سامي يتكلم

بهاء عبد الرحمن: حديث في عمق الكرة الأردنية | بودكاست سامي يتكلم

  1. 00:01:10 – البداية وهدف لا يُنسى
  2. 00:02:28 – من هو بهاء عبد الرحمن؟ (الحلم والبدايات)
  3. 00:04:28 – أولى خطوات الاحتراف (تجربة الأهلي السعودي)
  4. 00:05:43 – عقلية اللاعب الأردني: لماذا الخليج وليس أوروبا؟
  5. 00:08:12 – أزمة المنظومة الكروية (الفئات العمرية والاتحاد)
  6. 00:10:49 – معضلة الدعم المادي ورعاية الشركات للأندية
  7. 00:13:56 – ملف المحترفين الأجانب (بين اليوتيوب وضربات الحظ)
  8. 00:22:05 – الانتماء بين جيلين (زمن الولاء وزمن المادة)
  9. 00:30:21 – عدم الاستقرار في الفيصلي (تغيير المدربين واللاعبين)
  10. 00:38:48 – المنتخب الوطني واختيارات المدرب المثيرة للجدل
  11. 00:44:38 – صرخة لاعب: أزمة الملاعب وأرضيات “الترتان”
  12. 00:46:48 – تقييم المدرب الأردني ومستقبله
  13. 00:49:48 – تراجع الوحدات وغياب نكهة “الكلاسيكو”
  14. 00:55:08 – أفضل من لعبت بجانبهم (حسونة الشيخ ورأفت علي)
  15. 00:57:03 – كلمة أخيرة ورسالة إلى الجمهور

بداية البودكاست

بهاء عبد الرحمن
انظر، المدرب الأردني مدربٌ ناجح. المدرب الأردني بصراحة، يعني، من المؤسف أن يحمل بعضهم شهادة. أشعر أن محترفينا في الأردن يأتون بضربة حظ. يعني، محترف السلط اليوم كان ضربة حظ. إن أردتَ محترفاً خارقاً، فعليك أن تدفع مالاً. أما عندنا في الأردن، لو وقع مثلاً على 200 ألف دولار، فلن يأخذها كاملةً. أفضل منفذ للركلات الحرة اليوم في الأردن هو أحمد العرسان. جمهور الفيصلي لم يكن راضياً عن مستوى أحمد العرسان. هل هذا يعني أن اللاعبين لم يكونوا يلعبون مع جمال أبو عابد؟ كانوا يلعبون معه. كان اللاعبون يعرفون أنه اليوم إذا أخذت الموضوع على أنه ستكون هناك إقالة… نحن كل سنة نغير أحد عشر لاعباً. المهاجمون في الأردن معدودون على الأصابع. إن محترفينا يأتون عن طريق اليوتيوب، يعني ربما كان هذا في الماضي. محترفو الفيصلي اليوم كلهم على سوية عالية. أنا بصراحة عندما صدرت التشكيلة، تفاجأت بأنه ليس موجوداً. هل مدربنا يكون يتابع الدوري الأردني وهو في المغرب أم فقط عندما يأتي إلى الأردن للتجمع؟ هذا هو السؤال الذي أريد أن أسأله.

سامي
عزّ شأننا بك يا كابتن. والله لقد شرّفتنا! كيف كان ذلك الهدف الذي أحرزتَه؟

بهاء عبد الرحمن
أوه، خيالي والله. والله العظيم.

سامي
بماذا شعرتَ عندما أحرزته؟

بهاء عبد الرحمن
شعور يجنن. بماذا شعرتَ أنت؟ عندما تكون متقدماً بهدفين لواحد في الدقيقة الثمانين والملعب ممتلئٌ عن آخره. آه، أنا عندما رأيتها وقد دخلت في المرمى والجمهور صرخ صرخته الأولى…

سامي
لكن دائماً ما نرى أن شعور الجمهور في الملعب شيء رائع بصراحة.

بهاء عبد الرحمن
جداً. أنا من طبعي، منذ أن بدأت، لا أحب أن ألعب إلا إذا كان الملعب ممتلئاً. فدائماً جمهور الفيصلي يعطيك نكهة جميلة بالهدف، بالصوت، وهكذا. فالهدف طلع جميلاً جداً بصراحة.

سامي
جميل. لك جمهور الفيصلي كثيراً.

بهاء عبد الرحمن
طبعاً، جمهور الفيصلي بصراحة هم أهلي. أنا ترعرعت في نادي الفيصلي وأنا عمري أربع عشرة سنة. فحب الفيصلي بصراحة لا ينتهي عندي أنا كبهاء عبد الرحمن. فبصراحة هم قدموا لي أشياء كثيرة وأنا قدمت لنادي الفيصلي، يعني أخلصتُ في عملي.

سامي
يا سلام.

سامي
طيب كابتن، نحن دائماً نبدأ البودكاست بسؤال واحد: من هو الكابتن بهاء عبد الرحمن؟

بهاء عبد الرحمن
أولاً، بدايةً، بسم الله الرحمن الرحيم. أنا سعيد جداً بوجودي معك أخي سامي.

سامي
أنا لي الشرف والله.

بهاء عبد الرحمن
ولي الشرف أن أكون موجوداً معكم. أول شيء، أنا الكابتن بهاء عبد الرحمن، كابتن النادي الفيصلي وكابتن المنتخب الأردني سابقاً، وحالياً معتزلٌ لكرة القدم.

سامي
وماذا أيضاً؟ عرّفني عن الكابتن بهاء عبد الرحمن أكثر.

بهاء عبد الرحمن
الكابتن بهاء عبد الرحمن، يعني، بدأت طفولتي في كرة القدم… حبي للكرة بصراحة كان منذ كنتُ صغيراً، فكنتُ دائماً أملك طموحاً في حياتي أن أصل إلى النجومية والحمد لله حققتها. كان حلمي أن ألعب في النادي الفيصلي منذ كنتُ صغيراً، وبدأت من عمر أربع عشرة سنة حتى وصلتُ إلى الفريق الأول. فبصراحة، كان هناك نجوم كبار كنتُ أتمنى أن ألعب بجانبهم، من دون ذكر أسماء، إذا ذكرتُ اسماً أخشى أن يغضب الجميع مني. فبصراحة، كان شعوراً رائعاً جداً عندما كانت أول مباراة لي مع النادي الفيصلي في الفريق الأول، فكان شعوراً جميلاً جداً. بعد ذلك انتقلتُ إلى منتخب الشباب في كأس العالم، لعبتُ في كأس العالم لمنتخب الشباب، ثم المنتخب الأول، وهنا بدأت انطلاقة بهاء عبد الرحمن نحو النجومية.

سامي
حلمك كان أن تلعب في النادي الفيصلي وحققته، ألم تحلم يوماً بأن تلعب في أوروبا؟

بهاء عبد الرحمن
انظر، في الماضي، لم يكن الاحتراف الذي يمكننا القول إنه يفتح لك مجالاً لتخرج إلى أوروبا. كانت أغلب الاحترافات للخروج إلى الخليج.

سامي
لا يزال هذا الشيء موجوداً حتى اليوم.

بهاء عبد الرحمن
أه طبعاً، ولكن يعني هناك أسماء موجودة وذهبت واحترفت في أوروبا. نعم، فربما أنا أول لاعب أردني يحترف في الدوري السعودي مع النادي الأهلي السعودي، كان عمري تسع عشرة سنة. فبصراحة، كان أول شيء، أنا لم أكن متابعاً للدوري السعودي، فبعد أن ذهبتُ عرفتُ أن النادي الأهلي السعودي هو قلعة الكؤوس في السعودية. فبكل صدق وأمانة، لعبتُ مع نجوم كبار، ربما حالياً كلهم معتزلون، مثل حسين عبد الغني، مالك معاذ، سيرجيو جاسم. فكانوا نجوماً كباراً في تلك الفترة التي كنتُ فيها. فكان بصراحة شعوراً لا يوصف أن تلعب في الدوري السعودي وفي نادٍ كبير وجماهيري ونادٍ يحصد كل البطولات. فهنا بدأ احترافي، وكان بنسبة 50% تقريباً، لأنني كنتُ صغيراً في العمر ولم أكن أعرف كيف يسير الاحتراف. بعد ذلك، بدأتُ عندما نضجتُ قليلاً، أصبحت الأمور أفضل وصارت أوضح لي أكثر.

سامي
طبعاً. طيب، لماذا دائماً عقلية اللاعب الأردني تتمحور حول أن الاحتراف يكون فقط في الخليج؟ لماذا لا نفكر في أوروبا؟

بهاء عبد الرحمن
انظر، حديثاً بدأت تتغير، ولكن لماذا في أيامكم لم تكونوا ترون هذا الشيء؟ نحن نرى الدوري الأوروبي منذ زمن بعيد. انظر، دائماً منتخبنا أو الأندية كانت تصل إلى أدوار معينة، خاصة المنتخب. يعني إذا أردتَ أن تتحدث عن موضوع المنتخب، كنا نصل في كأس آسيا إلى دور الأربعة أو دور الثمانية، وبعد ذلك يخرج المنتخب. وفي تصفيات كأس العالم، وصلنا إلى الملحق مع الأوروغواي وخرجنا من الملحق ولم نتأهل لكأس العالم. فدائماً، أوروبا تنظر إلى المنتخب أو لاعبي المنتخب إلى أي مدى وصلوا. فاليوم، نحن نرى بصراحة منتخبنا وصل إلى كأس العالم، فبالتأكيد ستكون الأنظار عليهم، خاصة في كأس العالم. فأتوقع، أتوقع إذا أبدع اللاعبون هناك في كأس العالم، أتوقع أن ثلاثة أو أربعة منهم قد يحترفون في أوروبا.

سامي
مثل من؟

بهاء عبد الرحمن
يعني اليوم يوجد لدينا موسى التعمري يلعب في الدوري الفرنسي. وأنا أتوقع بصراحة يزن العرب.

سامي
يزن العرب؟ أهو في الدوري…

بهاء عبد الرحمن
يزن العرب طبعاً. يزن، أنا لماذا ذكرت يزن؟ عشرتي به جميلة. يعني، يزن لعبت أنا وهو في نادي سيلانجور الماليزي لمدة سنة، فهو من الناس القريبين مني بكل صدق، حتى هو وعائلته. فيزن أولاً صديقي وأخي، وأنا أتمنى له الخير، وهو مدافع شرس ومدافع متطور بكل صدق. وهو يلعب حالياً في الدوري الكوري ومبدع جداً. قبل فترة لعب مباراة ودية مع برشلونة وسجل هدفاً.

سامي
نعم.

بهاء عبد الرحمن
فنحن بالتأكيد نتمنى له الخير، وأنا كشخص، كبهاء عبد الرحمن، أتمنى له الخير إن شاء الله.

سامي
آمين. هل ترى أن لدينا ضعفاً في عقلية اللاعبين؟ يعني تشعر أن لاعبين أو ثلاثة هم الأكثر فهماً لموضوع الاحتراف، أما الباقون فلا، أو يذهبون خلف المال عكس أن يذهبوا للاحتراف في نادٍ يستفيدون منه خبرةً أكثر ويلعبون أكثر. هل لدينا مشكلة في عقلية اللاعب الأردني في كيفية اختيار النادي الذي يحترف فيه؟

بهاء عبد الرحمن
الآن، الموضوع إذا أردتَ أن تبدأ به، فعليك أن تبدأ به من الأساس. موضوع العقلية، يجب أن تبدأ من موضوع الأندية، من موضوع الاتحاد. المفروض أن نهتم بموضوع الفئات العمرية، ونهتم بموضوع الملاعب، خاصة للأندية. اليوم، نحن نرى بصراحة، تجد ملعباً واحداً بعشب طبيعي، وأغلب الأندية كلها تتدرب على ملاعب “الترتان”. فلا بد أن نغير عقليتتا. اليوم منتخبنا وصل إلى كأس العالم، وبعد فترة قد نعود ونتأهل لكأس العالم. فأنت لا تعرف ما سيحدث بعد سنوات، فلا بد لنا أيضاً أن نُخرِج جيلاً جديداً. الجيل الموجود اليوم، قد يلعب كأس العالم هذا، وقد لا يلحق كأس العالم الذي يليه. فلا بد من إخراج جيل جديد، ولا بد أن نبدأ من الأساس في موضوع العقلية.

سامي
حسناً. يعني هل ترى أن هناك ضعفاً لدينا في الاتحاد الأردني؟

بهاء عبد الرحمن
الآن، ليس الموضوع ضعفاً، هو ليس موضوع ضعف. الموضوع هو أن نغير عقليتنا.

سامي
كيف نغير عقليتنا؟

بهاء عبد الرحمن
انظر، لو كان لدينا ضعف في الاتحاد، لما تأهل منتخبنا لكأس العالم، هذه نقطة. الآن نحن منتخبنا تأهل لكأس العالم ونسينا الفئات العمرية التي في الأسفل، نسينا منتخبات الشباب والأولمبي، ودعنا نقول “المستقبل” وهذه الأشياء، لم نعد نهتم بهم. نركز أكثر شيء على المنتخب الأول. أنت يجب أن نبدأ من الأسفل، نركز في الأسفل ونركز في الأعلى. فهو ليس موضوع ضعف، لو أنه موضوع ضعف لما وصل منتخبنا لكأس العالم بصراحة. قدموا لهم أشياء كثيرة، فلو كانت هذه الأشياء متوفرة على أيامنا، لربما كنا وصلنا إلى كأس العالم. فبصراحة، الاتحاد الأردني ليس مقصراً، خاصة سمو الأمير علي في هذا الموضوع، فهو دائماً مهتم بموضوع اللاعبين. فإذا أردت أن تقول ضعفاً، يجب أن نبدأ من الأسفل ثم نصعد إلى الأعلى.

سامي
ولكنك قلت لي إن المنتخب مثال، وهو الآن يحظى بالاهتمام الأكبر، ويتم الصرف عليه أكثر لأنهم وصلوا إلى كأس العالم. أشعر من وجهة نظري أن هذا هو الصواب لأنهم ذاهبون إلى كأس العالم، فيجب أن نهتم بهم، ولكن في الوقت نفسه لا أنسى الأجيال الأخرى.

بهاء عبد الرحمن
مضبوط.

سامي
ولكن كيف أوازن؟ كل العالم يستطيع أن يوازن، نحن في الأردن كيف نوازن؟

بهاء عبد الرحمن
انظر، إذا لاحظت، دعك من أوروبا، سأذهب بك إلى الخليج. نحن نرى القمصان التي يرتديها لاعبو الأندية، سأذهب بك إلى الدوري السعودي، أغلب القمصان كلها إعلانات، القميص الذي يرتدونه مليء بالإعلانات. فالنادي وحده من الصعب أن يصرف على مجموعة كاملة. إذا أردتَ أن تحسبها، فإن أقل نادٍ يدفع رواتب شهرية تتراوح بين 50 إلى 60 ألفاً، هذه الأندية التي في الأسفل. أما الأندية التي في الأعلى، فتصل رواتبها الشهرية إلى 90 ألفاً و100 ألف. فإذا لم يكن لديه دخل وإذا لم يكن لديه راعٍ في هذا الموضوع، فلن يتطور النادي أبداً. سنبقى نصل إلى فترات معينة ونتوقف. يجب علينا أن ندخل في موضوع دعم الشركات للأندية، ودعم الحكومة للأندية، هذا ضروري جداً إذا أردتَ أن تكون لديك رياضة صحيحة مئة بالمئة. لا بد من دخول الشركات في الموضوع. هذا بكل صدق وأمانة. الأندية وحدها من الصعب عليها، لا تستطيع أن تكمل.

سامي
لا يصح نهائياً.

بهاء عبد الرحمن
نحن اليوم نرى بصراحة، لاعبين من منتخبنا يقومون بإعلانات ودعايات وغير ذلك، نحن مع هذا ولسنا ضده، ولكن هذه الشركات الكبيرة بإمكانها أن تتوجه إلى الأندية. بإمكاننا مثلاً أن نقول إن الشركة الفلانية تدعم الفيصلي والشركة الفلانية تدعم الوحدات، فيصبح لديك دوري قوي ويصبح لديك محترفون أقوياء جداً. اليوم أنت ترى المحترفين الذين تجلبهم، لكن سيرتهم الذاتية تكون عادية. المحترف يأتي إليك بـ 150 ألفاً أو 170 ألفاً. هذا هو المحترف الذي لديك. لا، يجب أن تصل إلى مرحلة يكون فيها المحترف الذي ستجلبه جاداً، يلعب في أوروبا، أو أنهى مسيرته في الدوري السعودي وخرج من النصر أو الهلال أو غيره، ويأتي إليك. تجلبه بـ 400 ألف أو 300 ألف، لماذا؟ لأنه يكون لديك دعم.

سامي
طيب، ما السبب في أن الشركات لا تدعم اللاعبين؟ حديثاً بدأت تدعم المنتخب فقط، ولكن ما السبب؟ حتى في أيامكم والأيام التي سبقتكم لم يكونوا يدعمون، لماذا؟

بهاء عبد الرحمن
في كل العالم يوجد… الآن، يجب علينا… موضوع الشركات الكبيرة عندما تريد أن تدعم، يمكن أن أخفف عليها موضوع الضريبة. يعني، قد تأتي الشركة الفلانية، ويمكنني أن أخفف عليها من الضريبة. يعني مثلاً، لا أريد أن أذكر أسماء شركات، يمكنني أن أخصم عنها شيئاً بسيطاً من الضريبة لأنها تدعم النادي الفيصلي. فهذا شيء يساعد الأندية ويساعد الشركات على الدعم.

سامي
ولكن لماذا لا يدعمون؟ هل يرون أنهم لن يستفيدوا من الأندية؟ أم هو ضعف من الأندية التي لا تعرف كيف تقدم عرضاً تقنع به الناس ليأتوا ويستثمروا في ناديها؟

بهاء عبد الرحمن
لا، بالعكس، الأندية كلها لديها وسائل تواصل اجتماعي قوية. يعني الوحدات والفيصلي بصراحة وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهما قوية جداً. فهو ربما، كما قلت لك، موضوع الضريبة فقط.

سامي
حسناً. فتحتَ قبل قليل موضوع المحترفين، وأنت كنت لاعباً وعاشرتَ الكثير من المحترفين. من هو أفضل محترف جاء إلى الأردن؟

بهاء عبد الرحمن
والله انظر، هناك محترفون بصراحة… هل تقصد في النادي الفيصلي أم في كل الأندية؟

سامي
كل الأندية بشكل عام. أنت رأيت هذا المحترف وقلت: “أوف، هذا حقاً مكسب للدوري الأردني”.

بهاء عبد الرحمن
والله انظر، هناك عدة محترفين بصراحة. يعني الذين كانوا معي، بصراحة، لديك دومينيك مندي، ولوكاس الذي جاءنا في فترة البطولة العربية التي لعبناها في مصر، ولديك رزاق فرحان الذي كان معنا في النادي الفيصلي، وكان لدينا زكريا فيرون ومكنداد الكريسي.

سامي
جميل. طيب، دائماً ما تقول الأقاويل إننا نجلب محترفينا عن طريق اليوتيوب، وأنت الآن مدرب في النادي الفيصلي.

بهاء عبد الرحمن
انظر، عن طريق اليوتيوب، ربما كان هذا في الماضي. في الوقت الحالي لا، صارت الأمور أفضل.

سامي
هل يخرج من عندنا من الأردن كشاف ليذهب ويرى اللاعب؟

بهاء عبد الرحمن
لا يخرج، لا يخرج أحد من عندنا من الأردن ليذهب ويرى اللاعب ويعود. اليوم، أنت ترى أن هناك مواقع تحتوي على إحصائيات اللاعب، متى كانت آخر مباراة لعبها، ومتى كانت آخر مباراة كان فيها بديلاً، أو الفترة الأخيرة التي لعب فيها. اليوم لدينا مواقع موجودة في الأردن، عندما تضع اسم اللاعب يظهر لك كل شيء عنه.

سامي
نرى شيئاً، ولكن في الملعب يكون شيئاً آخر.

بهاء عبد الرحمن
صحيح. انظر، التوفيق له دور، تمام؟ التوفيق له دور. يعني نحن بصراحة، في النادي الفيصلي، جلبنا محترفاً هذه السنة، مهاجم رائع جداً بصراحة، ولكنه غير موفق. ما هي الأسباب؟ أنت لا تعرف. هذه هي المشكلة. أقول لك، ما هي الأسباب؟ أنت لا تعرف. انظر، المحترف إذا مرت عليه أول مباراة ولم يسجل، وثاني مباراة ولم يسجل، يبدأ الجمهور يتساءل: “لماذا لم يسجل؟ لماذا لم يسجل؟”. يعني جاءنا مرة محترف ليبي اسمه أكرم الزوي. بصراحة، أول مباراة لم يسجل، وثاني مباراة لم يسجل، ولكن بعد ذلك أصبح الكل يهتف باسم أكرم الزوي. بصراحة، لاعب بمواصفات عالمية، هذا من ضمن المحترفين الجيدين الذين كانوا لدينا أيضاً.

سامي
هل الجمهور يؤثر عليكم؟

بهاء عبد الرحمن
الجمهور لا يؤثر على موضوع اختيار المحترف. الجمهور يحب أن يرى المحترف في أفضل صورة. يعني ينتظر منه هدفاً، خاصة إذا كان مهاجماً. اليوم أنت مثلاً، دعنا نقول إن النادي الفيصلي كان يعاني لفترة طويلة من عدم وجود مهاجم خارق أو ما شابه. فأنت اليوم عندما يأتيك مهاجم ولا يسجل، تبدأ هذه الأمور بالدوران قليلاً. المباراة التي تليها، نفس الشيء، فينزعج الجمهور إذا لم يسجل المهاجم. فدائماً المهاجم يجب أن يكون حاضراً وجاهزاً. فيعني، قد يؤثر الجمهور…

سامي
أو ربما البيئة الطبيعية للمكان تؤثر على اللاعب فلا تجعله يعرف كيف يسجل.

بهاء عبد الرحمن
لا، البيئة التي لدينا، أنا أقول لك، البيئة التي لدينا نحن كنادي فيصلي بصراحة بيئة رائعة جداً، ودائماً نحن في النادي الفيصلي ننتقي اللاعبين المميزين، ليس فقط كلاعب كرة قدم، بل أخلاقه قبل كل شيء.

سامي
هل محترفو الفيصلي اليوم كلهم على سوية عالية؟

بهاء عبد الرحمن
انظر، محترفونا هذه السنة، الحمد لله، أفضل من السنوات التي قبلها. يعني اختياراتنا هذه السنة أفضل من اختيارات السنة التي قبلها بصراحة. محترفون جيدون، ولكنهم غير موفقين معنا. فقط غير موفقين، يعني هي مسألة وقت لا أكثر.

سامي
حسناً، ويجب على الجمهور أن يصبر.

بهاء عبد الرحمن
ما هو أنا جلبت لاعباً دفعت له 300 ألف، طبعاً أنتظر منه أن يسجل. أه طبعاً. انظر، دائماً عندما تدفع أموالاً في محترف، يجب أن تعرف أين تذهب الأموال التي دفعتها. اليوم محترفنا المهاجم بصراحة جيد جداً، ليس بشهادتي أنا كبهاء فقط، بل بشهادة كل اللاعبين الموجودين معه في التمرين. بصراحة، استلامه وتسليمه والإنهاء وموضوع التسجيل وكيفية إنهاء الهجمة، فبصراحة هو مهاجم خارق، ولكنه يحتاج إلى قليل من التوفيق لا أكثر.

سامي
لماذا لدينا ضعف في مركز قلب المهاجم في الأردن؟

بهاء عبد الرحمن
انظر، دائماً المهاجمون في الأردن معدودون على الأصابع. يعني أغلب اللاعبين الذين يبرزون في الأردن يكونون إما قلب دفاع أو طرف أو لاعب وسط. فموضوع المهاجم بصراحة، تشعر أنه غريب عندنا في الأردن. يعني المهاجمون الذين جاءوا إلى البلد معدودون على الأصابع.

سامي
ما السبب؟

بهاء عبد الرحمن
لا أعرف ما السبب. يعني، نغير مركز لاعب من مدافع إلى مهاجم. لا تعرف ما الأسباب، ولكن كل سنة لا بد أن يظهر لك مهاجمان خارقان بصراحة. لكننا نعاني من هذه المشكلة، بكل صدق وأمانة أقول لك. في سنة من السنوات، نحن في النادي الفيصلي، لم نكن نجلب محترفاً مهاجماً، كان لدينا مهاجمون، ربما كنا نجلب فقط قلب دفاع أو طرف أو لاعب وسط، كان لدينا مهاجمون موجودون. لكن في هذه الفترات، هذه السنوات، كل الأردن يعاني من موضوع المهاجم، ليس فقط النادي الفيصلي أو الوحدات. أنا أرى أن كل الأردن يعاني من موضوع المهاجم.

سامي
كل الأردن يعاني من موضوع المحترفين. أشعر أن محترفينا في الأردن يأتون بضربة حظ. يعني محترف السلط اليوم محظوظون به، هم جلبوه ونجح معهم. أشعر أنه النادي الوحيد الذي يجلب محترفين ينجحون معه. هل هذا حظ؟ هل هم حقاً يرسلون كشافاً ليرى اللاعب؟ ولكن أهنئهم على اختياراتهم. لأن آخر محترف مهاجم جاء للفيصلي أخذناه أيضاً من السلط، كان لاعباً عندنا في الدوري الأردني. محترف السلط أيضاً من هدافي الدوري. فما معنى أن نادياً واحداً فقط يعرف كيف يجلب المهاجمين؟

بهاء عبد الرحمن
كما قلت لك، انظر، المحترفون، إن أردتَ محترفاً خارقاً، فعليك أن تدفع مالاً. أما إن أردتَ محترفاً أي كلام، فالله أعلم من أين يأتي.

سامي
هل السلط دفعوا أموالاً كثيرة لمحترفهم حديثاً؟

بهاء عبد الرحمن
لا أظن. انظر، لا أظن. موضوع نادي السلط بصراحة، هم موفقون في المهاجم الذي لديهم. كما قلت لك، المهاجم يعتمد على التوفيق، إذا سجل أول هدف، فاعرف أن الأمور قد انفتحت أمامه وتسير معه. ولكن أن يخرج أحد من عندنا في الأردن ككشاف، لا. أغلب الأندية كلها تتعامل مع وكلاء، يبعثون لك سيرة ذاتية للاعب، ترى آخر مباراة لعبها وآخر هدف سجله وآخر نادٍ لعب فيه. ولكن كما قلت لك، إذا أردتَ أن تدفع أموالاً، يجب أن تعرف أين لعب المهاجم، هل في أندية كبيرة أم أندية درجة أولى أم ثانية أم أندية ترتيبها في المؤخرة.

سامي
جميل. بما أنك فتحت موضوع الوكلاء، هل لدينا وكلاء لاعبين ماهرون يستطيعون تصدير اللاعب الأردني اليوم إلى المحافل العالمية؟

بهاء عبد الرحمن
وكلاء في الأردن بصراحة، لا، ليس لدينا وكلاء في الأردن. يعني أغلب الوكلاء الذين يتعامل معهم لاعبو المنتخب كلهم من خارج الأردن، لأكون واضحاً معك. سأعطيك مثالاً على نفسي، أنا كان لدي وكيلان من الخارج وكان لدي وكيل من الأردن هو سامر الحوراني. لكن أغلب الوكلاء الذين يتعامل معهم لاعبو المنتخب هم من الخارج.

سامي
جميل. لنعد إلى الفترة التي لعبت فيها أنت في الفيصلي. هل كان لديكم انتماء أكبر للنادي الفيصلي، جيلكم أكثر من هذا الجيل؟

بهاء عبد الرحمن
أكيد، لأنك عندما تتحدث عن خمسة عشر أو عشرين لاعباً من أبناء النادي، يظل لديك خوف على ناديك، خوف على شعارك. اليوم نحن في زمن المادة. سأحدثك عن أيام زمان، كانت الرواتب تصل إلى 300 أو 350 ليرة، وكنت تلعب بإخلاص، تلعب بانتماء لناديك. اليوم، بصراحة، اللاعبون الذين يأتون إلينا، أنت تزرع فيهم الانتماء وحب النادي، وهم يقدمون لك، وبصراحة لا يقصرون كلاعبين تجلبهم، ولكن في الأول والأخير ينتهي عقده ويمشي من عندك. أما على أيامنا، فكان اللاعب هو الذي يترجى النادي: “أرجوكم، لا أريد أن أرحل”. انظر إلى أي حد! في تلك الأيام لم يكن هناك احتراف، حتى عندما بدأ الاحتراف لدينا في الأردن في عام 2010، كان إجبارياً أن نوقع لخمس سنوات وست سنوات. يعني النادي الفيصلي لم يكن يرضى أن يوقع معي لسنة واحدة إلا إذا وقعت لسنتين أو ثلاث.

سامي
الآن الكل يوقع لسنة، وعلى الأكثر سنتين.

بهاء عبد الرحمن
نعم، الآن إذا أراد أن يوقع معك لسنة، يضع لك شرطاً جزائياً أنه في حال جاءني عقد، 30% أو 40%، وأنسحب وأرحل. أنا أقول لك، على أيامنا، النادي الفيصلي كان يوقع معنا لخمس سنوات. خمس سنوات. حتى عندما كان النادي يتأخر علينا في موضوع الرواتب، كنا نصبر، لم تكن لدينا مشكلة.

سامي
جميل. لكنك تقول لي خمس سنوات في أيامكم، يعني كنتم تسيرون مثل أوروبا، أي لاعب يوقعون معه لخمس سنوات. لماذا نحن الآن نوقع لسنة وستة أشهر، وهذا ينهي مسيرته مع اللاعب…

بهاء عبد الرحمن
الآن اللاعب هو الذي يتشرط على الأندية. اليوم، لاعب عمره 26 سنة، يرغب في أن يقدم لك سنة واحدة، يقدم موسماً جميلاً ويرحل، خلاص، أخذ سيرته الذاتية بأنه لعب في الفيصلي أو الوحدات ومضى. انظر، أغلب اللاعبين كلهم محترفون، لماذا؟ يقول لك: “أنا أرى فرصتي في الخليج أفضل”. يعني لو كان عقده 100 ألف دولار، ستجده في الأول والأخير يأخذ الـ 100 ألف دولار. أما عندنا في الأردن، لو وقع مثلاً على 200 ألف دولار، فلن يأخذها كاملةً، سيجد نصفها ويأخذ نصفها. فيقول: “أنا فرصتي في الخليج أفضل وأحسن”.

سامي
ولكن كيف يعني أتوقع على 200 ألف دولار ولا آخذها؟

بهاء عبد الرحمن
انظر، في كل نادٍ توجد مشاكل. في كل نادٍ توجد مشاكل، ضائقة مالية. كما قلت لك، يجب أن يكون لدى الأندية فائض في موضوع الأموال، بحيث في حال تأخرت عليه أو أنهى موسمه، والنادي لا يريد أن يجدد معه، يقوم فوراً بعمل مخالصة ويعطيه أمواله. اليوم هذا الشيء ليس موجوداً لدينا، لماذا؟ لأنه ليس لديهم فائض مالي. كما قلت لك، إذا دخلت الشركات على الأندية، والله العظيم، لن يكون لأي لاعب قرش واحد على النادي.

سامي
جميل. اليوم نادي الحسين إربد لا يبخل على لاعبيه بأي قرش، ويأخذ كل اللاعبين ويعمل عملاً جيداً، ولا أرى لديهم راعياً.

بهاء عبد الرحمن
بكل صدق، وبكل أمانة، عامر أبو عبيد بصراحة يعمل عملاً جيداً جداً. أنا من الأشخاص الذين تعاملت معهم، بصراحة إنسان رائع جداً وراقٍ. لا تعرف، ربما كل نادٍ لديه مشكلة، ولكنهم لا يصرحون بها، أو النادي لا يصرح، أو اللاعبون لا يصرحون. يعني تأتيهم مثلاً شكاوى، قبل فترة أغلق عليهم الفيفا باب التسجيل. فالشغلة ليست بالسهلة. أنت عندما تستلم رئاسة نادٍ أو ما شابه، ترغب في التغيير والعمل، ولكن الأمر ليس بيدك، فيد واحدة لا تصفق. فاليوم، عامر أبو عبيد يعمل بصراحة عملاً جميلاً في نادي الحسين، وهذه تقريباً السنة الثالثة، وهو يحصد البطولات مئة بالمئة. فهذا دليل على أن لديهم منظومة ناجحة.

سامي
إذا كانت الإدارة ناجحة، يكون الفريق ناجحاً.

بهاء عبد الرحمن
طبعاً، هي منظومة كما قلت لك، شخص واحد لا يكفي، رئيس نادٍ وحده لا يكفي. يجب أن تساعد المنظومة الكاملة رئيس النادي. أما إذا قضى رئيس النادي وقته يضخ من جيبه، يضخ من جيبه، وبعد ذلك؟ لا، لو كانت منظومة كاملة تساعد، فإنك تُخرِج جيلاً جيداً وفريقاً جيداً.

سامي
يعني هل يمكننا القول إن سبب تذبذب مستويات الفيصلي والوحدات هو أن الإدارات ليست متمكنة في الشيء الذي تفعله؟

بهاء عبد الرحمن
انظر، حالياً في النادي الفيصلي، بكل صدق، الإدارة التي لدينا تقدم المستحيل، مع أنها لجنة مؤقتة، ولكن بصراحة، السيد أحمد وريكات بصراحة ليس مقصراً. أنا تعاملت معه، لم أر منه إلا كل شيء طيب وكل شيء خير. وأعضاء الإدارة الموجودون معه يقدمون، ولكن كما قلت لك، كل شيء يدفعونه من جيوبهم، فيصلون إلى مرحلة ويتوقفون. لا يوجد ما أدفعه.

سامي
هل يأخذون ما يدفعونه؟

بهاء عبد الرحمن
انظر، الآن سيدفع، حسناً، سيرجع ويأخذهم، ولكن هناك أعضاء أيضاً يتسامحون، وصلت الفكرة؟ لأن هذا حب للنادي. هناك أناس يتسامحون، ليست لديهم مشكلة في التسامح، ولكن في نفس الوقت، من الضروري أن يكون لديك، كما قلت لك، من الضروري أن يأتيك مثلاً في آخر الشهر مبلغ معين، في آخر السنة رقم معين. وصلت الفكرة؟ يعني مثلاً من الشركة الفلانية يجب أن يكون هناك رقم، مثلاً من الشركة الفلانية 200 ألف في آخر السنة. نحن ليس لدينا هذا الشيء، هذا الشيء ليس موجوداً لدينا بصراحة. نادينا يبذل جهده ليجلب شركات أو ما شابه، ولكن هناك من يأتي وهناك من لا يأتي. وأغلب الشركات التي تأتيك، من الناحية المالية ليست شيئاً كبيراً، يعني شيء بسيط جداً. هذا يقدم لك 10 آلاف، وهذا يقدم لك 20 ألفاً، وهذا يقدم لك 30 ألفاً. لا، إذا لم يكن الراعي المطلوب، بـ 300 ألف، فهو لا يسمى راعياً. أنت تتحدث عن عندما يأتيك مثلاً كل نهاية سنة 300 ألف أو 400 ألف، فأنت قد غطيت رواتب سنة قادمة. فكما قلت لك، هذه الإدارات ليست فاشلة بصراحة، الإدارات تقدم، ولكن لا يوجد من يدفعها أو يساعدها. أنا أعطيك مثالاً على الفيصلي والوحدات بصراحة، إدارتي تعاملت معهم، صار لي تقريباً سنة ونصف مدرباً عندهم، بصراحة يقدمون، ولكنك تحتاج إلى شخص أو شركة تدعمهم بالإضافة إلى ما يقدمونه.

سامي
ولكن منذ ثلاث سنوات، الفيصلي ليس الفيصلي الذي نعتبره.

بهاء عبد الرحمن
انظر، صحيح. انظر، منذ ثلاث سنوات، ربما أخذنا بطولة واحدة فقط، وهي بطولة الدرع في أيام الكابتن جمال أبو عابد. بطولة الدرع التي نحمي بها، ولكن هذه بطولة الدرع، أغلب الأندية كلها تحمي بها أو أصبحت مثل بطولة تنشيطية. فأغلب الأندية تبحث عن بطولة الدوري، بطولة الكأس، بطولة السوبر. فالآن، موضوع الثلاث سنوات، لم نتمكن من الحصول على بطولات، بسبب تغيير الإدارة، تغيير الجهاز الفني، تغيير اللاعبين، ليس لدينا استقرار. الآن، عندما أريد أن أبني فريقاً، الفريق يجب أن أكون مطلعاً عليه من جميع النواحي. عندما أريد أن أؤسس فريقاً، يجب أن يكون من يؤسس الفريق شخصاً رياضياً. كيف يعني؟ مثلاً، أضع لجنة، لجنة رياضية، دعنا نقول من ضمن اللجنة لاعبون معتزلون للنادي الفيصلي قدامى. من ضمن هذه اللجنة، أنا أختار اللاعبين من ضمن الدوري أو من ضمن الدوريات الأخرى كمحترفين. هذا اللاعب، إذا كان خارقاً وعمره صغيراً، دعنا نقول عمره 23 أو 24 سنة، هذا لا أوقع معه لسنة. إذا أردتَ أن تنجح المنظومة أو أردتَ أن يحرز النادي الفيصلي البطولات لسنوات طويلة، أجلب اللاعب ولا أوقع معه لا سنة ولا سنة ونصف، أوقع معه سنتين أو ثلاثاً، أعطيه رقماً جيداً أو عقداً جيداً، وهذا اللاعب أستفيد منه من الآن لثلاث سنوات. دعني أول سنة أخسر البطولة، لا أريدها، السنة التي تليها لا، سأجلب البطولة، لأن هذا اللاعب الذي وقعت معه لثلاث سنوات قد تأقلم مع الفريق. أما نحن، فكل سنة نغير أحد عشر لاعباً، وتتغير الإدارة، ويتغير المدربون. فهذه مشكلة، مشكلة كبيرة. إذا كنت كل سنة سأغير أحد عشر لاعباً، فهذه مشكلة كبيرة. يعني كل سنة يدخل عليك أحد عشر لاعباً جديداً، والأحد عشر الذين خرجوا من عندك يشتكون عليك. فأنت بقيت كما أنت. فإذا أردتَ أن ينجح الفريق، يجب أن تكون المنظومة كاملة. الفريق الذي أريد أن أبنيه، أجلب ثمانية أو تسعة لاعبين، مع أبناء النادي يكون لدي ستة أو سبعة، هذه المنظومة أحافظ عليها لسنوات طويلة، ثلاث سنوات، أربع سنوات، لأتمكن من إحراز البطولات بعد أربع سنوات.

سامي
طيب، هل يصح أن يقال المدرب جمال أبو عابد، الذي جلب فريقاً كاملاً، بعد مباراتين وقبل أن ينتهي الدوري نقول له: “يعطيك العافية”؟ أو ثلاث مباريات، وبعد ذلك تمسك أنت الموضوع، أنت والكابتن مؤيد أبو كشك، وتفوزان وتحققان الفوز في مباراتين بسهولة؟ هل هذا يعني أن اللاعبين لم يكونوا يلعبون مع جمال أبو عابد، بل كانوا يلعبون مع بهاء عبد الرحمن ومؤيد أبو كشك؟

بهاء عبد الرحمن
لا، لا، بالعكس. انظر، أنا عندما بدأت دورات التدريب، عندما أخذت دورة الـ “بي” وأخذت الـ “إيه”، كان أول شخص كنت معه في الجهاز الفني هو الكابتن جمال أبو عابد. أنا بكل صدق وأمانة، استفدت كثيراً من الكابتن جمال أبو عابد، كعقلية وكشخصية. انظر، دائماً جمهورنا ينظر إلى النتائج فقط. بالعكس، اللاعبون كانوا يحبون الكابتن جمال. يعني حتى عندما كنا نتعادل أو نخسر، كان اللاعبون يعرفون أنه إذا أخذ الموضوع على أنه ستكون هناك إقالة، كانوا يأتون ويقفون مع الكابتن جمال ويقولون: “نحن معك”، وغير ذلك. ولكن في الأول والأخير، هي منظومة، هي منظومة كاملة. اليوم، النادي الفيصلي مطلوب منه بطولة، ليس مطلوباً منه أن يخسر، وليس مطلوباً منه أن يتعادل. فالكابتن جمال بصراحة أسطورة كلاعب قدم للنادي الفيصلي وكمدرب. فإذا أردتَ أن ترجع للسيناريو، اليوم نحن لا نستطيع، بشكل عام، الإدارة هي التي تتخذ القرار، سواء بقي بهاء أو مؤيد أو الكابتن جمال. فنادي الفيصلي يريد بطولة، فهو دائماً الجماهير، لو خرجتَ بتعادل، فكأنك خاسر. لو خرجتَ من مباراة بنتيجة واحد لواحد، ولو خسرت، عندهم نفس النتيجة. فأنت مطلوب منك بطولة. الكابتن جمال أبو عابد، بصراحة وبكل صدق، أنا كبهاء استفدت منه كثيراً وقدم للنادي الفيصلي، وأنا أتمنى له التوفيق بإذن الله.

سامي
المدرب الجديد إذا تعادل سيرحل أيضاً؟ هذه تكلفة على النادي.

بهاء عبد الرحمن
أه طبعاً.

سامي
يعني أنتم لستم بالضبط… هذه مصاريف. أنا عندما أجلب مدرباً لمباراتين، ثم أعود وأجلب مدرباً لثلاث مباريات، ثم يتعادل في مباراة، فيرحل. أليست هذه تكلفة؟ أليس هذا يخرج اللاعبين من أجواء اللعب والتركيز أكثر في المباريات؟ ما الأسباب التي تؤدي إلى هذا؟ هل يمكننا القول إن الجمهور هو الذي يسيطر على الدور الأكبر، فهم يريدون فوزاً فوزاً فوزاً؟ طيب، لماذا لا نكون صريحين مع الجمهور ونقول لهم إننا إذا فعلنا كذا وكذا وكذا، فسيحدث لدينا كذا وكذا وكذا؟

بهاء عبد الرحمن
انظر، قبل أن يأتي المدرب، قدنا نحن مباراتين، أنا والكابتن مؤيد أبو كشك، وهي مباراة شباب الأردن ومباراة الوحدات. ربما أضفنا أشياء بسيطة، أضفنا على عمل الكابتن جمال أبو عابد، ولكن أضفنا أشياء بسيطة لا أكثر. الحمد لله، توفقنا في المباراتين، فزنا على شباب الأردن وفزنا على الوحدات. مع مجيء المدرب الجديد، الآن المدرب الجديد، أنا تعاملت معه، بصراحة إنسان رائع جداً، ولكن كمدرب، أنا لم أتعامل معه بعد، لأنني نزلت إلى الفريق الرديف، فريق تحت 23 سنة. وأنا عادي، ليست لدي أي مشكلة في أن أنزل للأسفل، لأنني في خدمة النادي الفيصلي في أي وقت، سواء قالوا لي كن في الفريق الأول، أكون في الأول، في فريق تحت 23، أكون في فريق تحت 23. فنحن أولاً وأخيراً نتعلم. صحيح أننا ختمنا كرة القدم ومارسناها ولعبناها، ولكنك تدخل إلى شيء جديد، وهو عالم التدريب. عالم التدريب واسع، فلا أستطيع أن آتي وأقول لك إنني كنت اللاعب الفلاني وأستطيع في المباراة أن أقرأ المباراة. لا، لا من لعبك ولا من تدريبك. فعالم التدريب عالم واسع، ونحن نتعلم. أنا بقي لدي شهادة واحدة وهي شهادة المحترفين (Pro)، آخذها وإن شاء الله أصبح مديراً فنياً مستقبلاً.

سامي
إن شاء الله.

بهاء عبد الرحمن
فأنا أقول لك عن المدرب الجديد، بصراحة لم أتعامل معه تدريبياً، ولكنني تعاملت معه خارج التدريب، ومن ضمن ما يقوله اللاعبون، إنه بصراحة شخصية رائعة جداً، شخصية محبوبة وقريبة من اللاعبين. فنحن نتمنى له التوفيق، وأخيراً هذا نادينا، إن شاء الله يتوفق.

سامي
ولكنه مدرب وليس شخصية. لا يهمني أن تحبني، بل أريد أن أرى أفكاراً تُطبَّق، أريد أن أفوز.

بهاء عبد الرحمن
لكن، هل يستطيع مدرب أن “يحرق” لاعباً؟

سامي
هل يمكن لمدرب أن “يحرق” لاعباً متعمداً؟

بهاء عبد الرحمن
لا.

سامي
يعني هناك مدربون يكون لديهم لاعب معين يتوقفون عن إشراكه، لا يريدون إشراكه، وأنت تعرف أن هذا اللاعب جيد أو الجمهور يعرف أن هذا اللاعب جيد، ولا أحد يصرح ويقول مثلاً إن اللاعب “سين” مصاب.

بهاء عبد الرحمن
إذا أعطيتك أمثلة، لقد قلت لك في بداية الدوري، جمهور الفيصلي لم يكن راضياً عن مستوى أحمد العرسان، مع أن أحمد العرسان هو الذي كان يقود الفريق في بداية الموسم. لم يكونوا راضين. دائماً الجمهور يحب أن يرى اللاعب في أبهى صورة. أحمد العرسان بعد ذلك سجل هدفين من أجمل أهداف الدوري الأردني. الآن أصبح أحمد العرسان في القمة، لماذا؟ لأن الجمهور نفسه يحب أن يرى أحمد، لا يحب أن يرى بهاء مستواه سيئاً، لا يحب أن يرى أحمد مستواه سيئاً، لأنهم يحبون أحمد ويحبون بهاء، ويريدون دائماً أن يروهما في أبهى صورة. فكما قلت لك، الجمهور يحب أن يرى فلاناً، ويعرف أن هذا اللاعب الفلاني إمكانياته نارية وجيدة، فيحب أن يراه في أبهى صورة. والحمد لله، رأينا اليوم أحمد من أفضل لاعبي النادي الفيصلي، الحمد لله.

سامي
أنت كنت أفضل منفذ للركلات الحرة في الأردن.

بهاء عبد الرحمن
صحيح.

سامي
صحيح. وبعدك لم يأتِ أحد، انتهينا، حتى ظهر لنا أحمد العرسان. لماذا لا نراه في المنتخب؟ وهل يوجد أصلاً أحد لدينا في المنتخب يسدد الركلات الحرة؟

بهاء عبد الرحمن
السبب بصراحة أنا لا أعرفه. ونرى أحمد العرسان أيضاً أفضل لاعب…

سامي
لا، أنا بصراحة، عندما صدرت التشكيلة، تفاجأت أن أحمد ليس موجوداً. اليوم أحمد من اللاعبين المميزين في الفترة التي كانت في بداية الدوري، وفي آخر مباراتين هو الذي حمل الفريق، هو الذي سجل، وهو الذي صنع. فعندما رأيت التشكيلة، بصراحة تفاجأت. أنا أتوقع أن أحمد كان معهم في الفترة الماضية وتمت تجربته، ورأوه وأخذوا عنه فكرة أخرى. فأنت ليس شرطاً أن يكون اللاعب الذي كان معك في التجمع سيئاً، فتأخذ عنه فكرة أخرى أنه سيظل سيئاً. لا، المفروض أنك تتابع الدوري الأردني. يا ترى، أريد أن أسأل سؤالاً: يا ترى هل مدربنا يتابع الدوري الأردني وهو في المغرب أم فقط عندما يأتي إلى الأردن للتجمع؟ هذا هو السؤال الذي أريد أن أسأله. هذا هو السؤال الذي يحيرني داخلياً. يعني أنت مدرب منتخب وطني، لديك تجمع بعد شهر تقريباً، المفروض أنك لا تأتي إلى الأردن قبل شهر من التجمع لتحضر الدوري الأردني، كل المباريات تحضرها، وليس أن تأتي من إجازتك وتحضر آخر مباراتين في الدوري الأردني. طيب، ربما كان هناك لاعبون مميزون أثناء الدوري لم تنتبه لهم. اليوم نرى أسماء جديدة، حسناً، أنا معك، على عيني ورأسي، ولكن هناك لاعبون ظُلموا كثيراً، هناك لاعبون ظُلموا. العرسان ظُلم، خالد زكريا ظُلم، من وجهة نظري.

سامي
وخالد زكريا أيضاً من أفضل اللاعبين.

بهاء عبد الرحمن
كان خالد زكريا من أفضل اللاعبين في الثلاث مباريات الأخيرة التي لعبها في الدوري.

سامي
ولكنك قلت كلمة جميلة، وهي أنه أخذه وجربه ولم ينجح معه، فرجعه وأخذ عنه فكرة. أشعر أن هذا حدث مع صيصا، لعب عشر دقائق…

بهاء عبد الرحمن
صيصا نفس الشيء، وتم “حرقه”. ما أنا أقول لك، صيصا نفس الشيء. لا يجوز أن تأخذ فكرة عن اللاعب أنه جاء عندك ولم ينجح. طيب، عادي، هذا يحدث. لا يوجد لاعب يظل في القمة، لا بد أن ينزل مستواه، هذا يحدث، ما المشكلة؟

سامي
ولكن هل معقول أن مدرباً سيذهب إلى كأس العالم يفكر هكذا؟

بهاء عبد الرحمن
أنا لا أعرف كيف يفكر، أنا أقول لك ما أشعر به. سأعطيك مثالاً، أنا استلمت المنتخب الوطني، يا ترى هل يجوز أن أتابع الدوري الأردني في آخر مباراتين فقط؟ لا يجوز. يجب أن أتابع كل الدوري الأردني. إذا كنت في إجازتي، يا ترى في بلدك، هل تتابع الدوري الأردني؟ هل ترى أن هذا اللاعب جيد، وهذا اللاعب ليس جيداً، وهذا اللاعب يصلح وهذا لا يصلح؟ هنا فقط السؤال. إذا كان يتابع الدوري الأردني وهو في بلده، فنحن ليست لدينا مشكلة، نحن معه في خياراته، ونحن بصراحة لسنا ضده، نحن نحب البلد ونحب منتخبنا، وأنا خدمت المنتخب. ولكن هناك لاعبون، حرام بصراحة، ظُلموا.

سامي
جميل. يعني العرسان، خالد زكريا، بصراحة ظُلموا، وحتى هناك أسماء أخرى من ضمن الدوري الأردني ظُلمت.

بهاء عبد الرحمن
هل هناك محسوبية في المنتخب؟

سامي
انظر، ليست محسوبية، ليست محسوبية. منتخب وصل إلى كأس العالم بنفس الأسماء.

بهاء عبد الرحمن
ولكن نفس الشيء… الآن هنا جاء وقت الجد. أنا لست ذاهباً لأتسلى في كأس العالم، أنا ذاهب لأقدم. صحيح، المنتخب تأهل لكأس العالم ونحن كنا فخورين بهذا الشيء، ولكن هنا وقت الجد، هنا يأتي دور المدرب في أن أكون شديداً على لاعبيّ، سواء الذين كانوا معي في كأس العالم وتأهلوا لكأس العالم، لأنه الآن في الوقت الحالي، هنا بدأ الغرور، هنا يبدأ الغرور: “أنا والله ذهبت إلى كأس العالم وتصوير ودنيا وما إلى ذلك”، هنا يبدأ الغرور. فإذا لم تكن مدرباً شديداً، وتُريهم أين كانوا وأين أصبحوا، تذكرهم فقط، أعطه فقط 30 ثانية، ذكره، قل له: “أنت أين كنت وبعد ذلك أين أصبحت، إياك أن ترفع رأسك أو ترى نفسك أو ما شابه”. حسس اللاعب بهذا، فاللاعب يقدم لك في الملعب. أما إذا كان اللاعب سيئاً أو جيداً وهو يظل في المنتخب، فلن يتغير مئة بالمئة، ولن يتغيروا.

سامي
صحيح.

بهاء عبد الرحمن
لا، ضروري، ضروري أن تشدد عليه. ضروري. أنت مقبل على مهمة صعبة جداً، ليست سهلة، والجمهور الأردني لن يرحم، لا سمح الله، إذا تبهدلنا في كأس العالم. حسناً، تأهلنا إلى كأس العالم، ولكن لا نتبهدل هناك. هذا شيء مهم جداً. أغلب اللاعبين، لكي يذهبوا إلى المنتخب، يحترفون. يحترفون أين؟ يقول لك: “لدي الخليج ولدي أوروبا”، لاعب واحد والباقي كله في العراق. طيب، أنا ماذا استفدت؟ يعني الدوري العراقي والدوري الأردني… حسناً، في الدوري العراقي هناك أموال، أنا لست ضدك، هناك أموال 100%، ولكن يجب على المدرب بشكل عام أن يتحدث مع اللاعبين، يتواصل معهم، وحتى يختار لهم الأندية، أو حتى اللاعب نفسه يتواصل مع المدرب ويقول له: “كابتن، جاءني عرض من نادي النصر السعودي وعرض من النادي الفلاني، أين أذهب؟”. هو سيختار لك، سيقول لك: “اذهب إلى النصر لأنه أقوى”. ولكن نحن، عقلية اللاعب الأردني تذهب مادياً فقط.

سامي
أنت تذهب مادياً، ولكن أنا مع أن تذهب مادياً.

بهاء عبد الرحمن
أنا أقول لك، لأن الدوري الذي لديك في الأردن لا يقدم لك ما يقدمه الخارج. أنا معك، ولكن أولاً وأخيراً، يجب علينا أن نحيي موضوع دورينا، يجب أن نعود للتدريب على العشب الطبيعي، يجب أن ننسى “الترتان”، يجب أن نغير أشياء كثيرة.

سامي
نحن نلعب بطولة كاملة على “الترتان”.

بهاء عبد الرحمن
بطولة ماذا؟ الدرع. نلعبها كلها على “الترتان”.

سامي
ما أنا أقول لك.

بهاء عبد الرحمن
يعني، يجب أن يتغير هذا الشيء. الأندية، والله لو تذهب إلى الأندية وترى ملاعب “الترتان”، والله العظيم لتحزن على الأندية. أغلب اللاعبين يلفون ركبهم قبل التمرين. لا توجد أرضية، أنت تتدرب على “زفتة”.

سامي
طيب، على هذه الأندية أن تغير الأرضية أيضاً.

بهاء عبد الرحمن
طيب، قف معها. إذا كنت خائفاً على لاعبيك في المنتخب، قف مع الأندية. الملعب ماذا سيكلف؟ 100 ألف؟ يا رجل، ليكلف 100 ألف، غير أرضية النادي الفيصلي، غير أرضية نادي الوحدات، والأرضيات الأخرى للأندية التي ليس لديها ملاعب، اعمل لها ملعباً. والله لو تأتي وترى، أقول لك، لو تخرج كاميرا وتصور فقط الأرضيات، ستحزن على النادي. اليوم الأندية لا تعرف كيف تغير أرضية لأنها تتطلب مبلغ 100 ألف و90 ألف و150 ألف. طيب، غير له هذه الأرضية، بعينك الله يا رجل، قسطها لنا، غير لنا الأرضية.

سامي
هل الوضع سيئ إلى هذه الدرجة؟

بهاء عبد الرحمن
لا، ولكن النادي لا يستطيع أن يتحمل هذا الموضوع. وصلت الفكرة؟ النادي لا يستطيع أن يتحمل هذا الموضوع، النادي لديه رواتب شهرية. إذا كنت سأغير أرضية أو سأجلب…

سامي
بالطبع، سأجلب محترفاً.

بهاء عبد الرحمن
طيب، أنا أقول لك، أجلب محترفاً أفضل من أن أغير أرضية.

سامي
وفي النهاية تخسر الاثنين.

بهاء عبد الرحمن
لا، أجلب محترفاً، وفي الآخر أخسر الاثنين، لأن هذا لو جاء لاعب أيضاً سيصاب عندي.

سامي
أنت على هذه الأرضية، والله العظيم، تتدرب على “زفتة”. والله تتدرب على “زفتة”. نحن نحب أن تتطور الكرة الأردنية، ونكون سعداء. هذه الأرضية تتغير، أشياء بسيطة نصلحها، والله ليصبح لدينا أقوى دوري، والله ليصبح لدينا أقوى دوري.

سامي
إن شاء الله. هل ترى أن المدرب الأردني مدرب ناجح؟

بهاء عبد الرحمن
الآن، انظر، المدرب الأردني، نعم، المدرب الأردني بصراحة، هناك منهم ناجحون، لأكون صادقاً معك، والله هناك منهم ناجحون. ولكن هناك أناس بصراحة، من المؤسف أن يحملوا شهادة. وهناك مدربون بصراحة لديهم أفكار، مدربون أقوياء جداً في الدوري الأردني. هؤلاء يجب بصراحة، حتى لو وصلوا إلى عمر محدد، بعد الخمسين أو بعد الستين، يجب أن يكون لهم مناصب في الاتحاد.

سامي
مثل من؟ يجب أن تستلموا مناصب، مثل من يوجد هكذا مدربون؟

بهاء عبد الرحمن
يعني من وجهة نظري، الكابتن جمال أبو عابد، الكابتن عيسى الترك، الكابتن جمال محمود. هؤلاء الكبار في السن، هؤلاء الذين لهم تاريخ ولهم إنجازات، هؤلاء يجب أن يتسلموا مناصب في الاتحاد. تضعهم محاضرين، تضعهم… سمّهم أي مسمى، ولكن يجب أن يكون له منصب محترم في الاتحاد، لأنه أولاً وأخيراً قدم للكرة الأردنية وقدم للبلد.

سامي
وصلت الفكرة.

بهاء عبد الرحمن
فأشياء كثيرة تحتاج إلى تغيير.

سامي
هل سيحصل الفيصلي على الدوري؟

بهاء عبد الرحمن
انظر، هذه السنة، بصراحة، أتوقع أن الفيصلي سيأخذ بطولة الدوري. بصراحة، فريقنا فريق جيد جداً، ولكنه يحتاج إلى صبر، فقط قليل من الصبر لا أكثر.

سامي
ماذا تقول للجمهور اليوم؟ جمهور من، الأردني أم الفيصلي؟

بهاء عبد الرحمن
جمهور الفيصلي، هذا يحتاج إلى كتاب. والله هذا يحتاج إلى كتاب. أنا من الأشخاص الذين ليس لدي… لا أحب التباهي. تربطني بهم علاقة بصراحة، علاقة لا توصف. أنا جمهور الفيصلي أحبه كثيراً، وخاصة بصراحة، لم يقصر معي يوماً، وأنا لم أقصر يوماً مع جمهور الفيصلي. أنا عندما وضعت شارة الكابتن على يدي، عرفت أنه حمل كبير. أنت عندما تضع شارة كابتن النادي الفيصلي، فهذا يعتبر حملاً، أنت تحمل نادياً كاملاً. فأنت المسؤول عن كل شيء، أنت مسؤول عن غرفة الملابس، أنت مسؤول عن تحفيز اللاعبين، أنت مسؤول عن قرارات الحكام إذا كانت خاطئة أو ما شابه. أنت كل شيء في الملعب، أنت قائد بمعنى الكلمة. فالحمد لله، كنت قداً لهذه القيادة، الحمد لله، أحرزت بطولات مع النادي الفيصلي، 21 بطولة. لم أقصر يوماً مع النادي، سواء في الاحتراف أو في موضوع المادة أو في أشياء كثيرة، لم أقصر. جمهور الفيصلي له معزة في قلبي لا توصف. وأنا إن شاء الله هذه السنة نحتفل ببطولة الدوري معاً.

سامي
إن شاء الله. أخيراً وليس آخراً، ما سبب انهيار الوحدات اليوم؟ نفس ما حدث مع الفيصلي في السنة الماضية.

بهاء عبد الرحمن
انظر، بكل صدق، المباراة الأخيرة التي جرت بين الوحدات والفيصلي، كنا حزينين جداً. لم يكن الكلاسيكو هكذا يوماً، بالأعداد الجماهيرية التي كانت حاضرة. نحن معروفون في مباراة الفيصلي والوحدات أن يكون الملعب ممتلئاً عن آخره، هذه هي نكهة الدوري الأردني. أنت عندما تقول كلاسيكو، فهذا يعني أنه لا توجد مباراة أخرى شغالة، كل الأندية تتطلع فقط إلى مباراة الوحدات والفيصلي. هذه هي النكهة، الجمهورين هما اللذان يعطيان النكهة. فنحن بصراحة عندما رأينا جمهور الوحدات غير متواجد في الملعب، بصراحة زعلنا. يعني ليس هذا هو الوحدات الذي تعودنا عليه دائماً، الذي يملأ الملعب. فدائماً هناك… تحدث بعض المشاحنات بين الجمهورين، ولكن الحمد لله أننا نسينا موضوع الشتائم، ونسينا… صار هناك، حسناً، عصبية وما إلى ذلك، ولكن كان النقاش بينهم جميلاً، بين الوحدات والفيصلي. فأنا أتمنى أن يعود نادي الوحدات كما كان سابقاً، وأن يعود جمهوره يملأ الملعب، لأن الوحدات والفيصلي هما اللذان يعطيان نكهة للدوري الأردني. يعني أزرق من هنا وأخضر من هنا، فيظهر منظر جميل جداً. نحن في المباراة الأخيرة بصراحة، الملعب كان فارغاً. صحيح أن الفيصلي ملأ الدرجة الأولى، ولكن جمهور الوحدات لم يكن موجوداً. نحن كنا مع القضية الفلسطينية وغزة وما إلى ذلك، ولكن ما باليد حيلة، نحن فقط نظل ندعو، نحن فقط ندعو لهم. ولكن أولاً وأخيراً، الله ينصرهم.

سامي
آمين يا رب.

بهاء عبد الرحمن
ويفرجها عنهم قريباً، ونعود ونرى الجمهورين في الملعب باللونين الجميلين، الأزرق والأخضر. فهي أصبحت محسوبية في النهاية، لم تعد حباً للون. هل تعرف شيئاً؟ لو أنها كانت حباً للون، والله العظيم لتجد الملعب ممتلئاً عن آخره، للوحدات والفيصلي. أما إذا أصبحت حباً شخصياً، فلن تجد أحداً. أما أنت، إذا أردتَ أن تحب ناديك، فأحب اللون الذي يرتديه اللاعبون، لا تحب فلاناً وفلاناً. إذا كنت تحب الفيصلي، فأحب الفيصلي لأنه يرتدي الأزرق، وأحب الوحدات لأنه يرتدي الأخضر. أما أن تحب بسبب فلان، وتقول: “والله فلان لم ينجح، سأتوقف عن تشجيع الفيصلي”، و”فلان لم يأتِ رئيساً للنادي، سأتوقف عن تشجيع الوحدات”، لا، هذا ليس انتماءً. إذا كان لديك انتماء حقيقي، فأحب انتماءك لناديك وللونه فقط. فالنتائج لها دور في الفترة الأخيرة مع الوحدات، وتغيير المدرب، وأعضاء الإدارة يريدون فلاناً ولا يريدون فلاناً، فتصبح الأمور: هذا يحب فلاناً وهذا يحب فلاناً. لا، كن فقط مع ناديك، أحب ناديك فقط لا أكثر.

سامي
أتمنى فقط… في أيامكم كان هناك انتماء، ولهذا كنا نرى أحداثاً، وفيصلي وجمهور ممتلئ، لأننا كنا نأخذ الانتماء من لاعبينا، نرى فيهم القدوة. ولكننا عندما نرى لاعبينا الآن، مقابل 50 ديناراً زيادة يذهب إلى نادٍ آخر، أنا نفسي لم يعد لدي انتماء.

بهاء عبد الرحمن
انظر، ليست المسألة… نحن نرى حتى اللاعبين يلعبون من دون روح أصلاً.

سامي
الآن، انظر، الروح، بإمكانك أن تزرعها. الروح تزرعها أنت كأعضاء إدارة، كرئيس نادٍ، ككابتن فريق، أنت تزرعها في اللاعب، أنت تزرعها وأنت الذي تزيلها منه. إذا نزلت وكأنني ذاهب إلى لعبة خماسية، فلن يكون لديك روح أبداً. تلعب المباراة وتروح. أما لا، فرئيس النادي له دور، أعضاء الإدارة لهم دور، اللاعب الذي يأتي إليك تحببه في شعار النادي، ليس أنه جاء إليك ليأخذ راتبه ويمشي. هو فعلاً جاء إليك لسنة واحدة وسيمشي، ويعطيه العافية، ولكن لا، قبل أن يمشي أو قبل أن يوقع عندك، تقول له: “هذا النسر، دير بالك عليه، أو أحبه”. هذا يفتح لك أبواباً. فعلاً، الأندية، الفيصلي والوحدات، هي التي تفتح أبواب الاحتراف أو أبواب المنتخب. فأنت فقط عندما يأتي إليك، حببه في النادي، ازرع فيه الروح، سواء كانت الإدارة أو كان قائد الفريق، حسسه بهذا الشيء، فبالتأكيد سيقدم لك. موضوع المادة شيء آخر. نحن في أيامنا، حسناً، كنت تأخذ 350 أو 400، كانت الأمور تتحسن معك، تكفيك لآخر الشهر. تمام. أما في الوقت الحالي، لا بصراحة، لا تكفي. الكل لديه التزامات، واللاعبون كلهم بحاجة إلى أموال. وصلت الفكرة؟ لأنك وصلت إلى زمن الاحتراف، يعني.

سامي
جميل. فكل واحد لديه مسؤولية. من هو أفضل لاعب أردني اليوم في الدوري الأردني؟ لا أريد أوروبياً.

بهاء عبد الرحمن
حالياً، حالياً… والله حالياً أحمد العرسان.

سامي
جميل. أفضل لاعب لعبت معه في أيامك، أردني.

بهاء عبد الرحمن
أفضل لاعب لعبت معه في أيامي، والله بصراحة، كانا اثنين معي، ولكن ليس في نفس الفريق، كل واحد في فريق. كانا اثنين، هما نكهة اللعبة، حسونة الشيخ ورأفت علي.

سامي
من أمهر، حسونة أم رأفت؟

بهاء عبد الرحمن
كل واحد له ميزة.

سامي
من أمهر، كابتن، حسونة أم رأفت؟

بهاء عبد الرحمن
كل واحد له ميزة. حسون الشيخ، ما شاء الله، عبارة عن رئة مفتوحة وروح في الملعب. موضوع القيادة، أنا تعلمتها منه. لعبت معه لسنوات طويلة، وهو كان يلعب قبلي، كان على أيام الكابتن جمال أبو عابد. تعلمت منه روح القيادة من حسون الشيخ. كيف كان يتعامل، كيف كان يتحدث، كيف كان يصرخ. حسون الشيخ بوقفته في الملعب، فقط يتحدث، حماس وروح، واعتراضات. كنت أتبعه في كل خطوة يفعلها، وأخذتها منه. بعد أن اعتزل حسونة الشيخ، دخل “حسونة” جديد، وهو أنا. فبصراحة، حسون الشيخ في الملعب لا يتوقف. أما المتعة والفن، فرأفت علي. يعني تمريرة جميلة، بينية جميلة، هدف جميل، رأفت علي. فكل واحد له ميزة. حسون الشيخ لا يتوقف في الملعب، روح وقيادة، يصنع أهدافاً وغير ذلك. ولكن رأفت علي، الكرة في قدمه جميلة.

سامي
جميل. أنا مسرور بالنقاش معك، كان هناك الكثير من الأحاديث التي يمكن أن نتحدثها، ولكن نظراً لضيق الوقت، ليس من عندنا، بل من عنده. لم أشعر بالوقت والله. ولكننا دائماً قبل أن ننهي الحلقة، نقول لكل شخص إن هذه كاميرتك، قل عليها ما تريد. فأنت يا كابتن، هذه كاميرتك، تحدث إلى من تريد مع الكاميرا، قل ما تشاء، سواء أردت أن تتحدث لجمهور الفيصلي أو لجمهور الوحدات أو لنفسك، هذه مساحتك.

بهاء عبد الرحمن
طيب، أولاً، أنا سعيد جداً أخي سامي بوجودي معك.

سامي
أنا أكثر.

بهاء عبد الرحمن
وبهذا البرنامج، الله ييسر. إن شاء الله من إبداع إلى إبداع، ومن تطور إلى تطور. إن شاء الله نراكم أيضاً في كأس العالم مع النشامى، إن شاء الله تغطون كل الفعاليات في كأس العالم.

سامي
إن شاء الله. اشتريت ملابس هاملتون يعني؟

بهاء عبد الرحمن
والله نعم. والله يمكن أن أرتدي “هاملتوني” أيضاً. أولاً، أتمنى التوفيق لناديي الأم، نادي الفيصلي، وأن نراه إن شاء الله في أعلى المراتب وبأعلى البطولات، وأن يحرز إن شاء الله هذه السنة بطولة الدوري وبطولة الكأس وبطولة السوبر، إن شاء الله نخرج بثلاث بطولات هذه السنة. وأتمنى التوفيق لاتحادنا الأردني برئاسة سمو الأمير علي، ولمنتخبنا الوطني إن شاء الله في التحضيرات القادمة التي هي لكأس العالم. وأتمنى إن شاء الله أن نظهر بصورة جميلة جداً لمنتخبنا في كأس العالم. وإن شاء الله أتمنى التوفيق لنادي الوحدات، وإن شاء الله نعود ونراه من جديد في المدرجات، ونعود ونرى جماهير المارد الأخضر موجودة في المدرجات، لأن حلاوة الكلاسيكو بين الفيصلي والوحدات، يعني أزرق من هنا وأخضر من هنا، هو الذي يعطي نكهة للكلاسيكو. وأكيد نحن نتمنى التوفيق لجميع الأندية الأردنية، وإن شاء الله يصبح لدينا تطور في الأردن، ونرى إن شاء الله دورينا من أفضل الدوريات في الأردن. إن شاء الله لنا التوفيق والنجاح.

سامي
إن شاء الله. سعدت كثيراً بك، وكان لي الشرف أن جلست معك اليوم وتعرفت عليك، وأنت لاعب عظيم جداً.

بهاء عبد الرحمن
الله يخليك.

سامي
ولك أهداف تُدرَّس. أتمنى أن نجد بهاء عبد الرحمن آخر.

بهاء عبد الرحمن
لا، إن شاء الله موجودون، إن شاء الله موجودون.

سامي
وأتمنى لك التوفيق في مشروعك الخاص أيضاً، والملاعب. وشكراً جزيلاً يا كابتن، إن شاء الله نلتقي في أيام قادمة.

بهاء عبد الرحمن
إن شاء الله، الله يخلي لنا إياك.

سامي
أنا أستأذنك لأُنهي وأعود. حسناً.
كانت هذه حلقتنا اليوم معكم، تعرفتم إن شاء الله أكثر على الكابتن بهاء عبد الرحمن. تحدثنا أكثر عن المنتخب، عن الفيصلي، عن الوحدات. حاولنا أن نغطي قدر المستطاع، ولكن والله نحن مضغوطون بالوقت. يعني أنا كان لا يزال لدي الكثير من المواضيع التي سنتحدث عنها، ولكن أعدكم بحلقة ثانية إن شاء المولى يكون فيها وقت أكثر، ندخل فيها ونناقش مواضيع أكثر. نلتقي لنرتقي، هكذا تُقال. وأنا لست مديراً، أنا أُهَرِّج. نراكم إن شاء الله في حلقات أخرى. شكراً يا جماعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى