فودكاست

على مائدة القرآن: مع عمر حيدر | فودكاست على هدى

الحلقة التي استضاف فيها الدكتور محمد العبادي الدكتور عمر حيدر تدور حول القرآن الكريم، فضله، تأثيره، وكيفية العيش معه في الحياة اليومية. بدأ الدكتور محمد بمقدمة تعكس إعجابه بحال السلف مع القرآن، مستشهداً بقصة صفوان بن سليم الذي كان يجد في تلاوة القرآن لذة تفوق كل اللذات، فكان يتعمد قراءته في البرد القارس أو الحر الشديد ليبقى متيقظاً لتدبره. ثم رحب بضيفه الدكتور عمر حيدر، عضو رابطة علماء الأردن وإمام مسجد، ليبدأ الحوار حول عظمة القرآن وأثره.

فضل القرآن وأهله: أشار الدكتور عمر إلى أن القرآن هو كنز الكنوز، يهدي إلى أقوم الطرق، ويعد شفيعاً لأصحابه يوم القيامة. استشهد بآيات وأحاديث تؤكد شرف القرآن، مثل قوله تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أهل القرآن أهل الله وخاصته”. عدد خمس مراتب لأهل القرآن: الشفاعة، الأهلية (أن يكونوا من أهل الله)، الصحبة مع الملائكة، الخيرية (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، والرفعة في الدنيا والآخرة. أكد أن هذه المراتب لا تقتصر على الحفاظ فقط، بل تشمل كل من يقرأ ويتدبر.

تأثير القرآن على النفس والكون: ناقش الضيفان تأثير القرآن العجيب على النبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان يبكي ويردد آية واحدة طوال الليل، وعلى الصحابة مثل أبو بكر وعمر اللذين كانا يتأثران حتى البكاء أثناء التلاوة. ذكروا قصصاً مثل تأثر أسيد بن حضير حين نزلت السكينة بسبب تلاوته، وقراءة عثمان بن عفان للقرآن كاملاً في ليلة واحدة. أكدا أن هذا التأثير ليس مستحيلاً، بل لا يزال موجوداً، مستشهدين بأمثلة معاصرة لأشخاص يختمون القرآن أو يتأثرون به في المساجد.

كيفية التفاعل مع القرآن: اقترح الدكتور عمر مجالات عملية للعيش مع القرآن:

  1. التأدب معه: كالوضوء والجلوس بوقار أثناء التلاوة.
  2. تعلم التجويد: لأنه يضفي جمالاً ومعاني إضافية للقراءة.
  3. القراءة المتمهلة: مع التفاعل بتسبيح أو دعاء عند المرور بآيات الرحمة أو العذاب.
  4. التدبر والعمل: اقترح ختمة للتلاوة وأخرى للتدبر، بحيث يطبق المسلم ما يقرأه في حياته، كما فعل الصحابة الذين جمعوا بين العلم والعمل.

حال الأمة مع القرآن: أشار الدكتور عمر إلى أن القرآن نزل ليخرج الأمة من الظلمات إلى النور، وأن تقدمها مرهون بتقديمه. استشهد بثبات أهل غزة بفضل القرآن رغم الحرب، مؤكداً أن نبذه يؤدي إلى سيادة الظالمين. دعا الآباء والمربين إلى تربية الأبناء على القرآن، لأنه مصدر العزة والنجاح في الدنيا والآخرة.

نموذج تطبيقي: سورة البقرة: اختار الدكتور عمر سورة البقرة كنموذج، موضحاً فضلها كما في قول النبي: “أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة”. أكد أن قراءتها بتدبر تجلب البركة للبيوت والقلوب، وتحمي من الشيطان، مستشهداً بآية الكرسي وآخر آيتين ككنز من تحت العرش. تخيل كيف أن الله يستجيب لدعاء القارئ فيهما بـ”قد فعلت”، مما يعزز الشوق للتلاوة.

الختام: اختتمت الحلقة بدعاء من الدكتور عمر، يطلب فيه أن يجعل الله المستمعين من أهل القرآن وحراسه، مؤكدين أن القرآن هو ميراث النبي وسبيل الأمة للعزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى