بودكاستمطل

بودكاست مطل | لما القوة تكون امرأة

مرحبًا بكم في بودكاست مطل، حيث نلتقي بقصص ملهمة من قلب الواقع، قصص تحمل في طياتها تحديات كبيرة، إصرارًا لا يعرف اليأس، وحلمًا لا يعرف المستحيل. في كل حلقة، نأخذكم في رحلة مع شخصيات استثنائية، رفضت أن تكون ضحية للظروف، واختارت أن تكتب فصول نجاحها بيدها، لتترك أثرًا لا يُنسى.

اليوم، نحكي لكم قصة امرأة قررت أن ترفع راية التحدي، وتصنع من الصعوبات سلمًا للوصول إلى أحلامها. قصة ساجدة، التي اختارت أن تترك وظيفتها الآمنة في ظل أزمة عالمية غير مسبوقة، لتخوض غمار عالم الأعمال الحرة، وتحوّل فكرة بسيطة إلى مشروع ناجح، ليس فقط لتحقيق الاستقلال المادي، بل لتثبت أن الإرادة والعزيمة يمكن أن تحوّل الحلم إلى واقع.

في عام 2021، ومع انتشار جائحة كورونا، وجدت ساجدة نفسها في مواجهة مصير صعب. كأم معيلة لطفل صغير، لم يكن لديها رفاهية الانتظار أو التردد. كانت بحاجة إلى مصدر دخل سريع، وفكرة مبتكرة، فكانت عربة الرشوف، التي حملت معها طعمًا تراثيًا أصيلًا، وحكاية كفاح لا تُنسى.

لكن الطريق لم يكن مفروشًا بالورود. ساجدة واجهت تحديات جسدية ونفسية، من البرد القارس في الشارع، إلى صعوبة الموازنة بين العمل وتربية ابنها، وصولًا إلى نظرة المجتمع التي لم تكن دائمًا متفهمة. ومع ذلك، اختارت أن تثبت أن المرأة قادرة على تحمّل المسؤولية، وبناء مستقبلها بيدها.

في هذه الحلقة، سنستمع إلى ساجدة وهي تحكي لنا عن بداياتها المتواضعة، عن اللحظات التي كادت أن تيأس فيها، وعن الإصرار الذي جعلها تعود من جديد بعد كل فشل. سنتعرف على تفاصيل أكلة الرشوف، التي أصبحت علامة مميزة لها، وكيف استطاعت أن تجذب قلوب الناس بطعمها التراثي الأصيل.

سنسمع أيضًا عن تأثير الإعلام على مشروعها، وكيف ساعدها في الانتشار، لكنه في الوقت نفسه وضع عليها ضغوطًا وتوقعات كبيرة. سنتعمق في تجربتها مع فتح محل خاص، وكيف تعلمت من الفشل لتعود أقوى وأكثر إصرارًا.

وأخيرًا، سنستمع إلى طموحات ساجدة المستقبلية، وكيف ترى نفسها في السنوات القادمة، بالإضافة إلى نصائحها القيّمة للشباب والفتيات الذين يحلمون ببدء مشاريعهم الخاصة، ولكنهم يخشون الفشل أو ينتظرون الفرصة المثالية.

فاستعدوا لسماع قصة مليئة بالعبر، والإصرار، والأمل. قصة تثبت أن النجاح ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة العمل الجاد، والإيمان بالنفس، والقدرة على النهوض بعد كل سقوط.

مرحبًا بكم في رحلة ساجدة، من مطل، حيث الكلام من القلب إلى القلب.”

تقسيم البودكاست

المقدمة (0:001:30)

  • تقديم الحلقة وقصة ساجدة منذ 2021.
  • ترحيب رهف بساجدة وبداية الحديث عن بداية المشروع.

بداية القصة ودوافعها (1:305:00)

  • تأثير أزمة كورونا على قرار ساجدة بترك الوظيفة.
  • أسباب اختيارها لعربة طعام بسيطة التكلفة.
  • اختيار أكلة “الرشوف” غير التقليدية.

تفاصيل أكلة الرشوف (5:008:00)

  • تعريف الرشوف ومكوناته (اللبن، العدس، القمح، البصل بالسمن).
  • أصل التسمية والارتباط بالثقافة الأردنية.

التحديات بين العمل والأمومة (8:0012:00)

  • كيفية موازنة ساجدة بين العمل وتربية ابنها.
  • تأثير العمل على حياتها الاجتماعية وصحتها الجسدية.

التأثير الإعلامي وإيجابياته وسلبياته (12:0015:30)

  • كيف ساعد الضوء الإعلامي في انتشار المشروع.
  • المفاهيم الخاطئة حول الدعم المالي الذي تلقيته.

الصعوبات اليومية ومواقف مُلهمة (15:3020:00)

  • التحديات في الشارع (الطقس، النظرة المجتمعية).
  • قصص مؤثرة من الزبائن (مثل قصة “صخر أبو عنزة”).

فشل المحل والعودة إلى العربة (20:0024:00)

  • أسباب إغلاق المحل والدروس المستفادة.
  • قرار العودة للشارع ونجاحها المتجدد.

الطموحات المستقبلية ونصيحة للشباب (24:0028:00)

  • حلم ساجدة بالتخصص في الأكل التراثي وتوسيع المشروع.
  • نصائحها للشباب والنساء حول المثابرة والاستقلالية.

الختام (28:00)

  • شكر رهف لساجدة وإعلان نهاية الحلقة.

بداية البودكاست

قصتها عرفناها في 2021 عندما تركت عملها وقررت أن تقوم بعملها الخاص والذي هو عبارة عن (عربة الرشوف)، مرت الأيام وانتقلت العربة من مكان إلى مكان لكن الثابت الوحيد كان إصرار ساجدة على النجاح، اليوم على (المطل) نحكي كلاماً من القلب إلى القلب مع ساجدة، أهلاً وسهلاً بك ساجدة.

ساجدة: أهلاً بك رهف.

رهف: كيف حالك؟

ساجدة: الحمد لله، رواق.

رهف: اليوم سنتكلم كلاماً سلساً بسيطاً نأخذ ونعطي أنا وأنت على المطل.

عرفنا القصة في 2021 لكن فعلياً متى بدأت القصة وكيف؟

ساجدة: فعلياً كلنا كأشخاص حملنا شهادة وتخيلنا عن هذه الشهادة والوظيفة والراتب الذي ينزل آخر الشهر شيء يحمينا ويعطينا شكلاً من أشكال الأمان ولا نعلم أن هناك رقماً قادماً يؤمن لنا احتياجاتنا،

أزمة (كورونا) عندما أتت فاجأتنا جميعاً، ظرف لم نكن متخيلين أن يأتي، في هذه الأزمة وجدنا أنفسنا بإنهاء العقود وأنا كشخص يعمل (إتش أر) لست متعودة أن أحداً سينهي خدماتي فكانت صدمة أصلاً، في ذلك الوقت وكوني أماً معيلة ووحيدة لطفل عمره الآن الحمد لله ثماني سنوات، لم يكن لدي رفاهية أن أتمعن مثل بقية الناس، وأنتظر بعض الأشهر لأرى ماذا سيحدث بعد كورونا.

كان لزاماً أن أقطع التمعن وأبحث عن شيء يعوض عن مصدر الدخل الوحيد الذي كان هو الوظيفة، مثلي ممثل بقية الناس.

أول الأمر عندما نزلت إلى العربة كان اضطراراً واحتياجاً ملحاً أنني أريد مصدر دخل حتى أُأَمّن احتياجاتي واحتياجات طفلي، فكرت بشيء أن يكون (الكوست) له لا يعمل عليّ ثقل ليس لعبة ولا قرض وخرجت بفكرة العربة الذي هو (الكوست) لها ليس مغامرة كبيرة لو لم تنجح أعتبر نفسي أنني لم أفعل شيئاً وانتهى الأمر.

اخترت شيئاً ليس تقليدياً نوعاً ما، لم أذهب إلى العربات المعروفة في الأردن مثل الذرة والفول وهذه الأشياء، بحثت عن شيء مختلف قليلاً في ذاك الوقت، وبصراحة كانت الفكرة جداً بسيطة وكان الهدف منها أن أحصل على بعض الدنانير فقط حتى تسير أموري، لكن الموضوع كبر وخرج من يدي.

رهف: فكرة بسيطة وغير مكلفة. وأنت أخترت الرشوف لماذا اخترت الرشوف مع أنه يوجد أكلات قديمة وكثيرة؟

ساجدة: الفكرة كانت أن أبحث عن أكلة يكون منها قيمة غذائية عالية أقدر أن أقنع الناس بها إذا كانوا لا يعلمون بها، وتناسب الناس الموجودين في (الويف داي) من أجانب مهتمين بالثقافة وبنفس الوقت بحثت عملياً على أكلة ليس فيها (ويست) عالي وأخاف أن كل الكمية المتبقية يجب أن تُرمى، وأضع على نفسي تكاليف أيضاً أنا لست بحملها في ذاك الوقت، كان الاختيار في ذاك الوقت فيه كثير من البساطة لم يكن شيء فلسفي ولم أعمل دراسة جدوى، ولكن كبر بعد ذلك وأشعر بالدرجة الأولى كان ذلك الشيء من الله ربنا.

رهف: تيسير من رب العالمين.

ساجدة: صحيح.

رهف: هناك أشياء قديمة نعرفها من أجدادنا من أهالينا وهناك أناس كثيرون لا تعرف ما هو (الرّشوف)، من أين عرفتيها أنتِ؟

ساجدة: أكيد منذ صغرنا كانت أمهاتنا كلهم عندما يزيد شيء من الشراب من المنسف ولم يبقَ لحمة نصلحه، مثل قصة الصابونة عندما نضيف عليها الماء حتى تزيد وهذا جزء من العادات الاقتصادية عندنا وعندما أصبحت أماً كانت هي الطبخة الوحيدة التي نستخدم بها القمح فتعلمت كيف أطبخها عندما أصبحت أماً، ومن هنا جعلت هذه الفكرة هي التي أختار نفس تلك الأكلة.

رهف: لماذا سموها (الرّشوف)؟

ساجدة: يقال إنها بقدر ما تكون ساخنة أن يرتشفونها رشفاً، يقال ذلك وهي أكيد مختصة في أجواء الشتاء والبرد الكثير.

رهف: الذي علمته أيضاً وبحثت أريد أن أعرف ما معنى الرّشوف، فسموها كذلك لأنها هي عبارة عن (شوربة) في الأساس وترتشف ارتشاف فلذلك سموها هكذا.

ساجدة: لا تنسي أننا في ثقافتنا الأردنية في الزمان القديم مثلاً، نحن من البدو ولسنا مزارعين والمكونات التي لدينا أصلاً محدودة وتلاحظين أن طبخاتنا تشبه بعض في المكونات لأن هذا ما كان متوفر لدينا، وأصلاً كان الرز شيئاً دخيلاً على الأردن قبلها كانت حتى المنسف كان يعمل في أصله بالجريش ولم يكن بالرز نفسه.

رهف: ما هي مكونات الرشّوف؟

ساجدة:اللبن غير اللبن والعدس.

رهف: المتفقين عليه كل المحافظات ما هو؟

ساجدة: اللبن الجميد والعدس، والأشياء الأخرى تختلف من محافظة لأخرى ولكن طريقة الجنوب أكثر وهي جريشة القمح وقليل من الحمص الحب وآخر شيء هو حمس البصل بالسمن البلدي.

رهف: هل أنت كامرأة مستقلة وتحتضن طفل عمرة ثماني سنوات كيف قدرتِ أن توافقين بين العمل والأمومة؟

ساجدة: هذا شيء جداً مهم، الأم نفسها مسؤولة وعاملة.

رهف: كيف وفَّقْتِ بين الاثنتين؟

ساجدة: صعب جداً عندما يكون هناك مشروع فردي لأن الناس تشاهدني على العربة أبيع ولكن أنا فعلياً قبل هناك مجموعة أغراض بحاجة للشراء والطبخ يأخذ وقت طويل.

والذي ينتج عن هذا الطبخ أيضاً يأخذ وقتاً كبيراً، والعمل على العربة غير المجهود البدني يعمل مجهوداً نفسياً، أذهب أحياناً لا أقدر أن أقول كلمة، إضافة للبرد الذي يصيبني، هذه العوامل كلها تؤثر عليه، أبناؤنا كلهم يدفعون فواتير معنا في الآخر، أحاول قدر الإمكان أن أدفع الثمن الأكبر من الفاتورة، ولكن ذلك يؤثر عليكِ وعلى طفلك. وتصل أحياناً أنه مشتاق لكِ ويريد أن تكوني معه بلحظة معينة، هذه الأشياء تجرح ولكن في الآخر يعلم أن هذا الشيء الذي أعمله من أجل ألا يأتي يوم ويكون يخطر بباله شيء معين ولا أستطيع أن أحضره له،

