك، وأنا رجل أحب من خلف المسرح أن أقول الحملة ثلاث أو أربع مرات حتى أفهمها.
شريف: أحب أن أفهم وجهة نظرك في موضوع: الحالة الأخلاقية العامة الموجودة على السوشيال ميديا اليوم، مثل (الثنائي) الذي فيه نوع من الفن الغير مقبول مجتمعياً كما يقول بعض الناس الذين يتهمونهم، الفن الحقيقي الذي نقدمه على المسرح، ما وجهة نظرك فيما يحصل على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم؟
أحمد سرور: حتى لا نصنع محكمة مصغرة، أنا لا أوافق على تحويل حياتك الخاصة إلى محتوى، لأنك هنا تقتل شيئاً مهماً وهو الخصوصية في العائلة والحياة، وعندما تشارك الناس أشياءك الخاصة، فأنت خسرت شيئاً له علاقة بإنسانيتك، إذا رأيت نفسك أو زوجتك محتوى وأولادك وبيتك وسيارتك محتوى، أنت تحولت لشيء مجاني سهل، وأنا لا أفضل، لأنني من المدرسة القديمة التي تقول الحيطان لها آذان، أخفض صوتك، الجيران يريدون النوم.
شريف: يعني أنا لا يمكن أن أرى في يوم من الأيام أحمد سرور يقدم محتوى كوبلز.
أحمد سرور: كوبلز، لماذا؟ عيب هذا الكلام، صعب وغير مقبول، حتى في المستقبل إذا ارتبطت، كأنك تعمل في المجال الفني أو في المجال الإعلامي أو في مجال صناعة المحتوى، الحياة الخاصة خط أحمر، اصنع محتواك في المنطقة المناسبة، الفن في منصات الفن، الإعلام في منصات الإعلام، اشتغل محتوى، اعمل فن، اصنع أفلاماً أو برامج، أما أنني صحوت من النوم، أنا أفطر، نحن لبسنا، نحن خرجنا، هذا اسمه عبودية جديدة، تصبح عبداً لمتابعيك، نتسلى بهم مثل البهلوانات التي كنا نتسلى بهم في القرن الرابع عشر.
شريف: ألا تعتبر اليوم أن الإعلام الجديد هو التنازل عن الحياة الخاصة أصلاً؟ الذي من اسمه الإعلام المجتمعي، أم تبقى الحياة الخاصة هي خاصة؟
أحمد سرور: لا، تبقى الحياة الخاصة هي خاصة، لا أحد له دخل في حياتي الخاصة، حتى أقرب المقربين لي، الذي يجب أن يعرف حياتي الخاصة ممكن ثلاثة أو أربعة من أصدقائي، ليس الكل.
شريف: حتى الحياة الخاصة، عندما تدخل البيت، آخرها غرفة الصالون.
أحمد سرور: لم أفهم.
شريف: أي أنت عندما تدخل البيت، أحد من أصدقائك أو العائلة، آخرهم الصالون، نحن أصبحنا نرى غرف النوم.
أحمد سرور: لا، أعوذ بالله، لا أريد أن أصنع من نفسي مثالياً، أقول لك شيئاً، أنا أحضر (الريلز) الذي على صفحات النكت، أنا لا أعرفهم ولا يستهوونني، أنا لا أعاملهم باحترام، أنت تمتهن حياتك الخاصة، أنا سأتحول لمحتوى عندك لسبب ما، وإذا أعجبك شكلي، أصبحت محتوى عندك، أصبحنا أصدقاء أيضاً، صورني، لا تصورني، اغرب عن وجهي، يجب أن توازن بين شغلك وحياتك الخاصة، أين المشكلة، حتى أنا وأنت، بدل أن نتكلم عن شيء مهم، جالسون نتكلم عنهم، إما أن نترفع عليهم ونقول لهم خطأ على أساس أننا نحن الصح.
شريف: يكفينا سيدي أننا نقدم شيئاً مفيداً للناس.
أحمد سرور: أو نحن نتابعهم لأننا نحبهم ونريد أن نكون مثلهم، أو نحن نتابعهم حتى نتنمر عليهم، والمشكلة أنك في الحالات الثلاثة أنت تتابعهم، هل معقول اثنان في أوائل الأربعين، مصابان بأمراض عديدة، منها الركب والمفاصل وآلام في الظهر، جالسون نتكلم إذا كان للشخص مسموح أن يخرج مع زوجته وفي غرفة النوم ويصنعون محتوى، أكيد لا، غداً لماذا ندخل في النقاش أصلاً؟
شريف: أحمد، هؤلاء لديهم ملايين المتابعين.
أحمد سرور: ليكن لديهم مليارات المتابعين.
شريف: هذا أصبح فرضاً عليك.
أحمد سرور: لماذا أشغل مخي في الحديث عنه، أين المساحة في ذلك؟
شريف: السيد أحمد، لقلة الإقبال على المسرح، لماذا أحمد سرور مستمر حتى اليوم؟
أحمد سرور: لأنه المكان الذي أشعر نفسي به مكتملاً، هذا المسرح مكاني، وأنا حاجتي للمسرح أكبر بكثير من فكرة أن أعمل عرضاً أو أكسب المال، أنا حاجتي للمسرح كحالة نفسية، بمعنى، شهر من الآن، إذا لم أعمل مسرحاً، سأتحول إلى إنسان غاضب وعصبي، المسرح هو علاج، وهو المكان الذي يجب أن أكون فيه، وهو المنطقة التي أناقش فيها الأفكار بعد أن أتعمق بها وأتعمق في الحالة والقصة، فأنا أحتاج المسرح، لا أفكر في قصة جمهور يشتري تذاكر أم لا، بالحالة العملية، أفضل أن يكون هناك جمهور كثير.
شريف: لماذا الجمهور يجب أن لا يشتري تذكرة توم كروز ويشتري ليرى أحمد سرور؟
أحمد سرور: أنا أشتري تذكرة (توم كروز) وألغي العرض خاصتي.

شريف: الناس تريد أن تسمع منك، وأنت تقدم مسرحاً قوياً جداً، مسرح يخاطب الناس ويخاطب الشباب (حكايتنا، السردية الأردنية، لدينا حكاية نرويها)، هذه البلد كانت عمرانة، وأنا مقرب منك وأكاد أكون الذراع اليمنى لك في هذا المجال في المسرح.
أحمد سرور: أنت نازل في الانتخابات.
شريف: لماذا اليوم الشخص يحضر مسرح أحمد سرور؟
أحمد سرور: هو لا يأتي ليحضر أحمد سرور، هناك قلة إنتاج، هناك شريف وسرور وسبيلة وإسحاق والشلة وسعيد وياسمين وأصدقاؤنا كلهم، كل فترة يعملون مسرحية، ولقلة المنتجات، الناس تأتي وتحضر، ولأننا نطرح مواضيع قريبة، يأتي الناس لحضور المسرحية، وفي النهاية، بأقصى نتيجة، أحب العرض كثيراً ويقول لك ما أحلى المسرحية وأريد أن أعود، وفي النتيجة شيء جميل.
شريف: من المسؤول عن قلة الإنتاج؟
أحمد سرور: قلة الإنتاج المسرحي له علاقة بأن الفرق المسرحية في الأردن، لا يوجد عندها مسارح، والمسارح ليس عندها فرق مسرحية، أين ستنتج الفرقة، والمسرح مع من سينتج، أنا رجل واقعي وأقول على قد لحافك مد رجليك، نعمل مسرحيات بسيطة، محمد معايطة كاتب مسرحي، وسرور له في الكتابة، لأنني أكتب من 2004، أكتب مسرحاً وأكتب سكيتشات ومسلسلات، عندما نعمل على مسرحية بشكل جماعي، تكون قوية، التكلفة الحقيقية ندفعها من خبرتنا السابقة، أقوم بتأمين المسرح، وأنت ليس من الضرورة أنك عملت معي، وشريف يقول لي متى كذا وكذا، أقول له أنا حولت لك العرض، فيقول لي هل كان مدفوعاً، فأنا الحمد لله، فريقي الذي أعمل معه أكابر، لا ينظرون إلى الموضوع المادي، حتى لو قلت له أنت حصتك من التذاكر عشر دنانير، فلا يمانع، أو خمسمائة دينار، لا يفرق، بعملي مع هذا الفريق منذ 2020، كل التحية والاحترام لهم، هم فنانون حقيقيون، لا أحد يسألني كم أو فاوضني، لا أحد فتح معي الموضوع المادي، لأجل ذلك المسرح في استمرار، لأنه يصنع من فنانين حقيقيين، وهذا مصطلح حقيقي يقال عنه كثيراً في الأردن، الفنان الحقيقي والفنان الغير حقيقي، بالنسبة لي، الفنان الحقيقي هو الذي يستعد أن يعطي من وقته ومن خبرته للفن، والمسرح والأدب، بغض النظر عن النتيجة، الفنان الحقيقي يحاول أن يصنع فن، الفنان الحقيقي يتعامل مع الفن كمهنة، كحرفة، وكشغف، يجب أن يكون لديك فكر محترف، ليس تريدني أن أمثل، فأعطني مالاً، تأخذ هذا الكاراكتر، ولكن في نفس الوقت تحافظ على الهواية وهذا الهوى أو الحب، لأنه يمكن أن تعمل مشاريع ولا تفكر بالبعد المادي بقدر ما تفكر بالفن نفسه.
شريف: هل تشعر أن المسرح يحتاج إلى دخول صناع المحتوى المشاهير الذين يتعدى متابعوهم المليون أو أكثر لأجل رفعة المسرح؟

أحمد سرور: لمجرد أن أحدهم قرر أن يدخل مسرحاً، بحد ذاته، سيتطور المسرح، ليس لي أن أقرر من يدخله أو لا يدخله، المسرح مساحة حرة للجميع، ومن عنده ستون مليون متابع ويريد المسرح، ليفعل، ليس الأمر خطأ، هذا شيء جميل.
شريف: ولكن سيقعون في مفصل الاستمرارية، لأنه مؤكد سيأتي جمهور بحكم المتابعين، أول عرض أو عرضين، ولكن إذا لم يكن على قدر نفسه.
أحمد سرور: وهذه نصيحة لأي أحد فيهم، إذا كان يريد أن يدخل على المسرح، أن يعمل مع الخبراء ويحاول أن يعمل نصاً وإخراجاً قوياً، وبالتالي يستفيد من حالته الترويجية، والمسرح يستفيد أنه أصبح هناك شباك تذاكر، الفكرة أن يسير مع مختصين حتى يصنع شيئاً محترماً.
شريف: لماذا اندثرت مسرح نبيل وهشام والذي كان يقدم في التسعينات؟ لماذا هذا مدفون اليوم؟
أحمد سرور: لا أعلم والله، وأنا أفكر بنفس السؤال، مسرح خطير، هذا المسرح الذي يقول أين نحن وأين هم، ونحن بعيدون كثيراً على مستوى النصوص والأداء والتمثيل، وأنا أتفرج عليهم وأقول (ما هذا الأداء)، شيء متطور جداً، في 2024 نحن أضعف منهم فنياً، قولاً واحداً، مسلسلاتهم حلوة، هناك بعض المسلسلات الكوميدية للتاريخ، وهناك فنانون في البلد رائعون جداً، الدائرة فيها مشكلة، هناك عنصر الإنتاج غير موجود، تريد أحداً أن يدير الحالة والمسرح ويعمل ترويجاً ويستثمر لكي تقف الحالة على قدميها، هذا الذي غير موجود.
شريف: أنا أحس أن الاستثمار أو الضربة الأولى يجب أن تكون من الدولة، مثلاً أيام الملك فؤاد الأول، هو من أسس ستوديو مصر، وبالتوازي تم إنشاء بنك مصر، دفعوا هنا ودفعوا هنا، فتجرأ المنتجون بعد عشرين سنة أن ينتجوا أفلاماً وأصبح هناك صناعة وإلى آخره، فأنا معك في هذا الكلام، هل في يوم من الأيام سيقف أحمد سرور عن المسرح؟ ومتى؟
أحمد سرور: طبعاً، يمكن قريباً جداً، ويمكن بعد سنين، لأنه لدي تقلبات نفسية ركيكة، لها دخل فيما أنت، عندما تبقى تحاول وتعمل ويكون لديك نسبة نجاحات سبعين على ثمانين بالمئة في الأداء والتمثيل والتقديم، وبعد ذلك لا تشعر بأن النتائج أعجبتك، شيئاً فشيئاً ستنسحب.
شريف: هل أعجبتك أم أن الفرص قليلة؟
أحمد سرور: بغض النظر، ليس موجوداً، لن أترك العالم الخاص بالمسرح والتمثيل، ولكن يمكن لن أظل في نفس المحاولة والعزم، وأن هذا المسرح يجب أن يكون للممثلين الجدد أن يتدربوا ويظهروا أعمالهم وقامة فنية، ومحاولة من المؤسسة الفنية أن تدفع دراسة للطلاب المتفوقين في المسرح وتحاول أن تنتج لهم مسرحية، شيئاً فشيئاً بدأت أتنازل عن هذه الأحلام.
شريف: أحمد: أنت لديك محاولة أخيرة في موضوع المسرح، الطلقة الأخيرة، أنت رخصت فرقة مسرحية، وأنا شريك فيها، ما هو الحلم؟
أحمد سرور: مبدئياً نحاول أن نجد مكاناً لنعمله مسرحاً صغيراً، للأسف، المساحة المناسبة يطلب منك إيجار أربعين أو خمسين ألفاً في السنة، لو معي أربعين أو خمسين ألفاً، لم أكن لآتي ضيفاً عندك.
شريف: صحيح.
أحمد سرور: سأدع مدير أعمالي أن يتكلم معك، نحاول أن نبحث، شريف أو أنا شاهدنا أماكن، أيضاً أصدقاؤنا يبحثون، المشكلة إذا وجدت مكاناً مناسباً، لا يوجد (باركينغ)، أو وجدت (الباركينغ)، لا تجد مكاناً مناسباً، وإذا وجدت المكان، تجد السقف واطئاً، وهذا يؤثر كثيراً في العمل الفني، لأننا لن نستطيع أن نعمل إضاءة جيدة ونرفع المسرح قليلاً حتى ترى الناس بشكل جيد، ما نحاول أن نعمله هو محاولة الاستقامة، أن هذه المؤسسة المسرحية سترى النور قريباً جداً ضمن المتاح والموجود، بهدف محاولة خلق مساحة للفنانين المهتمين بفن التمثيل، خصوصاً أن يكون لديهم مساحة لهم، إن شاء الله.
شريف: الدراسات تقول أن الأردن، سقفها عالٍ في حرية التعبير، على الأقل في محيطنا وإقليمنا، عندما أقارن في مسرح نبيل وهشام اليوم، السقف كان أعلى من اليوم، رغم ذلك، ما زلنا متربعين على عرش الحريات العربية، أنت عملت شخصية أبو عرب أحياناً، والشخصية عبارة عن ناقد في الواقع الافتراضي، هل سببت لك هذه الشخصية مشاكل؟
أحمد سرور: أبداً، بالعكس، أنا أحترم الحكومة الأردنية جداً بسبب هذا الشيء، وأحترم النظام في البلد عندنا، الذي يسمح لك أن تعبر عن رأيك، هناك أشخاص كثر لن يعجبهم الكلام، ولكن أتكلم كشخص عمل في نقد السياسة في فترة من الفترات، أنا مشاكلي مع الحكومة كانت جداً لطيفة ومحترمة، بصراحة، وعندنا سقف حريات في الأردن، ويبقى السؤال، هل افترض الفنان رفع السقف الخاص به ولم يقدر، هذا هو السؤال، هل نحن تنازلنا كفنانين أصلاً عن سقفنا المرتفع؟  لأنه أحضر مسرحية (تابوت) على يوتيوب، فيها سقف مرتفع.
شريف: الراديو والبرنامج الخاص بك.
أحمد سرور: صحيح، الأردن تحترم الحريات، إذا كنت ضمن القانون وتعبر ضمن القانون، لا تحرض بشكل أو بآخر، ليس لديك أي نوع من أنواع الاستهتار بالآخرين، لا تقصي الآخر، تقدم أن شريف الزعبي حرامي مثلاً، وأنت ليس لديك أي دليل أن شريف لديه مشكلة، شريف من حقه أن يقاضيك لأنك دخلت في مساحته الشخصية، الأردن على مستوى الحريات متطورة جداً، وأنا أتمنى كفنانين أن نستغل هذا التطور ونعمل على أمان.

شريف: هو حد لاقي.
أحمد سرور: صحيح، ولكن لأن عندنا السقف مرتفع، ومرة أخرى، لن يعجب الناس هذا الكلام، ولن يعجبهم أن الأردن بلد يسير نحو التطور القادم، هناك مشاكل في البطالة، سوق العمل، لدينا مشاكل.
شريف: والحكومة ليست مختبئة من هذا الموضوع.
أحمد سرور: نعم أكيد، أحياناً كثيرة، الناس تخلط بين أنه يوجد مشكلة على الأرض، وهذه المشكلة لها حل، ويبقى الناس يريدون الحل السحري، وهذا الشيء غير موجود، حتى تحل، الناس يجب أن تنخرط في العمل السياسي، والأحزاب، وتؤثر على مجلس النواب، وتكون كتلة ضاغطة، وتشارك في صناعة القرار ضمن الإطار القانوني الموجود والمحسوب والمحسوم بشكل مقدر جداً، ونحتكم جميعاً للدستور.
يجب علينا أن نطور قنوات التغيير خاصتنا، لأنه كلام على الفيسبوك، ويقابله المثل، كلام على تويتر، وكذلك يقابله، تعبر فيه عن رأيك، يقولون لك فلان عبر عن رأيه، تم القبض عليه، هذا ينفي وجود الحريات في الأردن، أنت ترى وضع الحريات في الأردن، تقول هل نحن أصلاً ضليعون وقارئون القضايا التي تم فيها قمع شخص معين، وإذا كنت تريد أن تدعمه، عندك طرق لذلك، وأنت، هناك طرق لتمارس فيها حريتك، إذا سلبت من شريف، فأنت تدعم شريف وتدعم وضعه إذا رأيت أنه مظلوم، وبالسبل القانونية، أن تعطيه الدعم الكافي والكامل، وأنا مع فكرة أنه تعبر عن رأيك وتقول أن شريف، بالنسبة لي، لا يجب أن يكون ملقى القبض عليه، عندما تأتي أنت لترى أننا فعلياً قادرون أن نمارس حريتنا، وأن نتكلم ونطور خطابنا، هذا الشيء يقول لك أن الأردن، وضع الحريات فيه ممتاز، هل هو مثالي؟ لا، لا يوجد شيء مثالي، رأينا الغرب كيف يمارس الحريات، وما أحب أن أقوله مرة ثانية، أن الأردن بلد كبير ومهم وفخم، وفيه مشاكل، وفيه أشياء تتطور، ولكن الذي أقدر أن أقوله، أن نرى الأشياء الجميلة في بلدنا مثلما نرى الأشياء السلبية، وعندنا سقف حريات، ويجب أن ندافع عن الناس التي نشعر أنه تم الانتقاص من حريتهم.
شريف: ما هو حل السلبية اليوم على (تايم لاين الأردن)؟
أحمد سرور: أن الإنسان يشعر بذاته كشريك، وأن شريكه في يده، العمل الحزبي والسياسي، لن تشعر الناس أنه تحسن حتى تشعر أنها جزء منه، الانتخابات الماضية كانت ممتازة، ليس هذا رأيي ولا كلامي، كلام العالم كله، أعتقد أننا نحتاج لهذا الحراك السياسي، ونسمح لبعضنا أن نعبر عن رأينا قليلاً.
شريف: الوطن يتسع للجميع.
أحمد سرور: صحيح.
شريف: مسلسل أو مسرحية، وأنت تتفرج عليها، أعجبك دور، وقلت لو أنا مكانه، من؟
أحمد سرور: الصعايدة وصلوا (أحمد بدير)، أحب هذه المسرحية كثيراً.
شريف: أن تكون مكان أحمد؟
أحمد سرور: لا مشكلة لدي، لا يوجد (كاستينغ)، ولكن أحب كثيراً أن أكون ممثلاً فيها، أحياناً أقول باليت أعود وأعمل هذه المسرحية.
شريف: دعنا ألا نثقل في الحوار، من الذين تعتبرهم دخلاء عندك؟
أحمد سرور: الذين يدخلون على المهنة من غير أن يتدربوا، من غير أن يجلسوا مع خبير يعطيهم أصول هذه المهنة، الدخيل على المهنة والشخص المتسرع.
شريف: هل نعتبر شباب السوشيال ميديا دخلاء على مهنة الفن؟
أحمد سرور: لا، أي شخص، مهندس، دكتور، طبيب، صانع محتوى، مؤثر، وزير سابق، نائب سابق، أي أحد يريد أن يدخل المهنة من دون الأخذ بالأسباب ويتكلم مع الخبراء، فهو دخيل على هذه المهنة.
شريف: أنت دربت أطفالاً، وأنت تستمتع كثيراً مع هذا الجيل، كيف ترى الجيل القادم؟
أحمد سرور: أذكياء جداً ومتطورون، أفكارهم عظيمة، لكن يحتاجون إلى أن يكون لديهم أحد ليجدوا صوتهم الحقيقي، يعرفون من هم، لو أريد أن أقيس على نفسي، أقضي كل عمري أعمل في المسرح والتمثيل والكتابة والإذاعة والعمل الفني، لو اكتشفت هذا الشيء بعمر عشر سنوات، كان ممكن أن أكون أفضل بكثير.
شريف: أريد أن أسألك عن الجمهور الأردني، ولكن نريد أن نقسم الجمهور إلى جزأين، الجزء الذي يحضرك مباشرة في المسرح، والجزء الذي على مواقع التواصل الاجتماعي، كيف ترى هذا الجمهور وهذا الجمهور؟

أحمد سرور: الجمهور الذي يأتي إلى المسرح يكون خارجاً من بيته ومحضراً نفسه أن يحضر مسرحية في جزء من يومه، ولكن في الأغلب يكون داعماً ومحباً جداً وسعيداً جداً ويعطيك طاقة عظيمة، شكراً بجد لكل شخص بحياته قطع تذكرة مسرحية أو عرض فني، وجمهور مواقع التواصل الاجتماعي ينقسم إلى نوعين: النوع الذي يتابع الأشياء التي أحبها من أجل أن يمارس حالة فرعونية من الرأي، وهناك أشخاص جاءوا يبحثون عن الفن وعن المسرح ويفضلون أن يبقوا جالسين في بيتهم وعلى (اللابتوب) يحضرون المسرحية أو المسلسل أو الفيلم من غير أن يضطروا أن يسيروا مشواراً ويدفعوا تذكرة ويجدوا مصفاً لسيارتهم، جالسون في بيتهم مع قهوتهم، في الأخير، أنت لا تقدر أن تصنف بشكل منهجي واضح، حتى لو الناس عندها اعتراضات على العمل الفني، أولاً، إذا أنت رافض أصلاً فكرة الفن، لا تتابع، أما أنت رافض الفن وكاتب بوستاً على كل الأخبار الفنية والمسلسلات أن هذا خطأ ولا يمثل كذا، أنت ما دخلك؟ اذهب واحضر ما الذي يمثلك، سترتاح أنت، لأن صانعي المحتوى يرتاحون.
شريف: على سيرة يمثلنا ولا يمثلنا، هل العمل الفني مطلوب منه أن يمثل البلد؟ أم هي مجرد قصة؟
أحمد سرور: حسب مصطلح يمثلنا أو لا يمثلنا، حتى نكون واضحين، هل المسلسل التركي يمثلنا؟ لا، لماذا عليه مشاهدات عالية؟ لأنه عمل فني.
يمثلني ويمثل حضارتي التاريخية؟ حسب، أنت طارح عملك تاريخياً وفترة الأنباط مثلاً، ويلبسون نظارات شمسية، هذا لا ينفع، هذا لا يمثلني ولا يمثل الأنباط أصلاً، ولكن فكرة لا يمثلنا، للأسف، تذهب لفكرة أنه يوجد نوع من أنواع التعدي على القصص، أناس كثيرة تحب أن تحضر دراما بدون قصة، هذا لا يحدث عندنا، هناك شخص رمى أولاده الاثنين في النهر، هذا لا يمثلنا، ارتكب جريمة بأولاده، هل الأب يقوم برمي أطفاله وقتلهم لكسر قلب زوجته؟ أكيد لا يمثلنا، ولا تعمم على كل الآباء، لكن هذه قصة، إما القصة تكون درامية (رعب، كوميديا، متخيل… إلخ)، أنت تحدد ما هو النوع الذي تريد أن تحضره، هناك قتلة متسلسلون عندنا في الأردن، وثائقي على الإنترنت يتكلم عن هذه الجماعة، هل نقول هذه الجرائم تمثل مجتمعنا؟ لا تمثل طبعاً كقصة حصلت في المجتمع، يمثلنا أو لا يمثلنا يجب أن يؤخذ للأعمال التي تستوجب دقة تاريخية.
أنا أريد أن أعمل قصة عن حياة محمود الزعبي، الدكتور الجامعي، الممثل الكوميدي، المقدم للبرامج، لا أحضر شخصاً نحيفاً ولا أحضر شخصاً يربط شعره، أحاول أن أرى صورك وماذا تحب أن تلبس من قمصان، أحاول أن أحضر أحداً يشبهك، يأتيني حفيدك شريف الصغير ويقول هذا ليس جدي، هناك دقة تاريخية بتمثيل المجتمع، عندما تتحدث عن فترة السبعينات، لا يصح أن تحضر سيارة موديل 2002، وغداً، مرت السيارة بالخطأ، يجب أن تعتذر أنت كصانع، ولكن في أعمال القصص، مثلاً، أريد أن أعمل قصة دكتور نفساني، هذا الدكتور أصبح لديه فضول من أحد المرضى وشعر أن المريض يكذب عليه، قرر أن يراقبه، هل كل الأطباء النفسيين يراقبون مرضاهم؟ لا طبعاً، سائق تكسي قرر أن يخطف أحداً في السيارة، هل سائقو التاكسي كلهم يخطفون؟ لا، هناك أشخاص ينفصلون باحترام، وهناك أشخاص ينفصلون بالطلاق وتبقى القصص معلقة بينهم، الرفض أساسه رفض الفن وليس رفض العمل.
شريف: أحمد، ومع التغيرات السياسية في المنطقة، النظام السوري خلع وذهب، ولبنان استقرت، والانتخابات الأمريكية ونجح ترامب، الحمد لله انتهت الحرب على غزة، هل تشعر أن الفن سيتأثر بشكل أو بآخر؟
أحمد سرور: طبعاً، أساتذة هذه الصناعة سيعملون اليوم أعمالاً تؤرخ، المسرح السوري سينتفض نفضة قوية جداً، لبنان، وهم أهل فن، سيكونون قادرين على الإنتاج المتطور الذي عودونا عليه، فلسطين تستحق منا دائماً التركيز والاهتمام، اليوم، ما بعد الحرب أصعب من الحرب نفسها، أكثر من 56000 شهيد ومصاب ومفقودون تحت الأنقاض، أطفال بحاجة للدعم النفسي، التوقف عن التعليم لمدة سنة ونصف، انتهت حرب الإبادة بشكلها اليومي الدموي القاتل، وبدأت حرب ثانية، حرب إعادة بناء الشخص من الداخل، والاحتلال دمر المنظومة التعليمية، ودمر المنظومة البيئية والصحية والزراعية والبنية التحتية، وقتل الصحفيين والأطباء والأطفال الخدج، اليوم هناك معركة كبيرة على المستوى الفني في فلسطين، وتاريخياً، الأردن قادر على نقل هموم الشعب الفلسطيني وأفكاره ونقلها شعراً ونثراً أو رواية أو مسرحاً، وأنا أعتقد أنه يوجد ثورة فنية قادمة في هذا العالم العربي.

شريف: كيف تقرأ المشهد بعد وقف الحرب اليوم، وأنت تتحدث عن حكومة يمين متطرف وترامب قادم؟
أحمد سرور: أنا متفرج، لن أبدي رأيي، لأنني أعتقد أنه يوجد أناس يمكن أن يتحدثوا في هذا المجال أفضل مني، إحدى مشاكلنا أن كل شخص يشعر أنه يفهم كل شيء.
شريف: أعتقد أن الفنان يقرأ المشاهد، أعارضك في ذلك، أنت تقرأ، لأن ما تقدمه اليوم على خشبة المسرح، كله له علاقة بمحيطك، بحياتك ومجتمعك.
أحمد سرور: أقرأ المشاهد من خلال الاستماع للمحللين، وقراءة المقالات والكتب، وقراءة ما يحدث، قراءة المشهد ليست مبنية على رأيك الشخصي،
تعني أن تتابع كل الخبراء، كل من له علاقة والمتخصصين بالسياسة، أشخاص أمضوا حياتهم يعملون في السياسة، تقرأ المشهد من خلالهم، وتبني نظرتك الفنية من خلال قراءتك للخبراء.
شريف: هل ستقدم عملاً يخص هذا الموضوع؟
أحمد سرور: أحب أن أقدم مواضيع متمكن منها، إذا تمكنت، ستجدني أعمل عرضاً مسرحياً بهذا الخصوص، ولكن أشعر أن المسرح الخاص بي مبني على خصوصيتي كمواطن أردني، وأعتقد أن السوريين أقدر في مناقشة الحالة السورية.
شريف: أهل مكة أدرى بشعابها.
أحمد سرور: تماماً، وبما يخص الأردن وفلسطين ومصرنا المحتوم الواحد تاريخياً في الماضي والحاضر والمستقبل، تشعر بنفسك أنك يجب أن تقدم عملاً يخص الفلسطينيين ويخص الأردن، ولا تقدر أن تنزعهم من بعض، يجب أن ينخرط الفنان في القضايا التي تخص مجتمعه.
شريف: كيف هي علاقتك بالجيل الجديد؟
أحمد سرور: ممتازة.
شريف: والجيل القديم؟
أحمد سرور: الجيل الجديد، أشعر بنفسي أقرب لهم، لأنني منخرط في حالة التعلم كطالب، والذي يدرس علوم مسرحية وماجستير، ولا زلت أعمل مع الأطفال والطلاب الذين يحاولون استخدام أدوات تمثيل لتطوير أنفسهم، أشعر أنني أقرب للجيل الجديد، لأنه يعجبني تفكيره، ويعجبني حالة التمرد التي عنده، جيل السوشيال ميديا الآن، أحبهم، لن أذكر أسماء لأنهم كثر، أحب ما يفعلون، وأتمنى لو أن الذين من جيلي عندهم نفس النفس.
شريف: على مستوى من يقدمون محتوى مختلف (أردنيين).
أحمد سرور: جو حطاب طبعاً، زوربا، أشعر أنه الأقوى، لأن لديه هذه الطريقة، من لما بدأ إلى اليوم، يقدر أن يكرر نفس الفكرة، ولكن بطريقة جديدة، وتشعر أنك تحضرها لأول مرة، وبما أن الحلقة مسجلة، زوربا عاد ليعمل موضوع الاستشارات، وهناك أشياء كثيرة أحب أن أحضرها.
شريف: أحمد، شاركت في مسلسل (فيميل) ومسلسل (زمان)، لماذا لا نرى مثل هذه الأعمال، وفعلياً، هناك أشخاص كثيرون يحضرونها؟
أحمد سرور: يجب أن تسأل المنتجين هذا السؤال، أما بالنسبة لي، أتخيل الفترة بين 2009 و2010 حتى 2016، كانت فترة فيها أعمال أردنية جميلة، وهذه الفترة، أعتقد أنه يجب أن يوجد أحد يدرسها، ما السبب الذي جعلنا أن نعمل برامج ومسلسلات لاقت ضجة، وظلت تعيش إلى ذلك الوقت، يجب أن يأتي أحد ويدرس هذه الظاهرة.
شريف: إذا سمحت لك الفرصة في يوم من الأيام، بشكل شخصي، أن تكرم اسم الفنان والمخرج الراحل (خالد الطريفي)، ماذا تعمل له؟

أحمد سرور: أعمل له مسرحاً باسمه، ما هو أكثر من ذلك؟
شريف: أنا سأصنع له مسلسلاً.
أحمد سرور: يا رب.
شريف: هل نراك في يوم من الأيام مترشحاً لمنصب سياسي (نواب مثلاً)؟
أحمد سرور: ممكن نواب.
شريف: هل تطمح لمنصب سياسي، وأنت اليوم تقول إنك تكمل ماجستير، وأنت تقدم شيئاً يخدم الأردن وتاريخنا في الفن، لو سمحت الفرصة لأحمد أن يكون وزير ثقافة، ماذا ستقدم أول شيء؟
أحمد سرور: أول قرار، يجب أن تعمل مؤتمراً تضم فيه كل الفنانين الجدد والقدامى، وتسمع منهم هذه الحوارات الواضحة، ومواطن الخلل بالنسبة لهم، وتعرف كيف تريد أن تتحرك في المستقبل باتجاه حل هذه المشاكل، لأن أول شيء يجب أن تفعله أن تحدد ما هي مشكلتك، والموضوع الثاني، يجب أن تحافظ على المسارح، تبقى تعمل أربعاً وعشرين ساعة، ويجب أن يكون هناك نظام، أن الموظفين في المسارح يجب أن يكون لهم علاقة بالمسرح، لأن أصحاب التخصص يجب أن يكونوا هم في المسارح، وأن تضمن أن يكون هناك استمرارية وديمومة في العمل، يجب أن يكون فرضاً على المراكز الثقافية أن تتبنى فرقاً مسرحية، لديهم نهج واضح، ولديهم مجلس إدارة، ومدير المركز الثقافي يجب أن يكون المنسق لعمل الفرق الموجودة، وأن هذه الفرق يطلب منها أعمال أو عمل، وفي نفس الوقت، يكون تدريباً للمسرحيين والفنانين، وورشات عمل، وتدريبهم في الخارج والداخل، ووجود علاقة مع القطاع الخاص لتضمن وجود تدريب للجميع، وأن يكون هناك جمهور حقيقي، ليس لديك فعالية لتأتي الباصات وتعبئ المكان، فتعرض وتأخذ الورقة وتذهب ويذهبون، في الأخير، بلدنا فنياً مليئة بالإبداع، نحتاج أن نخرج هذا الإبداع.
شريف: صحيح، من الشمال إلى الجنوب.
أحمد سرور: يجب أيضاً أن تحل مشاكل الفنانين مع بعضهم، أن تكون هذه الجلسة التي تقول تعالوا ننتهي من مشاكلنا الشخصية، ونضع خطة، مسؤول عنها كل شخص.
شريف: أعتقد لو أن هناك غزارة في الإنتاج، والكل يعمل، لن تكون هذه المشاكل، أغلب المشاكل عبارة عن تكسير مجاذيف.
أحمد سرور: في يوم، لو كان لي قرار، أول شيء أفعله هو أحاول التواصل مع الخارج، مع الدول العربية والعالمية، وكيف أضمن وجود ممثلين أردنيين عالميين ضمن صناعتكم، أن أعمل علاقة واضحة بين الفنان الأردني والشركات الموجودة، أريد كل سنة ظهور عشرة جدد، أحاول أن أساعد الناس تخطط مستقبلها، المفروض كل فنانينا أن يعملوا خارج البلد.
شريف: هناك جزء آخر من الفنانين الكبار، وضعهم سيء مادياً.
أحمد سرور: صحيح، وهذا الشيء يجب ألا يتحدث به.
شريف: السؤال الأخير، وهو ليس سؤالاً، بل طلب، نحن جيل يسلم جيلاً، هناك جيل بين 13 و18 سنة، انظر إلى الكاميرا، وتوجه لهم نصائح، لكل شخص من هؤلاء الناس، ويحب أن يدخل المجال الفني المسرحي خصوصاً.
أحمد سرور: إذا عمرك صغير، من 13 حتى 18 سنة، يجب أن تعلموا أن هذا الفن عمره خمسة آلاف سنة، فاقرأ كثيراً حتى تعرف التاريخ السابق، والأهم من ذلك، أن الناس لن تساعدك قبل أن تؤمن بنفسك، وتحاول أن تمشي الخطوات الأولى، لا تحاول أن تناطح وتفكر أنه يمكن أحدهم أن يمد يده ويقول لك تفضل، هذا الطريق معبد بالورود، يجب أن تبدأ أنت، وتخطئ، وتعود، تبدأ وتخطئ، حتى تؤمن بنفسك كثيراً، حتى تصل للمكان الذي تؤمن بنفسك به، الطريق صعب جداً، وأي أحد يريد أن يدخل المجال الفني، صلي على النبي، وثق بنفسك كثيراً، ومخافة الله بين عينيك، حتى تعطي للناس حقوقهم، حتى تأخذ حقك، وامشي بخطوات ثابتة.
شريف: نورتني.
أحمد سرور: والله، أنت أحضرتني حتى أصاحبك.
شريف: لا والله، حرام عليك يا رجل.
أحمد سرور: هل انتهينا؟
شريف: نعم، ولكن أريد أن أختم، شكراً لك، نورتني، كان معي أحمد سرور في ضيف شريف، لا تنسوا أن تعملوا شير وسبسكرايب على منصة جزيل، حياكم الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى