
ملخص البودكاست
بدايات الشيخ علاء جابر وقصص ملهمة: الشيخ علاء جابر يتحدث عن تجربته في الدعوة وانتقاله إلى عدة بلدان منذ بداية مسيرته عام 2000. يروي قصة ملهمة حدثت معه في الهند حيث أهدى سائقا غير مسلم مشروبا وعطره مما أدى إلى إسلامه.
كيف تختار مواضيعك على وسائل التواصل الاجتماعي؟: الشيخ علاء يشرح كيفية اختياره للمواضيع من الكتاب والسنة والتفاعل مع الواقع المحيط.
الفرقة الناجية: الشيخ علاء يوضح أن الفرقة الناجية هي من تتبع منهاج النبي وأصحابه، محذراً من الادعاءات الكاذبة.
الرسالة التي يريد الشيخ علاء إيصالها للناس: الشيخ علاء يؤكد أن رسالته هي أن يسير الناس على نهج النبي الكريم، وأن الدين يجب أن يكون حاضراً في حياتهم.
تهمة تمييع الدين: الشيخ علاء يرد على اتهامات تمييع الدين بشرح كيفية تسهيله لدين الناس واهتمامه بمخاطبة الناس بقد إيمانهم.
هل الدين لله والوطن للجميع؟: الشيخ علاء يوضح أن الدين لا بد أن يكون الأساس في الوطن، وأن الأوطان بدون دين تكون مليئة بالظلم.
الدعاة والقضايا السياسية: الشيخ علاء يتناول دور الدعاة في القضايا السياسية، مشدداً على أهمية توضيح الحق والوقوف مع المظلوم.
الفراسة والتنبؤات: الشيخ علاء يتحدث عن فراسته وتنبؤه بسقوط النظام السوري بناءً على السنة النبوية.
الفرق بين الملحد العربي والغربي: الشيخ علاء يوضح الفروقات بين الملحد العربي والغربي من حيث التعامل مع الإلحاد والمجتمع.
تعامل الملحد العربي مع التأخير في الوعود الإلهية: الشيخ علاء يتناول كيفية التعامل مع الملحد العربي الذي يواجه تأخير الوعود الإلهية.
غير المحجبة والنار: الشيخ علاء يوضح أن غير المحجبة معصية لكن ذلك لا يعني أن صلاتها غير مقبولة أو أنها إلى النار.
دور الدين في تعديل السلوك السياسي: الشيخ علاء يتحدث عن تأثير الدين في السياسة وضرورة إدماج القيم الدينية في السلوك السياسي.
تقديم النصيحة وتجنب الجدل السياسي: الشيخ علاء يشرح كيفية تقديم النصيحة بشكل بعيد عن الجدل السياسي.
دور الخطاب الديني في نبذ الفتن والاختلافات: الشيخ علاء يؤكد أن الدين هو السبيل الوحيد لإصلاح الأمة ونبذ الفتن.
رسالة الشيوخ والدعاة على مواقع التواصل الاجتماعي: الشيخ علاء يشجع الشيوخ والدعاة على دخول ساحة التواصل الاجتماعي لنشر الفضيلة.
ما العلويين والفرق بينهم وبين الشيعة: الشيخ علاء يوضح الفرق بين العلويين والشيعة وتاريخ العداء الممارس من بعض الفرق.
قصة رحلة الشيخ في تركيا: الشيخ علاء يروي تجربة سابقة له في تركيا حيث تعرض لإيذاء بسبب مظهره الديني.
الثورات والمقاومة: الشيخ علاء يبين موقفه الداعم للمقاومة ويؤكد على ضرورة الوقوف ضد الظلم.
المقاطعة وموقفها: الشيخ علاء يتحدث عن أهمية المقاطعة كمسألة عقدية ودورها في دعم القضية الفلسطينية.
-من الدقيقة الأولى وحتى 8.35: بدايات الشيخ علاء جابر وقصص ملهمة.
-من الدقيقة: 8.37 وحتى 11.24: كيف تختار مواضيعك على وسائل التواصل الاجتماعي؟
-من الدقيقة 11.25 وحتى 14.6: الفرقة الناجية.
-من الدقيقة 14.7 وحتى 14.59: الرسالة التي يريد الشيخ علاء إيصالها للناس.
-من 14.59 وحتى 17.44: تهمة تمييع الدين.
-من 17 4 وحتى 19.25: هل الدين لله والوطن للجميع؟
-من 19.26 وحتى 22.10: الدعاة والقضايا السياسية.
-من الدقيقة 22.11 وحتى 24.30: الفراسة والتنبؤات.
-من الدقيقة 24.31 وحتى 27.50: الفرق بين الملحد العربي والغربي.
-من الدقيقة 27.51 وحتى 30.30: تعامل الملحد العربي مع التأخير في الوعود الإلهية.
-من الدقيقة 30.31 وحتى 32.45: غير المحجبة والنار.
-من الدقيقة 32.46 وحتى 35.00: دور الدين في تعديل السلوك السياسي.
-من الدقيقة 35.01 وحتى 37.15: تقديم النصيحة وتجنب الجدل السياسي.
-من الدقيقة 37.16 وحتى 40.00: دور الخطاب الديني في نبذ الفتن والاختلافات.
-من الدقيقة 40.01 وحتى 42.20: رسالة الشيوخ والدعاة على مواقع التواصل الاجتماعي.
-من الدقيقة 42.21 وحتى 44.35: ما العلويين والفرق بينهم وبين الشيعة.
-من الدقيقة 44.36 وحتى 47.50: قصة رحلة الشيخ في تركيا.
-من الدقيقة 47.51 وحتى 50.30: الثورات والمقاومة.
-من الدقيقة 50.31 وحتى 53.00: المقاطعة وموقفها.
بداية البودكاست
شريف الزعبي: أهلاً وسهلاً بكم أينما كنتم في حلقة جديدة من برنامج ضيف شريف.
ضيفنا اليوم شيخنا ومولانا وأخي ويشكل جزءاً من حياتي الشخصية كثيراً كثيراً كثيراً، الشيخ علاء جابر.
الشيخ علاء جابر: الله يحفظك يا شريف.
شريف: شيخي الحديث اليوم سيكون له شجون وعلامة فارقة في الإجابات التي تحتاج إليها الناس من ناحية عقيدتنا وديننا، ونحن اليوم نتكلم عن وضع المنطقة بشكل عام، ووضع الأمة اليوم يحتاج إلى بعض الإجابات الحقيقية للناس خصوصاً للشباب الجيل الحالي، لكن في البداية أنت داعٍ أردني وخرجت في سبيل الله كثيراً، وذهبت في سبيل الرسالة المحمدية، حدثنا عن هذه التجربة، وأيضاً حدثنا عن إحدى القصص الملهمة التي أثرت في حياة الشيخ علاء جابر.
الشيخ علاء جابر: بداية أشكرك على الاستضافة، وقلتها كثيراً لا أتشرف بشيء أكثر من أن أكون محسوباً على الرسالة المحمدية، بل إنني أرى أنني إذا رأيت عزة وشرف أكثر من شرف أنني داعٍ إلى الله ورسوله فقد أسقطت رتبتي عند الله. وإن أعظم ما قد يستعمل فيه المرء أن يكون داعياً إلى الله عز وجل وإلى منهاج رسوله الأكرم، والفخر كل الفخر أن يكون المرء محسوباً على الله ورسوله.
إن الله قد مَنَّ عليَّ وذهبت إلى عدة بلدان، وقد بدأت مسيرتي من سنة 2000 وهي مدة 24 سنة، وهذه البلدان كثيرة بفضل الله، والله مَنَّ عَلَيَّ كثيراً بأن دخل كثير من الناس معنا في رحمة الله عز وجل واعتنقوا الإسلام.
لقد كانت رحلات ملهمة ومُنَوِّرَةً وهادية وكاشفة، كأن الإنسان في هذا السبيل ينزع عن عينه الأنظار التي كان يرى بها كل شيء جميل، فغدوت أرى الأشياء على حقيقتها، كأنه بمنظار العقيدة كل شيء مختلف، بمنظار الدين كل شيء مختلف.
شريف: كيف استطعت أن تترك الأشياء الدنيوية وتنتقل إلى الدينية؟
الشيخ علاء جابر: لا يوجد شيء اسمه كيف قَدِرْتَ، بل يوجد شيء اسمه تجلي الله عز وجل، فعندما يقول المؤذن (حي على الصلاة) نقول (لا حول ولا قوة إلا بالله)، فهو يقول لنا (تعال صلِّ) فمن السنة أن نقول (لا حول ولا قوة إلا بالله)، أي إنك لن تذهب إلى ذلك المكان الذي يُنادَى إليه فيه إلا بحول الله وقوته. فالله لا يُطاع إلا بإذنه، ولا يُعصى إلا بعلمه، يُطاع فيَشكر وهو الغني، ويُعصى فيَغفر وهو القادر، سبحانه وتعالى.
فهذه الرحلات كان لها أثر عظيم جداً عَلَيَّ وعلى نضجي، ولله الحمد والمنة، من القصص الجميلة التي حدثت معنا أننا كنا في الهند؛ فذهبت أنا وشباب من البرازيل إلى حديقة الحيوانات (رفع الله شأنكم)، فتوجد سيارات الشحن (الغولف)، تأخذها استئجاراً بسبب الفقر الشديد، وبينما أتكلم مع السائق قائلاً له: (نريد أن نشاهد كل الحيوانات في هذه الحديقة)، وكنت أظنها مثل الحديقة التي عندنا يمكن زيارتها في عشر دقائق، قال لي: (كلهم)، قلت (نعم)، قال لي (130 روبية)، قلت له (130؟) فقال لي (لا تزعل 30)، فنزل من 130 إلى 30، فقلت له (موافق)، وركبنا معه. وكان المكان طويلاً جداً استغرق أكثر من ساعتين، وكنا نقف عند كل حيوان دقيقتين، وفي الطريق يوجد شيء مثل الـ (بوس) يبيع أشياء فاشترينا شيئاً لنشربه، فاشتريت للسائق، فقال لي (لو سمحت أنا لم أطلب)، وفكر أننا سنخصم هذا المشروب من مبلغ الثلاثين الذي اتفقنا عليه، وهي سعرها (15 روبية) فقلت له (هذه هدية)، قال لي (لماذا)، قلت له: (أنا مسلم)، فقال لي (أنا لم أسألك ما دينك، فلماذا اشتريت لي؟)، فقلت له (أنا مسلم، ديني لا يسمح لي في هذا الحر الشديد أن أشرب شيئاً بارداً وأنت في هذا الحر لا تشرب شيئاً)، فقال (فإن لم يكن معك المال أتشتري لي ولك؟)، فقلت له (لا أشتري لي بل أؤجله إلى ما بعد)، فقال لي (فإن لم يكن معك مال لتشتري لي ولك؟) فقلت له (لا أشتري الآن، لا أشتري أمامك)، فكأنها أعجبته، فلم أكن متنطعاً أو أكذب عليه، هذا ديننا أن نراعي شعور الآخرين، وأكملنا الطريق. وبعد قليل أخرجت له من عطري وعطرته وأعطيته إياه وقلت له هذا هدية.
وعندما انتهينا من مشوارنا كانت الثالثة حيث أعطيته عملة من فئة المئة وقت له مسامح في الباقي، وقلت له أريد من دقيقة، فقال لا، تكلم بقدر ما تريد، فتكلمت معه بالإنكليزي قائلاً له: (دين الإسلام جاء لإنقاذ الناس) قلت له هذا فقط، وكان معي صديقي فبدأ يبكي، فسألني السائق (لماذا يبكي؟)، فقلت له (أخشى إن أخبرتك أن تزعل)، فقال (لا أزعل)، فقلت (هو يبكي عليك)، فقال (لماذا؟)، فقلت (لأنك ستذهب إلى النار)، فقال لي (لماذا سأذهب إلى النار؟)، فقلت له (لأنك لم تبحث عن الحقيقة، وما أنصفت في البحث عن الطريق الحق، يجب أن تنصف في البحث عن الدين الحقيقي)، فقال لي: (أمي لم تبكِ علَي)، فقلت له (نحن المسلمون نبكي على كل الناس)، يا شريف ماذا قال الله تعالى لرسولنا (فلعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين) وفي الكهف (فعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً)، يكاد يُهلك نفسه حزناً عليهم، هذه العواطف المحمدية لا بد أن نحملها، لا يجب أن تكون نية الداعي إقامة الحجة على الناس، بل رحمة الناس، وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، فبفضل الله بدأ هذا السائق يبكي، فقلت له (لماذا تبكي؟)، قال (أريد أن أكون مثلك)، فأنطقناه الشهادتين، وبعد فترة اطمأننا عليه فإذ به داعياً إلى الله ورسوله، هذه واحدة من القصص بفضل الله عز وجل.
شريف: نسأل الله أن يجزيك الخير عنا وعن كل واحد رأي الحق، سؤال آخر: كيف تختار مواضيعك على وسائل التواصل الاجتماعي؟ فالشيخ علاء جابر لديه قاعدة جماهيرية كبيرة جداً ومواضيعك فعلياً تمس الشارع والأمة، لكن أريد أن أعرف كيف تختار مواضيعك؟
الشيخ علاء جابر: بداية هذا التوفيق من الله، نحن نعبد الرب الفتاح أولاً، فربنا الفتاح وملهمنا محمد صلى الله عليه وسلم، سيرته، مكانته، ما كان يتكلم به أمام الصحابة هذا صالح لكل زمان ومكان؛ لأنه لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم، أي شيء تكلم به سيدي يصلح لكل زمان ومكان تماماً كالقرآن الشريف، ذاك كلام الله نزل بالوحي، وهذا أوحاه الرب إلى محمد أن يقوله، فأنا لست مبدعاً ولا فناناً، وليس لدي كاتبي المحتوى المجتهدين، نحن فقط نرجع إلى الكتاب والسنة، ونلمس الواقع؛ لأنه من الهدي المحمدي أن نتكلم من الواقع.
شريف: هل تعتبر المحتوى الذي تقدمته أنت هو نوع من أنواع المحتوى الذي يُبَسِّطُ المفاهيم الخاطئة؟
الشيخ علاء جابر: أنا طريقتي لا تعتمد على التبسيط، فالمفاهيم الخاطئة لا تحتاج إلى تبسيط وإنما تصحيح، لكن تبسيط بعض المفاهيم التي أشكل على الناس فهمها، نعم، نحاول أن نبسطها؛ لأن من صلب الإسلام أن نكلم الناس على قدر فهمهم واستيعابهم، فليس من المعقول أن أتكلم على صفحتي بالعربية الفصحى، لن يسمعك أحد، فالثواني الثلاثة الأولى في التسويق إن تعجب المشاهد يترك المقطع المرئي، فمتطلبات الرسالة المحمدية في هذه الساحة أن أضع نفسي في قالب الميدان، فهذه لغة الزمان (الميديا) فلا بد أن أخاطبهم بطريقتهم، اللكنة واللغة والأسلوب.
شريف: ما قصة الفرقة الناجية؟
الشيخ علاء جابر: ما أكثرهم! النبي صلى الله عليه وسلم تكلم عن فرقة واحدة، وكل شخص يرى نفسه هو الفرقة الناجية، سأعطيك كلاماً عجيباً، الصديق رضي الله عنه، بإجماع السلف والخلف وبشهادة محمدية، هو خير البشر بعد الأنبياء، قال: (والله لو دخلت يميني الجنة ما أمنت مكر الله أن تدخل شمالي)، والآن يأتي شيخ يصلي من ثلاث سنين ويقول عن نفسه أنا الفرقة الناجية، كل يغني على ليلاه.
الفرقة الناجية من كان على هدي النبي الأكرم بكامل ما جاء به رسول الله، من رحمة وعلم وسنة وعقيدة، فلا أزعم أنني أقلده وأنا صاحب غِلظة وشدة، فأنا أقول بأن الفرقة الناجية يدعي الجميع أنه هو، والنبي صلى الله عليه وسلم يدلنا: (ما أنا عليه وأصحابي). حسناً، من أقرب ناس لهؤلاء الأزمنة؟ هي القرون التي شهد لها سيدي بالخيرية (خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)، هذه القرون التي شهد لها النبي بالخيرية كانت فيها نشأة الأئمة الأربعة.
فمثلاً أبو حنيفة الذي عاش في الكوفة التي كان فيها 1800 صحابي أخذ العلوم من الصحب الكرام، وأقل ما قد روي عن أبي حنيفة أنه قد روى عن ست من الصحابة، عاصر صحابة، فهو قد رأى بعينه الصحابة الذين عاشوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذاً الفرقة الناجية من سارة على نهج هؤلاء؛ أبو حنيفة ومالك وأحمد والشافعي، وجاء في الآثار وهو يصحح بالشواهد أنه سيأتي فتى من قريش يملأ الأرض علماً، أجمع العلماء أنه الشافعي، تخيل أن الرسول الأعظم قد تكلم عنه.
شريف: الشيخ علاء يحاول دائماً أن يوصل رسالة من خلال مقاطعه المرئية، ما هي أعظم رسالة تريد أن ترى أن الدنيا كلها سمعت بهذه الرسالة من الشيخ علاء جابر؟
الشيخ علاء جابر: كل الطرق تؤدي إلى الهلاك، إلا طريق النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فرسالتي: أن يسير الناس جميعاً على نهجه المبارك، فمهما فعلت في حياتك وكنت مخالفاً لنهجهم لم تُقبَل، فرسالتي هي رسالة سيدي، وإن تطيعوه تهتدوا، وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.
شريف: يُتَّهَمُ الشيخ جابر بأنه يُمَيِّعُ الدين من خلال مقاطعه المرئية، من خلال الطرح أو الأسلوب الذي تتبعه، ما ردك على هذا الاتهام؟
الشيخ علاء جابر: يوم القيامة سيعرفون إن كنت أميع أو إن كانوا يغارون أو يحسدون، إن كنت أميع فهل رأيتني وضعت يدي في يد امرأة؟ أو أنني غيرت من لباسي وهيئتي ولحيتي وأسلوبي لأجل الشهرة والمنصات، وهل كان سيدي صلى الله عليه وسلم يميع الإسلام لما حاول أن يسهل على الزانية التي قالت له أنني حبلى من الزنا، فقال لها اذهبي حتى تضعي. فغابت تسعة شهور وعادت حاملة الطفل في يدها وقالت له: لقد جئتك قبل تسعة شهور فطهرني، قال لها اذهبي فأرضعيه حولين كاملين، فذهبَتْ ثم عادت ومعها الخبزة بيد الولد، هل هنا سيدي كان يميع الإسلام؟ أم إن سيدي أراد منها التوبة ورأى فيها الصدق؟ ثم أقام سيدي الحد عليها.
هل سيدي كان يميع الإسلام لما كان يسهل على الناس أمر دينهم عندما قال (دعوه ولا تعينوا الشيطان عليه)، (دعوه فإن صلاته ستنهاه) هل هذا تمييع؟ هذا ليس تمييعاً، نحن نحاول أن نخاطب الناس بقد إيمانهم، ثمة شخص جاء إلى النبي وطلب منه أن يزني تخيل الجرأة، (يا رسول الله ائذن لي بالزنا) لم يضربه ولم يجلده ولم يصرخ عليه، بل أجلسه وقال له (أترضاه لأمك؟) قال (لا) قال (لأختك) قال (لا) قال (كيف ترضاه لغيرك؟) ثم وضع يده الشافية على صدر هذا الصحابي قائلاً (اللهم اغفر ذنبه واشرح صدره)، ولما خرج من عند النبي سألوه الصحابة (ماذا فعل معك؟) قال (دخلت إلى حبيبي وأحب ما إلى قلب الزنا، وخرجت من عنده وأبغض ما لقلبي الزنا) فلربما الآن صارت الصورة النمطية عن الشيخ يجب أن يتصف بالصراخ ويعصب ويشتم ويكفر ويبدع، فأنا لا أسير على هذا النهج؛ لأنه يخالف نهج سيدي (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) فأنا لست مميعاً للدين، ويوم القيامة نلتقي.
شريف: هل الدين لله والوطن للجميع؟
الشيخ علاء جابر: انظر، إن لم يكن الوطن قائماً على الدين فهو وطن مليء بالظلم، إن لم للدين المتسع الأكبر في الأوطان فستمارس جميع أشكال الظلم على كل الطبقات، (إن الدين عند الله الإسلام) (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)، نعم الدين لله عز وجل فقط، ندين له لا لغيره، ولكن هل الوطن إذا كان يحارب الدين هل أنا أتغنى بهذا الوطن وأكون قد ذبحت نسبتي على إسلامي وديني لأجل هذا الوطن؟ لا طبعاً، انظر، الأوطان التي حولنا، حفظ الله علينا أمننا وأماننا، الأوطان التي كان يُمارَس فيها الظلم، وكان الإسلام فيها تهمة كيف انتقم الله منها ولكن انظر عندنا نحن كشيوخ، الإسلام في بلدنا ليس تهمة، المشيخة ليست تهمة، وهذا الشيء يُحسَب، وهذا الشيء يجعلك حقيقة تحب بلدك؛ لأنني لست مُتَّهماً كشيخ بل إن العاقل يفهم أن أصل حفظ هذه البلاد الأردن أن الله عز وجل قال (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) عندما تُرِكَت الساحة لأهل الإصلاح فأنزل الله سترته وحفظه على هذا المكان. لكن انظر إلى الأماكن التي حولنا لما مُنِعَ المصلحون من أن يمارسوا إصلاحهم كيف قلب الله عز وجل كل شيء على موازينه.
شريف: هل ترى أن الدعاة يجب أن يتطرقوا إلى القضايا السياسية العربية خصوصاً في منطقتنا؟
الشيخ علاء جابر: انظر، هناك سياسة وهناك دين يعني ما يحدث حولنا ليس كله سياسة هناك دين أيضاً لما تكلمت عنه أنت سيتكلم المغرض والمأجور وسيتكلم صاحب النية الخبيثة والمفسد والذي يقبض رواتب فيذيب لأهل مجتمعاتنا فيجب هنا على أهل الإصلاح والإدراك أصحاب المرجعية العلمية أن ينوهوا للمجتمع.
شريف: شيخ أنا أعلم أنني درست عند الشيوخ وأعلم أن المؤمن الحقيقي وخصوصاً الشيوخ والدعاة عندهم فراسة عالية جداً يمكن أول مرة أتكلم في هذا الموضوع وأعلم أنك لا تريد أن أخوض في هذا الموضوع ولكن أحب أن أتكلم به كنت كل سنة كنا جالسين أحد الجلسات وأخبرتني أن يا شريف على النظام السوري زائل لا محالة وأصبح الأسد ليس فقط مخلوع بل عُرِّضَ به بشكل ذليل كيف عرفت؟ أو كيف تنبأت أو كيف هذه الفراسة العظيمة التي تملكها وأنا أعلم بها ولكن أريد تفسير لذلك.
الشيخ علاء جابر: أنا قلت لك في الحرف الواحد هذا النظام سيسقط في أقل من عام لكنها ليست فراسة وإنما هو نقل عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والسنة المباركة أنه هذا الحكم سيزول بعد فتنة تستمر اثني عشر عام وأنها تبدأ بلعب الصبية هذا مذكور في السنة لأن سيدي يرى كل شيء أمام عينه ليس فراسة ما فعلته أنا أُصَدِّقُ سيدنا وهو لا يخطئ وهذه معلومة حقيقية أصلها محمد صلى الله عليه وسلم.
شريف: عندي سؤال ما الفرق بين الملحد العربي والملحد الذي يعيش في الغرب وأوروبا بشكل عام؟
الشيخ علاء جابر: هناك فروق وهناك شيء يجمعهم عندما نأتي بالاثنين ورميناهم في البحر وكلاهما لا يستطيع أن يسبح هذا يقول يا الله والثاني يقول ( oh my God ) (أمن يجيب المضطر إذا دعاه) عند الاضطرار تنطق الفطرة لكن هذا الأوربي مجتمعه مختلف عن المجتمع العربي الذي نشأ فيه الثاني و العربي لماذا اختار أن يكون ملحداً؟ لأنه أسهل لا يوجد أوامر ونواهي ولا حرام وحلال ضميره لا يعذبه بأن يخاطبه لا يجوز زنا ربا اتقِّ الله ويُفَعِّل وضعية الصامت بأن يقول لنفسه أنا ملحد لا يوجد إله وبالنسبة لنا كدعاة الملحد الأوربي أسهل علينا عندما نجلس معه خمس دقائق يستحي على نفسه ويقول أنه غبي وفي الحقيقة الملحد الأوربي (فإن أبواه يهودانه أو ينصرانه) لكن الملحد الأوربي يرى بعين مجتمعاته والبيئة التي نشأ بها هذا عند وهذا ليس عنده مثلاً إذاً لماذا لا أكون أنا ولا يوجد عقيدة يرتكز عليها فيصل أنه لا يوجد عدالة في الكون.
أما الملحد العربي غالب الملحدين العرب أو أدعياء الإلحاد لأنه لا يوجد ملحد حقيقي كله يكذب لكن غالبيتهم عاشوا بيئة إسلام وبلادنا العربية فرأى نماذج من العلماء الذين يملكون الشدة والتكفير واللعن والإنكار الشديد فيقول هؤلاء مزعجون فرأى أن أفضل طريقة أن يتجنب هذه الأقوال أن يجهر بالإلحاد حتى يجتنب هذا رأيي.
شريف: شيخي هل باعتقادك أن الملحد العربي للأسف يرى أن الحكمة الإلهية من تأخير الوعود مثلاً نسمع سؤال أين الله من الذي حدث في غزة ولكن إجابة أين الله من سورية استجيبت بعد أربعة عشر سنة حتى بعد أكثر من خمسين سنة اليوم عندما أتكلم مع الملحد أقول له إجابتك موجودة ولكن حكمة إلهية لا نتدخل بها متى الوعد الإلهي سيحدث فالملحد العربي باعتقادي لماذا تجبره على العقيدة يكون بهذه الطريقة الفظة وهو ليس ملحداً فكرياً فقط بل يهاجم الإسلام أو حتى أي عقيدة ثانية أو أي أحد يعبد الله فهذا ما يوحدهم.
الشيخ علاء جابر: الملحد الأوربي فيه شيء من العدالة الإلهية استودعه الله في كل أحد يولد المولود على الفطرة فإما أبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه الآن الفطرة موجودة فلو خاطبته ستخاطب الفطرة عنده داخله كما كأس ماء فيه سكر ولكن غير متحرك عندما تحرك ذلك في الملحد الأوربي يستنشق العقيدة ويعرف الحق. لماذا العربي أصعب علينا من الأوربي نحن كدعاة؟ العربي فطرته شوهت من ممارسات ومن سلوكيات سلكها بعض الدعاة من تكفير وتبديع وغلظة وسلك بعض المسلمون من أخطاء ارتكبوها تحت ظل الإسلام واسم النبي محمد (عبد الله وفاطمة ومحمد) يفعلون المحرمات ويرتكبون الظلم فأصبحت الفطرة عنده مشوهة وعندما تريد أن تخاطبه يعتبر نفسه أنه يعلم عن الإسلام ورأى الشيخ علاء أخطأ مرة ورأى شريف غلط أيضاً وفلانة محجبة أخطأت مرة فيعتبر نفسه أخذ فكرة عن الإسلام طبعاً وا أسفاه كيف كلاهما يحتاج إلى إنعاش لكن إنعاش الأوربي أحسن.
شريف: غير المحجبة هل هي إلى النار؟
الشيخ علاء جابر: ممكن المحجبة أيضاً أن تذهب إلى النار وممكن الشيخ يذهب للنار، النار ليست لأحد بذاته ترك الحجاب معصية موجبة لغضب الله لكن هل الغير محجبة صلاتها غير مقبولة؟ الجواب لا بل صلاتها مقبولة وفي ميزان حسنات وسيئات لكنها خسرت باباً عظيماً لإرضاء الله اسمه الحجاب فلماذا الجزم على النار؟
شريف: ونحن في فضاء السياسة ما دور الدين في تعديل السلوك السياسي للأفراد في المجتمع؟
الشيخ علاء جابر: ليس للدين دور أصلاً، الدين طاهر مطهر كما جاء والسياسة التي لا دين لها نجسة تنقل النجاسة إلى كل مكان فإذا ما أذن الأفراد السياسيين للإسلامي بأن يتمكن من سلوكياتهم ما نشروا بسياستهم إلا النجاسة فأصل فضيلة السياسة أن يؤذن للدين الإسلامي بأن يتمكن منها.
شريف: شيخي كيف تقدر أن تقدم النصيحة وتتجنب الجدل السياسي، كيف تقدر أن تقدم نصيحة وتتجنب ذلك الجدل السياسي ونحن دولة فيها التعددية السياسية والأحزاب واليسار واليمين كيف تقدر أن توفق بين الجميع وأنت الداعية التي يحبه الجميع؟
الشيخ علاء جابر: إذا جعلت نفسي أسود على سقف السياسة وأتكلم به سأخسر كثيراً من الناس في الأردن وأنا رسالتي ودعوتي قائمة على أساس أن يحبني الجميع فمن لا يحبك لا يسمع لك ونحن في الأردن الجميع يتقن السياسة، الطبيب وأبسط شخص من عامل الوطن جزاه الله عنا كل خير إلى أبسط إنسان في المجتمع كله يتكلم في السياسة وكل شخص متمسك برأيه لا يقبل رأي غيره فلو قلت له مثلاً أنا شافعي سأخسر عدداً كبيراً تفوتهم فرصة الاستماع إلى كلامي قد أكون هادياً لهم ولأبنائهم فأترك لغيري الدخول في هذا المعترك.
شريف: هل تعتقد أن طريق الحق اليوم أولى من الخوض في الجدالات السياسية؟
الشيخ علاء جابر: أفكر في الصفحات واضح أنا في صفحاتي واضح أدعم كل صاحب حق من دون أن أُحْسَبَ على سقف ولست محسوباً على جماعة إسلامية أنا مع المظلوم حتى لو كان كافراً، ديني لا يسمح لي أن أكون واقفاً بصمت أمام ظلم الظالم وإن كان الظالم مسلماً والمظلوم كافراً لا يمكن السكوت على الظلم ولا أحسب على أحد أو أحسب على سقف فأنا أنصر المظلوم كائناً من يكون أنصر صاحب الحق.
شريف: هل سورية كانت بطولة أم مؤامرة؟
الشيخ علاء جابر: هي بطولة وممكن أن تكون مؤامرة.
شريف: هل يمكن للمؤامرة أن تخرج عن تدبير الإله؟
الشيخ علاء جابر: لا شيء يخرج عن تدبيره فلو كانت مؤامرة فالله يحيط بهم ولا يخرجون عن إحاطته وقدرته وحمايته أنا أراها بطولة.
شريف: ما تفضلت به يحتاج إلى إيمان كبير كيف أنت قادر بتوجيه هذه الرسالة للجماهير لأنه حتى لو كانت مؤامرة هي من الإله وأنا أفهم أنه يجب أن ترضى بالسراء والضراء وهذا ما يميز الشعب السوري يقول رضا وهذه اعتبرها بين الحمد لله وما بعده وهو الرضا بما قسمه الله لك. كيف تعطيني شيئاً للناس أنا أرضى إن كانت مؤامرة وثبتت هي من رب العالمين.
الشيخ علاء جابر: تآمروا على سيدي محمد صلى الله عليه وسلم وهو أشرف البشرية والأعز على الله تآمروا عليه وطردوه من مكة وكان حزيناً على بلده فخاطبها من بعيد وقال لها والله إنك لأحب الأماكن إليّ ولولا أن أهلك أخرجوني منك لما خرجت، فذهب مكسور الخاطر إلى المدينة أربعمائة وخمسون كيلو متراً تقريباً لكن أقدار الإله كانت قد حيكت في الأزل، رجع فاتحاً ومن طردوه صاغرين أمامه دخل عليه النبي مطأطأً وجهه الشريف على دابته رافعاً أصبعه إلى السماء ويقول الحمد لله وحده الذي نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده.
ليتآمرْ أهل الباطل، سيهزمهم الإله، لن يخرجوا عن حماية الرب.
شريف: في ظل التوترات السياسية في المنطقة كيف ترى المنطقة والأمة ليست على قلب رجل واحد؟ ما دور الخطاب الديني في نبذ الفتن والاختلافات؟ الشيعة بين أنفسهم وأهل السنة والجماعة بين أنفسهم.
الشيخ علاء جابر: أعود وأجيبك بنفس الإجابة لا يصلح حال أمتنا إلا الدين.
شريف: ولو أن كلاً منهم يعطيني وجهة نظر مختلفة عن الآخر؟
الشيخ علاء جابر: اسمع يا سيدي مكتوب على باب الكعبة لا يصلح آخر الزمان إلا بما صلح به أوله أول الزمان؛ صلح بسيدنا النبي ودعوته ولن يصلح إلا بإحياء سنته ومنهاجه ومسلكه، أقول إذا لم نأذن للإسلام بأن يتمكن من كل شيء في حياتنا ومجتمعاتنا لن تقوم لنا قائمة. لسائل أن يسأل متى يا شيخ والأمة مشتتة؟ هذا ليس عملكم هذه سورية اثنا عشر يوماً هذا عمل الله.
شريف: هل الشيخ علاء يوجه اليوم لكل الشيوخ أن يرجعون لمواقع التواصل واعتلوا هذه المنابر وتكلموا مع كل الناس؟
الشيخ علاء جابر: ليس كل الشيوخ، ولكن هناك شيوخ الله سيسألهم إذا لم يدخلوا لهذه الساحة؛ لأن هؤلاء فتح الله عليهم وجعل لهم قبولاً وأصحاب علم وإحاطة ويتقنون الحديث مع أصحاب السقطات والعثرات، هذا الله سوف يسأله ويستعمل لسانه ودهائه لأجل دنياه ومادته، الله سوف يسألك ماذا عن دينك؟ لأنه بسبب ترك المشايخ لساحات الميديا تصدر الباطل وأصبح تريند بسبب الغياب فإذا غابت الفضيلة عمّت الرذيلة.
شريف: ما العلويين وما الفرق بينهم وبين الشيعة؟
الشيخ علاء جابر: العلويين هم الغلاة الباطنية فرقة من الشيعة نشأت في القرن الثالث الهجري في القرن التاسع الميلادي. والحقيقة يتميزون بالتقية لكنهم مجبولون على العداء هذا كان طول حياتهم وقبل الثورة السورية بالكتب التي قرئت عند المشايخ، ولي تجربة قبل الثورة أنا وصديقي محمد الجهني في تركيا برحلة ذهبت معه لا يوجد أي تهمة ولكن شاهدوا اللحية ضربونا ضرباً مبرّحاً.
شريف: أريد أن أسمع تفاصيل القصة.
الشيخ علاء جابر: ذهبنا رحلة في تركيا لسنا قادرين على تقييم من أمامنا، ودخلنا في هذه المدينة أو القرية لكن النظرات تتجه لنا غير مألوفة، ترى نظرات مختلفة في مجال الدعوة، لكن هذه النظرات لم نشاهدها قبل وإذ بها نظرات الحقد. حقيقة تأذينا كثيراً إيذاءً نفسياً وجسدياً هذا قبل الثورة.
شريف: على سيرة الثورات وحركات المقاومة قلت أنت تقف مع المظلوم مهما كان اليوم بعد أحداث 7 تشرين أول البعض يقف كان الميل للسلم أولى أم الدخول في هذا المعترك صحيح؟
الشيخ علاء جابر: أنت تتكلم بلسان المجتمع. سِلْمُ ماذا وسبعون عاماً تقتيل وتشريد وتهجير وتدنيس مقدسات والمسرى المبارك يغتصب أي سلم وشعارهم من النيل إلى الفرات؟ كيف ذلك هذا ليس سلم ولا يمكن أن يزاح ظلم الظالم إلا بالمقاومة لا بد أن يقاوَم الظالمُ.
شريف: النقاشات الدائرة كانت حال الأمة في وضع حضيض.
الشيخ علاء جابر: سأقول لك كلاماً يخص سبعة أكتوبر المبارك، النتائج كانت قادمة والرجال الأبطال الذين عبروا لا يعلمون ما سيحصل لم يتخيلوا أن تسير الأمور بهذا الاتجاه، والعالم يزعم العدل أين المؤسسات وحقوق الانسان أين النسوية على نساء غزة لم نسمعهم ما سمعنا أحداً ينادي بالحق الذي قد تستر أسفل سقفه ما حصل لم يكن متوقع لكن كان منوياً عليه.
شريف: نحن كلنا مقاطعون. الناس تريد أن تستمر في المقاطعة كتقديم شيء معنوي من الوقوف بجانب غزة، هل يقدر أن يتكلم أحد أن هذا الموقف هو موقف وطني لأنني لا أقدر أن أعبر أكثر من ذلك أم هل هناك موقف ديني من الموضوع؟
الشيخ علاء جابر: لا أقول برأيي أنا أجزم أن المقاطعة أمر عقدي وليس وطنياً، ومن منطلق العروبة إذا ثبت لدينا أن أصحاب هذا المنتج يدعمون الكيان من قريب أو من بعيد فشراء من منتجاتهم ثمن طلقة سوف تنقذ مسلماً، هذه مسالة عقائدية من نظر الشرع.
أنت قلت كلنا مقاطعون كيف وأنت من فترة خرجت في بودكاست قلت فيه أنا ضد المقاطعة استغربت وتكلمت معك وقلت لي والله قصة كذلك.
شريف: أكيد قصة كل عربي حر وشريف أن يكون أي أمل للوقوف مع غزة ولا يستغل ذلك.
الشيخ علاء جابر: أنت قلت شريف هل أنت شريف؟
شريف: لا يوجد أحد شريف.
الشيخ علاء جابر: أنت قلت لا أحد شريف.. والشريف الذي يقدر أن يقف مع غزة فلا تركب على عقل عاقل بأن يقول أنا لست مقاطعاً.
شريف: وأنا أريد أن أقول لك أولاً حتى نتفق قولاً واحداً المقاطعة وغير المقاطعة أي شيء يساعد في التقليل ولو بشيء بسيط عن إخوتنا في غزة أو سوريا أو السودان نحن معه قلباً وقالباً؛ لأنه لا يوجد معك سوى هذا السلاح نحن لا نقدر أن نحارب فإن لم تقاوم بقلمك وبكلامك وصفحتك حتى في يومك وفي جامعتك فلا خير فيك.
الشيخ علاء جابر: نحن ندعم كياناتهم الغاصبة والظالمة لماذا ذلك؟ المنتج الغازي الذي لا نقدر بدونه، ظهر بدلاً عنه خمسة منتجات بديلاً عنه وماركة اللباس الداعمة للكيان ظهر أحسن منه كمعطفي صناعة أردنية والمنتج ليس معيوباً.
شريف: موقفي أنه لا يجوز هؤلاء الموظفين الذين كانوا يعملون في أماكن تلك المنتجات ولكن الشركات الأردنية أثبتت أنه فعلياً كثير من الناس الذين كانوا موجودين في الشركات الأمريكية أو الأجنبية بشكل عام كثير منهم حصلوا على وظائف في الشركات المحلية الأردنية.
الشيخ علاء جابر: كم مطعم كان مغموراً فأصبح مشهوراً وفعلاً ظهر أذكى من الذي كان يغذي الثكنة العسكرية هذا يدعم ذلك الكيان كيف أحضره لعائلتي!
شريف: مصدر دخلك من أين؟
الشيخ علاء جابر: كل منّا يعلم شيئاً اسمه الرزاق، عبد الغني لا يفقر وعبد الواسع لا يضيق عليه حال، أنا لا أتكسب من ديني ولا أتاجر به، تعلم أنني من سنوات كثيرة أعمل في العسل والعبد الفقير أشتري وأبيع أشياء ثانية كشراء أثاث منزل أشتريه وأبيعه أنا تاجر بفضل الله.
شريف: سؤالي لك إذا أحد من الرعاع أصدقائك ولكن منتجه كان شيئاً هل هناك حيز لكلمة الغاية تبرر الوسيلة عند الشيخ علاء؟
الشيخ علاء جابر: أعتبر إذا كنت سأعمل دعاية لمنتج سيء وأصفه بأنه جيد، مال هذه الدعاية حرام وسأكون قد خدعت الناس.
شريف: أقصد لثقته بك قلت لهم هذا الشيء جيد وكنت قد غششتهم في ذلك هذا المال حرام. لنذهب قليلاً لشيء خاص فضيلتك لو يوم من الأيام أبناؤك قال لك أبي أنا ملحد كيف ستتصرف معه؟
الشيخ علاء جابر: هناك شخص الله جعلني سبباً في هدايته وهو شخص سيء جداً كان يعمل عملاً بسيطاً بعد أن منّ الله عليه بالهداية أصبح يقول لرفاقه هيا نصلي معاً، أحدهم قال له أنه ملحد لم يسكت له وبدأ بضربه ضرباً مبرحاً فقال له الملحد (مشان الله) فقال المهتدي هذه هي العودة لله. تخيل أن أفعل ذلك مع ابني بأن أضربه حتى يستنجد بالله، ابني وابنتي في تربية ممتازة وأسأل الله أن يحفظهم.
شريف: في حياتك الشخصية ما قصة امتحان الوزارة لمادة الرياضيات.
الشيخ علاء جابر: هل يجب أن أجيب عن هذا السؤال؟ لست فخوراً كنت لاعب منتخب وطني تحت سن الثامنة عشر وتزامن مع امتحان الوزارة مباراة للمنتخب فأنا ذهبت إلى المباراة فضُربت في البيت ضرباً مبرحاً ولكن هذا السؤال أي عصفور أوصله لك؟
شريف: أرجو أن تحكي لي قصة البقلاوة التركية مع الوالدة رحمها الله.
الشيخ علاء جابر: اللهم ارحمها وتجاوز عنها وعاملها باللطف والإحسان، كنا في تركيا وكنت نازلاً في فندق خمس نجوم كان لي رفيق في السفر أخي أبو عمر الحبيب قبل السفر بيومين أو ثلاثة قلت له أريد أن أذهب فأنا حاجز في فندق محترم وتكلمت مع تاجر العسل وسأشتري عسلاً فجعل زوجته تتواصل مع زوجتي ليستفهم عن الموضوع وقطعت بالطائرة وذهبت وكانت تدابير الإله أن تتلطف بي أخذت لأمي بقلاوة فدخلت في بيتها فقالت لي لماذا لم تقل أنك ذاهب إلى تركيا كنت ذهبت معك وهي تتكلم أخذت قطعة بقلاوة وأطعمتها بيدي وكنا وقتها في أيام الكورونا وكنت أعقم يدي فقالت أمي بعد تذوقها أن طعمها جميل وأريد واحدة أخرى فقلت لها كثير عليك فأعطيتها نصف واحدة وهي تأكلها تسألني ما فعلت أين ذهبت وجلست معها حوالي نصف ساعة وتكلمت معها عن فاطمة الزهراء رضي الله عنها فبكت وذهبت وسبحان الله بعد قطع البقلاوة أعطاني الله عز وجل نهاية خدمة بعثت لي رسالة نصها: رضي الله عنك كما رضي الرسول على ابنته وحبيبته فاطمة الزهراء أول مرة في حياتها تبعث رسالة بهذه الطريقة بعد ثلاث أو أربع ساعات توفاها الله، فمن الله عليّ أن رجعت، رحمة الله عليها.
شريف: شارفنا على النهاية ولكن أريد ان أسأل ما هو أفضل عمل لك تفعله؟
الشيخ علاء جابر: العمل الذي أرجو أن أُقْبَلَ بسببه حبي لرسول الله الكريم، أفخر بأنني في هذه الساحة ولا أسمح لأحد أن يسبقني إليه أحب سيدنا النبي كثيراً وأهيم به أيضاً.
جسد تمكن حب أحمد فيه تالله إن الأرض لا تبليه
أن كيف يبليه الثرى وحبه في قلبه ومدحه في فيه
فهذا ما أرجو الله أن أقبل بسببه وأن تغفر زلاّتي وعثراتي.
شريف: لو أعطيتك دقيقة تتكلم فيها عن الرسول الأكرم من محب إلى حبيب.
الشيخ علاء جابر: أتكلم عنه أم معه.
شريف: تحكي معه.
الشيخ علاء جابر: أحكي معه ما كنت لأجهر بكلماتي لكن أتكلم عنه هو سيدي وشفيعي وفزعتي وملاذي بعد الإله وملهمي في كل سكناتي وحركاتي، أفخر وأرجو أن أكون محسوباً عليه وأرجو أن أكون حقاً قد حصلت عليه. لا أعلم كيف يعيش من لا يحب النبي الذي لم يجد الحب سبيلاً إلى قلبه لهذه الشخصية المباركة لا أظنه يمكن أن يحظى بالإسلام الشريف بل إن بقائك في الدائرة مقرون أن يكون أحب إليك من نفسك التي بين جنبيك ومن مالك وولدك ووالدك والناس أجمعين.
شريف: خارج إطار الحياة الدعوية ما هي الأنشطة والفعاليات التي تحب أن تفعلها أي هواياتك؟
الشيخ علاء جابر: عندي وقت مقدس في نهاري هو فنجان القهوة مع زوجتي أعتبره زهزهة أُعان به على نوائب الدهر وحملي الدعوي الثقيل أحب أن أجلس معها لكننا نفترق لأجل الله لأجل الدعوة.
أحب أن ألعب مع أصحابي (بلاي ستيشين) مع أحمد أبو الصادق وأغادر دائماً مغلوباً وأبقى معصباً وهذا ما تلاحظه أم عمر.
شريف: هل تشتاق لشيء كان قبل الالتزام؟
الشيخ علاء جابر: لا أشتاق لأي تفصيله من تفاصيل حياتي بدون هذه الحياة التي أنا عليها الآن ولا أفخر بأي لحظة قبل أن أصبحت محسوباً على هذا الطريق.
شريف: أسأل الله أن يرضى عنك، شرفتني والبرنامج كبر بوجودك. كان معي الداعية الأردني علاء جابر. شكراً لكم.