رهف: ألا يحتاج شيء، هذه هي الأم بصراحة، في أثناء عملك أين يكون طفلك؟

ساجدة: اخترت أن أسكن في سكن مشترك مع صديقة لي تحمل عني حملاً كبيراً، على الأقل ابني يكون موجود في بيتي ولست مضطراً لأن آخذه لمكان ما وأعيده في الليل ولا ينام في موعده ولا يدرس في موعده هذا الشيء يسهّل عليّ كثيراً، لأجل ذلك مجبورة أن أسكن في منطقة بعيدة جداً حتى يكون مرتاحاً، استعنت له بمدرسة لأنني غير قادرة أبداً أن أراقب تعليمهن حتى أغراضه أصبحت أوصي أحداً أن يشتريها له.

 فعلياً هو يدفع الفاتورة معي ولكن أحاول أن تكون أقل فاتورة يمكن أن تدفع.

رهف: في الآخر يقولون لك ماذا تفعل المرأة! انظروا ماذا تعمل المرأة، هناك تفاصيل مخفية لا تخطر على بال أحد.

ساجدة: وأنا أنزل من الطابق الرابع وبكمية الأوزان التي أحملها، أرفعها وأنزلها لوحدي، تعلمت أن أكبس كبسة الضوء بخدّي لأن يداي مشغولتان وتعلمت أن يدي إذا جرحت أو أحرقت، كنت أقول لك منذ قليل منذ زمن لم أرى يداي مثل باقي البنات، ليس عندي هذه الرفاهية أن أعتني بنفسي، الحياة الاجتماعية حرفياً صفر، وقتي عكس وقت الناس أداوم بعد العصر والوقت الذي يرجعون به من عملهم، يوم عطلة في الأسبوع ماذا يمكن أن يتسع!

رهف: لم تعطي وقتاً لنفسك كله كان لطفلِك. وعندما ترين أن طفلك يشعر بالسعادة تشعرين نفسك أيضاً بالسعادة لأنه كذلك.

ساجدة: طبعاً.

رهف: أول انطلاق مشروعك سلّط الإعلام عليه بطريقة جميلة جداً، ما السلبيات والإيجابيات؟

ساجدة: لا أقدر أن أتكلم عن السلبيات لأن هذا الشيء كان إيجابياً كثيراً، الضوء الإعلامي سلبيته كانت، الحمد لله كان التسليط من الجهات الأردنية والخارج يمكن أنني لم أقلّد أحداً كنت لوحدي في ذلك المجال ولم أقلّد أحداً وفي تلك الأزمة كان الناس جميعهم يتفكرون، الذي أخذ تلك الخطوة الجريئة، سلبيات على العكس لا يوجد الإيجابيات كانت أنه ساعدني في نشر الفكرة والمشروع جعل الناس يعرفونني، ليس من الشرط المعرفة المباشرة والشخص الذي سمع سيمر ويخطر على باله أن يرى ما هذه الفتاة، وأقول دائماً العاطفة تجعل الناس تأتي إليك في المرة الأولى، سواء العاطفة الذي يعتبرها الناس شفقة قبل أن يروني أو فضول أو إعجاب أو أي شيء كان يأتون مرة ولكن من المستحيل أن يأتي في المرّة الثانية إلا إذا كانت المنتجات فيها شيء مميز أو أن الشخص كان قادراً على تسويق نفسه للناس، وبصراحة أهم سلبية كانت في موضوع الضوء الإعلامي يوحي للناس أنني من المشاريع التي أخذت دعماً حقيقياً مع أنه فعلياً لا، كنت آخذ (فيوز) وتعليقات أنه (وفقك الله) وكذا هذا الشيء جميل ولكن فعلياً كم على أرض الواقع ينعكس كفائدة ليس كثيراً.

رهف: لم تستفيدي من ذلك حيث أن أشخاصاً ترددت إليك؟

ساجدة: طبعاً هذا الشيء وفر عليّ كثيراً، كانت حملة تسويقية ضخمة لست مضطرة أن أبذل فيها مجهوداً كبيراً ومتكلفاً وهذا الشيء جميل جداً، المحزن أنني كنت واهمة أن مشروعي سيأخذ دعماً مؤسسياً، لأكن واضحة، أكبر بكثير من ذلك حتى أناس كثير تخيلوا أنني كنت من الأشخاص الذين تلقوا كثير من الدعم وهذا الشيء لم يحدث، وكجهة خارجية واحدة التي قدمت شيئاً.

رهف: يعني مؤسسة واحدة قدمت دعماً لك.

ساجدة: وخارجية أيضاً وليست من الأردن أيضاً هذا الضوء دائماً يوحي للناس أن الفتاة دعمت كثيراً ولكن لا ليس حقيقي الموضوع أبداً.

رهف: متى ساجدة متواجدة في الشارع مع جميع الفئات، وما هي الصعوبات التي واجهتها؟ صعوبات، نهفات، أشياء مضحكة، أكيد مرت عليم مواقف كثيرة.

ساجدة: أكيد، الصعوبات أكثر على السوشيال ميديا ليس في الشارع، في الشارع الناس لطيفة وراقية، على السوشيال ميديا قليلاً تكون أشياء أكيد مفهومة لوحدها من دون أن أتكلم، ونبقى نحن في بلد شرقي تقليدي صعب أن نرى تغييراً معيناً، ولكن ما أؤمن به أن التغيير ليس من أولها سيبدو، الناس التي كانت تمر للمرة الأولى يعطوني نظرة قرف، في المرة الثانية يمر يعتاد عليّ، المرة الثالثة يبتسم لي عندما يمر وأي تغيير يكون في أي مجتمع في البداية أناس ستكون هكذا، المؤمن بالشيء الذي يفعله.

يجب أن يتحملوا قليلاً حتى يصلوا بعد ذلك يتقبلون هي فقط البداية التي تكسر الأشياء الموجودة، والناس متخيلون أنه هناك فتاة تقف في الشارع فهي ممكن أن يكون توجهها أو فكرها أو سلوكها ليس تقليدياً جداً، كنت مصرّة من اليوم الأول أن أعمل طريقة احترافية أنني أتعامل كصاحبة مطعم، هذه الطريقة الرسمية في التعامل أن تحترم عملك ومواعيدك والناس الذين تتعامل معهم رغماً عنهم ينعكس عليهم حتى على الناس الغير محترمين يصبح يحترمك.

رهف: قبل مشروعك الذي بدأت به ماذا كانت طبيعة عملك؟

ساجدة: عملي كان دائماً إدارياً وعلى مكتب وكانت نقلة نوعية وبشكل عام كنت أفكر أن شخصيتي لا تحب أن تتعامل مع الناس كثيرا ولا أحب البيع، اكتشفت عكس ذلك في شخصيتي، عندما جرّبت وجدت أنني شخص يحب كثيراً التعامل مع الناس، التعامل السريع العفوي وبنفس الوقت اكتشفت أنني شخص كثيراً يحب أن يرى أحدهم فرحاً بالطعام الذي أقدمه، أجمل وأحن كلمة تكررت والحمد لله أكثر من مرة في حياتي (مثل النكهة التي كانت تصنعها أمي) هناك شاب بدوي قال لي (حوسك مثل حوس الحجّة) اكتشفت هذه الأشياء في شخصيتي وقبل لم أكن أعرفها أبداً. كنت متخيلة أنني شخص انطوائي أحب أن أتعامل مع الأوراق فقط.

رهف: الآن تعاملت مع الناس بطريقة سلسة، النقلة التي انتقلت بها من مكتب إلى عربة في الشارع ماذا أثرت في نفسيتك؟

 ساجدة: قلت لك في البداية كان اضطراراً ولكن بعد ذلك كان حب كثير لدرجة أنني كنت قد تسرعت وأخذت قرار فتح محل وأختها بطريقة مثل البنت التي ستتزوج وتعمل حفلة، كان هناك مجموعة اختيارات اخترتها عندما فتحت المحل كانت غير صحيحة ومتسرعة تسببت أنني لم أقدر أن أتابع فيه لأقل من سنة.

رهف: من الناحية المادية أم من شيء آخر؟

ساجدة: نعم من الناحية المادية، لأنني لم أكن مجهزة ادخاراً معيناً حتى أقوي المبيعات في الصيف واختياري للموقع واختياري حتى للأشخاص الذين أعمل معهم، كان هناك مجموعة قرارات ليست صحيحة تسببت أنني لم أنجح في المحل.

رهف: أتكلم مع ساجدة بنفسها بعيداً عن العمل تكلمنا عن مشروعك، أريد أن أتحدث عن الصعوبات التي واجهتها؟

ساجدة: أكيد هناك أشياء بديهية الجهد البدني والوقوف في البرد ممكن أكثر أشياء والجزء الصعب كان مخفياً أولها عندما يكون ولدي مشتاق لي، عندما ابني يمرض فأغيب عن العمل ولا أعرف كيف أبرر الغياب، أحياناً أحس أنني ممكن أن اتركه وأجبر على نفسي وأداوم، فكرة نفس المهام يومياً نفس الروتين على المدار اليومي صراحة نفسياً قاتل وبشكل كبير يوم وراء يوم يشعر الشخص أنه هو آلة وليس بشر في لحظة ما، خصوصاً مطلوب منه في العمل الكثير من المجاملة وتعامل مع أشخاص ورد على الهاتف وعلى الرسائل يبقى يشعر الشخص في لحظة معينة تحول على آلة، وأيضاً كانوا يعرضوني كقصة نجاح فعندما لم يكمل معي المحل وكنت أعلم أنه فشل بسبب اختيارات مني غير صائبة  للحظة شعرت أنني يجب أن اختفي (بلا رشوف بلا عربة بلا قضية) وسأعود لحياتي القديمة ووظيفة أبصم وأذهب وآخذ راتب آخر الشهر، سنة ونصف عشتهم بدون رشوف نهائياً.

رهف: كنت موظفة؟

ساجدة: نعم، وحاولت أن أعمل حتى شيف حتى أبقى قريبة من العمل الذي أحببته، لم أقدر، لأنني أول مرة في حياتي أعمل شيء أحبه أعمل وأنا فرحة وأول مرة اكتشف في شخصيتي أشياء أنني أحب الناس وأنا كنت متخيلة أنني شخص انطوائي جداً اكتشفت شيئاً جديداً في شخصيتي، كيف ممكن للشخص أن يعود عشر خطوات للوراء وليس خطوة واحدة بعد أن قمتي بفتح المحل وافتتاح وقدوم الناس وأعود إلى العربة مرة ثانية كنت شخصياً غير متقبلة رجعت من الصفر وفعلياً المحل أنزلني لتحت الصفر لأنني خرجت ليس فقط خاسرة للادخار وأصبحت مديونة أيضاً فكان أنه مجرد أن يسألني الناس ماذا حصل معك كنت أهرب من هذا السؤال وبصراحة عندما وجدت نفسي في الوظيفة غير مرتاحة أبداً فقط أنزلت منشوراً على صفحتي أنه لو فكرت أرجع استغربت أن الناس وبرغم أننا مجتمع مثل كل المجتمعات أنه في فترة ما يخرج متحمس للموضوع ليرى القصص التي بعدها وبعدها استغربت بعد سنة ونصف ولا تزال الناس مهتمة والدليل أنني قد تركت أثراً يستأهل أن يأتي الناس وعملت تحدي آخر غيرت المنطقة كلها وذهبت على منطقة ثانية منطقة الدوار السابع والتي هي بالأساس مليئة بالمطاعم، وقلت ممكن منطقة جديدة سأخسر كل زبائني القدامى وأبداً من الصفر، ولكن فعلياً لا، الوجوه التي أحبها وأعرفها عادت وجاءت على المنطقة الجديدة والحمد لله أعتقد أن شغل المشروع أقوى من سابق.

رهف: الحمد لله رب العالمين، ذكرتي تقلبات الجو كيف تتعاملين مع ذلك في أثناء عملك؟

 ساجدة: بكل صدق مهما حاول الشخص أن يأخذ احتياطات تراها بدون جدوى يأتي مطر يبتل الأول والأخر ومهما ارتديت من لباس ستبقين تشعرين بالبرد، يظل شكل الجسم يتأقلم مع تقلبات الطقس، هناك موجات برد كثيرة وشتاء تأتي بشكل كبير.

عندما يكون هناك موجة برد وشتاء شديدة والناس جالسين في بيوتهم أشعر بنفسي أنني أبرد بدون جدوى هذا ما كان يضايقني أكثر.

رهف: في أثناء تقلبات الجو أنت تكونين في دوامك أم لا؟

 ساجدة: أكون في دوامي لأنه يفترض أصلاً ان كل الأشياء التي أعملها هي شتوية بحتة.

رهف: هل تذكرين أول شخص اشترى منكِ؟

ساجدة: هي الدكتورة التي كانت تدرسني في الجامعة اسمها الدكتورة سجى حامد كل خطوة سرتها، كل عربة جديدة أو المحل والعودة دائماً كانت أول الناس تأتي بدون موعد تكون موجودة فتجدين مجموعة أسماء عندما تذكرينها تقولين أنا لن أخذلهم ويبقى مؤمنين بي، حينها عندما وصلت الشارع خفت أن أرجع من أول يوم لأنني كنت أريد شيء صغير أنزل وأبيع مثل الناس وبسلام وأذهب وعندما عدت وجدت بعض الناس تنتظر والبعض يصور وشعرت بالسعادة والحمد لله.

رهف: ما هي أفضل كلمة سمعتيها أثرت فيكِ؟

ساجدة: كان هناك أحد ما يبدو غامضاً يأتي ولا يتكلم بكلمة ويبدو أنه شخص مهم اسمه صخر أبو عنزة، أحبه وأوجه له تحية، كان يأتي باستمرار ولا يتكلم بكلمة، إلا مرة جاء وكان فاقداً لوالدته منذ شهرين وكانت والدته كل يوم سبت تصنع رشوف وأنه منذ أن توفيت أمه كل عائلته حاولوا صنعها بالطعمة نفسها ولم يأت بنفس النكهة غيري فصدقاً أنا دمعت من شدة جمال الكلمة.

رهف: وكم كانت مشجعة أن تكملين الشيء الذي أنت في الأساس تحبينه.

 ساجدة: الناس تعرف ما هي الموادالتي توضع وتعرف أن تغير شيء ويستطيعون التمييز أنه إذا كانت هذه الشنينة ليست حامضة مثل المرة السابقة، فتحدي عندما يشعر الشخص أن مشروعه يكبر تلقائياً يطمع ويوفر بشيء، فلا الناس تميز هذا الشيء وهذا شيء يطمئن وهناك من يقدر الذي أنت تتعب عليه.

رهف: هل كان هناك بعض الأشخاص تستغرب من الأكلة أم أن الناس كلهم يعرفونها؟

ساجدة: معظم الناس لا يعرفونها أصلاً من أجل ذلك أهم شيء موجود عندي على العربة هي الفناجين من أجل أن يتذوق الناس، لأنه لو أحدهم جاء وقال لي ما هو الرشوف أشعر أن الشرح عجقة ولا أصل لما يريد فيتذوق أسهل لي واشعر أنه شيء جميل أنه ولأول مرة يتذوقه ويعجبه.

رهف: وعلى الأغلب يعجبهم من المرة الأولى، في البداية كنت في الويد داي وهذه المنطقة معروفة فيها عدد أجانبن هل اشترى منك أجانب.

ساجدة: صراحة هذا الشيء الذي أفتقده وأحس أنني توقفت عن استخدام اللغات. طبخة الرشوف هي الطبخة الأورجينال التي يعرفونها ما بها من لحمة ودسم الذي لا يحتملوه وأقول لك أنني أقدر أن أقنعهم بها، أذكر مرة أحدهم قال لي أن لو يقدر أن يجرب الطعمة لهذه الطبخة فقلت له جرب واحكي لي.

رهف: وأيضاً متقنة للغة الإنكليزية.

ساجدة: الحمد لله.

رهف: يصفك الكثير ساجدة بأنك امرأة قوية هذه الصفة ماذا أخذت منك؟

ساجدة: لم أتأذى إلا من هذه الصفة من يوم ما سموني قوية تدهورت.

رهف: تحسين بنفسك دائماً تقولين أنا يجب أن أكون قوية.

ساجدة: دائما يجب أن أتحمل، دائماً يجب أن أواجه، هناك أشخاص يخلقون حياتهم سهلة وكل شيء أخذوه بسهولة أنا أحس أن كل شيء دفعت فاتورته مضاعفة على الأقل، من دراستي بعد التوجيهي لا أحد درّس نفسه بنفسه زواجي كان صعباً، انفصالي كان أصعب، أمومتي ليست مثل أي أمومة مع الوقت تعتادين أن الله اختارني دائماً أن أختار الطريق الصعبة وعندما يتأخذ الشخص قراراً خطأ لماذا تتحمل الناس عنه نتيجته وأيضاً الله يختبر الناس الذين يحبهم إن شاء الله ويقولون لك لماذا أجعل الناس يتحملون نتيجة أخطائي مثلاً اخترت قرارات خاطئة بارتباطي مثلاً لماذا عندما أنفصل عائلتي يجب أن تتحمل هذه النتيجة لماذا عندما فتحت محل اختياراتي كانت خاطئة أيضاً لماذا الأشخاص التي حولي او المجتمع أن يتحمل نتيجة قراراتي الخاطئة، أنا تعلمت أنني أخطأ كثيراً ولكنني اتحمل نتيجة هذه الأخطاء برجولة.

رهف: متى شعرتِ بالضعف؟ وكيف استجمعت هذه القوة؟ أكيد كل إنسان يشعر أحياناً أنه يكفي لست قادراً ومللت كافي نشعر بها كلنا، متى شعرت بها وكيف استجمعت قوتك؟

ساجدة: بعد آخر عقد انتهى من عدة شهور وجدت نفسي أول شيء الوظيفة تقريباً راتبنا على قدر البقاء أحياء فعلياً وبنفس الوقت سأتأخر لأجد وظيفة ابني لظروف كثيرة والتزامات والعربية غير قادرة على العودة إليها أشعر أن الناس تتكلم عني بالذهاب والعودة، هكذا كان شعوري وهكذا كانت ردة الفعل التي ستكونين مررت بشهرين لم أفعل شيء فيهم ولا أصحى من النوم المهرب من الحياة ولكن الناس يقولون أن يستصغروا أن يمر أحد من أمام العربة ولا يحبون المشاهدة ولا يحبونه فقط يمر ليقول لك (الله يعطيك العافية) قواك الله فعلاً الكلمة الصغيرة تؤثر، في تلك الزمة وصدقاً بالمنشور الذي أنزلته لمجرد أن أفكر في الموضوع وكمية الرسائل تعرض المساعدة وفي أي مكان تريدين، المكان الذي موجودة فيه حالياً احتواني وقدم لي تسهيلات تخص الكهرباء والموقع وغير ذلك هذا يشجع الشخص ويجعله يجد ولو من الخارج حتى لو لم يكن هناك قوة داخلية في تلك اللحظة.

رهف: في المستقبل ما هي خططك، ماذا تحبين في مشروعك إلى أين يصل؟

ساجدة: أي شخص عنده هدف أو حلم ويرى نفسه أنه يستحق بمستوى معين في الحياة وبصدق أشعر أنني بدأت بشيء صغير كثيراً وللآن لم تأت الفرصة أن آخذ الفرصة التي أستحق أحس أنه للآن لم تأت الفرصة ولكن مؤكد سوف تأتي ليس طموحي عربة ويمكن أكبر نجاح أعتبره في حياتي صار هو أن كثير من البنات أصبحوا قادرين على الوقوف في الشارع ويستطيعون بيع أي شيء دون الشعور بالحرج، للمستقبل أتمنى أن أتخصص بالأكل التراثي يتقدم بطريقة الكيترينغ ضيافة شركة ستعمل بوفيات من ألفها إلى يائها بالنظام الأردني البحت من السلطات إلى الحلويات .. هذا الطموح الذي أتمنى أن أصل له وأعرف أنني سأصل له.

رهف: كل شخص لديه طموح وهدف ويسعى له مؤكد سيصل له، أنا أشكرك وأهلاً وسهلاً بك، كنت منورة معي اليوم ساجدة أريد أن أختمها معك بنصيحة للشباب الذين لديهم طموح ولا يعرفون ماذا يعملون، أعطني نصيحة للشباب والفتيات.

ساجدة: دائماً نتحدث عن ضعف الإمكانيات نحن جيل وجد نفسه لا وظيفة ولا بديل مرات ممكن الفرصة تأتي، فكرة ممكن أن يكتب لها النجاح، أحياناً تخرج إلى خارج الصندوق خطوة بسيطة واحدة، لا تفكر أن تأخذ قرض وتفتح محل لا أنت ممكن تفعل شيء صغير وفي لحظة يكبر وحالياً أصبحت التجارة الالكترونية أصبح هناك مجالات كثيرة دولية ومحلية نفكر بها لم تكن قبل وللسيدات بالذات أحب أن أقول لهم أن لا يبقوا يبحثون عن أحد يحمل همهم، أن تكون مستقلة لذاتها وإذا قررت ان تنجب أولاد يجب أن تحملهم بالطول والعرض تماماً.

رهف: يعطيك ألف عافية، وهكذا نكون ختمنا حلقة مميزة من بودكاست مطل، انتظرونا في الحلقات القادمة مع قصة جديدة لبطل جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى