
أهلاً وسهلاً بكم في حلقة جديدة من بودكاست “كراج“، المكان الذي نلتقي فيه بعشاق السيارات والسباقات لنستكشف معًا عالم السرعة والأدرينالين. أنا هاشم شعشع، مضيفكم في هذه الرحلة المثيرة، ويسعدني أن أرحب بكم في هذه الحلقة الخاصة التي تجمعنا مع ضيف استثنائي، يعتبر من أبرز الأسماء في عالم السباقات في الأردن والمنطقة.
تعريف بالضيف
ضيفنا اليوم هو شاكر جويحان، سائق سباقات محترف وبطل في سباقات الراليات والسرعة. شاكر ليس مجرد اسم لامع في هذا المجال، بل هو قصة نجاح ملهمة بدأت منذ الطفولة مع حبه العميق للسيارات. منذ تلك اللحظات الأولى التي قضاها وهو يتابع عالم السباقات بعيون طفل مبهور، وصولاً إلى تحقيق بطولات محلية وإقليمية، ثم تمثيل الأردن في بطولات عالمية، استطاع شاكر أن يحفر اسمه بجدارة بين أبطال هذه الرياضة المثيرة.
نظرة على محتوى الحلقة
في هذه الحلقة، سنأخذكم في رحلة مميزة مع شاكر جويحان، نغوص من خلالها في تفاصيل مسيرته الشخصية والمهنية. سنبدأ من أولى خطواته في عالم الكارتينغ، تلك الرياضة التي شكلت بداية حلمه، مروراً بتجاربه في سباقات السرعة التي اختبرت مهاراته وسرعة بديهته، وصولاً إلى شغفه الكبير بـالراليات، حيث وجد نفسه يتنافس على مسارات وعرة تتطلب جرأة وتركيزاً لا حدود لهما.
سنتعرف معاً على كيف تمكن شاكر من الانتقال من سباقات الكارتينغ إلى عالم السباقات الاحترافية، وكيف واجه التحديات والعقبات التي اعترضت طريقه، سواء داخل الأردن أو على الساحة الدولية. سنناقش أيضاً دور الدعم الأسري والمؤسسي في صقل موهبته، مع تسليط الضوء على جهود الاتحاد الأردني للسيارات في تعزيز هذه الرياضة ودعم المواهب الشابة.
الجوانب التقنية والإنسانية
لن نكتفي بالحديث عن المسيرة المهنية فقط، بل سنتطرق أيضاً إلى الجوانب التقنية التي تهم كل عاشق للسيارات. سنتحدث عن أنواع السيارات المستخدمة في الراليات، والفروقات بين سباقات السرعة والراليات، بالإضافة إلى أسرار التحضير البدني والنفسي لهذه الرياضة الشاقة التي تتطلب لياقة عالية وثباتاً عقلياً استثنائياً. وبالطبع، سنستمع إلى شاكر وهو يروي تجاربه في بطولات الشرق الأوسط، مع لمحة عن خططه المستقبلية لخوض غمار بطولات عالمية تحمل اسمه واسم الأردن إلى منصات التتويج العالمية.
لماذا هذه الحلقة مميزة؟
هذه الحلقة ليست مجرد حوار عن السيارات والسباقات، بل هي قصة إنسانية عميقة عن الشغف، الإصرار، والتضحية من أجل تحقيق الأحلام. سواء كنتم من عشاق السيارات الذين يعيشون على صوت المحركات ورائحة الإطارات المحترقة، أو مجرد مستمعين يبحثون عن قصص ملهمة تضيء طريق النجاح، فإن هذه الحلقة ستأخذكم في رحلة مليئة بالتشويق والإلهام.
دعوة للمتابعة
فلا تفوتوا هذه الفرصة للتعرف على شاكر جويحان، البطل الأردني الذي يرفع اسم بلده عالياً في سماء عالم السباقات. تابعونا في هذه الحلقة المميزة من بودكاست “كراج“، واستعدوا لتجربة فريدة من نوعها تأخذكم إلى قلب السرعة والتحدي!
تقسيم البودكاست
1. المقدمة وتعريف بالضيف (0:00 – 1:30)
- هاشم يرحب بالمستمعين ويقدم شاكر جويحان كضيف مميز معروف في عالم السيارات والسباقات.
- شاكر يشكر هاشم على الاستضافة ويعبر عن سعادته بالمشاركة.
2. خلفية شاكر واهتمامه بالسيارات (1:30 – 3:00)
- شاكر يتحدث عن حبه للسيارات منذ الطفولة، بداية من جمع موديلات السيارات الصغيرة.
- يذكر تطور اهتمامه إلى الدراجات الهوائية والنارية، ثم محاولته إقناع أهله بشراء كارت.
3. دخول شاكر إلى عالم الكارتينغ (3:00 – 4:30)
- يروي شاكر كيف اقتنع أهله بشراء كارت له في سن الثانية عشرة رغم معارضتهم.
- يتحدث عن تجاربه الأولى في الكارتينغ وتطور أدائه مع الوقت حتى الفوز ببطولات.
4. الانتقال إلى الجامعة والسباقات في بريطانيا (4:30 – 6:00)
- شاكر يذكر دراسته في بريطانيا (اقتصاد ومالية) وتجربته مع السباقات هناك.
- يوضح مشاركته في سباقات الكارتينغ خلال العطل الصيفية بعد عودته إلى الأردن.
5. أول تجربة في سباقات السرعة (سبيد تيست) (6:00 – 7:30)
- يصف شاكر كيف سمح له زوج خالته بقيادة سيارته (كورولا) في سباق سرعة.
- يتحدث عن فوزه في أول سباق دون تدريب كبير وانطباعه عن الرياضة.
6. الفوز في بطولات السرعة (7:30 – 9:00)
- شاكر يروي فوزه ببطولات السرعة في 2019 وما بعدها، بما في ذلك تجربته في 2022.
- يذكر درسًا تعلمه من خسارته بسبب عطل في السيارة وكيف عاد ليفوز لاحقًا.
7. الانتقال إلى الراليات (9:00 – 10:30)
- يوضح شاكر أن هدفه كان دائمًا الوصول إلى الراليات التي يعشقها منذ الصغر.
- يتحدث عن أول مشاركة له في الراليات وتطور أدائه حتى الفوز.
8. المشاركة في بطولات الشرق الأوسط (10:30 – 12:00)
- شاكر يناقش مشاركته في بطولة الشرق الأوسط وفوزه بها في فئته.
- يذكر تحديات مثل إلغاء جولات بسبب مشاكل لوجستية وسياسية.
9. شرح نظام الراليات (12:00 – 13:30)
- يشرح شاكر كيفية سير الراليات، مقارنًا إياها بالفورمولا وان.
- يوضح أهمية الملاح ودوره في توجيه السائق خلال السباق.
10. سيارة الرالي والتحضيرات (13:30 – 15:00)
- شاكر يصف سيارته في الرالي (ميتسوبيشي إيفو 10) والتحضيرات اللازمة لها.
- يتحدث عن اللوائح التنظيمية التي تمنع التعديلات لضمان العدالة.
11. الفرق بين السبيد تيست والرالي (15:00 – 16:30)
- يوضح شاكر الفرق بين سباقات السرعة (سبيد تيست) التي تعتمد على الدقة، والراليات التي تعتمد على التحمل والملاحة.
- يذكر كيف ساعدته السبيد تيست في الراليات.
12. كيفية البدء في رياضة السيارات (16:30 – 18:00)
- شاكر ينصح الشباب بالبدء من الكارتينغ ثم السبيد تيست قبل الراليات.
- يؤكد على أهمية التدريب المستمر والتعلم.
13. التكلفة المالية لرياضة السيارات (18:00 – 19:30)
- يتحدث شاكر عن التكاليف العالية للسباقات وصعوبة تحملها.
- يذكر أن الرياضة تُعرف عالميًا بـ “رياضة الأغنياء”.
14. الدعم والعقبات (19:30 – 21:00)
- شاكر يشير إلى دعم شخصيات مثل ناصر العطية له منذ البداية.
- يذكر العقبات التي واجهها من بعض الأشخاص الذين حاولوا إحباطه.
15. تأثير العائلة الهاشمية على الرياضة (21:00 – 22:30)
- يشيد شاكر بدور العائلة الهاشمية (الملك حسين والملك عبد الله والأمير فيصل) في دعم رياضة السيارات بالأردن.
- يتحدث عن تاريخ الرياضة وسمعة الأردن الإقليمية.
16. اللياقة البدنية والتحضير النفسي (22:30 – 24:00)
- شاكر يؤكد أهمية اللياقة البدنية والتحضير النفسي لمواجهة التحديات الجسدية والعقلية في السباقات.
- يصف الحرارة داخل السيارة وتأثيرها على السائق.
17. الحوادث والسلامة (24:00 – 25:30)
- يروي شاكر تجربته مع حادث قلبة أثناء رالي دولي مع خالته كملاحة.
- يؤكد على أهمية معدات السلامة التي تحمي السائق والملاح.
18. المشاركة في بطولات عالمية (25:30 – 27:00)
- شاكر يعلن عن مشاركته في بطولة العالم للرالي (6 جولات تبدأ من السويد).
- يذكر أنه سيكون أول أردني يشارك في هذه البطولة ويتحدث عن التحديات.
19. النصائح للشباب والختام (27:00 – 28:30)
- شاكر يوجه نصائح للشباب الراغبين في دخول المجال، مشددًا على الروح الرياضية والعمل الجماعي.
- يحثهم على الإصرار والتضحية لتحقيق النجاح.
20. الختام والشكر (28:30 – 30:00)
- هاشم يشكر شاكر على مشاركته ويعبر عن فخره به.
- يختتم الحلقة ويودع المستمعين، معلنًا عن مواضيع مستقبلية.
بداية البودكاست
هاشم شعشع: أهلاً وسهلاً بكم في حلقة جديدة من بود كاست كراج معي أنا هاشم شعشع. إذا كنت تحب السيارات وعالم السباقات، فهذه الحلقة مؤكد موجهة لك. ضيفي هذا اليوم هو ضيف مميز وله سمعة طيبة ومعروف جداً في هذا المجال. ضيفي اليوم هو: شاكر جويحان. كيف حالك؟
شاكر جويحان: حبيب الله يخليك، شكراً للاستضافة وشكراً لكم بجد أنت والفريق.
هاشم شعشع: نتشرف بوجودك دائماً معنا.
شاكر جويحان: الشرف لي أنا أيضاً.
هاشم شعشع: شاكر، اسم غني عن التعريف في عالم السيارات. ليس مجاملة ولكن نحن نتحدث عن الواقع. أنا أحب دائماً أدع الضيف يعرف عن نفسه أكثر. حدثنا عن نفسك في البداية وبعدها نكمل الحوار إن شاء الله.
شاكر جويحان: اسمي شاكر، طبعاً في سباقات الراليات والسرعة. طوال عمري في السيارات منذ الصغر من الكارتينغ حتى وصلنا إلى الراليات والحمد لله. طبعاً عملي أكيد ليس في السيارات، أنا أعمل في القطاع المالي مع شركة في الخارج ولكن من هنا في الأردن، وأيضاً في المطاعم. ولكن أطمح في يوم من الأيام أن أكون أفضل.
هاشم شعشع: شاكر، أنت صديق ومعروف بالنسبة لي من سنين، ولكن هذه أول مرة أعلم أنك داخل في مجال المطاعم. مع أنه لا يبدو عليك هذا، ربما بحكم الراليات.
شاكر جويحان: مئة بالمئة، هذا الشيء واجب علينا طبعاً في مجال السيارات منذ زمن، وشيئاً فشيئاً أتحسن وأذهب للخارج وإن شاء الله خير.
هاشم شعشع: في البداية، أحب أن أعرف وأنت صغير عندما كنت في المدرسة، هل درست بعدها في الجامعة؟
شاكر جويحان: درست في الجامعة في بريطانيا.
هاشم شعشع: هل تحب السيارات منذ كنت صغيراً؟
شاكر جويحان: أنا مثل أي طفل يحب السيارات. كان عندي سيارات الموديلز الصغيرة، كنت أجمعهم وموجودين في كل البيت والحديقة. أمشي وراءهم وأصفهم، وشيئاً فشيئاً وصلت إلى سيارات التحكم ثم دراجات هوائية ودراجات نارية، إلى أن جاءت فترة طويلة جداً وأنا أقنع أهلي أن يأتوا لي بالكارت. عندما أحضروه كان عمري اثنا عشر سنة، عندها دخلت إلى هذا العالم. أنا من زمن بعيد أحب السيارات، لا أذكر متى ولكن طول عمري واعي على السيارات.
هاشم شعشع: هل أهلك أيضاً كانوا يحبون السيارات؟
شاكر جويحان: لا، لا يحبونها.
هاشم شعشع: أنت الذي غردت خارج السرب.
شاكر جويحان: أهلي إلى اليوم يترجونني.
هاشم شعشع: ظني أن الوالدة لا تحب السيارات.
شاكر جويحان: أمي عمرها لم تحضر أي سباق لي، لا تستطيع حتى أن تنظر. وإلى اليوم تقول لي: مهلاً، مهلاً يا أمي حتى لا تذهب في شربة ماء. ولكن أردى خالتي، عافاها الله، أكيد. طبعاً (نانسي) بطلة غنية عن التعريف، تشارك منذ زمن.
هاشم شعشع: وهي أول أنثى في الأردن.
شاكر جويحان: كانوا يسكنون فوقنا، طبعاً، والسيارات دائماً واقفة في الكراج. دائماً أراهم وأفتح الباب وأشم الرائحة، دائماً هذا الشيء أمامي. شيئاً فشيئاً هذا الشيء أصبح عندي فضول: ما هذه السيارة وما هذا الصوت والمحرك؟ كنت دائماً أراهم. ومن بعدها كبرت، أرى الراليات وأصبحت أحضرها وأفهم ما هي الراليات وما هي السباقات، والحمد لله أحرزت الكارت وتعبت كثيراً.
هاشم شعشع: كم حصان كان، هل تذكر؟
شاكر جويحان: كان ثمانية وعشرين حصاناً، دخلت مباشرة على السينيير وكنت صغيراً آنذاك. كان هناك كثير من الشباب ينزلون مع آبائهم من أجل الدعم، وأنا كنت لوحدي لأن أهلي كانوا معارضين هذا العمل ولكن قالوا لنحضر له سيارة ونرى ماذا سيحدث معه.
في السنة الأولى لم أحرز شيئاً، أظن ذلك. في السنة الثانية أحرزت المركز الثاني، وفي السنة الثالثة أيضاً الثاني، وبقيت لا أفوز إلى أن فزت والحمد لله.
هاشم شعشع: بقيت متمسكاً ولم تستسلم.
شاكر جويحان: بجد، من يضحي لهذا الموضوع.
هاشم شعشع: رياضة السيارات من أكثر الرياضات التي تحتاج إلى دعم بالمال وأن يكون لديك جلَد.
شاكر جويحان: نعم، يجب أن يكون لديك جلَدٌ قوي وكثير من العوامل يجب أن تتوفر حتى تفوز أو تخسر. حتى لو كنت مجهّزاً أفضل سيارة ويخرج لك عطل في السيارة، هذا أكثر ما يحدث في الراليات. بعد أن أنهيت الكارتينغ وفزت في البطولة، بعدها ذهبت إلى جامعة في بريطانيا.
هاشم شعشع: ماذا درست؟
شاكر جويحان: الاختصاص كان اقتصاد ومالية. وفي بريطانيا سبقت ولكن هناك (ريزل) أنه يتوفر الأفضل.
هاشم شعشع: السيارات التي سبقتها مثل ماذا؟ الكارتينغ مثلاً؟
شاكر جويحان: لم يكن لدي رخصة للكارتينغ عندما ذهبت إلى بريطانيا ولكن هناك كان (ريزل) عالياً جداً.
هاشم شعشع: هل سقت عليه؟
شاكر جويحان: سقت عليها بسيارة عادية.
هاشم شعشع: أول مناسبة هي أول حلبة في العالم ساقوا عليها في الفورمولا وان منذ 1950.
شاكر جويحان: لقد تعلمت أثناء دراستي في بريطانيا أن مستوى السباقات هناك مرتفع جدًا. بعد مشاركتي في سباقين أو ثلاثة، أدركت أن ذلك لم يكن في صالحي، فقررت أن أنتظر حتى أعود إلى الأردن لأشارك في سباقات الكارتينج خلال عطلة الصيف. في سنتي الدراسية الأخيرة بالجامعة، عدت إلى الأردن. كان زوج خالتي بطل الأردن وشخصية معروفة، وطوال حياتي كنت أطلب منه أن يسمح لي بتجربة اختبار السرعة (سبيد تيست). في المرة الأولى التي حصلت فيها على رخصة قيادة، سمح لي بقيادة سيارته الكورولا ذات الدفع الخلفي، وهي سيارة مشهورة جدًا، إذ كان الجميع يعرفها، ولها تاريخ كبير، وقد فاز بها في العديد من السباقات. كنت أرغب فقط في تجربتها لأرى كيف يكون الأمر، نعم، مجرد تجربة. كانت هناك عطلة عيد الشعانين، وهي ليست عطلة رسمية ولكنها تستمر لمدة أسبوع. عدت إلى الأردن، وقدت السيارة، وتدربت بشكل عادي كما لو كان الأمر مجرد تسلية. تنافسنا في منطقة البحر الميت، وفزنا في فئتنا، وحصلنا على المركز الخامس في الترتيب العام. قلت في نفسي: كيف حدث هذا؟
هاشم: وبدون أي تدريبات.
شاكر جويحان: نعم، وقد أخطأت كثيرًا في الحلبة، وحصلت بعض الأمور، ولكنني رأيت أن الأمر يسير بسهولة، فأكملت البطولة وفزت بها، والحمد لله.
هاشم: هل كانت هذه أول بطولة رسمية تفوز بها؟
شاكر جويحان: في عام 2019، كانت أول بطولة سيارات أفوز بها. في عام 2022، وهو عام جائحة كورونا، فزت أيضًا في السباق الأول والسباق الثاني. قلت حينها: يكفي، وظننت نفسي قد أصبحت مثل مايكل شوماخر، ورأيت أنه من الصعب أن أخسر، إلى أن جاءت الجولة الأخيرة، وكانت هذه من عند الله، يمكنك أن تقول إنها كانت بمثابة درس قاسٍ. في الجولة الأخيرة من السباق الأخير، كان عليّ أن أحصل على المركز الخامس على الأقل لأفوز بالبطولة. لكن في تلك الجولة، انفلتت السيارة مني، ولم أعرف السبب، فخسرت البطولة، وخسرت السباق، وخسرت كل شيء. كانت صدمة، وبكيت حينها، وطبعًا تدمر كل شيء. ثم استيقظت على الواقع، وقلت لنفسي: لا، هذه الرياضة صعبة جدًا، وسأقضي وقتًا طويلًا فيها، ولكن بشكل تدريجي، خطوة بخطوة، دون أن أتسرع أو أتكبر. والحمد لله، في السنة التالية فزت بالبطولة، وكذلك في السنة التي بعدها.
هاشم: لقد شاركت في سباقات الكارتينج، ثم انتقلت إلى سباقات السرعة (سبيد)، وبعدها إلى الرالي. الآن، في أي نوع من السباقات تختص؟ على سبيل المثال، أنا لا أعرف، شاكر، في أي مجال تختص من السباقات؟
شاكر جويحان: اختصاصي الكامل هو في الراليات، ومنذ عام 2024 كان تركيزي على الراليات.
هاشم: وقد رأيتك ذهبت إلى الخارج وشاركت هناك.
شاكر جويحان: صحيح، وقد فزت في ثلاث بطولات سرعة (سبيد) متتالية.
هاشم: على أي سيارة كانت، على (الإيفو)؟
شاكر جويحان: نعم، على الإيفو، صحيح. بالطبع، السيارتان مختلفتان عن بعضهما، كانتا سيارتين. وبعدها، في عام 2022، شاركت في أول رالي بالنسبة لي، ولم أحقق فيه نتيجة جيدة، ولكن في الرالي الذي بعده فزت. كان كل طموحي وهدفي أن أصل إلى الراليات، فقد أحببت الراليات طوال حياتي، ومنذ صغري وأنا أحضر الراليات.
هاشم: في الأردن، لا يوجد حتى عشرة أشخاص يحضرون الراليات.
شاكر جويحان: نعم، هم قلة من يحضرون في الأردن، ولكن اسمع، أنا أحب الرمال والصحراء، وأحب أن تقفز السيارة.
هاشم: الرالي مختلف تمامًا.
شاكر جويحان: بالطبع مختلف، وأحب أيضًا الحلبات وسباقات السرعة (سبيد)، حيث تتعلم منها كل الأساسيات للسيارة والتحكم بها. لا توجد سرعات كبيرة في سباقات السرعة، ولكن هناك التحكم في جزء من الثانية، وهذا شيء حقيقي أن تتسابق في جزء من الثانية، وكل هذه الأمور ساعدتني في الراليات، حتى وصلت إلى الرالي. وكان التركيز في السنة الماضية على الراليات، حيث شاركت دوليًا وفي الشرق الأوسط.
هاشم: أين كانت تلك المشاركات؟
شاكر جويحان: كانت البطولة تتألف من ست جولات، وفي السنة الماضية، شاركنا في ثلاث جولات بسبب الأوضاع التي حدثت، وللأسف، أُلغيت العديد من الراليات بسبب مشاكل شحن السيارات والصعوبات الأخرى، فأُلغيت. وقد شاركنا في جولة الأردن وقبرص، وكان من المفترض أن يكون هناك لبنان وعُمان والكويت، ولكن تم إلغاؤها للأسف. في السنة الماضية، فزت ببطولة الشرق الأوسط كاملة في فئتي، وكان هذا حلمًا، فقد كنت أحضر بطولة الشرق الأوسط طوال حياتي وأرى السيارات، وأقول في نفسي: لا أعلم إذا كان سيحدث يومًا ما أن أشارك فيها. والحمد لله، حدث ذلك وكبرنا.
هاشم: من السهل على الجميع فهم رياضة الفورمولا وان، أو كرة القدم، أو كرة السلة، على سبيل المثال، ففي الفورمولا وان، تُلعب كل جولة في بلد مختلف، والنظام يظل ثابتًا في جميع دول العالم. فهل الرالي في الأردن يتكون من جولة واحدة، نبدأ فيها وننتهي، ومن يصل أولًا يفوز، أم كيف يتم احتساب الرالي؟ هل هو يوم واحد أم له بداية ونهاية؟
شاكر جويحان: دعني أتحدث عن كيفية سير الراليات بشكل عام. تتشابه الراليات مع الفورمولا وان في أنها تتبع نظاماً معيناً، ولكن في سياق الاتحاد الأفريقي، تعتبر الفورمولا وان القمة في عالم السيارات، بينما الراليات هي القمة في مجال نقل السيارات، أي أنها تمثل التحدي الأصعب الذي يطمح الجميع للوصول إليه والمنافسة فيه. هناك العديد من البطولات، مثل بطولة الشرق الأوسط، وبطولة أفريقيا، ورالي دكار، والذي يُعد من راليات الكست كانتري، ولا يوجد ما يفوقه في التحدي، ولكنها تتضمن قطع مسافات أكثر وأطول وأيام أطول. رالي دكار لأنه يُنظم كل خمسين عاماً، وكل خمسين يذهب إلى بلد.
هاشم: تقصد أنه يبقى في نفس البلد كل خمس سنوات؟
شاكر جويحان: مئة بالمئة، ولكن نظراً لأنها كبيرة جداً، فقد أصبحوا يجددون لهم، وكل خمس سنوات يجددون لهم. في السعودية، رفعوا البار كثيراً.
هاشم: لقد أصبح من الصعب أن ينظمه أحد مثلهم.
شاكر جويحان: تماماً، هناك صرف كثير ومدفوع للرالي، شيء غالي جداً.
هاشم: وهناك أبطال عرب مثل زيد الراجحي مثلاً.
شاكر جويحان: مئة بالمئة، ومثل ناصر.
هاشم: نعم، أبطال عرب، وإن شاء الله نراك باسم الأردن بطل مهم.
شاكر جويحان: إن شاء الله، يوم العين ليست صعبة هذه.
هاشم: نعم، ليست صعبة.
شاكر جويحان: نأتي إلى (دكار)، هذا عالم ثاني، ورالياتنا قليلاً أسرع من غير راليات، وتكون قد تعلمت أكثر، هناك خطورة أكثر.
هاشم: بالنسبة للذي يحب السيارات، مؤكد أنه يحب أن يحضر أي شيء.
شاكر جويحان: صحيح، وتكون قد تعلمت، وبكل الاتجاهات، وشاهدت الصحراء والرمل، نعم، هناك الكثير الكثير من الأكشن. طبعاً الرالي يكون في الشرق الأوسط على ثلاث أيام، وقبلها ثلاث أيام أيضاً يكون هناك التدريب والتجهيز، ويكون معي ملاح، وهو يحدثني عن الطريق، وأنا أكون لا أعرف الطريق.
هاشم: لا تكون تعلم الطريق؟
شاكر جويحان: لا، أبداً، الملاح يحدثني عن الطريق كاملاً، اليمين والشمال وهكذا.
هاشم: ترى فيديوهات على السوشيال ميديا، يكون هناك الكوبرو يقول لك أن مهمة الملاح أصعب من مهمة السائق، أم لا؟
شاكر جويحان: هي، وبوضوح، نصف ونصف. الملاح مثل عيوني في السيارة، هو من يقول لي إلى أين أذهب، ونحن لا نعلم إلى أين نحن ذاهبين.
هاشم: أنت تركز في الغيارات والبنزين.
شاكر جويحان: فقط أسمع يمين، مثلاً انتهى، مهما كان اليمين، لو كان هناك خطأ فهو مصيبة، لو أخطأ في ملاحظة ينتهي الأمر، يمكن أن نكون في وادي تظهر عليك صخرة.
هاشم: ليس مثل الأف وان تسيرون في الحلبة.
شاكر جويحان: طبعاً، نسير بشكل كامل في سيارة عادية وبسرعة محدودة، ونكتب الطريق التي نسير عليها، وأقول له وأملي عليه أنا، مثلاً اللفة خمسين متر، مثلاً مئة متر، مثلاً يمين، شمال، قفزة، كل هذه الأشياء أكتبها له، وبعدها نذهب إلى السباق. مثلاً نكون في السيارة ونقود بسرعة سبعين، وسيارة الرالي مئة وخمسون، فمن الصعوبة أن تقدر وتستوعب أنه يجب أن تسير هكذا وتفعل كذا، الرالي صعب جداً، ليس فقط السائق، هو السائق والملاح والفريق والسيارة والميكانيكي، كثير عوامل تصب في طريق الفوز والنجاح.
هاشم: سؤال: ما هي سيارتك الرالي؟
شاكر جويحان: سيارتي الرالي معروفة، ميتسوبيشي إيفو.
هاشم: إيفو تانت؟
شاكر جويحان: نعم، تانت، مئة بالمئة، ومعظم الشباب في الأردن سياراتهم ميتسوبيشي أو سباق، وهم قد انتهوا، هؤلاء السيارات، يمكن الميتسوبيشي هذه آخر سنة لها في التصنيف، هذه السنة هناك سيارة جديدة إن شاء الله.
هاشم: هل هناك تسريب أم ننتظر؟
شاكر جويحان: لا، انتظر.
هاشم: تحت الهواء تقولها.
شاكر جويحان: نعم، تحت الهواء أقول لك عنها، السيارة لا أقول لك هيكل، ولكن كل شيء عليها يكون جديد، سواء القطع تبدل أول بأول في كل ريلز، وتكلفة.
هاشم: لأن السيارة ليست تصميم الخارج.
شاكر جويحان: نعم.
هاشم: سؤال: محركات السيارات الرالي مثل الإيفو تانت، نفس محرك الإيفو تانت.
شاكر جويحان: نعم، نفس التصنيع، حتى يكون الموضوع عادلاً، هناك تصنيف من إلى تماماً، السيارة تأتي يفحصون كامل، ممنوع التعديل، ويمنع أن تعمل أي شيء، حتى تكون عادلة بين الجميع.
هاشم: كل الضغط على السائق.
شاكر جويحان: نعم، ولكن السبيترز.
هاشم: إذا ما الفرق، لمن لا يعرف ويحضروك، يقولون لك ما معنى سبيترز، ما معنى رالي، وشرحنا ما معنى الرالي، السبيترز هناك من يقول هو ذاته الكريفت أم مختلف، اعتبرني إنسان لا أفهم في السيارات، قل لي ما هو السبيترز وماذا يفرق عن الكريفت مثلاً.
شاكر جويحان: العامل الرئيسي هو السبيترز، أنت تتنافس مع الزمن، كان موضوعنا في رياضة السيارات هو التنافس مع الزمن، الشيء المختلف بين هذه وتلك هي السرعة، السبيترز يكون السباق ثلاث جولات، كل جولة دقيقة ونصف في المسار، شيء من هذا القبيل، ويكون هناك لفة ورجعة، خمسة، السبيترز أنت تحتاج لدقة جداً عالية، هذه لا يمكن أن تتنافس فيها أبداً، ولا يوجد ملاح معك أيضاً، ولا يوجد شيء لتحفظ الطريق أمامك، وسباقاتنا بين الأول والسابع يكون الفرق ثانية.
هاشم: والذي لا يحضر سيارات يقول لك ما هذه المبالغة، ويقولون عندما تحضر السيارات يقولون أن عقلك يخف.
شاكر جويحان: يحضرون يوتيوب، مواقع، يحضرون سباقات، وترى بين الأول والثالث الفرق يصدم، كثير من السباقات بيني وبين الثاني يكون الفرق 0.005 من الثانية، مثلاً يعني لا شيء، شعرة.
هاشم: هل في المحركات هي نفس المحرك في كل السيارات؟
شاكر جويحان: السبيترز مفتوح، كل ما تريد أن تضع على المحرك متاح، كل شيء فيها خفيف، يعني مثلاً البراغي يجب أن يكونوا بوزن خفيف.
هاشم: كل شيء يفرق.
شاكر جويحان: نعم، كل شيء يفرق، كثير مختلف عن بعض عن الرالي، ولكن هو السبيترز هو شيء يؤهلك لتذهب إلى الرالي.
هاشم: على سبيل المثال، قررت أن أذهب من بودكاست وأحببت فكرة الرالي، وأحضرت الفيديو، وقررت أن أكون سائق رالي وأذهب وأشتري سيارة رالي. هل يمكن ذلك أم يجب أن أحصل على رخصة وشيء من هذا القبيل؟
شاكر جويحان: كان موضوعنا مع النادي ومع الرالي، لا يمكنك أن تصبح مباشرة منافسًا بسيارتك. لا، الموضوع غير ممكن. يجب أن يروا هل شاركت من قبل، حتى لو في كارتينج أو سبيترز، مهما يكون. طبعًا، في الخارج يوجد رالي سبيرز لتأهيلك وتصبح مؤهلًا للحصول على رخصة. هنا، تنافس في سبيترز. البداية الصحيحة هي أن تبدأ بالسبيترز ثم إلى الرالي.
هاشم: بالعادة، وأعتذر على المقاطعة، أشهر سائق فورمولا وان في العالم بدأ من كارتينج. فهل، حتى أكون سائق رالي أو سبيترز، من الأفضل أن أبدأ في الكارتينج أم ماذا؟
شاكر جويحان: يوجد هناك مزايا كبيرة. الكارتينج هو نقطة الصفر لأي شيء، فهو يعلمك كامل أساسيات البنزين والفرامل.
هاشم: وأنت أيضًا تكون طفلًا صغيرًا.
شاكر جويحان: نعم، يعني الشيء يحدث بالفطرة، وتكون قد فهمت كيف أن السيارة تلف.
هاشم: يجب أن تعلم متى يكون الفرامل ومتى يكون الحركة.
شاكر جويحان: طبعًا، هذه الأشياء لازمة. وعندما تكون قد تعديت سن الكارتينج ووصلت إلى السيارات، طبعًا، والشيء الأساسي هو أن تبدأ بالسبيترز في سيارتك وفي الشارع عادي. يمكن سيارة كهربائية أن تنزل بها عادي. الأمر هو أن تسوق لوحدك ولساعة وتجرب في الشوارع، وكامل عوامل السلامة تكون موجودة، السيارة والسباق والتنظيم والحلبة وأي شيء.
هاشم: مكلفة رياضة السيارات، أليس كذلك؟
شاكر جويحان: مكلفة جدًا. من الصعب الشرح كم هي مكلفة.
هاشم: لا، نريدك أن تشرح لنا حتى يعلم الناس كم أن هذه الرياضة مكلفة.
شاكر جويحان: هي بجد مكلفة.
هاشم: هي تلقب عالميًا “رياضة الأغنياء”، ومن خلال رياضة الفورمولا وان، عندما تشتري التذكرة، تعلم كم هي مكلفة.
شاكر جويحان: تمامًا. الفورمولا وان، مثلاً، لديك عشرون سائقًا، عشرة منهم أثرياء والباقي لا. وكامل رياضات السيارات تتبع نفس الشيء، وأيضًا موضوع الراليات نفس الشيء. هناك أناس عاديون يشترون فريقًا كاملًا ويجعلونه تحت اسمهم فقط من أجل أن يعمل له الفريق السيارة.
هاشم: أتابع يزيد الراجحي، مثلاً، بطل ما شاء الله عليه وقوي جدًا. هل يزيد من الناس الذين يعرفون القيادة بحق، أم أنه من الناس الذين اشتروا بالمال كل شيء؟
شاكر جويحان: لا، يزيد صاحبنا، ولكن يزيد لم يبدأ إلا أن المادة هي من ساعدته أن يكون أفضل.
هاشم: المادة، ما شاء الله.
شاكر جويحان: يزيد لم يبدأ هكذا، أو حتى أنا اليوم بنيت (السيارة ثمنها عشرة آلاف دينار) من سوق المستعمل.
هاشم: تسعة وتسعون في المئة من الناس في الأردن هكذا.
شاكر جويحان: تمامًا. الفرق مع يزيد أنه ذهب إلى أفضل فريق وإلى أحسن سيارة وأفضل ملاح وصار ونزل. ولكن هذا الشيء دائمًا أقوله للجميع: أنا عندما شاركت في أول سنة سبيترز، شاركت على أفضل سيارة في الأردن. كثير من الناس حاربتني، قالوا إنه فاز من أجل أن سيارته هي الأفضل ومن هذا الكلام.
هاشم: موضوع السيارة السريعة سلاح ذو حدين. إذا حصل وخسرت أيضًا، يكون الموضوع أسوأ. يقولون: هذه أفضل سيارة معه وخسر، كيف يمكن أن ينجح؟
شاكر جويحان: حدث ذلك مع يزيد أو غيره. كثيرًا، عندما تتوفر المادة لتدعمه وتكون أن سائقًا ولا تسأل ما يمكن أن يحدث للسيارة من ضرب أو تكسير أو غيره، ليس الشك أنه هناك سيارة أخرى جاهزة. هذا هو الفرق. أخاف وأنا أقود أن يحدث شيء للسيارة، فأكون أكثر حذرًا. هنا يأتي الفرق، سواء يزيد أو غيره. الدعم الذي تريده ليس فقط أن يكون معي المال ومطمئنًا عندما أنزل.
هاشم: يزداد تركيزك وأنت تعلم أن هناك سندًا يعينك، فلا تسأل.
شاكر جويحان: تمامًا، هذا هو الموضوع. لنقل، مثلاً، ناصر عطية بدأ وليس معه شيء.
هاشم: هل ناصر بدأ من لا شيء؟ أول شيء كان في الأردن، من أجل ذلك يحب الأردن.
شاكر جويحان: ناصر، عندما يرونه اليوم، يقولون لك: طبعًا، هو قطري.
هاشم: هو زوج أحلام، أليس كذلك؟
شاكر جويحان: لا، ليس ذلك. ذاك اسمه ناصر الهاجري.
هاشم: زوجها ينزل راليات.
شاكر جويحان: نعم، تمامًا، ولكن هذا الجيل الأقدم قليلًا، لنقل.
شاكر جويحان: الرالي الأول لناصر كان سيارة باتر، حمل كامل الأغراض في الصندوق وقاد من قطر إلى الأردن بالسيارة، ولم يكن هناك شيء، حتى صار ونزل وأثبت نفسه، وحاربوه لأنه في قطر كان هناك أناس كثيرة تنافس، حتى نافس وحاربوه كثير من الناس في قطر. طبعًا، ناصر ترك الرياضة لعشر سنوات وركز على الرماية، ولم يكن يريد العودة إلى هذه الرياضة لهذه الدرجة، كرهوه الرياضة.
هاشم: أظن أنه في مرة ما، ناصر دعمك وقال إنه يجب أن يدعموا شاكر.
شاكر جويحان: صحيح، من أول يوم أنافس، ومنذ أن وعيت على الرالي، أحضر سواء راليات الأردن، كان ناصر يفوز دائمًا، كنت أقول: من هذا؟
هاشم: سوبرمان.
شاكر جويحان: نعم، لماذا هو يفوز؟ حتى بدأت أستوعب من هو وماذا عمل، وصعدت معه بالسيارة، وكنت وقتها صغيرًا، حتى استوعبت من هو ناصر. حتى أصبحت أقود راليات ونزلت أول رالي معه، كانت هذه الصدمة. هو دائمًا كان يراني وهو دعمني من أول يوم.
هاشم: نوجه له كل الشكر.
شاكر جويحان: نعم، له كل الشكر والتحية، لقد دعمني في كثير من الأشياء والراليات.
هاشم: علمنا أن ناصر دعمك، هل هناك أناس وقفت في طريقك وحاولت أن تفشلك؟
شاكر جويحان: أف، كثيرًا. اسمع، نحن هنا في الأردن، هذه الرياضة للأسف كانت لأشخاص كبار في العمر قليلًا في الثمانينات. كان الناس يخرجون من الكارتينج إلى السبيترز والراليات، يعني نفس النظام الآن، لكن هذا الأمر قطع وأصبح الجيل كله كبيرًا. فعندما نزلت من أول يوم، سبقت به، وأنا كثير من الناس وقفت في طريقي، قالوا لي مثلاً: “ماذا تريد من هذا الشيء؟ لن تحصل على نتائج في هذا التنافس”. وأن هذه الرياضة للكبار وليس لك فيها، ولا بد من هذه الأشياء.
هاشم: هذه يسمونها منافسة غير شريفة.
شاكر جويحان: صحيح، ولكن أنا أقول وبجد أن الإنسان دائمًا عندما يكون أشخاص يقفون في طريقه، تعرف ماذا تعمل. من أهم الناس في تاريخ الراليات والذين يحبون السبيترز في الأردن، المغفور له الملك حسين، وبعدها الملك عبد الله، نفس الشيء، يعشق الطرقات، حتى الرالي أكثر من السبيترز، يحب الملك عبد الله ذلك، ونحن عائلة كاملة.
هاشم: والأمير فيصل رئيس الاتحاد.
شاكر جويحان: مئة بالمئة، إنه رئيس الاتحاد، أطال الله في عمره، وسيدنا أيضاً، أطال الله في عمره، هم الداعمون لهذه الرياضة، وكانوا يمارسونها.
هاشم: لديهم سيارات.
شاكر جويحان: هناك كثير من الناس يقولون عنها رياضة الملوك. نحن هنا، كامل تاريخ الرياضة في الأردن يعكس على المنطقة وبشكل كبير، إن كان السائقون الأردنيون أو من يسافر إلى الخارج يعلم أن السائقين هنا لديهم تاريخ، هناك عراقة للرياضة في الأردن، من أجل ذلك دائماً عندما نسافر للخارج، ترى من أهل الخليج يتكلمون ويقولون: نعم، هذا أردني، يعلم ماذا يفعل.
هاشم: هل أتاك دعم من الاتحاد أو من شركات كبيرة في الأردن؟
شاكر جويحان: قد حصل ذلك، طبعاً، والحمد لله.
هاشم: هل لديك سبونسرز؟
شاكر جويحان: نعم، يوجد، أكيد. الموضوع صعب أن يدخل الناس هذه الرياضة بدون سبونسرز. طبعاً، يجب على الشخص أن يبدع من لحمه أو أن ينفق من ماله، حتى يبدع ليثبت نفسه حتى تدعمه الشركات. ولكن هناك، الحمد لله، شركات تدعمني. ولكن الجيل القديم، الذي يقولون عنه الجيل الذهبي ويقولون عنه أنه أفضل، كثير من الجيل القديم أفشلوا علينا الشركات، وأقولها أنهم من جيلنا. على واقع، أنا ذهبت إلى شركات هنا، ويقولون أنهم دعموا أناساً في 2010 و2011 ولم يصنعوا لنا شيئاً، ودفعوا مبالغ بمئات الألوف منذ زمن، وأنت تعلم، أناس كثيرة دُعِمت هنا وبمبالغ كبيرة تدفع في الأردن. تذهب للشركة وتقول لك: فعلنا ذلك مع السائق الفلاني، وعلى أساس أنه بطل الأردن ولم يصنع شيئاً، أخذ المال ولم يفعل شيئاً. للأسف، نحن اليوم، صحيح الرياضة لا تأخذ حقها، ولكن يوجد جيل جديد يتعب على نفسه. ونحن عندما نزلت في 2019، كنت الأصغر سناً بين السباب، وقتها لا يوجد أناس مشاركة. وعندما نزلت، قال الناس: يمكن شاب صغير أن يسابق، فكان الشيء عادي. كثير من الشباب دخلت على هذه الرياضة.
هاشم: بعيداً عن السيارة والعم، رياضة الرالي، هل هي متعبة جسدياً؟ أي، هل يجب أن أكون لائقاً بدنياً أم لا يفرق؟
شاكر جويحان: طبعاً، إنها متعبة كثيراً جسدياً وعقلياً. أنا لائق بدنياً وأذهب إلى النادي وأعتني بطعامي وأهتم بذلك، وأطمح أن أشاهد الشباب الأبطال ونقلدهم. هذه الرياضة متعبة جسدياً وعقلياً.
هاشم: وأنت من الناس الذين ينامون باكراً ويصحون في الفجر.
شاكر جويحان: نعم، كذلك، ولكن هذه الرياضة متعبة، ليس أن أجلس فقط وراء الكرسي.
هاشم: المخ يعمل كثيراً من الأوامر والتنبيهات عند القيادة.
شاكر جويحان: نعم، التركيز مع الحرارة داخل السيارة. الرالي عبارة عن ساونا، الحرارة في الداخل ستون مثلاً، ونلبس الأفرول بالإضافة لذلك والخوذة.
هاشم: من أجل ذلك، كلما نزل السائق، يقيسون وزنه، وأن ينزل اثنان أو ثلاثة كيلو، أمر عادي.
شاكر جويحان: نحن كل يومين أو ثلاث أيام ننحف ثلاثة أو أربعة كيلو.
هاشم: أنت دائماً تعمل دايت.
شاكر جويحان: فما بالك برالي داكار، ناصر مثلاً نقص وزنه تسعة كيلو في داكار، ولا أحد مستوعب ذلك. كثير متعب الموضوع وليس سهل. وأشياء اللياقة أيضاً تساعد في حال المصائب، مثلاً، لا قدر الله، قلبت السيارة، يجب أن تكون متعلماً ولائقاً، وإلا الموضوع يكون كارثياً.
هاشم: الناس تحب الأكشن، هل صار معك حادث؟
شاكر جويحان: قد حدث مرة.
هاشم: هل كان قوياً؟
شاكر جويحان: حوادثي دائماً…
هاشم: دائماً! إذاً، هناك أكثر من حادث.
شاكر جويحان: ليس ذلك، ولكن دائماً تريد أن تصل، يجب أن تضرب بشيء ما. ودائماً نحاول أن نصل بالتدريب، طبعاً، يحدث فيه ذلك.
هاشم: أقوى حادث حصل معك؟
شاكر جويحان: الحمد لله، لم يحدث شيء أساسي وخطير. أول رالي دولي لي، كنت صغيراً ومتحمساً وفائزاً هنا في الأردن، والشباب في الخارج، وأنا أريد أن أثبت نفسي وبأي طريقة. قد حدث في خامس أو سادس يوم أن قلبت، وكان معي خالتي، وكانت هي الملاحة معي. القلبة كانت سخيفة جداً، هي قلبة واحدة على ظهرها، ولأنني كنت متحمساً جداً للرالي وجمهور، وإذا بالسيارة تقلب، فاندهشت كيف حدث هذا الأمر. طبعاً، سُحبنا.
هاشم: وخالتك، هل كانت أمورها تمام؟
شاكر جويحان: لم يحدث شيء، لأن نظام الحماية جداً عالٍ في السيارة. الإيرباكز يضر، أكيد.
هاشم: سنضع لقطات حتى تعلم الناس كيف أن السيارة تقفز أو تقلب.
شاكر جويحان: هناك كثير من الأكشن.
هاشم: هل هناك أردني آخر ينزل على الراليات خارج الأردن؟
شاكر جويحان: يوجد الكثير، مؤكد، ينزلون في سباق الشرق الأوسط، وأناس من قبلي شاركوا أيضاً في أوروبا وغيرها. ولكن هذه السنة، إن شاء الله، سأشارك في بطولة العالم.
هاشم: ما شاء الله، أين ستكون؟
شاكر جويحان: هي عبارة عن ست جولات.
هاشم: الأولى أين؟
شاكر جويحان: الأولى ستكون في السويد.
هاشم: يعني، برد وثلج.
شاكر جويحان: نعم، ثلج، هذا يسمى رالي على الثلج، وبعدها البرتغال واليونان، وبعدها ألمانيا والسعودية.
هاشم: هناك اختلاف في البيئات، برد وحر.
شاكر جويحان: بالضبط، وإن شاء الله سأكون أول أردني سأشارك في هذه البطولة وأمثل البلد.
هاشم: إن شاء الله، نستضيفك بعدها وأنت تضع الكأس.
شاكر جويحان: إن شاء الله، هم يختارون عشرين سائقاً حول العالم، وهذه البطولة للرالي ثري، وهم السائقون الذين سيثبتون أنفسهم للمصانع.
هاشم: حتى يتبناك مصنع ويقول لك: أن هؤلاء أريد أن أدعمهم.
شاكر جويحان: كل السائقين هناك نازلين ولا يرون شيئاً، يريدون الفوز وأن يفعلوا أي شيء حتى يثبتوا أنفسهم.
هاشم: حتى لو عرضوا أنفسهم للخطر.
شاكر جويحان: نحن السائقون قلائل جداً الذين وصلوا مثل ناصر العطية.
هاشم: في الأردن، تاريخياً، أنت أول شخص.
شاكر جويحان: طبعاً، كان هناك سائقون، ولكن كبطولة للعالم، لم يكن موجود أحد.
هاشم: أنا فخور بك وسعيد جداً. عندي سؤال لك، ولنبتعد قليلاً عن السيارات، أنت لست متزوجاً، لو تزوجت والزوجة قالت لك: أن تنسى الراليات واجلس في البيت وأخاف عليك.
شاكر جويحان: أنظر، لو أي أحد في مكاني، إن شاء الله أن يكونوا عارفين ما نفعله، وأكيد أيضاً لن أشارك وهناك شيء، وكامل هذا النقاش، قد دخلته مع أهلي، وقلت لهم: اسمعوا، يوم لا أنجح في هذه الرياضة، أقول لا داعي لهذه الرياضة، ولكن طالما أفوز، لماذا لا أستمر؟ إن شاء الله، لا تمانع.
هاشم: ولكن تخفف.
شاكر جويحان: حتى يكون ذلك اليوم، لا نعلم ما الذي سيحدث.
هاشم: هل تفكر في الزواج؟
شاكر جويحان: ليس الآن، على الأقل.
هاشم: أنت تحب السيارات منذ الصغر، ما هي سيارة أحلامك؟ وفي نفسك أن تكون لك.
شاكر جويحان: أحب الكثير من السيارات، وأحب أن يكون عندي سيارة لكل شيء، ولكن السيارة التي أحبها هي (بروبلي)، يمكن هي.
هاشم: هذه أحلام كل إنسان يحب السيارات، وسيارتك الشخصية.
شاكر جويحان: (رابتر)
هاشم: كيف تقود في الشوارع؟ هل تتهور أم تتأنى؟
شاكر جويحان: أنا هادئ جداً. هناك أشخاص تصعد معي ويستغربون، حتى أسمع منهم أنه في زمان، قبل، لم أكن متهوراً في الشارع.
هاشم: عندما كنا صغاراً، كان الأمر من مخفر إلى مخفر.
شاكر جويحان: لا، الحمد لله، لم يحدث معي هذا الشيء. دائماً في الشارع الفارغ أسرع فيه، وتل الرمان كان حلماً وإدماناً.
هاشم: سؤال أخير في ذهني، أو سؤالين: هل هناك إمكانية في يوم من الأيام أن نرى سيارات رالي تعمل بالكهرباء؟
شاكر جويحان: ممكن ذلك، وللأسف هناك ضغط أن يكون هذا الشيء. كانت سيارات الرالي (باي فيول)، ويحاولون أن يكونوا بشكل كامل، وفي رالي داكار، طبعاً، وأودي، دخلت هذه السيارات وفازوا. مهما كان، سوف تصير، ممكن من هنا حتى عشر سنوات. أكيد، واللوائح (الريكليشن) عادة كل ست أو سبع سنين سوف تتغير، وهناك وقت لي حتى تتحول، لأنني أكره سيارات الكهرباء.
هاشم: عادةً، عشاق السيارات (الموتريز) عادة لا يحبون الكهرباء.
شاكر جويحان: مؤكد، ولكن بنسبة مئة بالمئة سوف تكون، وأتمنى ألا يكون مثل الفورمولا وان والفورمولا إي.
هاشم: سؤال ثانٍ: لماذا الصانع الياباني هو المسيطر على عالم الراليات؟ والفرنسيون لديهم تجربة لطيفة أيضاً، والألمان بتجربة بي إم دبليو.
شاكر جويحان: من خلال خبرتي المتواضعة، كان الفرنسيون معروفين في موضوع الملاحة، ورالي داكار عبارة عن ملاحة، وكامل موضوعه رالي الملاحة، وهم مشهورون كثيراً بهذا الشيء. السائقون الفرنسيون معروفون في الراليات بهذا الشيء وغنيون عن التعريف. الموضوع الكامل لليابانيين هو الموثوقية (ريلايبليتي)، تويوتا في الآخر، وكامل موضوع داكار هو الموثوقية (ريلايبليتي): كيف ممكن أن تقطع السيارة ألف كيلو في اليوم وتتحمل أربعة عشر ألف كيلو خلال أسبوعين؟ تويوتا هذه السنة نازلة باثنتي عشرة سيارة، وهي معروفة كثيراً بالموثوقية (ريلايبليتي)، والذي ساعد كثيراً في تطوير هذه السيارة هو ناصر، وهو من صنع الهايلوكس، وساعدهم جداً في تطوير هذه السيارة.
هاشم: أبداً ليس في بالهم.
شاكر جويحان: تماماً، إن كان من تصميم السيارة، كان فعلهم ناصر، وأيضاً معروف في الصحراء.
هاشم: ابن الصحراء.
شاكر جويحان: صحيح.
هاشم: هل من الممكن أن نشاهد مرسيدس سيارة رالي؟
شاكر جويحان: لا أعرف، ولكن هم معروفون في الحلبات أكثر.
هاشم: شاكر، بطل الحاضر والبطل العالمي قريباً إن شاء الله. لقد كنت سعيداً في هذه الحلقة، وإن شاء الله نستضيفك قريباً. دائماً رافع اسمك واسم الأردن وكل الدول العربية والعالمية إن شاء الله. شكراً على وقتك، نورتنا اليوم.
شاكر جويحان: شكراً جزيلاً لكم، وبجد شكراً للبرنامج.
هاشم: هل عندك كلمة تقولها لشاب صغير يحضرك اليوم، يحب أن يدخل في عالم السيارات عندما يكبر، ويعتبرك قدوة (آيدل)، ويقول: أريد أن أكون مثل شاكر؟ وماذا توجه لهم كلمة للشباب؟
شاكر جويحان: الأشياء التي يقولها الناس دائماً: نعم، لا تسرع، هذه الأشياء معروفة. ولكن أنا أريد أن أقول إن كامل الشباب اليوم يدخلون مجال هذه الرياضة، لأنه يوجد جيل كامل اليوم صغير جداً، وسوف يصلون لها، سواء في سباقات السرعة (سبيترز) أو الراليات. وكثيراً ترون المسيرة التي مشيت فيها. شيء كثير احفظها: إن كان هؤلاء السائقون أن ينظرون على السائقين الآخرين، ألا ينظرون إليهم كأعداء، بل ينظرون إلينا كأخوة وأصحاب. لا ينظر إلى نظرة الحسد عليّ أو على غيري، ولا يدخل إلى الرياضة وسوف أعادي.
هاشم: يجب أن يكون عندهم روح رياضية، هذا مبدؤها.
شاكر جويحان: تماماً، الروح الرياضية وكعائلة كبيرة جداً. وتدخل الرياضة بمحبة، ويضحي لهذه الرياضة، لأنها تحتاج للكثير من الوقت والجهد وتعب كثير. يجب أن تنسى المال والنقود. كثير من الناس تعتقد اليوم أنه حتى أنزل في هذا المجال، يجب أن يكون لدي سيارة. تستطيع أن تأتي بأي سيارة وتنزل فيها السباق وتفوز، وأن يكون لديك الإصرار وتقنع نفسك بالفوز حتى تستحق الفوز.
هاشم: هذه نصيحة من البطل شاكر جويحان. وهكذا نكون قد وصلنا لنهاية حلقتنا لهذا اليوم. أتمنى أن تكون قد أعجبتكم، وإن شاء الله في الحلقة القادمة في مواضيع متنوعة في عالم السيارات من أبطال ورجال أعمال ومؤثرين في هذا المجال. أنا هاشم شعشاعة من بودكاست كراج، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.