
“أهلاً بكم في بودكاست وعي، حيث نسلط الضوء على القضايا التي تهمنا جميعاً في حياتنا اليومية والعملية. معكم آلاء بوشناق، وفي هذه الحلقة سنتحدث عن موضوع يمس كل واحد منا: بيئات العمل الصحية.
هل فكرت يوماً أن ثلث عمرك تقضيه في العمل؟ نعم، ثلث حياتك! ولكن ماذا لو كانت بيئة عملك غير صحية؟ هل تعلم أن ساعات العمل الطويلة يمكن أن تؤدي إلى أمراض القلب، السكتات الدماغية، وحتى الاكتئاب؟
في هذه الحلقة، نستضيف سالي أبو علي، استشارية الموارد البشرية والتطور المهني، لنتعرف معاً على ما يجعل بيئة العمل صحية، وما هي القوانين التي يجب أن نكون واعين بها، وكيف يمكننا أن نحمي أنفسنا من الاستغلال في العمل.
سنتحدث أيضاً عن تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على الوظائف، والتحديات التي تواجه المرأة في بيئات العمل، وكيف يمكننا أن نخلق توازناً بين حياتنا المهنية والشخصية.
فاستعدوا لرحلة مليئة بالوعي والإلهام، لأن العمل ليس مجرد وظيفة… بل هو جزء من هويتنا وحياتنا.
هيا بنا نبدأ!”
تقسيم البودكاست
1. المقدمة (5 دقائق)
- الوقت: من 0:00 إلى 5:00
- المحتوى: مقدمة الحلقة، تعريف بموضوع الحلقة (بيئات العمل الصحية)، وطرح الأسئلة الرئيسية التي سيتم مناقشتها.
- النقاط الرئيسية:
- أهمية بيئات العمل الصحية.
- تأثير ساعات العمل على الصحة النفسية والجسدية.
- تعريف الضيف سالي أبو علي.
2. تعريف بيئة العمل الصحية (8 دقائق)
- الوقت: من 5:00 إلى 13:00
- المحتوى: مناقشة تعريف بيئة العمل الصحية مع سالي أبو علي.
- النقاط الرئيسية:
- العوامل المادية والمعنوية التي تؤثر على بيئة العمل.
- أهمية الإدارة الجيدة والتواصل الفعال.
- حقوق وواجبات الموظفين.
3. مقارنة بين بيئات العمل القديمة والحديثة (7 دقائق)
- الوقت: من 13:00 إلى 20:00
- المحتوى: مقارنة بين بيئات العمل في الماضي والحاضر.
- النقاط الرئيسية:
- التغيرات في فرص العمل والتنافسية.
- تأثير التكنولوجيا على بيئات العمل.
4. التخصصات الجديدة في سوق العمل (6 دقائق)
- الوقت: من 20:00 إلى 26:00
- المحتوى: مناقشة التخصصات الجديدة التي ظهرت في سوق العمل.
- النقاط الرئيسية:
- ظهور تخصصات التكنولوجيا والأتمتة.
- تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف.
5. تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف (8 دقائق)
- الوقت: من 26:00 إلى 34:00
- المحتوى: مناقشة تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف الحالية والمستقبلية.
- النقاط الرئيسية:
- الوظائف التي قد تختفي بسبب الذكاء الاصطناعي.
- الوظائف الجديدة التي قد تظهر.
6. فترة التجربة في العمل (7 دقائق)
- الوقت: من 34:00 إلى 41:00
- المحتوى: مناقشة فترة التجربة في العمل وحقوق الموظفين خلالها.
- النقاط الرئيسية:
- أهمية فترة التجربة للطرفين.
- الحلول لتحسين فترة التجربة.
7. الرواتب والحد الأدنى للأجور (6 دقائق)
- الوقت: من 41:00 إلى 47:00
- المحتوى: مناقشة تأثير رفع الحد الأدنى للأجور على الموظفين والشركات.
- النقاط الرئيسية:
- التأثير الإيجابي والسلبي لرفع الحد الأدنى للأجور.
- أهمية التوازن بين الرواتب والإنتاجية.
8. التدريب والتطوير في العمل (7 دقائق)
- الوقت: من 47:00 إلى 54:00
- المحتوى: مناقشة أهمية التدريب والتطوير في بيئات العمل.
- النقاط الرئيسية:
- فوائد التدريب للموظفين والشركات.
- كيفية التعامل مع مخاطر فقدان الموظفين بعد التدريب.
9. التحديات التي تواجه المرأة في العمل (8 دقائق)
- الوقت: من 54:00 إلى 62:00
- المحتوى: مناقشة التحديات التي تواجه المرأة في بيئات العمل.
- النقاط الرئيسية:
- الأسئلة الشخصية في المقابلات.
- التمييز في الرواتب بين الرجال والنساء.
- إجازة الأمومة وحقوق المرأة العاملة.
10. الخاتمة (1 دقيقة)
- الوقت: من 62:00 إلى 63:00
- المحتوى: ختام الحلقة وشكر الضيف.
- النقاط الرئيسية:
- تلخيص النقاط الرئيسية التي تمت مناقشتها.
- دعوة الجمهور للبقاء مع الحلقات القادمة.
بداية البودكاست
آلاء بوشناق: أهلاً وسهلاً بكم في حلقة جديدة من بودكاست وعي معي أنا آلاء بوشناق. تعرفون أن العمل لمدة ثلاث ساعات يومياً يعادل تقريباً عشرين سنة من عمر الإنسان، بمعنى أن ثلث عمر الإنسان يقضيه بالعمل. وتعلمون أن هناك دراسات كثيرة ربطت بين ساعات العمل والإصابة بأمراض القلب والسكتات العقلية والدماغية. دراسات أخرى تكلمت عن ارتفاع معدل الإصابة بالاكتئاب والقلق في بيئات العمل غير الصحية. ما هي بيئات العمل الصحية؟ وما هي القوانين التي يجب أن نكون واعين بها؟ سنناقش هذا الموضوع مع الأستاذة استشارية الموارد البشرية والتطور المهني سالي أبو علي. كيف حالك سالي؟
سالي أبو علي: أهلاً آلاء، يعطيك العافية وشكراً على هذا البودكاست الرائع.
آلاء: سالي، بداية، ماذا يعني بيئة عمل صحية؟
سالي أبو علي: هي كل ما يحيط بالعامل مادياً ومعنوياً ونفسياً ويؤثر عليه وعلى إنتاجيته. يؤثر على بيئة العمل الصحية، والبيئة الطبيعية، والتي تشمل بشكل عام إضاءتها، ومكانتها، وتهويتها، ونظافتها. وثانياً، هي البيئة التي تحتوي على إدارة جيدة، وتواصل فعال، وتطوير مستمر، وأن يكون الشخص على مسار واضح يعرف حقوقه وواجباته وما هو دوره في الشركة وأهمية وظيفته في هذه الشركة، ويحصل على حقوقه كاملة ويؤدي واجباته بشكل سليم. بيئة خالية من أي نوع من التنمر أو الأذى النفسي للعامل، وتتميز بالتقدير والتشجيع.
آلاء: نسمع البعض يقول في الزمن القديم كنا نعمل كذا ونشتغل كذا وكانت ساعات العمل أسهل. إذا أردنا أن نقارن بين بيئات العمل قديماً وبيئات العمل الحالية، ما هي أبرز الفروقات بينهم؟
سالي أبو علي: من وجهة نظري التي أراها بحكم عملي، سابقاً كانت بيئات العمل فيها احترام أكثر وكانت هناك فرص أكثر. الآن، قلة أو شح الفرص له عدة أسباب منها زيادة السكان وزيادة عدد الأشخاص وتنافس بين الكفاءات، وأيضاً دخول مدارس متطورة أكثر من قبل. قد ترى موظف ما توظف عن طريق ابن عمه، أصبحت هذه الأشياء أقل لأنه هناك بحث عن الشخص الأفضل. دخول أفكار مجتمعية من شخص جاء من خارج البلاد عمل في دول أجنبية ورأى ما معنى العمل في بيئات عمل صحية وقوانين مختلفة، ثم عاد إلى بلده وتبنى هذه الممارسات.
آلاء: مع تطور الدنيا ظهرت تخصصات جديدة لم تكن موجودة من قبل. من خلال خبرتك، ما هي التخصصات التي ظهرت حديثاً على سوق العمل ولم تكن موجودة من قبل؟
سالي أبو علي: بالطبع الأمور التكنولوجية والتخصصات الخاصة بالتكنولوجيا لم تكن موجودة من قبل. علينا أن نواكب هذه التخصصات ونعمل على أنفسنا لدمجها في عملنا، مثل الأتمتة والبرامج والتطبيقات. هذه التخصصات لم تكن موجودة قبل خمسة عشر سنة، لكنها الآن أصبحت جزءاً من العمل وزادت الإنتاجية. مثل (AI) الذي نسمع عنه الآن.
آلاء: هناك الكثير من التخوف من الشباب الذين يدخلون الآن إلى سوق العمل من موضوع (AI) أو أن الـ (AI) سيختصر وظائف كثيرة.
سالي أبو علي: إذا كانت لدي شركة ويوجد موظف معين فقط لإرسال الإيميلات، هذا الموظف قد يرسل ألف إيميل في اليوم كحد أقصى. بينما عن طريق (AI) يمكن إرسال أربعة أو خمسة آلاف إيميل بكبسة زر واحدة وبكل سهولة. لذلك، هناك الكثير من الناس متخوفين أن يتم الاستغناء عن بعض الوظائف بسبب الـ (AI).
آلاء: بالمقابل، هل هناك وظائف سوف تستحدث بسبب وجود الـ (AI)؟
سالي أبو علي: صحيح أنه سيُلغي الوظائف الروتينية لكنه سيخلق وظائف أخرى. لذلك، علينا أن نواكب العصر ونعمل على تطوير أنفسنا لمعرفة ما يحتاجه سوق العمل. هناك دراسة تقول إنه رغم وجود الـ (AI) ما زالت هناك وظائف مطلوبة حتى في الدول المتطورة مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
آلاء: عند انقطاع الكهرباء والانترنت، هل سنحتاج للأشخاص الذين يعملون هذا العمل؟
سالي أبو علي: بالطبع، عندما تنقطع الكهرباء والإنترنت سنحتاج للأشخاص الذين يعملون بالأعمال اليدوية والمكتبية. صديق لنا لديه شركة روبوتات قال إن الروبوت يمكن أن يحل مكان الجرسون، لكنه لا يمكن أن يعمل في حفلة. لذلك، نحتاج للعنصر البشري إلى جانب التكنولوجيا.
آلاء: هل هناك مجالات يمكن توظيف فيها الذكاء الاصطناعي وأخرى تحتاج للتوظيف البشري؟
سالي أبو علي: نعم، يمكن توظيف الذكاء الاصطناعي في الأعمال الروتينية، لكن في التعامل مع الناس والتوظيف ونشاط الموظفين والتوجيه نحتاج للعنصر البشري.
آلاء: ما هي الحلول لفترة التجربة في بيئات العمل والتي قد تكون ظالمة أحياناً للموظف؟
سالي أبو علي: فترة التجربة يجب أن تكون للطرفين. في قانون العمل الأردني، يحق لصاحب العمل قياس كفاءة العامل. سبعون بالمئة في المقابلة وخبراته السابقة، ولكن بعد التوظيف يرى صاحب العمل إذا كان هذا الشخص مناسباً أم لا. بالنسبة لي، يجب أن يكون قانون العمل مواكباً للموارد البشرية الحديثة. في دول مثل رومانيا، إذا لم ينجح الموظف في فترة التجربة يجب على الشركة مساعدته في إيجاد عمل آخر.
آلاء: إحدى صديقاتي كانت تعمل في مجال هندسة العمارة وكانت تجربتها صعبة بسبب استغلال الشركات لها. ما الحل؟
سالي أبو علي: أتمنى من خلال هذا البودكاست أن يكون هناك صناع قرار يسمعون أو أشخاص يعملون في مجال تطوير قوانين العمل. يجب توعية صاحب العمل بتكلفة استبدال الموظفين بشكل مستمر وأن يتم توفير حماية للكفاءات.
آلاء: هنا يأتي أيضاً وعي الموظف.
سالي أبو علي: اليوم قبل أن أقبل أي عرض عمل، يجب أن أسأل عن المؤسسة. ويجب أن أسأل في مقابلة العمل: من الذي كان قبلي؟ هل هذه وظيفة جديدة أم هناك شخص ما استلمها قبلي؟ ولماذا ترك؟ وعندما يقولون لي أن الضمان بعد ثلاثة أشهر، الضمان ليس بعد ثلاثة أشهر. أحياناً يوجد أشخاص يقبلون الخطأ منذ البداية، والخطأ كما أعيد يجرُّ الخطأ. خطأ أو تنازل صغير عن حقي يجرُّ تنازلات أخرى، وتغلق الشركة ولا تأخذ حتى حقوقك.
آلاء: والذي يسأل إذا كانت هذه الشركة بحاجة لهذا الموظف في هذه الشركة، فيتم استغلاله.
سالي أبو علي: وأيضاً تكرار مصطلحات: الوضع الاقتصادي. وأستغرب أن هناك شخص يعمل في الموارد البشرية ويعرف أن لكل موظف وجوده في المؤسسة له قيمة، ومفهوم أنه عادي أن يعمل بلا أجر، أو عادي أن يقبل، أو عادي أن يقبل أقل. صاحب عمل جاء يقول: العمل بـ (HR) وهذه الوظيفة تقولون أن الأجر ألف، ويقول لك: أنا وجدت لك شخصاً بأجر سبعمائة، اصرف القديم لأنه لا يعرف كيف يعمل. لأن الوظيفة بألف دينار هي عائد من الاستثمار، وأضف أن هذا الشخص لديه الكفاءة والمهارة، وأنت جئت به يتشاطر عندك، ويقول لك: وجدت لك بسبعمائة. هنا يوجد خطأ في توظيف هذا الشخص، ويعلم أن يأتي لك بكفاءات صحيحة.
آلاء: بالحديث عن الرواتب، عرفنا مؤخراً أن الحكومة الأردنية رفعت الحد الأدنى للأجور. هذا الشيء سينعكس إيجاباً على كثير من الأشخاص، وأيضاً سينعكس سلباً على كثير من المؤسسات التي يمكن أن تصرف موظفين لأنها لا تقدر أن تواكب الحد الأدنى للأجور. برأيك، ما هو التأثير؟ وكيف تنظرين إلى هذا الموضوع؟
سالي أبو علي: سؤال: كيف تفتح المؤسسات؟ إذا لم يكن لدي القدرة أن أعطي رواتب توازي القيمة السوقية لهذا الشخص، أحضر العائلة تعمل معي وأنا أعمل لوحدي. أما أن أحضر أناساً وأقول: لدي شركة وعندي أعداد من الموظفين، وأنا رجل أعمال أو من نساء الأعمال، ولست قادرة على أن أعطي رواتب. اليوم لكل وظيفة هناك قيمة سوقية. الشركة المنافسة لك، كم تعطي؟ كم الرواتب عندهم؟ عندما أبني شركة، سأنظر ما هي الرواتب. هل لأكون من القادة في السوق، أو أن أكون بنفس مستوى المنافسين، أو أن أكون أقل؟ وهذه يجب أن أدفع ثمنها في نوعية الكفاءات والمنتج والمخرج الذي يجب أن يظهر. ولكن إذا أنت عملت شركة ولم تحسبي حساباً، ممكن أن يحصل (انفليشن). كيف في الخارج عندما يؤسسون شركة، هم مجبرون بالقانون على خمسة إلى ثلاثة بالمئة (انفليشين ريت) كل سنة. إذا هناك دراسة، لا تفتح أي شركة وهيا لنوظف. ونحن يجب أن نعمل على أن كل مؤسسة يجب أن تفتح، يجب أن ندرس قدرتها وقابليتها أن تتحمل الزيادات. نحن يجب أن نعمل على فكر (المايند سيت) على بعض أصحاب العمل، لأن منهم يتطور وكيف يريد أن يزيد، والزيادة تربط على راتب الموظف. يعلمون ما معنى إدارة الأداء، لأنها تريني كيف أحقق من أهدافي. فكل ذلك يجب أن يعمل عليه حتى نفتح مؤسسات ناضجة.
آلاء: بالحديث عن موضوع أن الشركة تتعب على الموظفين في تدريبهم حتى يطور الموظف من أدائه، بالمقابل هذه الشركات تخشى أنه بعد فترة أن يخسروا الموظفين بعد تدريبهم، أن يخرجوا إلى شركات أخرى. وبالتالي يفرضون عليهم أحكاماً قاسية قليلاً، ويربطونهم بسنوات عمل معينة أو شروط جزائية أن يدفعوا لهم مبالغ معينة عند خروجهم. نحن عندما نتكلم عن وعي، هل هذا الشيء قانوني؟
سالي أبو علي: التدريب والتطوير هي لمصلحة صاحب العمل قبل أن تكون لمصلحة الموظف. نحن هنا التدريب معفى ضريبياً، حتى يكون الجميع يعلم. (ريتشارد برانسون) سألوه مرة: أنت تطور الموظفين ويتركوك؟ فقال لهم: لا، أطورهم ويبقون، في النهاية خسارة أيضاً لي. هذا الوعي الذي نتكلم به، في الخارج في أوروبا والدول المتطورة يعتبرون أننا لسنا فقط نرفع شركة، نحن نرفع قطاعاً وفرداً ومجتمعاً. في اليابان تجدين شعبها يعمل بكثرة لليابان، ليس فقط لمؤسسة تويوتا مثلاً، إنه يعمل لليابان. فعندما أنت تطورين الفرد، فلذلك معفى ضريبياً، لأنك تعملين على تطويره وتطوير مهاراته والعمل عليه ليس على مستوى شركة، ولكن على مستوى المجتمع ودولة. اليوم أنت ترفعين من مهارات هذا المجتمع. نحن في الأردن معروف عنهم وجود تقنيين بارعين، تصبح الأردن تصدر كفاءات إلى دول أخرى. وبالفعل هناك مؤسسة أمريكية قالوا لي: نحن ذهلنا في المهارات الموجودة في الأردن في الشباب في مجال الهندسة. تخيلي كم ترفعين من مسموعية البلد. وهنا عندما يصبحون الشباب يعملون مع شركات خارجية، هناك رافد سيأتي، وهذا الرافد بالخير لهذا البلد، وقسم من الاقتصاد.
آلاء: أحب أن أسألك مجموعة أسئلة: كيف نحن كشركة نتعامل مع موظف؟
سالي أبو علي: كيف أتعامل مع الموظف الذي يتأخر عن دوامه؟ الشيء الأول يجب أن أعرف أسباب تأخره عن دوامه. إذا هو شيء جديد وطارئ، ومن أول يوم يعني ذلك أن توظيفي خاطئ.
آلاء: الموظف الذي يأخذ استراحة طوال الوقت.
سالي أبو علي: أين السياسات الخاصة بنا؟ يعرفها أم لا يعرفها؟
آلاء: الموظف الذي يظل يعطل.
سالي أبو علي: لديك العطل وهي الإجازات السنوية، هي حقه. وتوزيعها يجب أن يكون معروفاً كيف يوزعها. وأن يظل يعطل وعدد الأيام التي يعطلها، ونعود لسياسات الشركة. وتقديم الإجازات السنوية مسموح فيها.
آلاء: كيف أتعامل مع الموظف الذي لا يعرف كيف يعمل ضمن فريق؟
سالي أبو علي: هذا كيف تم تعيينه. إذا عينته في وظيفة لا تحتاج للعمل ضمن فريق، تقني، هذه لا مشكلة فيها. وهناك أشخاص لا يعرفون أن يعملون ضمن فريق. ولكن عندما أجريت معه مقابلة، تبين أنه يمكن أن يعمل ضمن فريق أم لا. إذا لم يتضح معي ونحن أحضرناه بشكل تقني، هناك عمل مع أي فريق. أنا أريد هكذا عمله. إذا كان عمله ضمن فريق وتبين عمله أنه يسير بشكل جيد، وإذا لا يسير بشكل جيد مع الفريق، هذا الموضوع خاطئ. كيف أنا قمت بتوظيفه؟ إما أن يكون قد كذب عليّ في المقابلة، أو أنني لم أقد أن أحكم عليه.
آلاء: الموظف الذي يضل ينقل كلام.
سالي أبو علي: هذا أتعامل معه بشكل مثلاً: عامر تحدث لي شيء عن آلاء، فإنني أحضر عامر وآلاء وأقابلهم مع بعض. هذه طريقة المواجهة، وإذا وصلنا لموضوع المواجهة، سيعلم أن الأمر مفصول.
آلاء: أنتقل لفقرة ثانية، أخيرك بين خيارين، أريدك أن تختاري وتعطيني السبب لماذا. لو خيرتك بين بيئة عمل صحية وما بين راتب مرتفع.
سالي أبو علي: بيئة عمل صحية، لأنني سأدفع أجرتي المرتفعة للأطباء.
آلاء: راتب مرتفع أو شركة كبيرة معروفة.
سالي أبو علي: حسب رغبتي، ما هي احتياجاتي ورغبتي. أنا أنظر هل أريد اسم كبير أم راتب مرتفع.
آلاء: شركة كبيرة أم مسمى وظيفي عالي.
سالي أبو علي: أعود وأقول أيضاً: أنا ماذا أريد؟ أقول لك أحياناً آخذ مسمى عالي، لكن التفاصيل ليست على قدر جيد.
آلاء: مسمى وظيفي جيد مقابل مهام عادية أو قليلة.
سالي أبو علي: هناك أشخاص تقول إنها لا تريد أن تتعب، يمكن أن استلم مهام وظيفية قادر أن أعملها وأنا مرتاح.
آلاء: بين الوظيفة والعمل الخاص.
سالي أبو علي: يا جمال العمل الخاص! ولكن عندما تسألين شخصاً ما: هل أنت سعيد في عملك الخاص؟ يقولون أن الأمر لا يصل إلى السعادة. عندما تكون أنت المسؤول، فإن مسؤوليتك ستكون أكبر، ومسؤول عن توفير رواتب الجميع.
آلاء: سمعت أحدهم يقول: كنت متذمراً من العمل لأنني أعمل ثماني ساعات، وأحياناً هناك زيادة ساعة أو ساعتين، فقررت أن أفتح عملي الخاص، أصبحت أعمل أربع وعشرين ساعة.
سالي أبو علي: مسؤوليتك ستكبر، ليس فقط لتأمين دخلك فقط، وإنما دخل الموظفين جميعهم، وأن تظلين مستمرة.
آلاء: العمل من المنزل أم العمل من مكان العمل.
سالي أبو علي: حسب قدرتك وحسب ظروفك، لأنه ممكن أن تعملين من المنزل مثل الوالدة عندنا. نحن كنا نعمل من المنزل، ونحن اليوم لها، لتذهب وتحضر أغراضها. هناك قدرات وظروف خاصة بكل شخص.
آلاء: ولكن لا أعلم لماذا الأهل لا يقتنعون بالعمل من المنزل، يعتقدونها نزهة.
سالي أبو علي: من الصباح تقول لك: اليوم هو لي، واليوم سأذهب وأشتري خضاراً، فأكملي مهامك وعملك، وبعدها يكون شيء آخر.
آلاء: خاصة إذا كان عندك مكالمة مثلاً.
سالي أبو علي: أذكر يا آلاء كان عندي مقابلة أونلاين شيء فيه تلفزيون مثلاً، والدي أتى على فكرة أن يغلق البرداية ورائي وأنا أتكلم بالمباشر، وعندما انتهينا أصبحوا يضحكون.
آلاء: لا مانع، الأهل دائماً هكذا. إذا أردنا أن نقارن بين الشهادات والمهارات، هل أصبحت المهارات تطغى على الشهادات في أيامنا الحالية؟
سالي أبو علي: هذا شيء جداً مهم. هناك كثير من الأشخاص يحملون الشهادات ولكن ليس لديهم الكثير من المهارات لتنفيذ العمل. إذا لم يكن لديهم مهارات التواصل، بعضهم ليس لديه وضوح وليس لديهم سهولة في إيصال المعلومة، هذا يصعب العمل. وهناك أشخاص لديهم مهارة التواصل، تشرح لك الشيء بأدق تفاصيلها وتسهلها عليك. ما الفائدة أن يكون لدي شهادة وليس لدي المهارة؟ كثير من الأشخاص لديهم شهادات لكن لا يملكون المهارات مثل الذكاء العاطفي غير موجود، وهذا من الأساسيات أن يكون لديه ذكاء عاطفي واجتماعي، يعرف التعامل لأنه يتعامل مع بشر.
آلاء: أحياناً يحدث ظلم بطريقة معينة أو عدم تقدير جيد في هذا الموضوع. أذكر قبل فترة طويلة قدمت على وظيفة في مجال السوشيال ميديا، وكان للأمانة والحقيقة لدي خبرة جيدة جداً تتجاوز ست أو سبع سنوات. تحدثت مع هذه الشركة أن لدي خبرة جيدة، خبرة عملية، فقالوا لي: لا، نحن يهمنا موضوع أن يكون لديك شهادة. فقلت لهم أنا لدي خبرة في الموضوع، فقالوا لي: اسمعي، هناك كثير أماكن تعطي الشهادة بسرعة، فقط احصلي على الشهادة وأحضري لنا شهادة. لم أرجع لهذه الشركة، استغربت أنك تنتظر من موظف أن يعمل أي شهادة من أي مكان فقط حتى يتثبت في السيرة الذاتية له أن لديه شهادة.
سالي أبو علي: هل تعلمين أن سبع وعشرين بالمئة حسب دراسة أجريت يعملون بشهاداتهم؟ لكن هناك أشخاص كثر درسوا مثل أدب إنكليزي، أنا فقط استخدمته لأكتب أو أتكلم، وعملت بـ (HR) وفي صناعة المحتوى والتطوير المهني. لي صديقة هندسة زراعة تعمل في التسويق. في الأخير يمكن أن يبدع الإنسان في شيء ولم لا؟ هناك شيء في السيرة الذاتية لا يكتبون الناس الهوايات، ولكن حتى لو وضعوها، ليس لدينا أناس واعين أنني يمكن أن أعرف أن هذا الشخص يمتلك مهارات معينة ممكن أن أوظفه فيها. الذين يعملون بازل يعرفون بـ (مارجمانت) و(الديترز) و(فالذي) يشارك في (الكمبوتيشن) ولديه هذا الموضوع هواية، أنا أعرف كيف يخطئ، وكيف يكون تفكيره. مثل الذين يقولون المهندس يفكك الأشياء ويحل الأمور، فسيعرف أن يعمل على الأوفيز وهذه الأشياء جداً مهمة. ليس لدينا أشخاص يعرفون هذا الشيء.
آلاء: أنا هندسة عمارة، وأيضاً أحد الأشياء على سيرة المهندس، هناك أناس لا يهم أن تذكر اسمك أو لا، المهم أنك مهندس. أخطئ في أي شيء في العالم إلا المهندس أو دكتور.
سالي أبو علي: هل تعلمين أنني عندما أدخل على مكان أو تلفزيون يقولون لي دكتورة، فأقول لهم أنا سالي أبو علي، أنا أحمل شهادة الدبلوم، ودربت دكاترة جامعات، وعندي (كلايمز) (سي أو)، والحمد لله لأنني لدي الخبرة والمهارات. فعندما أدخل لمكان أجد الاحترام، والاحترام في تعاملك ومصداقيتك باحترامك بأنك لا تتجاوز الخطوط الحمراء في التعامل معي. هذا هو الاحترام أن تسمعني وأن تجيبني بأدب وأن تنتقدني بأدب، وليس في لقب دكتورة أو أستاذة. هناك من يقول لك: لماذا؟ هل هناك أحد يرفض؟ لماذا خطأ عند الغرب عندما يقول لك: ليس من الضروري أن تقولي دكتور، ليس من الضروري أن تقولي سيد أو سيدة. ابنتي في الجامعة لا يسمحون لهم أن يقولون: ممنوع أن تقولي دكتور أو ناديني فلان أو فلانة. لا يوجد لديهم هذه الألقاب لأن الاحترام في التعامل وليس باللقب. فهذه ثقافة مجتمع ونهاجم عليها، وكل شخص حر إذا كان يعتبر أنه يصل لاحترامه أو حتى يري الآخرين أنه تعب أن وصل لهذه الشهادة. هذه قناعات، وبالنسبة لي احترمك بالتعامل معك، أم أقول لك أستاذة أو دكتورة أو مهندسة. المهم توقيعك ليس مهم (التايتل) لك في الآخر. الذي يحترمك سوف يحترم بالأساس لشخصك وليس لمهنتك وليس لشهاداتك وليس لتعريفك.
آلاء: هل لا زال لدينا ثقافة العيب في العمل حسب ما مر عليك؟
سالي أبو علي: نعم موجود ولا زال. أحدهم يقول: يا ليتني لم أدرس الماجستير وتعلمت (المكياج) لأنهم يكسبون أكثر مني. عندما نوجه ونتكلم مع أم وأب: يا جماعة الخير، الهندسة هناك بطالة. الأم والأب يحزنون، ولكن الله يقول اعقل وتوكل. هناك غير الهندسة أو الطب، هل أنت قادر أن تفتح لابنك عيادة أو أن يتخصص في الخارج؟ هناك أطباء جالسين ينتظرون الدور حتى يتوظفون. يقولون: يا ليت درست في (IT) أو (الماركيتينك). هناك أحدهم درس طب أسنان في الكويت من أجل أمه وأبيه، ماذا يعمل اليوم؟ يعمل بـ (AI).
آلاء: هذا الشيء أيضاً أرى فيه من أحد الأسباب أنه لا يوجد لدينا وعي كافي للطالب عندما ينتهي من مرحلة الدراسة في المدرسة، وعندما يقرر الدخول للجامعة لا يكون هناك وعي. أتذكر عندما انتهيت من المدرسة ونريد الدخول للجامعة، أحضروا لنا شخص متخصص بموضوع الوظائف وتحدث معنا وقال لنا: لا تفكرون ماذا تدرس لأن فترة الدراسة وإن طالت كم ستطول؟ سبع سنوات لو كنت طب. فكروا كيف ستقضون حياتكم المهنية. أنت ماذا ترى نفسك في المهنة؟ لم أستمع له ودخلت هندسة عمارة، والآن أعمل في الإعلام.
سالي أبو علي: أحياناً تكتشفين شغفك مؤخراً. أحياناً أقول لطلابي: (زهى حديد) من أشهر المهندسين المعماريين على مستوى العالم، وتم تكريمها من الملكة إليزابيث، وقد درست رياضيات، وعلى عمر 32 سنة اكتشفت شغفها وحبها في موضوع اللوغاريتمات، فانتقلت إلى هندسة العمارة. أحياناً الإنسان لا يكون عنده وعي عندما يدخل على الجامعة، وأحياناً العكس يكتشف شغفه في وقت متأخر. أنا أقول للشباب: فكر من الآن إلى عشر سنوات، هل هذا متوفر؟ هل هذا موجود؟ وهناك أشخاص لديها عمل غير عن هوايتها، يصبح من خلالها عمل أكثر من الهواية، ويربح أكثر من وظيفته. أنت يجب أن تنظر من الآن وحتى عشر سنوات، هل وظيفتك موجودة أم لا؟ إذا كنت اليوم موظف ووظيفتي ممكن أن تنتهي، يجب أن أبحث عن الحلول. ما هي الأشياء التي يمكن أن تخدمني؟ وما هي الهواية التي تربحني المال؟ دائماً ادرس قدراتك المالية والاجتماعية والنفسية والمجتمعية. إذا كنت أريد أن أعمل بشيء أنا أحبه أو لدي شغف به، يجب أن يكون لدي نفس طويل، وفي نفس الوقت هذا الشيء يؤثر على عائلتي. هل يتقبله المجتمع؟ لا يمكن أن تفعل شيء بدون إذن المجتمع.
آلاء: كيف ذلك؟
سالي أبو علي: مثلاً أن يقوم بعمل لا أخلاقي، أو أن تصنعي منتج لا يتقبله المجتمع. أنت أضعت مالك في شيء لا يتقبله المجتمع لأنه هو من سيكون زبونك. اليوم حتى على اختيار الوظيفة، يأتي ممرض ويقول لك: أنت كيف اخترت التمريض؟ نحن لا نعطل جمعة ولا سبت. قبل أن تختار يجب أن تدرك أن الممرض يجب أن يكون في الحروب والكورونا وغيرها. أنت مداوم، هذه حالات طارئة، جمعة وسبت، لا يوجد أعياد. فيجب أن تعرف أنك تريد أن تختار وظيفة في النهاية يوم الجمعة والسبت تريد أن تجلس مع أسرتك. هذا الكلام يفرق عن أن التمريض وظيفة إنسانية. كل هذه القدرات يجب أن يكون قد عرفها في تحليل نفسه، نقاط قوته وضعفه، القدرات العائلية والمالية. عندما تريد أن تفتح عمل، يقولون له: ابدأ به شيئاً فشيئاً ولا تترك عملك. من الذي تأخذه هنا تضعه هنا. حتى ترى أنك تستطيع أن تقف في هذا العمل، عندها تترك وظيفتك. بعض الناس تترك وظيفتها وتبدأ بعملها مباشرة، يجد وقتها أنه غير ملائم، ثم يبدأ بالبحث عن وظيفة بصعوبة.
آلاء: خطر ببالي موضوع أنت تتحدثين عنه، موضوع الجامعات. هناك بعض الجامعات تفصل بعض الأكاديميين من الخبرة الأكاديمية عن الخبرة المهنية. هذا الشيء يصنع لدي فجوة بين التجربة العملية وبين العلم الذي يدرسه الطالب. مثلاً عندما تخصصت في هندسة العمارة، كان هناك شرط أن يكون أكاديمي أو يكون ممارس لهندسة العمارة. مر علينا دكاترة ابتعدوا كثيراً عن سوق العمل وهم ليس لديهم أي علم بها. وإذا أردنا أن نتكلم عن الإعلام كذلك، هناك أساتذة جامعات ليس لديهم خبرة أن وقفوا وراء ميكروفون أو كتبوا في جريدة. هل هذا يؤثر على المخرجات التعليمية التي ستخرج؟
سالي أبو علي: أكثر الصفوف تكون ممتلئة عندما يكون المحاضر ممارس، لأنه ينقل تجارب حقيقية. كان سابقاً (HR) لا أحد يتكلم به إلا من هو من الموارد البشرية فقط من يحمل شهادة الدكتوراه في الإدارة وغير ممارس. فماذا يتكلم؟ يتكلم علم فقط، لا يتكلم واقع أو شيء حقيقي. ابنتي اليوم تدرس قانون في الخارج، يحاضرون بها أشخاص من القضاء ومحامون ورجال أعمال لديهم شركات، حتى يتكلمون بـ (الريل كيسيز). لا يتكلمون فقط من الكتاب، لأنه عندما يذهب الطالب من الجامعة للحياة الحقيقية، سيجد اختلاف بين كلام أستاذه والواقع، فيجد أن الواقع جداً مختلف عن الكتب. الكتب هي شيء نظري، دائماً تخرج دراسة فتكون بعدها دراسة جديدة تلغي القديمة. منذ زمن كانوا يقولون أن القهوة مضرة، ثم يقولون فنجانين قهوة في اليوم مفيدة. فانظري كيف يتغير العلم. أحياناً يقولون المدرسة الأمريكية، ثم يقولون المدرسة الفرنسية. فالكتب إذا لم تتطور، أو تقولين للطالب أن الكتاب يقول كذا لكن في التطبيق هكذا. وعندما تقارنين لهم بأن الحياة العملية مختلفة عن الحياة المكتوبة، وأحلى وأجمل ما يمكن أن أختار لأولادي في الجامعة، سأختار (الدكتور الممارس) وليس حامل الشهادة فقط، لأنه سيكون أمتع ويتحدث معهم من واقع حقيقي، وينقل لي جيل على المجتمع. وأنا كصاحبة عمل اليوم، سأقابل شخص فاهم وليس حافظ.
آلاء: ودائماً نقول: اسأل مجرب ولا تسأل حكيم. سالي سؤال: لماذا كثير من الشركات نسمع مصطلح (أوفر كوالي فايد)؟ لماذا الشركات لا تفضل أن توظف (أوفر كوالي فايد) مع أنه من الممكن فعلياً أن يضيف هذا الشيء لخبرتها و(الكوالتي) نفسه الخاص بالشركة أو الموظفين؟
سالي أبو علي: نحن أحياناً لدينا شيء اسمه (التفضيلات الشخصية). أي هو وجد نفسه (ماستر)، تجد أنه لوحده قرر أن لديه (ماستر)، فقرر أنه سيحصل على من الذي أنا واضعه للراتب الذي عندنا أو (التايتل) الذي عندنا، حتى لا يعطون الفرصة للشخص أن يأتي إلى المقابلة. هذه نحن لم نسمعها ولم يقل لك أنك (أوفر كوالي فايد)، ولكن هذه لديهم في الداخل، هم ينادون بناء على راتبهم. عندما تذهبين لمقابلة ويقابلونك في الأولى والثانية والثالثة، فتكونين (أوفر كوالي فايد) عليهم، لأن مهامه أصبحت أقل وهو في داخل وظيفته ويجب أن تكون أعلى. ولكن أتيت على مقابلة أكثر من مرة. رأينا مرة عملوا كاريكاتير أن (فلوبي ديسك) و(يو إس بي)، (يو إس بي) يأتي على المقابلة و(فلوبي ديسك) يقول له: أنت (أوفر كوالي فايد). هناك أشخاص يخافون من توظيف الأذكياء من أن يأخذوا مكانه، والبيض عقلية الماستر في الإدارة عقلية غير ناضجة، فيخاف أنه إذا أتى بهذه الشخصية الفهيمة، يبدو أنني لا أفهم. أسهل كلمة هي (أوفر كوالي فايد) ويكون هكذا عليهم.
آلاء: وأحياناً يكون مصطلح (كوالي فايد). فأرى طلاب ينتهون من الدراسة وفوراً إلى الماجستير من دون خبرة عملية. أرجو أن تنصحيهم.
سالي أبو علي: أكبر خطأ يجب أن يدخل سوق العمل هكذا. والبعض يقول لك إنه عاطل عن العمل بكل الأحوال، مادام لم يدخل على الماستر فإنه قد دخل على المسار الأكاديمي. إذا لم يحصل لديه أي خبرة عملية، يصبح من الصعوبة أن يتوظف لأنه أصبح أكبر بسنتين بعد الدراسة، وبعد الماستر يكون بقي له يبحث عن عمل لمدة سنة ولم يجد. تراه يكمل الدراسة، أحياناً الأم والأب يخطئون هذا الخطأ، يريدون أن يروا الناس أن أبناءنا متعلمين، ونحن أهل علم. وتراه يدخل من مستوى لآخر لدرجة الدكتوراه. إحداهن لم تعمل بشهادة البكالوريوس ولم تعمل بالماستر، والآن دكتوراه، وعندما تنتهي من الدكتوراه، ما الذي سيحصل؟ لدينا أناس كثر يحملون شهادات دكتوراه، هل الجامعة ستنتظرها؟ هناك تنافس قوي للتدريس في الجامعة بعد الدكتوراه. أتمنى أن تجد وظيفة أو تعود وتحاول الحصول على وظيفة بمستوى الثانوية.
آلاء: ونحن نتحدث عن الفجوة الذي هو بين الأكاديمي والعملي.
سالي أبو علي: وهذا إذا قبلتها جامعة على أساس راتب أقل لأنها غير ممارسة. لأن ليس كل الجامعات ستوظف أشخاص يعملون في البحث. هذا هنا خطأ. أي أم أو أب جميل أن يفخر الإنسان بأولاده، وممكن أن نفخر بنجاحات أخرى، ليس فقط أن نضع المال ونذهب للماستر والدكتوراه. انظروا ما هي احتياجات أولادكم. يوم من الأيام رأينا فتاة في الجامعة، يومها أمعنّا أنا وزميلي، ويمكن أمها وأبوها يقولون: ابنتنا أنهت المحاسبة مع درجة الشرف ولا تجد عملاً في أي وظيفة. بنت لا تملك أي نوع من المهارات، لو دخلت ماستر لا تعرف أن تعمل (كومنيكيشن سكيلز). فأنظر في زميلي وأقول له: جد هذه البنت أثرت فينا مع أنها متخرجة بالمحاسبة مع درجة الشرف. ماذا سيقولون الأم والأب؟ ابنتنا أنهت دراستها، وابنتكم أصلاً لا تملك مهارات، والتي هي أساس في التوظيف. ليس فقط أريدها أن تحمل شهادة.
آلاء: أيضاً سالي، أنا أرى أنه هناك حق كبير جداً على الجامعات، لأنه في بعض الجامعات، والآن أصبح هناك وعي في جامعتين أو ثلاثة في الأردن والحمد لله، يخرج الطالب من الجامعة وهو لا يعرف من أين يبدأ. لا الجامعة قادرة على أن تشبكه مع سوق العمل فعلياً، ولا الجامعة لديها اتفاقيات بينها وبين شركات حتى يتم أن يدخل الطلاب على هذه الشركات أو أن يكونوا مرشحين من هذه الجامعة. من هنا يأتي أهمية الرشد الوظيفي الذي حضرتك مرشدة في هذا الموضوع. كم هو مهم أن الطالب عندما يتخرج من الجامعة يستعين بمرشدين وظيفيين يقولون له من أين يبدأ.
سالي أبو علي: جامعاتنا تحاول أن تعمل ذلك. ولكن اليوم يتخرج خمس وأربعون ألف طالب كل سنة، كم هو استيعاب المؤسسات للوظائف سواء حكومياً أو في القطاع الخاص؟ نحن لدينا بعض التخصصات، أنا في رأيي يجب أن تغلق وتفتح أشياء أخرى نحن بحاجتها أو قد يحتاجها الشخص. اليوم كثير من الشباب لديهم وعي وصبايا قبل أن يتخرج، يحضر جلسة ويقول: أنا ماذا أعمل؟ حتى وهو يتحدث معك، حتى أنا كموجهة أو مطورة أقول كل شيء عنه فهو جاهز، وهو يعمل على نفسه. العمل التطوعي أثناء الجامعة، اليوم جامعات أدخل عليها وأقول: عندكم (ليند إم)، الدكاترة ليس لديهم كثير مؤسسات تبحث عن شباب وفتيات على (الانتن شيب)، لأنهم يستفيدون منها لأنهم يشغلونهم ويدربونهم في نفس الوقت، ويأخذ عدد ساعات معينة ويعطونه شهادة. هنا هو صقل بعض المهارات قبل أن يخرج على سوق العمل. يعمل في (الليفري)، لا يضعها في السيرة الذاتية، ألم تعمل بها وكان عندك مهام يجب أن تعمل بها (ديليفري بوي). أولما تذهب على زبون ويكون غضبان ويرمي في وجهك الأغراض، كيف تحل هذه المشكلة؟ كل هذه المهارات أنت حللتها. هذه هي المحادثات مع الزبون. كيف أنك تسير حسب إجراءات المؤسسة، لباسك، توقيعك، تختم أو تخرج. كل هذه أنت كنت موظف ولست شخص ليس لديه أي خبرة.
آلاء: هل يعتبر ذلك تشتيت في السيرة الذاتية؟
سالي أبو علي: ليس كذلك، هو طالب جامعي. اليوم طلاب الجامعة في الخارج، أنا لي صاحبة ابنتها شاغلة أربع وظائف، تنهي واحدة وتبدأ أخرى لأنها طالبة جامعية. هذه صقل منها، تجدها عندما تذهب لمقابلة عمل فهي جاهزة، تعرف ماذا تقول وماذا تعمل، عندها قدرة أن تجيب عن حالات الزبائن، ماذا تفعل وكيف تتعامل معهم. ويمكن أن تقول: أنا عندما عملت في المقهى حصل معي كذا وكذا، وتعاملت بطريقة كذا ووجهت الموقف. أصبحت مهاراتها مصقولة، المهارات الحياتية من حل مشكلات، التفكير الناقد مهم. الآن الشباب لديهم جماعات تصبح أحياناً أو تمارين يقدرون على حلها والعمل عليها.
آلاء: موضوع أنا كشاب أو فتاة خريجة، تخرجت الآن من الجامعة، كيف أعرف؟ ومقولة تقول: (باب يفتح باب)، أي ادخل على العمل مهما كان قريب من تخصصك أم لا، بمجرد وجدت فرصة خذها وأمشين. وهناك مقولات ثانية تقول أن لا تدخل إلا بالأشياء القريبة منك وقريبة من تخصصك حتى لا تذهب مؤهلاتك باتجاه أنت لا تريده. مع أي مقولة أنت؟
سالي أبو علي: مع أوضاعنا الاقتصادية والعدد من الأشخاص الذين هم بلا عمل، في هذا الوقت أقول: لا، أنا مع مقولة أنه عندما تصح لك الفرصة أن تأخذها. لأنه ممكن أن تجد هذه الفرصة وتجد شغفك في هذا العمل الذي تعمله. هناك صبية درست تكنولوجي ولكن كانت من ذوي الإعاقة، ولكن كانت من الأشخاص الناشطين بالمساعدة في الجامعة ويقومون بالمبادرات لذوي الإعاقة. قبل أن تنتهي، جاءت لها إحدى المنظمات الأجنبية تعرض عليها العمل: وأنت كونك عملت في هذا الموضوع بحقوق ذوي الإعاقة أن تتوظفين معنا. كانت ذكية، الشيء الأول أنها معرفة، وهذا الشيء ضمن قضيتها أكملت به. ثانياً، لو دخلت تكنولوجي وتخرجت وفي الوضع التي هي فيه ومع فكر المجتمع، تلقى صعوبة أن تدخل في هذا الملف وتعمل. فحصلت الموجود في السلة، لم تنظر الذي على الشجرة. نفس الشيء أقول لمن يتوفر له (أوفر)، يقول: أنا ذهبت إلى مقابلة وقالوا لي خلال أسبوع نرد عليك، وأنا كثيراً أحب هذه الشركة، ولكن هناك شركة ثانية بعثت لي (أوفر). أقول لك: خذه، لأن الموجود في السلة أفضل أكيد. وعندما يتوفر شيء ثاني أفضل، أقدم استقالتي وأذهب. ولا أن أبقى بدون عمل وتضيع الفرص الواحدة تلو الأخرى، والوقت يضيع. وفي نفس الوقت أتعلم شيء جديد.
آلاء: أنا موظفة في شركة، كيف أستطيع أن أوازن بين عطائي وعملي وما بين أن يتم استغلالي بسبب أحياناً جهلي في بعض الأحيان؟
سالي أبو علي: مثلاً لنتكلم على العمل الإضافي. أحياناً يكون عندنا أيام شغلك لم ينتهي، أو ممكن أن يحدث أمر طارئ، أنا أجلس وقت أكثر ولا يأتي أحد ويقول: إن سالي تشجع عمل إضافي. أنا بالنسبة لي هناك ثمان ساعات، أحياناً يحدث أمر أنه لا، أنا سأنهي هذا العمل اليوم، أو تحصل معك مشكلة معينة تلقين لها حل. ولكن هذا لا يعني أنني في كل يوم يجب أن أتأخر في عملي. إذا حصل شيء طارئ مع المؤسسة، يمكن ذلك وأنا أقف مع الشركة، ممكن أن أتأخر فيه. ولكن أن يكون الأمر كل يوم، هذا اسمه استغلال. مثلاً اليوم قالت آلاء: أنا ممكن أن أمسك بعض من مهام آلاء مدة معينة ومحددة إلى أن نجد البديل. لكن نقول: لكن نقول لسالي: أنت (آكتينغ آز) بعلاء التي هي أعلى مني، وأشتغل شهرين بالإضافة لعملي، وبعدها يقولون لي: نحن وظفنا بدل آلاء لأنك أنت (لودد) كثير مشغولة ولا تقدرين أن تعطي عمل وتحتاجين لوقت أطول. كان يجب من البداية (الآكتينغ آز) أري رسالة ل(الآكتينغ آز). هنا أصبح الموضوع استغلال. لماذا هذا يستغلونه المؤسسات؟ عند نهايات السنة وتترك آلاء، يقولون: بدل أن أدفع راتب أوظف شخص جديد، أبدأ معها من بداية جديدة، وسالي تحمل شغل آلاء مع عملها وتسير الأمور إلى أن نجد أحد، ونكون قد وفرنا راتب آلاء لشهرين، ونأتي على بداية السنة الجديدة ونوظف شخص جديد. هكذا تكون سالي قد عملت في العملين ووفرنا الراتب، وسالي لم تحصل على شيء، ولكن عملت أربع وعشرون ساعة حلماً أنها ستكون المديرة بدل آلاء. هذا اسمه الاستغلال.
آلاء: يجب أن نكون واعين بشكل كبير، مهم ذلك.
سالي أبو علي: أن نكون واعين. عندما يأتي أحدهم ويقول لي: إن آلاء استقالت، ممكن أن نرفعك بمكانها ونجربك شهرين. هنا يمكن أن أمسك المهام وتسأل: ماذا ستعطونني دورات؟ ماذا سيكون راتبي؟ وإذا لم أثبت نفسي في المكان الجديد، هل سآخذ بدل هذين الشهرين لأنني سأعمل العملين؟ ما دمت سأكون (آكتينغ آز)، يجب أن أتفرغ لمهام هذه الوظيفة. نعود إلى وعي الشخص. ولكن كلنا نعلم أنهم يجلسون سنتين وثلاثة وأربعة ويعمل عملين براتب واحد حقيقة.
آلاء: بما أننا نتحدث عن آلاء وسالي، لنتحدث قليلاً عن المرأة. موضوع توظيف المرأة، هناك كثير من النساء تتعرض لأسئلة عجيبة غريبة في المقابلات، من ضمنها يدخلون في تفاصيل خاصة. ما هو الممنوع وما هو المسموح؟ متى أنا أجيب ومتى لا أجيب؟ لأن هذا السؤال خاص. خاصة أن بعض الشركات تتخوف أن تعين امرأة أحياناً بسبب ظروف زواج أو حمل أو ولادة وغيرها.
سالي أبو علي: هذا شيء جميل جداً. أي سؤال خاص في مقابلة عمل، هذا ليس من المطلوب. اليوم عندما يسألون رجل أو امرأة: أين تسكن؟ هذا السؤال لا دخل له في أداء الوظيفة. أنت لك عليّ أن آتي على الدوام في الثامنة كموظف في عملي.
آلاء: سؤال: عندك سيارة أم لا؟
سالي أبو علي: هذا سؤال خاص. اليوم الشركة لا تنفذ عملها على حساب الموظفين. أنت الذي ستؤدي العمل، وأنت الذي سيأتيك الأرباح. مؤكد ستوفر سيارة. هناك مؤسسات لا تربط الوظيفة بأن يكون لديه سيارة. البائعون يفضلون أن يكون لديهم حتى يدفعوا لهم ليس بنزين فقط، بل صيانة أيضاً. هذا الشخص يستخدم السيارة لأداء عمل الشركة. وسؤال أيضاً: أبوك ماذا يعمل؟ أو زوجك ماذا يعمل؟
آلاء: نعم، هناك مقابلات تذهبين لها تشعرين أن هناك أحد يريد أن يخطبك.
سالي أبو علي: نعم، إحدى المؤسسات تسأل: أنت تسهرين؟ أو ما هو برجك؟ فنحن يجب أن نبني المهام الوظيفية بناء على الأبراج الهوائي والمائي والترابي وبرجي الميزان. أو ماذا تعملين بعد الدوام؟ ليس لك علاقة ماذا أعمل، يمكن أن أنام. وماذا يقيدك في العمل أن أنام؟ تاريخ ميلادك مثلاً. هل تعلمين أن المؤسسات الرائدة التي يحلم كل الناس بالعمل بها، في مقابلات العمل يكون المعلومات الشخصية: اسمه ورقم هاتفه مخفي. فقط ينشرون أين عمل من قبل وماذا درس، حتى يكون التعيين بناء على الكفاءة. حتى لا تأخذهم التفضيلات الشخصية، مثلاً هذا من عائلة كذا أو من ديانة معينة. فقط هؤلاء من نقابلهم من دون أن يعرفون ما اسم الشخص أو من هو، لأنه في الأخير أنا أريد الوظيفة وليس الشكل. ويأتي بعد ذلك ويقول لك: الشكل مهم. لماذا أنت عندما تسافر ترى أشخاص من ذوي الإعاقة؟ ممكن شخص مولود ليس لديه يد، لماذا عندما تراه يعمل تتعامل معه بشكل اعتيادي؟ لماذا قلت: لا أريد أن أعمل مع هذه الشركة؟ لماذا فقط في ثقافتنا يجب أن نتقبل هذه الأمور ونبرر الخطأ؟ اليوم عندما تخلفين وتأخذين أمومة، من الذي رباك؟ ألم تكن هذه الأمهات معلمات وموظفات حكومة؟ تجد أن أمه أصلاً كانت موظفة. هل تقبل هذا السؤال على نفسك أو على زوجتك أو على ابنتك؟
آلاء: موضوع الحمل، إذا كنا نريد أن نفكر، وسأعتبر نفسي صاحبة شركة، وجاءت عندي موظفة وهي كانت حامل وأخفت موضوع حملها، وعندما ستبدأ تواً سأتكفل بتكاليف لا ذنب لي فيها.
سالي أبو علي: ما هي هذه التكاليف؟
آلاء: إجازة أمومة أو شيء آخر.
سالي أبو علي: الضمان الاجتماعي هو الذي يحمل راتبها وليس على صاحب الشركة. والضمان الاجتماعي حل موضوع إجازة الأمومة. ولعلمك، هناك مؤسسات في الأردن يظل راتبها من الشركة، والضمان الاجتماعي يعطيها راتب. وهناك مؤسسات فعلتها بالورقة والقلم، عندهم سبع وأربعون بالمئة نساء، ويقولون لك أن الإنتاجية ارتفعت للأعلى. وهناك مؤسسات عنها (بوليسي) أي أنها بعد أن تلد معها سنة كاملة يمكن أن تعمل من البيت. وكلهم يقولون أن الإنتاجية للأعلى. المهم العقلية والنضوج. وطالما أن الضمان الاجتماعي حل موضوع الأمومة، الآن يمكنني أن أحضر (فري لانسر) على السبعين يوم الذي تأخذ الأم فيهم إجازة تعمل وتؤدي المهام. ممكن أن أجعل موظفين اثنين (بارت تايم) يأتون للعمل ست ساعات، والراتب مقسم على الاثنين. ممكن أن أوزع المهام على الزملاء. لو كنت أريد أن أجد حلاً سأجد. وفي النهاية نحن الأمومة والإنجاب جزء من طبيعة الحياة. (المال والبنون زينة الحياة الدنيا).
آلاء: موضوع أنه هناك رواتب في نفس (البوزيشن)، إذا كان رجل الراتب يكون أعلى من إذا كانت أنثى، هل هذا الشيء قانوني؟
سالي أبو علي: الآن هناك عمل على هذا الشيء، ولكن أصبح عندنا اليوم عدالة الأجور. أنا كسالي عملت مع مؤسسات عالمية وإقليمية، لم يكن موجود هذا الكلام. ممكن أن تكون مؤسسات غير ناضجة أو لديها تباين. هناك مؤسسات تتصرف بممارسات ليس بالراتب، التصرف يكون في التأمين الصحي. سيدة معيلة منفصلة عندها أولاد، لا يسمحون لها في تأمين أولادها. (بوليس الشركة) من الذي كتبها؟ أناس مثلنا طبعاً. ولكل قاعدة شواذ. نقول أن الأم المعيلة قادرة أن تؤمن أباءها مثل أن الرجل يؤمن أبناءه.
آلاء: لا يزال هناك هذه ممارسات.
سالي أبو علي: نعم، لا يزال ذلك. ومن المؤسف أن حامل الراية تكون امرأة.
آلاء: تذكرت شيئاً، قبل فترة كنت أقدم لأحد الأماكن، فكان أحد التعليقات يقولون: نحن لا نظهر على شاشاتنا مذيعة محجبة، كأننا نعيش في باريس. مع أن هناك يظهرون على الشاشة محجبات مثل الـ (بي بي سي). فقط أريد أن أعرف هل هذا الشيء قانوني؟
سالي أبو علي: قانون العمل لا يوجد هذه التفاصيل، ونحن موقعون على اتفاقيات دولية بعدم التمييز. ولكن كمحامين يقولون: هذه ليست اتفاقيات ملزمة، هذه اتفاقيات أدبية. لذلك كما قلت لك أن قانون العمل يجب أن يعمل عليه بشكل أفضل. اليوم بدل أن تزيدي إجازة المرأة تسعون يوم للأمومة، هذا شيء جميل. ولكن قبل ذلك اكتبوا أنه يمنع أن تسألوا الموظف أين يسكن أو هي متزوجة أو كذا. لماذا لا نفرض في القانون تصوير في الحماية للعامل وصاحب العمل؟ أيضاً هنا: أصحاب عمل يتعرضون لمشاكل، ولكن عندما يكون هناك تصوير يحمي الطرفين.
آلاء: التي هي وضع كاميرات مراقبة في مكان المقابلة.
سالي أبو علي: بالمقابلة، نعم. هناك مقابلات حدث فيها تحرش وعرض مثل هذا الموضوع. ولكن هذه الأسئلة الشخصية. هل تعلمين من أجل موضوع الحجاب، هناك صبية جلست عشر سنوات لم تعمل. اتصلوا عليها وهي في جرش، قالوا لها: عندك مقابلة الساعة الفلانية. قالت لهم: أين الموقع؟ قالوا: عندما تصلين على دوار الواحة نحن نقول لك أين الموقع. وصلت الفتاة على دوار الواحة ورنت عليهم وقالت: أنا وصلت. فقالوا لها: حسناً، خمس دقائق فقط. بعد خمس دقائق يرن الهاتف ويقولون: أنت التي تلبسين كذا وكذا وجلبابك كذا. قالت: نعم. قالوا: نحن نعتذر منك، لا نريد محجبات. بعد ذلك الفتاة جلست عشر سنوات وهي (كرافيك ديزاينر) وموهوبة جداً لا تعمل إلا من البيت و(فري لانسرين). وهي من الناس التي سيرفضونها لأنها محجبة وبجلباب. ولكن ليس لدينا قانون يعاقب هذه المؤسسات أو هذه الشخصيات. نأمل أن يأتي مشروع يعمل على هذا الشيء أن هذه الأسئلة الشخصية ألا تكون، ويكون لدينا هيئات وترى كل مؤسسة ماذا توظف من مختلف الأعمار. أصبحوا يقولون: خمس وثلاثون كبير، وما زال في قمة العطاء. هناك دول اثنان وسبعون سنة التقاعد. ماذا سنفعل به نحن كدولة لمن عمره خمس وثلاثون ولم يجد عمل؟ يوظفون كافة الأعمار ويوظفون نساء ومن كل الفئات.
آلاء: يجب أن يتم وضع لجان رقابية لذلك.
سالي أبو علي: نعم، لجان رقابية لها سلطة أيضاً، حتى نستطيع أن نمسك زمام الأمور كما يقولون.
آلاء: سالي، نحن نتمنى من خلال هذا البودكاست أن نكون قد عملنا وعي ونحدث تغيير، لأنك تعلمين أن بيئة العمل هي من أهم الأشياء ليكون المرء منتجاً، وبالتالي يؤثر هذا الشيء على مجتمعه.
سالي أبو علي: ويجب أن يكون عملي أيضاً. التنوع دائماً يحدث شيء جميل. اليوم إذا الرجل رسم وردة، المرأة هي التي تلون هذه الوردة. تخيلي أن نكون في مؤسسة تجمع كل الفئات وما فيها من ذوي إعاقة ومن نساء ورجال ومن كل الأعمار المسموح لها أن تعمل في بيئة العمل. تخيلي كم لنا أن نخرج بمخرجات جميلة في بيئة العمل.
آلاء: من خلال هذا البودكاست نتمنى أن نكون قد سلطنا الضوء على أهم الأشياء التي كنا نحب أن يكون لها أثر في مجتمعاتنا. شكراً جزيلاً لك سالي أبو علي، استشارية الموارد البشرية والمتطورة المهنية، لوجودك معنا اليوم.
سالي أبو علي: شكراً كثيراً لكم، وشكراً للاستضافة.
آلاء: هكذا نكون قد وصلنا لنهاية حلقتنا من بودكاست “وعي”. ابقوا معنا في حلقات قادمة.